عرض مشاركة واحدة
  #125  
قديم 1 صفر 1439هـ/21-10-2017م, 11:36 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

المراد بالذين أنعم الله عليهم:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (المراد بالذين أنعم الله عليهم
الذين أنعم الله عليهم قد بيّنهم الله تعالى بقوله: ﴿وَمَنْ يُطِعِ اللَّهَ وَالرَّسُولَ فَأُولَئِكَ مَعَ الَّذِينَ أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ مِنَ النَّبِيِّينَ وَالصِّدِّيقِينَ وَالشُّهَدَاءِ وَالصَّالِحِينَ وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا (69) ذَلِكَ الْفَضْلُ مِنَ اللَّهِ وَكَفَى بِاللَّهِ عَلِيمًا﴾
فهذه الآية تضمّنت بيان أصناف الذين أنعم الله عليهم، وأنّهم على درجات في هذا الإنعام؛ فمن الدرجات ما اختصّ الله به أنبياءَه ورسله، ومن هذه الدرجات ما جعل الأمَّة تتفاضل في طلبه وإدراكه.
وكل صنف من هؤلاء قد فضّل الله بعض أهله على بعض؛ حتى الرّسل كما دلّ على ذلك قول الله تعالى: {تلك الرسل فضّلنا بعضهم على بعض} ، فهم وإن كانوا في درجة الرسالة؛ إلا أن بينهما تفاضلاً عظيماً فيما اختصّ الله به بعضهم دون بعض في الفضائل، ففضّل أولى العزم من الرسل على غيرهم، وفضّل بعضهم بأن كلّمهم، وفضّل نبينا محمدٍ صلى الله عليه وسلم وإبراهيم عليه الصلاة والسلام بأن اتّخذهما خليلين، وفضّل نبيّنا صلى الله عليه وسلم بفضائل عظيمة من المقام المحمود والوسيلة والشفاعة الخاصة وغيرها مما اختصه الله به دون سائر النبيين والمرسلين.
فإذا كان هذا التفاضل جارياً في أفضل الدرجات وهي درجة النبوّة؛ فهو كذلك في سائر الدرجات.
فالصدّيقون يتفاضلون، والشهداء يتفاضلون، والصالحون كذلك يتفاضلون تفاضلاً عظيماً في وصف الصلاح؛ فمنهم من يكون له أصل الصلاح، وهو ما يصحّ به إسلامه؛ فيكون موعوداً بالجنّة، ومنهم من يكون من المحسنين في صلاحهم؛ فيكون من أهل الدرجات العلى. [تفسير سورة الفاتحة:227 - 228]


رد مع اقتباس