عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 11 جمادى الأولى 1434هـ/22-03-2013م, 12:00 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا عِبَادَ اللَّهِ الْمُخْلَصِينَ (40) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إلاّ عباد اللّه المخلصين} يقول: إلاّ عباد اللّه الّذين أخلصهم يوم خلقهم لرحمته، وكتب لهم السّعادة في أمّ الكتاب، فإنّهم لا يذوقون العذاب، لأنّهم أهل طاعة اللّه، وأهل الإيمان به.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {إلاّ عباد اللّه المخلصين} قال: هذه ثنية اللّه). [جامع البيان: 19/529-530]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين (30) فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقو العذاب الأليم (38) وما تجزون إلا ما كنتم تعملون (39) إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن مجاهد رضي الله عنه أنه كان يقرأ {إلا عباد الله المخلصين} ). [الدر المنثور: 12/401]

تفسير قوله تعالى: (أُولَئِكَ لَهُمْ رِزْقٌ مَعْلُومٌ (41) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {أولئك لهم رزقٌ معلومٌ} يقول: هؤلاء هم عباد اللّه المخلصون لهم رزقٌ معلومٌ؛ وذلك الرّزق المعلوم: هو الفواكه الّتي خلقها اللّه لهم في الجنّة
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أولئك لهم رزقٌ معلومٌ} في الجنّة.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قالا: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {أولئك لهم رزقٌ معلومٌ} قال: في الجنّة). [جامع البيان: 19/530]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين (30) فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقو العذاب الأليم (38) وما تجزون إلا ما كنتم تعملون (39) إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: في الجنة). [الدر المنثور: 12/401]

تفسير قوله تعالى: (فَوَاكِهُ وَهُمْ مُكْرَمُونَ (42) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فواكه وهم مكرمون (42) في جنّات النّعيم (43) على سررٍ متقابلين (44) يطاف عليهم بكأسٍ من معينٍ (45) بيضاء لذّةٍ للشّاربين (46) لا فيها غولٌ ولا هم عنها ينزفون}.
قوله {فواكه} ردًّا على الرّزق المعلوم تفسيرًا له، ولذلك رفعت وقوله: {وهم مكرمون} يقول: وهم مع الّذي لهم من الرّزق المعلوم في الجنّة مكرمون بكرامة اللّه الّتي أكرمهم اللّه بها). [جامع البيان: 19/530]

تفسير قوله تعالى: (فِي جَنَّاتِ النَّعِيمِ (43) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {في جنّات النّعيم} يعني: في بساتين النّعيم). [جامع البيان: 19/530]

تفسير قوله تعالى: (عَلَى سُرُرٍ مُتَقَابِلِينَ (44) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {على سررٍ متقابلين} يعني: أنّ بعضهم يقابل بعضًا، ولا ينظر بعضهم في قفا بعضٍ). [جامع البيان: 19/530]

تفسير قوله تعالى: (يُطَافُ عَلَيْهِمْ بِكَأْسٍ مِنْ مَعِينٍ (45) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله بكأس من معين قال من خمر جار). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يوسف بن عديٍّ، قال: ثنا رشدين بن سعدٍ، عن يونس بن يزيد، عن عطاءٍ الخراساني في قول الله عز وجل: {بكأسٍ} قال: الخمر). [جزء تفسير عطاء الخراساني: 115]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {يطاف عليهم بكأسٍ من معينٍ} يقول تعالى ذكره: يطوف الخدم عليهم بكأسٍ من خمرٍ جاريةٍ ظاهرةٍ لأعينهم غير غائرةٍ.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {يطاف عليهم بكأسٍ من معينٍ} قال: كأسٍ من خمرٍ جاريةٍ، والمعين: هي الجارية.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا سفيان، عن سلمة بن نبيطٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، في قوله: {بكأسٍ من معينٍ} قال: كلّ كأسٍ في القرآن فهو خمرٌ.
