الموضوع: على
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:18 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "على"
اعلم أن "على" لها ثلاثةُ أقسامٍ: قسم تكون اسمًا، وقسم تكون فعلًا، وقسم تكون حرفًا، فإذا كانت اسمًا فذلك بدخول حروف الجر عليها كقوله:
باتت تنوشُ الحوض نوشًا من علا ..... نوشا به تقطع أجواز الفلا
وقوله:
غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها ..... تصلُّ وعند قيضٍ بزيزاء مجهل
ومعناها: "فوق".
وإذا كانت فعلًا فمضارعه
"يعلو" ومصدره "علوا"، مثل: دنا يدنو دنوًا، ومعناها ارتفع، كقوله تعالى: {إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ}، وقال الشاعر:
وتساقى القوم كأسًا مُرة ..... وعلا القوم دماءٌ كالشقر
وليست غرضنا في الوجهين، وإنما غرضُنا الحرفية، وهي حرف جر للأسماء ومعناها العلو [حقيقة] كقولك: طلع فلانٌ "على" السقف واستوى "على" الجبل، أو مجازًا كقوله تعالى: {عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى} أي: قهر العرش فما دونه باستيلاء حكمه "عليه"، ومنه قول الشاعر:
قد استوى بشرٌ على العراق ..... من غير سيفٍ ودمٍ مُهراق
أي: استولى وقهر، ومن هذا المعنى أو قريبٍ منه قولهم: خرقتُ "على" فلان ثوبه، وأخرقت "عليه" داره، وهو لم يلبس الثوب ولا دخل الدار، وإنما معناه .... من ذلك.
وهذا موضع
"على" في أصل الوضع، ثم قد تخرج عنه لمعان أُخر، فمنها أن تكون بمعنى "عن" كقولك رضيت "عليك"، أي: "عن"، ومنه قول الشاعر:
إذا رضيت علي بنو قُشيرٍ ..... لعمرُ الله أعجبني رضاها
وقال الآخر:
إذا ما امرؤ ولى عليك بوجهه ..... .... .... .... ....
أي: "عنك"، وجاز هذا أيضًا فيها لأن معنى «رضي» في البيت الأول في معنى [وافى]، وولى في الثاني في معنى أعرض، وقد تقدم بيان هذا فيما تقدم فتبينه وقس تُصب إن شاء الله). [رصف المباني:371 - 373]


رد مع اقتباس