الموضوع: لكن المشددة
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 10:44 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("لكنّ"
"لكن" -مشدّدة "النّون"-: حرف ينصب الاسم ويرفع الخبر، وفي معناها ثلاثة أقوال:
أحدها: وهو المشهور أنه واحد وهو الاستدراك، وفسّر بأن تنسب لما بعدها حكما مخالفا لحكم ما قبلها، ولذلك لا بد أن يتقدمها كلام مناقض لما بعدها، نحو: ما هذا ساكنا "لكنه" متحرك أو ضد له، نحو: ما هذا أبيض "لكنه" أسود، قيل أو خلاف، نحو: ما زيد قائما "لكنه" شارب، وقيل لا يجوز ذلك.
والثّاني: أنّها ترد تارة للاستدراك وتارة للتوكيد، قاله جماعة منهم صاحب البسيط، وفسروا الاستدراك برفع ما يتوهّم ثبوته، نحو: ما زيد شجاعا "لكنه" كريم؛ لأن الشجاعة والكرم لا يكادان يفترقان، فنفي أحدهما يوهم انتفاء الآخر.
وما قام زيد "لكن" عمرا قام، وذلك إذا كان بين الرجلين تلابس أو تماثل في الطّريق، ومثلوا للتوكيد بنحو: لو جاءني أكرمته "لكنه" لم يجيء فأكدت ما أفادته لو من الامتناع.
والثّالث: أنّها للتوكيد دائما، مثل "إن" ويصحب التوكيد معنى الاستدراك، وهو قول ابن عصفور، قال في المقرب: "إن" و"أن" و"لكن"، ومعناها التوكيد، ولم يزد على ذلك.
وقال في الشّرح معنى "لكن" التوكيد، وتعطي مع ذلك الاستدراك انتهى.
والبصريون على أنّها بسيطة.
وقال الفراء أصلها "لكن" "أن" فطرحت "الهمزة" للتّخفيف، و"نون" "لكن" للساكنين، كقوله:
( ... ولاك اسقني إن كان ماؤك ذا فضل)
وقال باقي الكوفيّين مركبة من "لا" و"إن" و"الكاف" الزّائدة "لا" التشبيهية، وحذفت "الهمزة" تخفيفًا، وقد يحذف اسمها كقوله:
فلو كنت ضبيا عرفت قرابتي ... ولكن زنجي عظيم المشافر
أي: و"لكنّك" زنجي، وعليه بيت المتنبي:
وما كنت ممّن يدخل العشق قلبه ... ولكن من يبصر جفونك يعشق
وبيت الكتاب:
ولكن من لا يلق أمرا ينوبه ... بعدته ينزل به وهو أعزل
ولا يكون الاسم فيهما من لأن الشّرط لا يعمل فيه ما قبله.
ولا تدخل "اللّام" في خبرها خلافًا للكوفيين احتجّوا بقوله:
... ولكنني من حبها لعميد
ولا يعرف له قائل ولا تتمّة ولا نظير، ثمّ هو محمول على زيادة "اللّام" أو على أن الأصل "لكن" إنّني، ثمّ حذفت "الهمزة" تخفيفًا، و"نون" "لكن" للساكنين).[مغني اللبيب: 3 / 541 - 547]


رد مع اقتباس