الموضوع: ها
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 26 ذو الحجة 1438هـ/17-09-2017م, 11:45 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("ها"
لفظ مشترك؛ يكون اسماً وحرفاً.
فإذا كان اسماً فله قسمان:
أحدهما: أن يكون اسم فعل بمعنى: خذ. وفيه لغات أخر.
والثاني: أن يكون ضميراً للغائبة، وهو واضح.
وإذا كان حرفاً فهو حرف تنبيه. ويطرد في أربعة مواضع:
الأول: مع اسم الإشارة، نحو: هذا. ويكثر في المجرد من "الكاف"، ويقل في المقرون "بالكاف"، كقول طرفة:
رأيت بني غبراء لا ينكرونني ... ولا أهل هذا الطراف، الممدد
ويمتنع في المقرون "بالكاف" و"اللام"، فلا يقال: هذا لك، لكثرة الزوائد.
الثاني: مع "أي" في النداء، نحو: يا "أيها" الرجل. وحرف التنبيه لازم في هذا الموضع، لأنه كالصلة "لأي"، بسبب ما فاتها من الإضافة، ولذلك يقول المعربون فيه: "ها" صلة وتنبيه.
الثالث: مع ضمير الرفع المنفصل، إذا كان مبتدأ مخبراً عنه باسم الإشارة. محو: "ها" أنا ذا، و"ها" أنتم أولاء. وظاهر كلام ابن مالك أن "ها" الداخلة على الضمير هي التي كانت مع اسم الإشارة، وفصل بينهما بالضمير. قال: وفصلها من المجرد بأنا وأخواته كثير، وبغيرها قليل، وقد تعاد بعد الفصل توكيداً. يعني في نحو: "ها" أنتم هؤلاء.
وكلام سيبويه يقتضي أن "ها" قد تدخل على الضمير، كما تدخل على اسم الإشارة، وليست مقدمة من تأخير. قال: وقد
تكون "ها" في "ها" أنت ذا غير مقدمة، ولكنها تكون للتنبيه، لمنزلتها في هذا. يدل على ذلك قوله تعالى: {ها أنتم هؤلاء}. فلو كانت "ها" المقدمة مصاحبة أولاء لم تعد.
ويؤيد ما قاله سيبويه أن "ها" قد دخلت على الضمير، وليس خبره اسم إشارة. كقول الشاعر: أبا حكم، "ها" أنت عم مجالد قال بعضهم: وهو شاذ.

تنبيه
يقال"ها" أنا ذا، و"ها" أنا هذا، وأنا هذا. وأكثرها الأول، ثم الثاني، ثم الثالث. وقال الفراء: لا يكادون يقولون: أنا هذا. وقد حكى أبو الخطاب،
ويونس: أنا هذا، وهذا أنا.
الرابع: مع اسم الله في القسم، نحو: "ها" الله. وفيه أربعة أوجه: قطع "الهمزة"، ووضلها، كلاهما مع إثبات "ألف" "ها"، وحذفها. وهل الجر بها، أو بحرف القسم المحذوف، خلاف، كما تقدم في "الهمزة".
وقد جاء استعمال "ها" في غير هذه المواضع الربعة، ولكنه قليل. كقوله النابغة:
ها إن ذي عذرة غلا تكن نفعت ... فإن صاحبها مشارك النكد
وزعم بعضهم أن الأصل إن هذي، فقدم التنبيه، وفصل "بإن"، كما قال زهير:
تعلمن ها، لعمر الله، ذا قسماً ... فاقدر بذرعك، وانظر: أين تنسلك
فصل بين التنبيه واسم الإشارة بالقسم.
وذكر صاحب رصف المباني أن "ها" قد تستعمل مفردة، فيقال "ها" بمعنى: تنبه. والله أعلم). [الجنى الداني:346 - 350]


رد مع اقتباس