الموضوع: إذ ،إذما
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 02:02 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


(فصل) "إذ"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل)
"إذ"، و"إذ ما"، و"إذا"، و"إذن".
أما "إذ" فإنها اسم إمَّا دائمًا أو غالبًا، وسيأتي بيان ذلك قريبًا إن شاء الله تعالى: «وحقه أن يكون مضافًا إلى جملة فتقول: جئتك "إذ" قام زيد، و"إذ" زيد قائم» و"إذ" يقوم زيد، "إذا" كان بمعنى الماضي كقول الله تعالى: {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت}.
"فإذا" لم تضف نونت قال أبو ذؤيب:
نهيتك عن طلابك أم عمروٍ.... بعافيةٍ وأنت إذ صحيح
و"إذا" حذفت بعض الجملة قدرت تمامها، قال الشاعر:
هل ترجعن ليالٍ قد مضين لنا .... والعيش منقلب إذ ذاك أفنانا
التقدير: والعيش منقلب أفنانًا "إذ" ذاك كذلك.
ولها معان ستة:
الأول: وهو المشهور: تكون بمعنى الزمن الماضي ولها أربعة استعمالات:
أولها: وهو الغالب عليها أن تكون ظرفًا بمعنى الحين نحو قوله تعالى: {إلا تنصروه فقد نصره الله إذ أخرجه الذين كفروا}.
ثانيها: أن تكون مضافًا إليها اسم زمان نحو "يومئذ"، و"حينئذ"، وقد يحذف المضاف أيضًا قال أبو ذؤيب:
نهيتك عن طلابك أم عمرو .... بعافية وأنت إذ صحيح
ثالثها: أن تكون اسمًا مفعولًا به كقوله تعالى: {واذكروا إذ كنتم قليلًا فكثركم} والغالب على المذكورة في أوائل القصص في القرآن العزيز أن تكون مفعولًا بها والتقدير: اذكر، نحو: {وإذا قال ربك للملائكة}.
ولا يجوز أن تكون ظرفًا ليذكر لأنه يقتضي طلب المحال وهو طلب الذكر في ذلك الزمن الذي قد مضى قبل وجود المخاطبين والمراد ذكر الوقت نفسه لا الذكر فيه.
رابعها: أن تكون بدلًا من المفعول به نحو قوله تعالى: {واذكر في الكتاب مريم إذ انتبذت}.
ومنه جمهور النحاة الاستعمالين الأخيرين، وإنما هي فيهما ظرف لمفعول محذوف تقديره: واذكروا نعمة الله عليكم "إذ" كنتم قليلًا، واذكر قصة مريم "إذا" انتبذت.
المعنى الثاني: واختاره ابن مالك أن تكون اسمًا للزمن المستقبل نحو قول الله تعالى: {يومئذٍ تحدث أخبارها} وقوله تعالى: {وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم أأنت قلت للناس} والجمهور لا يثبتون هذا المعنى "لإذ" وينزلون المستقبل الواجب الوقوع منزلة الماضي الذي قد وقع، وربما تأول بعضهم ذلك فقال: قال الله تعالى ذلك لعيسى لما رفعه إليه.
واحتج المثبتون بقوله تعالى: {فسوف يعلمون إذ الأغلال في أعناقهم} فإن يعلمون مستقبل لفظًا ومعنى لدخول حرف التنفيس عليه، ويقول الشاعر:
ستندم إذ يأتي عليك رعيلنا .... بأرعن جرارٍ كثيرٍ صواهله
والجمهور ينزلونه أيضًا على ما تقدم.
الثالث: تكون للتعليل، كقوله تعالى: {ولن ينفعكم اليوم إذ ظلمتم أنكم في العذاب مشتركون}، أي: ولن ينفعكم اليوم اشتراككم في العذاب لأجل ظلمكم في الدنيا، ومثله: {وإذ لم يهتدوا به فسيقولون هذا إفكٌ قديم}.
ومنه قول الشاعر:
فأصبحوا قد أعاد الله نعمتهم ....إذ هم قريش وإذ ما مثلهم بشر
وهل هذه حرف بمنزلة "لام" العلة لبعد تقديرها بالظرف أو ظرف وإنما استفيد التعليل من قوة الكلام لا من اللفظ؟ كما إذا قال: ضربته "إذ" أساء.
فإنه "إذا" أراد الوقت اقتضى ظاهر الحال وقرينة المقال أن الإساءة سبب الضرب وفي ذلك قولان والجمهور قائلون بظرفيتها ومانعون حرفيتها.
الرابع: تكون للمفاجأة نص عليه سيبويه وهي الواقعة بعد بينا وبينما ولا يليها إلا الفعل الواجب، تقول: بينا أنا كذلك "إذ" جاء زيد، قال الشاعر:
استقدر الله خيرًا وارضين به .... فبينما العسر إذ دارت مياسير
وكذلك اختلفوا هل هي ظرف زمان أو مكان أو حرف بمعنى المفاجأة؟
الخامس: تكون زائدة للتوكيد، قاله أبو عبيدة، وابن قتيبة، وحملا عليه آيات من القرآن العزيز، كقوله: {وإذ قال ربك للملائكة}، واختار الأصمعي زيادتها بعد بينما واستفصح، وتبعه ابن الشجري وأنشد:
فبينا نحن نرقبه أتانا .... معلق وفضةٍ وزناد راع
السادس: تكون للتحقيق بمعنى قد، وقد حمل عليه قوله تعالى: {وإذ قالت الملائكة} وما أشبه ذلك، قال ابن هشام: وهذا والذي قبله ليسا بشيء). [مصابيح المغاني: 78 - 83]

"إذ ما"
قال جمال الدين محمد بن علي الموزعي المعروف بابن نور الدين (ت: 825هـ): ((فصل)
وأما "إذما" فإنها تأتي أداة شرط وجزاء تجزم فعلين مضارعين، قال العباس بن مرداس:
إذ ما أتيت على الرسول فقل له .... حقًا عليك إذا اطمأن المجلس
يا خير من ركب المطي ومن مشى .....فوق التراب إذا تعد الأنفس

وهي حرف عند سيبويه، وظرف عند المبرد والفارسي، وابن السراج). [مصابيح المغاني: 83 - 84]


رد مع اقتباس