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد اللّه بن داود، عن سلمة بن نبيطٍ، عن الضّحّاك بن مزاحمٍ، قال: كلّ كأسٍ في القرآن فهو خمرٌ.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {بكأسٍ من معينٍ} قال: الخمر. والكأس عند العرب: كلّ إناءٍ فيه شرابٌ، فإن لم يكن فيه شرابٌ لم يكن كأسًا، ولكنّه يكون إناءً). [جامع البيان: 19/530-531]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 45 - 49.
أخرج ابن أبي شيبة وهناد، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه قال: كل كأس ذكره الله في القرآن إنما عني به الخمر). [الدر المنثور: 12/401-402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بكأس من معين} قال: كأس من خمر لم تعصر والمعين هي الجارية {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تذهب عقولهم ولا تصدع رؤوسهم ولا توجع بطونهم). [الدر المنثور: 12/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن الضحاك رضي الله عنه {بكأس من معين} هو الجاري). [الدر المنثور: 12/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يطاف عليهم بكأس من معين} قال: الخمر {لا فيها غول} قال: ليس فيها صداع {ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تذهب عقولهم). [الدر المنثور: 12/402]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {بكأس من معين} قال: المعين الخمر {لا فيها غول} قال: وجع بطن {ولا هم عنها ينزفون} لا مكروه فيها ولا أذى). [الدر المنثور: 12/404]

تفسير قوله تعالى: (بَيْضَاءَ لَذَّةٍ لِلشَّارِبِينَ (46) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {بيضاء لذّةٍ للشّاربين} يعني بالبيضاء: الكأس، ولتأنيث الكأس أنّثت البيضاء، ولم يقل: أبيض، وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه: (صفراء).
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {بيضاء} قال السّدّيّ: في قراءة عبد اللّه: (صفراء).
وقوله: {لذّةٍ للشّاربين} يقول: هذه الخمر لذّةٍ يلتذّها شاربوها). [جامع البيان: 19/531-532]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن السدي رضي الله عنه في قوله {بيضاء} قال: في قراءة عبد الله صفراء). [الدر المنثور: 12/402]

تفسير قوله تعالى: (لَا فِيهَا غَوْلٌ وَلَا هُمْ عَنْهَا يُنْزَفُونَ (47) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدّثني (؟) اللّيث] بن سعدٍ أنّ عبد اللّه بن عبّاسٍ قال في هذه الآية: {لا فيها [غولٌ ولا هم عنها ينزفون} ....... ] ما الغول حتّى سمع أعرابيًّا يقول لصاحبه: إنّي أجد في [ ........ ] جاءت، واللّه، والغول: الوجع يجده في بطنه). [الجامع في علوم القرآن: 2/115]
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (حدثني ابن لهيعة أن ابن عباس أشكل عليه قول الله: {لا فيها غولٌ}، فلم [ .. .. ] ما الغول حتى سمع أعرابيا أو أعرابية: إني لأجد في بطني غولا، فقال: صدقت، [ .. .. ـغ] الغول المغص). [الجامع في علوم القرآن: 2/148]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله لا فيها غول قال لا تذهب عقولهم ولا هم عنها ينزفون قال لا تصدع رؤوسهم ولا توجع بطونهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/148-149]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] قال: قال مجاهدٍ {لا فيها غولٌ} قال: لا يشتكون بطونهم {ولا هم عنها ينزفون} لا تنزف عقولهم وقال بعضهم: الصداع [الآية: 47]). [تفسير الثوري: 252-253]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {غولٌ} [الصافات: 47] : «وجع بطنٍ» ، {ينزفون} [الصافات: 47] : «لا تذهب عقولهم»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله غولٌ وجع بطنٍ ينزفون لا تذهب عقولهم قرين شيطانٍ سقط هذا لأبي ذرٍّ وقد وصله الفريابيّ عن مجاهدٍ كذلك). [فتح الباري: 8/543]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (غولٌ: وجع بطنٍ
أشار به إلى قوله تعالى: {لا فيها غول ولا هم عنها ينزفون} (الصافات: 47) وفسّر قوله: غول بقوله: (وجع بطن) وهذا قول قتادة، وعن الكلبيّ: لا فيها إثم نظيره: (لا لغو فيها ولا تأثيم) (الطّور: 23) وعن الحسن: صداع، وقيل: لا تذهب عقولهم. وقيل: لا فيها ما يكره، وهذا أيضا لم يثبت لأبي ذر.
