الموضوع: حرف الهاء
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 27 ذو الحجة 1438هـ/18-09-2017م, 12:03 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي



باب "الهاء" وما أوله "الهاء"
"الهاء":

قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): (باب "الهاء" وما أوله "الهاء"
"الهاء": تكون في أول الكلام وآخره، أما أوله: فقد تبدل "الهاء" عوضًا من "الهمزة" مثل: هراق وأراق، وأما في آخره فتأتي على أربعة عشر وجهًا:
الأول: ضميرًا للغائب: وتستعمل في موضع الجر والنصب، قال الله تعالى: {قال له صاحبه وهو يحاوره}.
الثاني: تكون حرفًا للغيبة، وهي "الهاء" في «إياه» فقيل: إن التحقيق أن الضمير "إيا" وحدها، و"الهاء" حرف لمجرد معنى الغيبة.
الثالث: تكون دالة على التأنيث، وليس له مذكر، كقربة وبُرمة وعمامة وإداوة وبهيمة ومدينة وما أشبه ذلك، وقال الكوفيون: هي الأصل و"التاء" في الوصل بدل منها، وعكس ذلك البصريون.
الرابع: تكون فارقة بين المذكر والمؤنث، فتقع في المؤنث نحو: قائم وقائمة وفتى وفتاة، وقد تقع في المذكر وذلك في العدد من الثلاثة إلى العشرة.
الخامس: تكون فارقة بين الواحد الجمع نحو: تمرة وتمر، وحمامة وحمام، وقد تقع في المذكر كقولك: هذا حمار، وهؤلاء حمارة، وقد تقع في الجمع دون الواحد في اسمين خاصة كقولك: حمأ وحمأة ومثله: حمأة وكم للواحد وكمأة للجمع.
السادس: تدخل للمبالغة في المدح والذم، كقولهم في المدح رجل علامة ونسّابة وراوية وخليفة، وفي الذم: لحانة وهلباجة، وقد قيل: إن "الهاء" في قوله تعالى: {بل الإنسان على نفسه بصيرة}، وقوله تعالى: {ما في بطون هذه الأنعام خالصةً لذكورنا}، وقوله تعالى: {وذلك دين القيمة} من ذلك.
السابع: تأتي لتأكيد التأنيث في الجمع الذي على «فَعَال» و«فُعُولَه» وليست بلامة في كل موضع، كقولهم في مثل: جمل جمالة، وفي حجر: حجارة، وفي فحل: فحالة وفُحولة، وفي عم: عمومة، وفي خالة: خؤولة، وكذلك في ملائكة، قال الله تعالى: {وبعولتهن أحق بردهن}.
الثامن: تأتي للنسب في الجمع الذي على زنة «مَفاعِل» نحو: المهالبة والأشاعثة، والأشاعرة.
التاسع: تأتي عوضًا من حرف محذوف لزومًا وذلك في أربعة مواضع:
أحدها: الجمع الذي على زنة «مفاعيل» نحو: زناديق وزنادقة وجحاجيح وجحاجحة، ومتى لم تأت بها أتيت بالباب؛ لأنهما يتعاقبان.
ثانيها: المصدر الذي حذفت عينه، كقولهم: أقام إقامة، والأصل أقام إقوامًا واستقوم استقوامًا.
ثالثها: الفعل المعتل "اللام" عوضًا من حذف "اللام"، وذلك في لغة بعض العرب، يقولون: ارمه، ولا ترمه.
رابعها: تكون عوضًا من "الباء"، كقولهم: هذه، والأصل هذي.
العاشر: تأتي لبيان المرات كقولك: جلست جلسة وجلستين.
الحادي عشر: تأتي في حال الوقف لبيان الحركة أو الحرف الذي قبلها نحو دخولها بعد "ألف" الندبة لبيان "الألف" في قولك: وازيداه، ونحو: {سلطانيه}، و{كتابيه}، و{حسابيه}، و{ماليه} لبيان "الياء"، ولبيان الحركة كقوله تعالى: {فبهداهم اقتده}، وقوله تعالى: {لم يتسنه}، ونحو قول الشاعر:
إذا ما ترعرع فينا الغلام .... فما إن يقال له من هوه
إذا لم يسد قبل شد الأزار .... فذلك فينا الذي لا هوه
ولي صاحب من بني الشيصبان ..... فطورًا أقول وطورًا هوه
وتسمى "هاء" السكت، وتسمى أيضًا "هاء" الاستراحة، وقد تثبت في الوصل على نية الوقف، كقراءة غير حمزة، والكسائي: {لم يتسنه وانظر}، {فبهداهم اقتده}، قيل: بإثبات "هاء" السكت في الدرج.
الثاني عشر: تدخل لإمكان النطق بالكلمة، وذلك في فعل الأمر إذا صار إلى حرف واحد كقوله: "عِهْ"، و"شِهْ"، و"قِهْ".
الثالث عشر: تأتي لبيان الحركة وكراهية اجتماع الساكنين، كقولهم في الوقف على "ثمّ": "ثّمَّهْ"، وعلى "هَلُمَّ": "هَلُمَّهْ"، وعلى "إنّ" بمعنى نعم، "إنَّهْ"، قال الشاعر:
يا أيهاالناس ألا هَلُمَّهْ
الرابع عشر: تدخل للمحاذاة والازدواج كقولهم: لكل ساقطةٍ لاقطة، أي: لكل كلمة ساقطة أي يسقط بها الإنسان لاقط يلقطها، كذا فسره أبو بكر بن الأنباري، فدخلت "الهاء" لتزدوج الأولى مع الثانية، كما قالوا: يأتينا بالغدايا والعشايا فجمعوا غداة على غدايا لتزدوج مع العشايا). [مصابيح المغاني: 498 - 502]


رد مع اقتباس