عرض مشاركة واحدة
  #111  
قديم 1 صفر 1439هـ/21-10-2017م, 11:04 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

الهداية منّة من الله تعالى:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (الهداية منّة من الله تعالى:
الهداية للحقّ منَّةٌ من الله تعالى، لا تكون إلا به، وكلّ الناس ضالّون إلا من هداهم الله، كما في الحديث القدسي الجليل الذي رواه مسلم من حديث أبي إدريس الخولاني عن أبي ذرّ رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم عن ربّه جلّ وعلا أنه قال: [ يا عبادي كلّكم ضالّ إلا من هديتُه فاستهدوني أهدكم ]

والناس لا يهتدون إلى شيء ينفعهم في دينهم ودنياهم إجمالاً وتفصيلاً إلا بالله تعالى.
وقد جَعَل الله تعالى الهداية للحق علامة بيّنة على استحقاقه للعبادة، وبطلان عبادة ما سواه؛ كما قال الله تعالى: {قُلْ هَلْ مِنْ شُرَكَائِكُمْ مَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ قُلِ اللَّهُ يَهْدِي لِلْحَقِّ أَفَمَنْ يَهْدِي إِلَى الْحَقِّ أَحَقُّ أَنْ يُتَّبَعَ أَمَّنْ لَا يَهِدِّي إِلَّا أَنْ يُهْدَى فَمَا لَكُمْ كَيْفَ تَحْكُمُونَ (35)}.
وقال تعالى: { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ (56)}
وقال تعالى: {والله يقول الحقّ وهو يهدي السبيل} والضمير {هو} هنا لإفادة الحصر، أي هو وحده الذي يهدي السبيل.
وقال تعالى: { وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ (36) وَمَنْ يَهْدِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ مُضِلٍّ}.
والآيات في هذا المعنى كثيرة، كلّها تبيّن أنَّ الله تعالى هو الذي يمنّ بالهداية على من يشاء من عباده، وأنَّ الله يحول بين المرء وقلبه؛ فإن شاء أن يقيم قلبه أقامه، وإن شاء أن يزيغه أزاغه.
ولذلك كان من أكثر دعاء النبي صلى الله عليه وسلم الدعاء بتثبيت قلبه؛ كما في مسند الإمام أحمد وسنن الترمذي من حديث أبي معاوية، عن الأعمش، عن أبي سفيان، عن أنس رضي الله عنه قال: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكثر أن يقول: (( يا مقلب القلوب ثبت قلبي على دينك ))
فقلت: يا رسول الله، آمنا بك وبما جئت به فهل تخاف علينا؟
قال: (( نعم، إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها كيف يشاء)).

وقد روي نحو هذا الحديث عن جماعة من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم.
وشهود هذه الحقيقة يدفع عن العبد طغيان الشعور بالاستغناء عن طلب الهداية الذي هو من أعظم أسباب الحرمان). [تفسير سورة الفاتحة:206 - 207]

رد مع اقتباس