ينزفون: لا تذهب عقولهم
أشار به إلى قوله تعالى: {ولا هم عنها ينزفون} وفسره بقوله: لا تذهب عقولهم، هذا على قراءة كسر الزّاي، ومن قرأها بفتحها فمعناه لا ينفذ شرابهم، وفي التّفسير: لا يغلبهم على عقولهم ولا يسكرون بها، يقال: نزف الرجل فهو منزوف ونزيف إذا سكر وزال عقله، وأنزف الرجل إذا فنيت خمره). [عمدة القاري: 19/135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({غول}) أي (وجع البطن) وبه قال قتادة، وقال الليث: صداع {ولا هم عنها} ({ينزفون}) [الصافات: 47] أي (لا تذهب عقولهم) وينزفون بضم أوّله وفتح الزاي من نزف الرجل ثلاثيًّا مبنيًّا للمفعول بمعنى سكر وذهب عقله وقرأ حمزة والكسائي بكسر الزاي من أنزف الرجل إذا ذهب عقله من السكر). [إرشاد الساري: 7/313-314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا فيها غولٌ} يقول: لا في هذه الخمر غولٌ، وهو أن تغتال عقولهم؛ يقول: لا تذهب هذه الخمر بعقول شاربيها، كما تذهب بها خمور أهل الدّنيا إذا شربوها فأكثروا منها، كما قال الشّاعر:
وما زالت الكأس تغتالنا = وتذهب بالأوّل الأوّل
والعرب تقول: ليس فيها غيلةٌ وغائلةٌ وغولٌ بمعنًى واحدٍ؛ ورفع غولٌ ولم ينصب بلا لدخول حرف الصّفة بينها وبين الغول، وكذلك تفعل العرب في التّبرئة إذا حالت بين لا والاسم بحرفٍ من حروف الصّفات رفعوا الاسم ولم ينصبوه، وقد يحتمل قوله: {لا فيها غولٌ} أن يكون معنيًّا به: ليس فيها ما يؤذيهم من مكروهٍ، وذلك أنّ العرب تقول للرّجل يصاب بأمرٍ مكروهٍ، أو ينال بداهيةٍ عظيمةٍ: غال فلانًا غولٌ.
وقد اختلف أهل التّأويل في تأويل ذلك، فقال بعضهم: معناه: ليس فيها صداعٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {لا فيها غولٌ} يقول: ليس فيها صداعٌ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ليس فيها أذًى فتشكي منه بطونهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {لا فيها غولٌ} قال: هي الخمر ليس فيها وجع بطنٍ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {لا فيها غولٌ} قال: وجع بطنٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ في قوله: {لا فيها غولٌ} قال: الغول ما يوجع البطون، وشارب الخمر ههنا يشتكي بطنه.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {لا فيها غولٌ} يقول: ليس فيها وجع بطنٍ، ولا صداع رأسٍ.
وقال آخرون: معنى ذلك: أنّها لا تغوّل عقولهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {لا فيها غولٌ} قال: لا تغتال عقولهم.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ليس فيها أذًى ولا مكروهٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثت عن يحيى بن زكريّا بن أبي زائدة، عن إسرائيل، عن سالمٍ الأفطس، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {لا فيها غولٌ} قال: أذًى ولا مكروهٌ.
- حدّثنا محمّد بن سنانٍ القزّاز، قال: حدّثنا عبد اللّه بن بزيعة، قال: أخبرنا إسرائيل، عن سالمٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {لا فيها غولٌ} قال: ليس فيها أذًى ولا مكروهٌ.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: ليس فيها إثمٌ.
