عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 11:12 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{ إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38) وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) }


تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ فَسَيُنْفِقُونَهَا ثُمَّ تَكُونُ عَلَيْهِمْ حَسْرَةً ثُمَّ يُغْلَبُونَ وَالَّذِينَ كَفَرُوا إِلَى جَهَنَّمَ يُحْشَرُونَ (36) )

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين كفروا ينفقون أموالهم ليصدوا عن سبيل الله} [آية: 36]
قال مجاهد يعني أبا سفيان وما أنفق على أصحابه يوم أحد). [معاني القرآن: 3/153]

تفسير قوله تعالى: (لِيَمِيزَ اللَّهُ الْخَبِيثَ مِنَ الطَّيِّبِ وَيَجْعَلَ الْخَبِيثَ بَعْضَهُ عَلَى بَعْضٍ فَيَرْكُمَهُ جَمِيعًا فَيَجْعَلَهُ فِي جَهَنَّمَ أُولَئِكَ هُمُ الْخَاسِرُونَ (37) )
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فيركمه جميعاً} مجازه: فيجمعه بعضه فوق بعض أجمع). [مجاز القرآن: 1/246]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ليميز اللّه الخبيث من الطّيّب ويجعل الخبيث بعضه على بعضٍ فيركمه جميعاً فيجعله في جهنّم أولئك هم الخاسرون}
وقال: {ليميّز اللّه الخبيث من الطّيّب} جعله من "ميّز" مثقلة وخففها بعضهم فقال: {ليميز} من "ماز" "يميز" وبها نقرأ). [معاني القرآن: 2/27]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {ليميز الله الخبيث} يثقل.
أبو عمرو {ليميز} مخفف من: ماز يميز ميزًا؛ وقال الله عز وجل {وامتازوا اليوم أيها المجرمون}، والمصدر: امتيازًا؛ وهي افتعلت من ماز، و{تكاد تميز من الغيظ} من ذلك؛ أي تتفرق وتقطع). [معاني القرآن لقطرب: 613]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {فيركمه جميعا} قالوا: ركمه ركمًا؛ إذا جمعه مثل الركام من الغيث). [معاني القرآن لقطرب: 622]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فيركمه جميعا}: من الركام، يجعل بعضه على بعض). [غريب القرآن وتفسيره: 158]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فيركمه جميعاً} أي يجعله ركاما بعضه فوق بعض). [تفسير غريب القرآن: 179]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {ليميز اللّه الخبيث من الطّيّب ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا فيجعله في جهنّم أولئك هم الخاسرون}
أي ليميز ما أنفقه المؤمنون في طاعة الله مما أنفقه المشركون في معصية اللّه، {ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا}.
[معاني القرآن: 2/412]
والركم أن يجعل بعض الشيء على بعض، ويقال ركمت الشيء أركمه ركما، والرّكام الاسم.
{فيجعله في جهنّم}.
أي يجعل بعض ما أنفقه المشركون على بعض، ويجعل عليهم في النار، فيكون مما يعذبون به، كما قال جلّ وعزّ: ( {فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم} ). [معاني القرآن: 2/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {ويجعل الخبيث بعضه على بعض فيركمه جميعا} [آية: 37]
يقال ركمت الشيء إذا جعلت بعضه فوق بعض
[معاني القرآن: 3/153]
39 - وقوله جل وعز: {فيجعله في جهنم} [آية: 37]
أي الخبيث ليعذبوا به
ويعني بالخبيث الكفار كذا قال ابن عباس ميز أهل السعادة من أهل الشقاء أي بأن أسكن هؤلاء الجنة وهؤلاء النار
أي فيجعل الكفار بعضهم فوق بعض فيجعلهم ركاما أي يجمع بعضهم إلى بعض حتى يكثروا، أولئك رده إلى الكافرين، ورد فيجعله إلى الخبيث على لفظه ليعذبوا به كما قال تعالى:
{فتكوى بها جباههم وجنوبهم وظهورهم} ). [معاني القرآن: 3/154]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {فَيَرْكُمَهُ}: يجعل بعضه على بعض). [العمدة في غريب القرآن: 143]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ وَإِنْ يَعُودُوا فَقَدْ مَضَتْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ (38) )
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وإن يعودوا فقد مضت سنة الأولين} [آية: 38]
قال مجاهد يوم بدر للأمم قبل ذلك فقد فرق الله جل وعز بين الحق والباطل). [معاني القرآن: 3/154]

تفسير قوله تعالى: (وَقَاتِلُوهُمْ حَتَّى لَا تَكُونَ فِتْنَةٌ وَيَكُونَ الدِّينُ كُلُّهُ لِلَّهِ فَإِنِ انْتَهَوْا فَإِنَّ اللَّهَ بِمَا يَعْمَلُونَ بَصِيرٌ (39) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وقاتلوهم حتّى لا تكون فتنة ويكون الدّين كلّه للّه فإن انتهوا فإنّ اللّه بما يعملون بصير}
أي حتى لا يفتن الناس فتنة كفر.
ويدلّ على معنى فتنة كفر قوله عز وجلّ: {ويكون الدّين كلّه للّه} ). [معاني القرآن: 2/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة} [آية: 39]
[معاني القرآن: 3/154]
المعنى حتى لا تكون فتنة كفر ودل على هذا الحذف قوله تعالى: {ويكون الدين كله لله} ). [معاني القرآن: 3/155]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ تَوَلَّوْا فَاعْلَمُوا أَنَّ اللَّهَ مَوْلَاكُمْ نِعْمَ الْمَوْلَى وَنِعْمَ النَّصِيرُ (40) )
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإن تولّوا فاعلموا أنّ اللّه مولاكم نعم المولى ونعم النّصير}
المعنى: فإن أقاموا على كفرهم وعداوتهم فاعلموا أن الله مولاكم، أي هو المولى لكم، فلا تضركم معاداتهم). [معاني القرآن: 2/413]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( ثم قال جل وعز: {وإن تولوا فاعلموا أن الله مولاكم نعم المولى ونعم النصير} [آية: 40]
أي وإن عادوا إلى الكفر وعداوتكم فاعلموا أن الله مولاكم أي وليكم وناصركم فلا تضركم عداوتهم). [معاني القرآن: 3/155]


رد مع اقتباس