الموضوع: حرف الغين
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 22 ذو الحجة 1438هـ/13-09-2017م, 06:35 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح أحمد بن فارس الشدياق (ت: 1305هـ)

(حرف "الغين")
قال أحمد بن فارس الشدياق (ت: 1305هـ): ( (حرف "الغين")
"غير": اسم ملازم للإضافة في المعنى، ويجوز أن يقطع عنها لفظًا إن فهم معناه، وتقدمت عليها كلمة "ليس"، وقولهم: "لا غير" لحن، قال الشارح: ورد هذا بأنه كلام مستعمل كما قال ابن مالك، واستدل له بشاهد وافقه عليه ابن الحاجب ووافقه محققو كلامه كالرضي، والشاهد هو قوله: لعن عمل أسلفت "لا غير" تسأل. اهـ.
ويقال: قبضت عشرة
"ليس" غيرها بالرفع على حذف الخبر أي: مقبوضًا، وبالنصب على إضمار الاسم، أي: "ليس" المقبوض غيرها، و"ليس" "غير" بالفتح من "غير" تنوين على إضمار الاسم أيضًا، وحذف المضاف إليه لفظًا، ونية ثبوته كقراءة بعضهم: {لله الأمر من قبل ومن بعد}، بالكسر من "غير" تنوين، أي: من قبل الغلب ومن بعده، وليس "غير" بالضم من "غير" تنوين، وتستعمل "غير" المضافة لفظًا على وجهين:
أحدهما: وهو الأصل: أن تكون صفة للنكرة نحو: {نعمل صالحًا غير الذي كنا نعمل}، أو لمعرفة قريبة منها نحو: {صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم}.
والثاني: أن تكون استثناء فتعرب بإعراب الاسم التالي إلا في ذلك الكلام، تقول: جاء القوم
"غير" زيد، بالنصب، وما جاءني أحد "غير" زيد، بالنصب والرفع، ويجوز بناؤها على الفتح إذا أضيفت لمبني كقوله:
لم يمنع الشرب منها غير أن نطقت ..... حمامة في غصون ذات أو قال
أي: لم يمنع الناقة الشرب إلا تصويت حمامة على غصون، والأوقال جمع وقل، وهي: الحجارة، وقوله:
لذ بقيس حين يأتي غيره ..... تلقه بحرًا مفيضًا خيره
أي: شخص "غيره"، "فغير" هنا صفة لنكرة، قال الحريري في درة الغواص: ويقولون فعل "الغير" ذلك ف يدخلون على "غير" آلة التعريف، والمحققون من النحويين يمنعون من إدخال "الألف" و"اللام" عليه، قال الشارح: ما ادعاه من عدم دخول "ال" على "غير"، وإن اشتهر، فلا مانع منه قياسًا، وإنما المهم فيه إثبات السماع عن العرب.
وفي تهذيب الأزهري: قال ابن أبي الحسن في شامله: منع قوم دخول
"الألف" و"اللام" على "غير" و"كل" و"بعض"؛ لأنها لا تتعرف بالإضافة فلا تتعرف "باللام".
قال: وعندي لا مانع من ذلك؛ لأن
"اللام" فيها ليست للتعريف ولكنها "اللام" العاقبة للإضافة نحو قوله: كأن بين فكها والفك، أي: وفكها، وقوله تعالى: {فإن الجنة هي المأوى}، أي: مأواه، على أن "غيراً" قد تتعرف بالإضافة في بعض المواضع.
وقد يحمل
"الغير" على الضد، و"الكل" على الجملة، و"البعض" على الجزء، فيصح دخول "اللام" بهذا المعنى، اهـ.
فيصح بطريق الحمل على النظير وهو شائع في كلامهم، و
"غير" لا يثنى ولا يجمع، فلا يقال: غيران وأغيار إلا في كلام المولدين). [غنية الطالب: 197 - 198]


رد مع اقتباس