قال الإمام أبو جعفرٍ رحمه اللّه تعالى: ولكلّ هذه الأقوال الّتي ذكرناها وجهٌ، وذلك أنّ الغول في كلام العرب: هو ما غال الإنسان فذهب به، فكلّ من ناله أمرٌ يكرهه ضربوا له بذلك المثل، فقالوا: غالت فلانًا غولٌ، فالذّاهب العقل من شرب الشّراب، والمشتكي البطن منه، والمصدع الرّأس من ذلك، والّذي ناله منه مكروهٌ كلّهم قد غالته غولٌ.
فإذا كان ذلك كذلك، وكان اللّه تعالى ذكره قد نفى عن شراب الجنّة أن يكون فيه غولٌ، فالّذي هو أولى بصفته أن يقال فيه كما قال جلّ ثناؤه {لا فيها غولٌ} فيعمّ بنفي كلّ معاني اللّغو عنه، وأعمّ ذلك أن يقال: لا أذًى فيها ولا مكروهً على شاربيها في جسمٍ ولا عقلٍ، ولا غير ذلك.
واختلفت القرّاء في قراءة قوله {ولا هم عنها ينزفون} فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة {ينزفون} بفتح الزّاي، بمعنى: ولا هم عن شربها تنزف عقولهم.
وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفة: (ولا هم عنها ينزفون) بكسر الزّاي، بمعنى: ولا هم عن شربها ينفد شرابهم.
والصّواب من القول في ذلك أنّهما قراءتان معروفتان صحيحتا المعنى غير مختلفتيه، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ؛ وذلك أنّ أهل الجنّة لا ينفد شرابهم، ولا يسكرهم شربهم إيّاه، فيذهب عقولهم.
واختلف أهل التّأويل في معنى ذلك، فقال بعضهم: معناه: لا تذهب عقولهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ {ولا هم عنها ينزفون} يقول: لا تذهب عقولهم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ {ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تنزف فتذهب عقولهم.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، {ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تذهب عقولهم.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تنزف عقولهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تنزف العقول.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تغلبهم على عقولهم.
وهذا التّأويل الّذي ذكرناه عمّن ذكرنا عنه لم تفصّل لنا رواته القراءة الّتي هذا تأويلها، وقد يحتمل أن يكون ذلك تأويل قراءة من قرأها: (ينزفون) و{ينزفون} كلتيهما، وذلك أنّ العرب تقول: قد نزف الرّجل فهو منزوفٌ: إذا ذهب عقله من السّكر، وأنزف فهو منزفٌ، محكيّةٌ عنهم اللّغتان كلتاهما في ذهاب العقل من السّكر؛ وأمّا إذا فنيت خمرٌ القوم فإنّي لم أسمع فيه إلاّ أنزف القوم بالألف، ومن الإنزاف بمعنى: ذهاب العقل من السّكر، قول الأبيرد:
لعمري لئن أنزفتموا أو صحوتم = لبئس النّدامى كنتم آل أبجرا). [جامع البيان: 19/532-536]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لا فيها غول يقول ليس فيها وجع بطن). [تفسير مجاهد: 541]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله ولا هم عنها ينزفون يقول لا تذهب عقولهم). [تفسير مجاهد: 541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {يطاف عليهم بكأس من معين} قال: الخمر {لا فيها غول} قال: ليس فيها صداع {ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تذهب عقولهم). [الدر المنثور: 12/402] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: في الخمر أربع خصال: السكر والصداع والقيء والبول، فنزه الله خمر الجنة عنها: {لا فيها غول} لا تغول عقولهم من السكر {ولا هم عنها ينزفون} لا يقيؤن عنها كما يقيء صاحب خمر الدنيا عنها والقيء مستكره). [الدر المنثور: 12/402-403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن نافع بن الأزرق قال له: أخبرني عن قوله {لا فيها غول} قال: ليس فيها نتن ولا كراهية كخمر الدنيا قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت أمرؤ القيس وهو يقول:
