الموضوع: على
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 03:11 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (باب: مواضع "على"
اعلم أن لها ثلاثة مواضع:
تكون حرفًا من حروف الخفض: كقولك: «زيدٌ
"على" الجبل»، بالخفض.
وتكون فعلًا: كقولك: «زيدٌ
"علا" الجبل» بالنصب لأنها من «"علا" يعلو» وكتابته "بالألف"، ومنه قول امرئ القيس:
علا قطنا بالشيم أيمن صوبه .... وأيسره أعلى الستار فيذبل
وتكون اسمًا: وذلك إذا دخل عليها شيءٌ من حروف الخفض، كما قال الشاعر:
غدت من عليه تنفض الطل بعدما .... رأت حاجب الشمس استوى فترفعا
وقال مزاحم العقيلي:
غدت من عليه بعد ما تم ظمؤها .... تصل، وعن فيضٍ بزيزاء مجهل
فـ "على" في هذين البيتين اسم لدخول "من" عليها، وهي لا تدخل إلا على الاسم، وقوله: «غدت "من" "عليه"» أي: "من" "عند" فرخها، يعني القطاة، وقال بعضهم: أي "من" فوقه، أي: "من" فوق الفرخ، فـ "على" ها هنا ظرف من المكان بمعنى "عند" أو "فوق"). [الأزهية: 193 - 194]

"على"
قال أبو الحسن علي بن محمد الهروي النحوي (ت: 415هـ): (ومنها "على"
ولها خمسة مواضع:
تكون مكان
"في" قال الله تعالى: {واتبعوا ما تتلوا الشياطين على ملك سليمان}، أي: "في" ملك سليمان، ويقال: «أتيته "على" عهد فلانٍ»، أي: "في" عهد فلانٍ.
قال الأعشى:
فصل على حين العشيات والضحى .... ولا تعبد الشيطان والله فاعبدا
أي: "في" حين العشيات.
وتكون مكان
"عند" قال الله تعالى: {ولهم علي ذنب}، أي: "عندي".
وتكون مكان
"من" قال الله عز وجل: {الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون}، أي: "من" الناس.
وقال: {من الذين استحق عليهم الأوليان}، أي: استحق
"منهم".
وقال أبو المثلم الهذلي يصف كتيبة.
متى ما تنكروها تعرفوها .... على أقطارها علق نفيث
أي "من" أقطارها، و«العلق»: الدم الجامد، و«نفيث»: منفوخ، و«النفث» هو النفخ الخفي.
وتكون مكان
"عن" قال الشاعر:
أرمي عليها، وهي فرع أجمع.
أي: "عنها".
وقال القحيف العقيلي:
إذا رضيت علي بنو قشيرٍ .... لعمر الله أعجبني رضاها
أي: إذا رضيت "عني".
وتكون مكان
"الباء": قال امرؤ القيس:
بأي علاقتنا ترغبو .... ن عن دم عمرو على مرثد
أراد: ترغبون "عن" دم عمرو بدم مرثد، وليس بدونه، و"على" في معنى "الباء"، وقال أبو ذؤيب:
فكأنهن ربابة وكأنه .... يسر يفيض على القداح ويصدع
أراد: يفيض بالقداح، أي: يضرب بها، و«الربابة» رقعة تجمع فيها قداح الميسر، إلا أنه أراد بـ «الربابة» في هذا البيت القداح نفسها، لأنه يصف أتنًا وحمارًا، فشبه الأتن بالقداح لاجتماعهن، وشبه الحمار باليسر، وهو صاحب الميسر وجمعه أيسار، وقوله: «ويصدع» أي: يفرق). [الأزهية: 275 - 278]


رد مع اقتباس