عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 12 جمادى الأولى 1434هـ/23-03-2013م, 01:03 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ جَنَّاتُ النَّعِيمِ (8) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ الّذين آمنوا وعملوا الصّالحات لهم جنّات النّعيم (8) خالدين فيها وعد اللّه حقًّا وهو العزيز الحكيم}.
يقول تعالى ذكره: {إنّ الّذين آمنوا} باللّه فوحّدوه، وصدّقوا رسوله واتّبعوه {وعملوا الصّالحات} يقول: فأطاعوا اللّه، فعملوا بما أمرهم في كتابه، وعلى لسان رسوله، وانتهوا عمّا نهاهم عنه {لهم جنّات النّعيم} يقول: لهؤلاء بساتين النّعيم). [جامع البيان: 18/542]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات لهم جنات النعيم * خالدين فيها وعد الله حقا وهو العزيز الحكيم * خلق السموات بغير عمد ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبث فيها من كل دابة وأنزلنا من السماء ماء فأنبتنا فيها من كل زوج كريم.
أخرج ابن أبي حاتم عن مالك بن دينا رضي الله عنه قال: {جنات النعيم} بين جنات الفردوس وبين جنات عدن وفيها جوار خلقن من ورد الجنة، قيل: ومن يسكنها قال: الذين هموا بالمعاصي فلما ذكروا عظمتي راقبوني والذين انثنت أصلابهم في خشيتي). [الدر المنثور: 11/622-623]

تفسير قوله تعالى: (خَالِدِينَ فِيهَا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (9) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {خالدين فيها} يقول: ماكثين فيها إلى غير نهايةٍ {وعد اللّه حقًّا} يقول: وعدهم اللّه وعدًا حقًّا، لا شكّ فيه ولا خلف له {وهو العزيز} يقول: وهو الشّديد في انتقامه من أهل الشّرك به، والصّادّين عن سبيله، {الحكيم} في تدبير خلقه). [جامع البيان: 18/542]

تفسير قوله تعالى: (خَلَقَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا وَأَلْقَى فِي الْأَرْضِ رَوَاسِيَ أَنْ تَمِيدَ بِكُمْ وَبَثَّ فِيهَا مِنْ كُلِّ دَابَّةٍ وَأَنْزَلْنَا مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَنْبَتْنَا فِيهَا مِنْ كُلِّ زَوْجٍ كَرِيمٍ (10) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {خلق السّموات بغير عمدٍ ترونها وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ وأنزلنا من السّماء ماء فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ}.
يقول تعالى ذكره: ومن حكمته أنّه {خلق السّموات} السّبع {بغير عمدٍ ترونها} وقد ذكرت فيما مضى اختلاف أهل التّأويل في معنى قوله {بغير عمدٍ ترونها} وبيّنا الصّواب من القول في ذلك عندنا.
- وقد حدّثنا ابن وكيعٍ، قال: حدّثنا معاذ بن معاذٍ، عن عمران بن حديرٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، {بغير عمدٍ ترونها} قال: لعلّها بعمدٍ لا ترونها.
- وقال: حدّثنا العلاء بن عبد الجبّار، عن حمّاد بن سلمة، عن حميدٍ، عن الحسن بن مسلمٍ، عن مجاهدٍ، قال: إنّها بعمدٍ لا ترونها.
- قال: حدّثنا يحيى بن آدم، عن شريكٍ، عن سماكٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ، قال: لعلّها بعمدٍ لا ترونها.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّدٌ، عن سماكٍ، عن عكرمة، في هذا الحرف {خلق السّموات بغير عمدٍ ترونها} قال: ترونها بغير عمدٍ، وهي بعمدٍ.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {خلق السّموات بغير عمدٍ ترونها} قال: قال الحسن وقتادة: إنّها بغير عمدٍ ترونها، ليس لها عمدٌ.
وقال ابن عبّاسٍ {بغير عمدٍ ترونها} قال: لها عمدٌ لا ترونها.
وقوله: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} يقول: وجعل على ظهر الأرض رواسي، وهي ثوابت الجبال {أن تميد بكم} أن لا تميد بكم. يقول: أن لا تضطرب بكم، ولا تتحرّك يمنةً ولا يسرةً، ولكن تستقرّ بكم.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وألقى في الأرض رواسي} أي جبالاً. {أن تميد بكم} أثبتها بالجبال، ولولا ذلك ما أقرّت عليها خلقًا.
وذلك كما قال الرّاجز:
والمهر يأبى أن يزال ملهبًا
بمعنى: لا يزال.
وقوله: {وبثّ فيها من كلّ دابّةٍ} يقول: وفرّق في الأرض من كلّ أنواع الدّوابّ. وقيل الدّوابّ اسمٌ لكلّ ما أكل وشرب، وهو عندي لكلّ ما دبّ على الأرض.
وقوله: {وأنزلنا من السّماء ماءً فأنبتنا فيها من كلّ زوجٍ كريمٍ} يقول تعالى ذكره: وأنزلنا من السّماء مطرًا، فأنبتنا بذلك المطر في الأرض من كلّ زوجٍ، يعني: من كلّ نوعٍ من النّبات كريمٍ، وهو الحسن النّبتة.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {من كلّ زوجٍ كريمٍ} أي حسنٍ). [جامع البيان: 18/542-544]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا خَلْقُ اللَّهِ فَأَرُونِي مَاذَا خَلَقَ الَّذِينَ مِنْ دُونِهِ بَلِ الظَّالِمُونَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (11) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {هذا خلق اللّه فأروني ماذا خلق الّذين من دونه بل الظّالمون في ضلالٍ مّبينٍ}.
يقول تعالى ذكره: هذا الّذي أعددت عليكم أيّها النّاس أنّي خلقته في هذه الآية {خلق اللّه} الّذي له ألوهة كلّ شيءٍ، وعبادة كلّ خلقٍ، الّذي لا تصلح العبادة لغيره، ولا تنبغي لشيءٍ سواه، {فأروني} أيّها المشركون في عبادتكم إيّاه من دونه من الآلهة والأوثان، أيّ شيءٍ خلق الّذين من دونه من آلهتكم وأصنامكم، حتّى استحقّت عليكم العبادة فعبدتموها من دونه، كما استحقّ ذلك عليكم خالقكم، وخالق هذه الأشياء الّتي عددتها عليكم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {هذا خلق اللّه} ما ذكر من خلق السّماوات والأرض، وما بثّ من الدّوابّ، وما أنبت من كلّ زوجٍ كريمٍ، فأروني ماذا خلق الّذين من دونه، الأصنام الّذين تدعون من دونه.
وقوله: {بل الظّالمون في ضلالٍ مبينٍ} يقول تعالى ذكره: ما عبد هؤلاء المشركون الأوثان والأصنام من أجل أنّها تخلق شيئًا، ولكنّهم دعاهم إلى عبادتها ضلالهم، وذهابهم عن سبيل الحقّ، فهم في ضلالٍ. يقول: فهم في جورٍ عن الحقّ، وذهابٍ عن الاستقامة {مبينٍ} يقول: يبين لمن تأمّله، ونظر فيه، وفكّر بعقلٍ أنّه ضلالٌ لا هدًى). [جامع البيان: 18/544-545]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (قوله تعالى: هذا خلق الله فأروني ماذا خلق الذين من دونه بل الظالمون في ضلال مبين.
أخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {هذا خلق الله} أي ما ذكر من خلق السموات والأرض وما بث فيها من الدواب وما أنبت من كل زوج {فأروني ماذا خلق الذين من دونه} يعني الاصنام، والله أعلم). [الدر المنثور: 11/623]


رد مع اقتباس