الموضوع: كم
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 01:09 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل) "كم":
بتخفيف "الميم" اسم مبهم كناية عن عدد مبهم، وهو مبني على السكون، قال الفراء: نرى أن قول العرب: "كم" مالك، أنها "ما" وصلت من أولها "بكاف" ثم إن الكلام كثر بـ "كم" حتى حذفت "الألف" من آخرها، وسكنت "ميمها" كما قالوا: "لم" قلت ذاك؟ ومعناه: "لم" قلت؟، قال الشاعر:
يا أبا الأسود لم أسلمتني .... لهمومٍ طارقاتٍ وذكر
وقيل لبعض العرب: "مذ""كم" قعد فلان؟ فقال: "كمذ" أخذت في حديثك، فزيادة "الكاف" في "مذ" دليل على أن "الكاف" في "كم" زائدة.
وعاب الزجاج على الفراء قوله، وقال: لو كانت في الأصل "كما" وأسقطت "ألف" الاستفهام لتركت فتحتها كما تقول: "بم"، و"لم"، و"فيم" أنت، و"عمَّ".
قال ابن فارس: والجواب عما قاله: ما ذكره أبو زكريا الفراء وهو الاستعمال وحجته ما ذكره في "لم".
ولها معنيان:
أحدهما: الخبر على معنى التكثير وتخفض بها كما تخفض "برب"، فتقول: "كم" درهمٍ أنفقت، وزعم قوم أن لغة بني تميم جواز نصب تمييزها إذا كان مفردًا وقد روي قول الفرزدق:
كم عمةٍ لك يا جرير وخالة .... فدعاء قد حلبت علي عشاري
بخفض "عمة" ونصبها، إمَّا على هذه اللغة أو على تقديرها استفهامية، ويكون معنى هذا الاستفهام التهكم، أي: أخبرني بعدد عماتك اللاتي كن يخدمنني فقد نسيته، ويروى برفع "عمة" على الابتداء، وسوغ الابتداء بها وصفها بالفدع وتخصيصها بالإسناد إلى المخاطب، وتكون "كم" ظرفًا أو مصدرًا والتمييز محذوف، أي: "كم" وقتًا أو حلبة، وحلبت خبرًا للعمة والخالة، وخبر الأخرى محذوف وإلا لقيل: قد حلبتا.
الثاني: الاستفهام عن العدد، وينصب ما بعدها على التمييز لمبهمها فتقول: "كم" درهمًا أنفقت، وجوز الفراء والزجاج وابن السراج وآخرون جواز جر مميزها كالخبرية ومنعه قوم مطلقًا، والصحيح الجواز بشرط جر "كم" والأكثر النصب). [مصابيح المغاني: 348 - 350]


رد مع اقتباس