رب كاس شربت لا غول فيها * وسقيت النديم منها مزاجا
قال أخبرني عن قوله {ولا هم عنها ينزفون} قال: لا يسكرون قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت قول عبد الله بن رواحة رضي الله عنه وهو يقول:
ثم لا ينزفون عنها ولكن * يذهب الهم عنهم والغليل). [الدر المنثور: 12/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما {لا فيها غول} قال: هي الخمر ليس فيها وجع بطن). [الدر المنثور: 12/403]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج هناد، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {لا فيها غول} قال: وجع بطن {ولا هم عنها ينزفون} قال: لا تذهب عقولهم). [الدر المنثور: 12/403-404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {بكأس من معين} قال: المعين الخمر {لا فيها غول} قال: وجع بطن {ولا هم عنها ينزفون} لا مكروه فيها ولا أذى). [الدر المنثور: 12/404] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَعِنْدَهُمْ قَاصِرَاتُ الطَّرْفِ عِينٌ (48) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني محمد بن سعيد عن أبي [ .... محمد بن كعب] القرظي قال: {قاصرات الطرف [عينٌ} .. .. ـن] لا يبغين غيرهم). [الجامع في علوم القرآن: 2/54]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى قاصرت الطرف قال قصر طرفهن على أزواجهن). [تفسير عبد الرزاق: 2/149]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وعندهم قاصرات الطّرف عينٌ (48) كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ (49) فأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون}.
يقول تعالى ذكره: وعند هؤلاء المخلصين من عبادي في الجنّة قاصرات الطّرف، وهنّ النّساء اللّواتي قصرن أطرافهنّ على بعولتهنّ، لا يردن غيرهم، ولا يمددن أبصارهنّ إلى غيرهم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، {وعندهم قاصرات الطّرف عينٌ} يقول: عن غير أزواجهنّ.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {وعندهم قاصرات الطّرف عينٌ} قال: على أزواجهنّ زاد الحارث في حديثه: لا تبغي غيرهم.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وعندهم قاصرات الطّرف} قال: قصرن أبصارهنّ وقلوبهنّ على أزواجهنّ، فلا يردن غيرهم.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قال: ذكر أيضًا عن منصورٍ، عن مجاهدٍ، مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وعندهم قاصرات الطّرف} قال: قصرن طرفهنّ على أزواجهنّ، فلا يردن غيرهم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قول اللّه {قاصرات الطّرف} قال: لا ينظرن إلاّ إلى أزواجهنّ، قد قصرن أطرافهنّ على أزواجهنّ، ليس كما يكون نساء أهل الدّنيا.
وقوله: {عينٌ} يعني بالعين: النّجل العيون عظامها، وهي جمع عيناء، والعيناء: المرأة الواسعة العين عظيمتها، وهي أحسن ما تكون من العيون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {عينٌ} قال: عظام الأعين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {عينٌ} قال: العيناء: العظيمة العين.
- حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن وهبٍ، قال: حدّثنا محمّد بن الفرج الصدفيّ الدّمياطيّ، عن عمرو بن هاشمٍ، عن ابن أبي كريمة، عن هشام بن حسّان، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سلمة، زوج النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم أنّها قالت: قلت: يا رسول اللّه أخبرني عن قول اللّه: {حورٌ عينٌ} قال: العين: الضّخام العيون؛ شفر الحوراء بمنزلة جناح النّسر). [جامع البيان: 19/537-539]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله قاصرات الطرف عين يقول قاصرات الطرف على أزواجهن فلا يبغين غير أزواجهن). [تفسير مجاهد: 541]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا المبارك بن فضالة عن الحسن قال يقول قصر طرفهن على أزواجهن فلا يردن غيرهم والله ما هن متبرجات ولا متطلعات). [تفسير مجاهد: 541]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وعندهم قاصرات الطرف} يقول: عن غير أزواجهن {كأنهن بيض مكنون} قال: اللؤلؤ المكنون). [الدر المنثور: 12/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد رضي الله عنه {وعندهم قاصرات الطرف} يقول: عن غير أزواجهن قال: قصرن طرفهن على أزواجهن {عين} قال: حسان العيون). [الدر المنثور: 12/404]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {عين} قال: العين العظام الأعين). [الدر المنثور: 12/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وعندهم قاصرات الطرف} قال: قصرن طرفهن على أزواجهن، فلا يردن غيرهم {كأنهن بيض مكنون} قال: البيض الذي لم تلوثه الأيدي). [الدر المنثور: 12/406]

تفسير قوله تعالى: (كَأَنَّهُنَّ بَيْضٌ مَكْنُونٌ (49) )
قالَ عَبْدُ اللهِ بنُ وَهْبٍ المَصْرِيُّ (ت: 197 هـ): (أخبرني] الليث أيضا عن بعض [ .... ] في هذه الآية: {كأنهن [بيضٌ مكنونٌ} ........ .. ] اللؤلؤ في بياض [ ........ ]). [الجامع في علوم القرآن: 2/65]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله كأنهن بيض مكنون قال البيض الذي لم تلوثه الأيدي). [تفسير عبد الرزاق: 2/149]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن عطاء الخراساني في قوله تعالى كأنهن بيض مكنون قال هو السحاء الذي بين القشرة العليا ولباب البيضة). [تفسير عبد الرزاق: 2/149]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {بيضٌ مكنونٌ} [الصافات: 49] : «اللّؤلؤ المكنون» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله بيضٌ مكنونٌ اللّؤلؤ المكنون وصله بن أبي حاتمٍ من طريق عليّ بن أبي طلحة عنه وقال أبو عبيدة في قوله كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ أي مصونٌ وكلّ شيءٍ صنته فهو مكنونٌ وكلّ شيءٍ أضمرته في نفسك فقد أكننته). [فتح الباري: 8/543]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وأما أقوال ابن عبّاس فتقدمت في بدء الخلق إلّا قوله {بيض مكنون} وما بعده
قال ابن أبي حاتم ثنا أبي ثنا أبو صالح حدثني معاوية بن صالح عن علّي ابن أبي طلحة عن ابن عبّاس قوله 49 الصافات {بيض مكنون} يقول اللّؤلؤ المكنون). [تغليق التعليق: 4/294] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (بيضٌ مكنونٌ: اللؤلؤ المكنون
أشار به إلى قوله: (كأنهن بيض مكنون) (الصافات: 49) وفسره: بقوله: (اللّؤلؤ المكنون) يعني: في الصفاء واللين، والبيض جمع بيضة، وفي التّفسير: مكنون أي: مستور، وقيل: أي مصون، وكل شيء صنته فهو مكنون فكل شيء أضمرته فقد أكننته، وإنّما قال: مكنون مع أنه صفة بيض، وهو جمع بالنّظر إلى اللّفظ). [عمدة القاري: 19/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (بيض مكنون) قال ابن عباس فيما وصله ابن أبي حاتم (اللؤلؤ المكنون) أي المصون. قال الشماخ:
ولو أني أشاء كننت نفسي = إلى بياض بهكنة شموع
والشموع: اللعوب والبهكنة الممتلئة. وقال غير ابن عباس: المراد بيض النعام وهو بياض مشوب ببعض صفرة وهو أحسن ألوان الأبدان. وقال ذو الرمة:
بياض في ترح صفراء في غنج = كأنها فضة قد مسها ذهب). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا يزيد قال: ثنا ابن اليمان عن أشعث عن جعفرٍ عن سعيدٍ قال: {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} قال: كأنّهنّ بطن البيض). [جزء تفسير نافع بن أبي نعيم: 45]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} اختلف أهل التّأويل في الّذي به شبّهن من البيض بهذا القول، فقال بعضهم: شبّهن ببطن البيض في البياض، وهو الّذي داخل القشر، وذلك أنّ ذلك لم يمسّه شيءٌ.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن يمانٍ، عن أشعث، عن جعفرٍ، عن سعيد بن جبيرٍ، في قوله: {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} قال: كأنّهنّ بطن البيض.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن مفضّلٍ، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} قال: البيض حين يقشر قبل أن تمسّه الأيدي.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} لم تمرّ به الأيدي ولم تمسّه، يشبهن بياضه.
