عرض مشاركة واحدة
  #58  
قديم 30 محرم 1439هـ/20-10-2017م, 02:51 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

الباب السادس:تفسير البسملة

المراد بالبسملة
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (المراد بالبسملة
المراد بالبسملة هنا قول (بسم الله الرحمن الرحيم)، فالبسملة اسم لهذه الكلمة دالٌّ عليها بطريقة النحت اختصاراً.

قال ابن فارس: (العرب تَنْحَتُ من كلمتين كلمةً واحدة، وهو جنس من الاختصار)ا.هـ.
واستعمال العرب للنحت قديم، ومن شواهده من شعر الجاهليين قول عبد يغوث بن وقاص الحارثي:
وتضحك مني شيخة عبشمية ... كأن لم ترى قبلي أسيراً يمانيا
قال الخليل: (نَسَبها إلى عَبْدِ شَمْسٍ، فأَخَذَ العين والباء من (عَبْد) وأخذَ الشينَ والميمَ من (شَمْس) ، وأسقَطَ الدال والسِّين، فبَنى من الكلمتين كلمة؛ فهذا من النَّحت)ا.هـ.
وذكر الخليل من الشواهد على ذلك قول الشاعر:
أقولُ لها ودمعُ العَينِ جار ... ألَمْ يَحْزُنْكِ حَيْعلةُ المنادي
ثم قال: (فهذه كلمة جُمِعَتْ من حَيَّ، ومن على، وتقول منه: حَيْعَلَ يُحَيْعِلُ حَيْعَلَةً)ا.هـ.
والأصل في البسملة أنها اختصار قولك: (بسم الله)، وقد ورد لفظ البسملة في شواهد لغوية احتجّ بها بعض أهل اللغة، ومن ذلك ما أنشده الخليل بن أحمد وأبو منصور الأزهري وأبو علي القالي وغيرهم من قول الشاعر:
لقد بَسمَلَتْ هندٌ غداةَ لَقِيتها ... فيا حبّذا ذاك الحبيب المبسمِلُ
(بَسْمَلَتْ) أي: قالت: (بسم الله) استغراباً أو فزعاً.
ونُسب هذا البيت مغيَّراً إلى عمر بن أبي ربيعة.
واشتهر إطلاق اسم البسملة على كلمة (بسم الله الرحمن الرحيم).
قال ابن السكِّيت (ت:244هـ): (يقال: قد أكثرت من البسملة، إذا أكثر من قوله "بسم الله الرحمن الرحيم"، وقد أكثرت من الهيللة، إذا أكثرت من قول "لا إله إلا الله"، وقد أكثرت من الحوقلة، إذا أكثرت من قول "لا حول ولا قوة إلا بالله")ا.هـ.
وأكثر ما يستعمل لفظ "البسملة" في كلام أهل العلم لقول (بسم الله الرحمن الرحيم).
وأكثر ما تستعمل التسمية لقول (بسم الله).
ويقع في كلام بعضهم استعمال اللفظين للمعنيين، والسياق يخصص المراد). [تفسير سورة الفاتحة:121 - 122]

رد مع اقتباس