عرض مشاركة واحدة
  #125  
قديم 1 صفر 1439هـ/21-10-2017م, 11:40 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في هذه الآية:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (الحكمة من حذف متعلّق الإنعام في هذه الآية:
معنى متعلّق الإنعام يتبيّن بسؤال: أنعم الله عليهم بماذا؟
وما الحكمة من عدم التصريح به مع الحاجة إلى معرفته؟
وكلّ حذف في القرآن فله حكمة، ولذلك اعتنى أصحاب التفسير البياني بمسائل الحذف في القرآن، واجتهدوا في تعرّف دلائلها، وأنواعها، وتلمّسوا الحِكَم من الحذف في القرآن الكريم، وخرجوا بأقوال تدهش لها العقول من حسن بيان القرآن وإحكامه.
وقد يقع في كلام بعضهم شيء من التكلف غير مقبول، لكن ما كان من كلامهم صحيحاً في نفسه، وله وجه صحيح في الاستدلال، فلا شكّ في اعتباره.
ومن ذلك حذف متعلّق الإنعام في هذه الآية؛ والأظهر أنَّ الحذف للدلالة على العموم في كلّ ما من شأنه حصول تمام الهداية، وقد تقدّم بيان ما يحتاجه العبد من النعم العظيمة لتتمّ له نعمة الهداية.
ولكثرة ما يحتاجه العبد من الهدايات في كلّ شأن من شؤونه.
وهذا نظير حذف متعلّق أفعل التفضيل في قول الله تعالى: ﴿إِنَّ هَذَا الْقُرْآنَ يَهْدِي لِلَّتِي هِيَ أَقْوَمُ﴾ وذلك لإرادة العموم؛ أي أقوم في كل شيء يُحتاج إليه من أبواب الدين في العقائد والعبادات والمعاملات والأخلاق والسلوك والدعوة والسياسة وغيرها مما تتعلق به حاجة الفرد والأمة في الهداية إلى ما ينفع ويقرب إلى الله عز وجل، وتتحقق به النجاة والسلامة مما يُخشى ضرره). [تفسير سورة الفاتحة:229 - 230]


رد مع اقتباس