وقال آخرون: بل شبّهن بالبيض الّذي يحضنه الطّائر، فهو إلى الصفرة، فشبّه بياضهنّ في الصفرة بذلك.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} قال: البيض الّذي يكنّه الرّيش، مثل بيض النّعام الّذي قد أكنّه الرّيش من الرّيح، فهو أبيض إلى الصفرة فكأنّه يبرق، فذلك المكنون.
وقال آخرون: بل عنى بالبيض في هذا الموضع: اللّؤلؤ، وبه شبّهن في بياضه وصفائه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} يقول: اللّؤلؤ المكنون.
وأولى الأقوال في ذلك بالصّواب عندي قول من قال: شبّهن في بياضهنّ، وأنّهنّ لم يمسّهنّ قبل أزواجهنّ إنسٌ ولا جانٌّ ببياض البيض الّذي هو داخل القشر، وذلك هو الجلدة الملبسة المحّ قبل أن تمسّه يدٌ أو شيءٌ غيرها، وذلك لا شكّ هو المكنون؛ فأمّا القشرة العليا فإنّ الطّائر يمسّها، والأيدي تباشرها، والعشّ يلقاها. والعرب تقول لكلّ مصونٍ: مكنونٌ ما كان ذلك الشّيء لؤلؤًا كان أو بيضًا أو متاعًا، كما قال أبو دهبلٍ:
وهي زهراء مثل لؤلؤة الغوّ = اص ميزت من جوهرٍ مكنون
وتقول لكلّ شيءٍ أضمرته الصّدور: أكنّته، فهو مكنٌّ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك جاء الأثر عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أحمد بن عبد الرّحمن بن وهبٍ، قال: حدّثنا محمّد بن الفرج الصدفيّ الدّمياطيّ، عن عمرو بن هاشمٍ، عن ابن أبي كريمة، عن هشامٍ، عن الحسن، عن أمّه، عن أمّ سلمة، قلت: يا رسول اللّه أخبرني عن قوله {كأنّهنّ بيضٌ مكنونٌ} قال: رقّتهنّ كرقّة الجلدة الّتي رأيتها في داخل البيضة الّتي تلي القشر وهي الغرقيء). [جامع البيان: 19/539-542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وعندهم قاصرات الطرف} يقول: عن غير أزواجهن {كأنهن بيض مكنون} قال: اللؤلؤ المكنون). [الدر المنثور: 12/404] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {كأنهن بيض مكنون} قال: بياض البيضة ينزع عنها فوقها وغشاؤها الذي يكون في العرف). [الدر المنثور: 12/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبه، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {كأنهن بيض مكنون} قال: كأنهن بطن البيض). [الدر المنثور: 12/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {كأنهن بيض مكنون} قال: بياض البيض حين ينزع قشره). [الدر المنثور: 12/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن أبي حاتم عن عطاء الخراساني رضي الله عنه في قوله {كأنهن بيض مكنون} قال: هو السخاء الذي يكون بين قشرته العليا ولباب البيضة). [الدر المنثور: 12/405]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {كأنهن بيض مكنون} قال: البيض في عشه). [الدر المنثور: 12/405-406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وعندهم قاصرات الطرف} قال: قصرن طرفهن على أزواجهن، فلا يردن غيرهم {كأنهن بيض مكنون} قال: البيض الذي لم تلوثه الأيدي). [الدر المنثور: 12/406] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الحسن رضي الله عنه في قوله {كأنهن بيض مكنون} قال: محصون لم تمرته الأيدي). [الدر المنثور: 12/406]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله {كأنهن بيض مكنون} قال: البيض الذي يكنه الريش مثل بيض النعام الذي أكنه الريش من الريح فهو أبيض إلى الصفرة فكانت تترقرق فذلك المكنون). [الدر المنثور: 12/406]


رد مع اقتباس