الموضوع: حرف اللام
عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 23 ذو الحجة 1438هـ/14-09-2017م, 12:55 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"اللّام"
قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجَّاجيُّ (ت: 340هـ): ("اللّام" تكون: للملك، والاستحقاق، والاختصاص، والأمر.

وقال غيره: "اللامات" المعنوية في الكلم على ثلاثة أقسام: متحرك لا يجوز إسكانه، ومتحرك يجوز إسكانه، وساكن يجوز تحريكه.
فالقسم الأول: على ضربين: مفتوح ومكسور، والمفتوح على وجهين: أصلّي وفرعي.
والأصلي على ستّة أضرب:
الأول: "لام" الابتداء، قال الله تعالى: {لمغفرةٌ مّن الله ورحمةٌ خيرٌ مّمّا يجمعون}.
والثّاني: "لام" التّأكيد، عارية وحاملة، فالعارية: نحو قول الشّاعر:
(وأعلم أن تسليمًا وتركا ... للا متشابهان ولا سواء)
والحاملة: حدها أن لا تكون إلّا مع "إنّ"، إمّا في خبرها للفصل بين الحرفين المؤكدين، وأما في اسمها للفصل بين الاسم والحرف بالظرف، وأما قبل "إنّ" إذا توهنت "همزتها" بالابتدال "هاء"، وأما في الفضلة متقدّمة مكررة وغيرة مكررة، نحو قولك: "إن" زيدا لقائم، و"إن" خلفك لزيدا، ولهنك قائم.
قال الله تعالى: {وإنّ ربك ليحكم بينهم}، و{وإن منهم لفريقا يلوون ألسنتهم}.
قال الشّاعر:
(ألا يا سنا برق على قلل الحمى ... لهنك من برق عليّ كريم)
وهم في هذه :"اللّام" على ضربين: منهم من يقول هي "لام" الابتداء، ومنهم من يقول غيرها.
والثّالث: "لام" القسم حاملة وعارية، فالحاملة: حدها أن تكون مع المستقبل لازمة "لنوني" التّأكيد، نحو قوله تعالى: {ليسجنن وليكونن مّن الصّاغرين}.
ومع الماضي "بقد" ظاهرة ومضمرة ومقدرة، نحو قولك: والله "لقد" قام، وواللّه لقام.
قال الله تعالى: {فرأوه مصفرّاً لّظلّوا من بعده}، وقال الشّاعر:
(حلفت لها بالله حلفة فاجرٍ ... لناموا فما إن من حديثٍ ولا صال)
والعارية نحو قوله تعالى: {لعمرك إنّهم لفي سكرتهم}، فعمرك قسم، و"اللّام" عارية زائدة؛ لأنّه لا يصح دخول قسم على قسم.
والرّابع: "لام" الإيجاب، وحدها أن تكون فارقة بين الإيجاب والنّفي، نحو قولك: إن زيد لقائم، قال الله تعالى: {إن كلّ نفسٍ لما عليها}،
والفرق بينها وبين "لامي" الابتداء والتأكيد ثلاثة أشياء:
أحدها: أنّها تدخل على الماضي، نحو قولك: إن زيد لقام.
والثّاني: أنّها تدخل على المفعول به، نحو قوله تعالى: {وإن وجدنا أكثرهم لفاسقين}.
والثّالث: أنّها ملازمة وتانك لا تكونان على هذه الصّورة.
والخامس: "لام" التّعجّب، نحو قولك: يا للعجب، ويا لكما، قال الشّاعر:
(فيا لك حاجة ومطال شوق ... وقطع قرينة بعد التلاقي)
والسّادس: "لام" الشّرط، نحو قولك: لئن أتيتني لآتينك، قال الله تعالى: {لئن أخرجتم لنخرجنّ معكم}.
والفرعي: "لام" الجرّ مع المضمر في أربعة أشياء:
وهي الملك، نحو قوله تعالى: {له ملك السّماوات}.
والاستحقاق، نحو قوله تعالى: {ولهم عذابٌ واصبٌ}.
والاختصاص، نحو: له مسجد.
والعذر، نحو قولك: لك جئت، أي: لأجلك.
ومع الظّاهر المدعو في الاستغاثة ما لم يكن معطوفًا فرقا بين المدعو والمدعو إليه، نحو قولك: يا لزيدٍ للخطب الملم.
والمكسورة على ضربين: أحدهما: يجوز فتحه على حال، والثّاني: لا يجوز فتحه.
فالّذي يجوز فتحه على حال: "لام" الجرّ، وحدها أن تكون مكسورة مع الظّاهر في الملك، نحو قوله تعالى: {الملك يومئذٍ لّلّه}،
والاستحقاق، نحو قوله تعالى: {وللكافرين عذابٌ مّهينٌ}،
والاختصاص، نحو: مسجد للفقهاء،
والعذر، نحو قوله تعالى: {إنّما قولنا لشيء إذا أردناه}،
والاستغاثة مع المدعو، نحو قول عمر رضي الله عنه: لما طعن يا لله يا للمسلمين.
لهذا ألا تراها تفتح مع المدعو ظاهرا ومع الأربعة البقيّة مضمرا.
والّذي لا يجوز فتحه على أربعة أضرب:
"لام" "كي"، نحو قوله تعالى: {لّنبيّن لكم}.
و"لام" الجحد، نحو قوله تعالى: {وما كنّا لنهتدي}.
و"لام" العرض المحض في الفعل، نحو قوله تعالى: {فالتقطه آل فرعون ليكون لهم عدوّاً وحزناً}.

والقسم الثّاني: "لام" الأمر، وحدها مكسورة، نحو: ليقم زيد، فإن دخل عليها "الواو" أو "الفاء" أو "ثمّ" كنت مخيّرا في كسرها وإسكانها، نحو: فليقم زيد، "و" ليقم زيد، "ثمّ" ليقم زيد، قال الله تعالى: {ثمّ ليقطع}.

والقسم الثّالث: "لام" التّعريف، وحدها أن تكون ساكنة، نحو قولك: الغلام، إلّا في موضعين يتحرّك فيهما:
أحدهما: استعارة في "الألف"، نحو: لا في لاه.
والثّاني: نقلا من "همزة" بعدها، نحو: الرض ولحمر في الأرض والأحمر). [حروف المعاني والصفات: 40 - 47]


رد مع اقتباس