الموضوع: بل
عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 19 ذو الحجة 1438هـ/10-09-2017م, 10:41 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): ("بل"
"بل": حرف إضراب، فإن تلاها جملة كان معنى الإضراب إمّا الإبطال، نحو: {وقالوا اتخذ الرّحمن ولدا سبحانه بل عباد مكرمون}، أي:
"بل" هم عباد، ونحو: {أم يقولون به جنّة بل جاءهم بالحقّ}، وإمّا الانتقال من غرض إلى آخر، ووهم ابن مالك إذ زعم في شرح كافيته أنّها لا تقع في التّنزيل إلّا على هذا الوجه، ومثاله: {قد أفلح من تزكّى وذكر اسم ربه فصلى بل تؤثرون الحياة الدّنيا}، ونحو: {ولدينا كتاب ينطق بالحقّ وهم لا يظلمون بل قلوبهم في غمرة}، وهي في ذلك كله حرف ابتداء لا عاطفة على الصّحيح، ومن دخولها

على الجملة قوله:
... بل بلد ملء الفجاج قتمه
إذ التّقدير "بل" رب موصوف بهذا الوصف قطعته، ووهم بعضهم فزعم إنّها تستعمل جارة، وإن تلاها مفرد فهي عاطفة، ثمّ إن تقدمها أمر أو إيجاب كـ اضرب زيدا "أو" عمرا، وقام زيد "بل" عمرو فهي تجعل ما قبلها كالمسكوت عنه، فلا يحكم عليه بشيء، وإثبات الحكم لما بعدها، وإن تقدمها نفي أو نهي فهي لتقرير ما قبلها على حالته، وجعل ضدّه لما بعده، نحو: ما قام زيد "بل" عمرو، ولا يقم زيد "بل" عمرو.
وأجاز المبرد وعبد الوارث أن تكون ناقلة معنى النّفي والنّهي إلى ما بعدها، وعلى قولهما فيصح ما زيد قائما "بل" قاعدا، و"بل" قاعد ويختلف المعنى.
ومنع الكوفيّون أن يعطف بها بعد غير النّفي وشبهه.
قال هشام: محال ضربت زيدا "بل" إياك انتهى، ومنعهم ذلك مع سعة روايتهم دليل على قلته، وتزاد قبلها لا لتوكيد الإضراب بعد الإيجاب، كقوله:
وجهك البدر لا بل الشّمس لو لم ... يقض للشمس كسفة أو أفول
ولتوكيد تقرير ما قبلها بعد النّفي، ومنع ابن درستويه زيادتها بعد النّفي، وليس بشيء لقوله:
وما هجرتك لا بل زادني شغفا ... هجر وبعد تراخي لا إلى أجـــــــــل ).
[مغني اللبيب: 2 / 184 - 190]


رد مع اقتباس