الموضوع: مَا
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 24 ذو الحجة 1438هـ/15-09-2017م, 08:39 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



"ما"

قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب "ما"
قال أبو زكريّا: "ما" في الكلام على ضربين: اسم وحرف، فإذا كانت اسما فهي على خمسة أقسام: -
أحدها: أن تكون خبرا في التّعجّب لا صلة لها، كقولك:
"ما" أحسن زيدا و"ما" أعلم بكرا. وقد وقعت خبرا لا صلة في قوله [تعالى] {فنعما هي}.
والثّاني: أن تكون خبرا بمعنى
"الّذي" موصولة. كقوله تعالى: {ما عندكم ينفد وما عند الله باقٍ}.
والثّالث: أن تكون استفهاما. نحو:
"ما" عندك؟
والرّابع: أن تكون للشّرط والجزاء. كقولك:
"ما" تفعل أفعل.
والخامس: أن تكون نكرة موصوفة. نحو قوله تعالى: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة}، ويجوز أن تكون
"ما" في هذا الموضع زائدة.
ويجوز أن تكون بمعنى
"الّذي" في قراءة من رفع بعوضة. وكذلك "ما" في قوله تعالى: {هذا ما لدي عتيد}، أي: هذا "شيء" عتيد لدي.

وإذا كانت حرفا فهي على أربعة أقسام: -
أحدها: أن تكون زائدة.
والثّاني: أن تكون نافية.
والثّالث: أن تكون مصدريّة نحو قوله تعالى: {بما كانوايكذبون}، أي: بكذبهم: {وممّا رزقناهم ينفقون}.
والرّابع: أن تكون كافّة عن العمل. نحو: {إنّما الله إله واحد} {ربما يود الّذين كفروا}. فقد كفت
"أن" و "رب" عن العمل.
وقال ابن قتيبة:
"ما" و "من" أصلها واحد فجعلت "من" للنّاس، و "ما" لغير النّاس. تقول: "من" مر بك من القوم.
و
"ما" مر بك من الإبل؟

وذكر بعض المفسّرين أن "ما" في القرآن على سبعة أوجه: -
أحدها: أن تكون صلة. ومنه قوله تعالى في البقرة: {إن الله لا يستحيي أن يضرب مثلا ما بعوضة فما فوقها}، وفي آل عمران: {فبما رحمة من الله لنت لهم}، وفي سورة النّساء: {فبما نقضهم ميثاقهم}.

والثّاني: بمعنى النّفي. ومنه قوله تعالى في البقرة: {وما ظلمونا}، وفي الأنعام: {ما كنّا مشركين}، وفي الأعراف: {وما كنّا غائبين}، وفي يوسف: {ما كان ليأخذ أخاه في دين الملك}، وفي المؤمنين: {ما اتخذ الله من ولد وما كان معه من إله}، وفي النّمل: {ما كان لكم أن تنبتوا شجرها}، وفي حم السّجدة: {وما ربك بظلام للعبيد}، وفي ق: {وما أنت عليهم بجبار}.
والثّالث:
بمعنى التّعجّب وتقديره أي شيء. ومنه قوله تعالى في البقرة: {فما أصبرهم على النّار}، وفي عبس: {قتل الإنسان ما أكفره}.
والرّابع: بمعنى
"الّذي". ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {إن الّذين يكتمون ما أنزلنا من البينات والهدى}، وفي المؤمنين: {أم جاءهم ما لم يأت آباءهم الأوّلين}، وفي سبأ: {قل ما سألتكم من أجر فهو لكم}، وفي حم السّجدة: {ما يقال لك إلّا ما قد قيل للرسل من قبلك}، وفي الزخرف: {وجعل لكم من الفلك والأنعام ما تركبون}.
والخامس: بمعنى "كما" ومنه قوله تعالى: [في يس]: {لتنذر قوما ما أنذر آباؤهم}. والحقه قوم بقسم "الّذي".
والسّادس:
بمعنى الاستفهام. ومنه قوله تعالى في البقرة: {ما تعبدون من بعدي}.
والسّابع: بمعنى
"من". ومنه قوله تعالى في الشّمس: {والسّماء وما بناها والأرض وما طحاها ونفس وما سواها}، وفي اللّيل: {وما خلق الذّكر والأنثى}. وقد جعله قوم بقسم "الّذي" أيضا، فذكر ابن قتيبة: عن أبي عمرو أنه قال: هي بمعنى "الّذي"، قال: وأهل مكّة يقولون إذا سمعوا الرّعد: سبحان "ما" سبحت له). [نزهة الأعين النواظر: 563 - 567]


رد مع اقتباس