عرض مشاركة واحدة
  #70  
قديم 30 محرم 1439هـ/20-10-2017م, 11:31 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

التنبيه على ضعف بعض المرويات في فضل البسملة
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (التنبيه على ضعف بعض المرويات في فضل البسملة
ورد في فضل البسملة خاصة أحاديث وآثار عامّتها لا تصحّ، ومن ذلك:
1. ما رواه ابن أبي حاتم في تفسيره والحاكم في المستدرك من طريق زيد بن المبارك الصنعاني قال: حدثنا سلام بن وهب الجندي، حدثنا أبي عن طاووس، عن ابن عباس أن عثمان بن عفان سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم عن بسم الله الرحمن الرحيم فقال: ((هو اسم من أسماء الله، وما بينه وبين اسم الله إلا كما بين سواد العينين وبياضهما من القرب))
ورواه الخطيب البغدادي في تاريخ بغداد من طريق سلام بن وهب عن ابن طاووس عن أبيه.
وسلام بن وهب منكر الحديث.
قال العقيلي: (خبر موضوع لا يُعرف).
وقال الذهبي: (خبر منكر بل كذب).
2. وما رواه ابن جرير من طريق زبريق عن إسماعيل بن عياش، عن إسماعيل بن يحيى، عن ابن أبي مُليكة، عمن حدثه، عن ابن مسعود، ومِسْعَرِ بن كِدَام، عن عطية، عن أبي سعيد قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((إن عيسى ابن مريم أسلمته أمُّه إلى الكتَّاب ليعلِّمه، فقال له المعلم: اكتب "بسم" فقال له عيسى: وما "بسم"؟
فقال له المعلم: ما أدري !
فقال عيسى: الباء بهاءُ الله، والسين: سناؤه، والميم: مملكته)).
ورواه ابن مردوية بسياق مقارب كما في تفسير ابن كثير.
قال ابن كثير: ( وهذا غريب جدا، وقد يكون صحيحا إلى من دون رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويكون من الإسرائيليات لا من المرفوعات).
قلت: صدق رحمه الله فيما ذهب إليه؛ فهذا الأثر رواه ابن أبي حاتم من طريق جويبر عن الضحاك، وروى نحوه ابن المنذر عن سعيد بن جبير، وسعيد بن جبير كان ممن يروي الإسرائيليات، وقد أخذ بعض الإسرائيليات عن نوف بن فضالة البكالي ، وقد لا يقع في الرواية عنه في بعض كتب التفسير تصريح بذلك، وإنما تعرف هذه العلّة بجمع الطرق والشواهد، فربما حُمل عنه هذا الأثر على غير وجهه مع ما فيه من النكارة.
وأما رواية عطية عن أبي سعيد؛ فالأظهر أنّ المراد بأبي سعيد محمد بن السائب الكلبي، وهو متروك الحديث، وكان مما أُخذ على عطية العوفي تدليسه في الرواية عن الكلبي بتكنيته بأبي سعيد؛ فربّما ظُنّ أنّ المراد به أبو سعيد الخدري.
والمقصود أنّ رفع هذا الخبر إلى النبي صلى الله عليه وسلم باطل لا يصحّ، وهو من الإسرائيليات المنكرة.
3. وما رواه ابن مردويه من حديث يزيد بن خالد، عن سليمان بن بريدة، وفي رواية عن عبد الكريم أبي أمية، عن ابن بريدة، عن أبيه؛ أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: (( أنزلت علي آية لم تنزل على نبي غير سليمان بن داود وغيري، وهي بسم الله الرحمن الرحيم)).
ذكره ابن كثير في تفسيره.
4. وما رواه ابن مردويه والثعلبي من طريق عمر بن ذر، عن عطاء بن أبي رباح، عن جابر بن عبد الله، قال: لما نزل {بسم الله الرحمن الرحيم} هرب الغيم إلى المشرق، وسكنت الرياح، وهاج البحر، وأصغت البهائم بآذانها، ورجمت الشياطين من السماء، وحلف الله تعالى بعزته وجلاله ألا يسمى اسمه على شيء إلا بارك فيه).
5. وما رواه الثعلبي من طريق وكيع عن الأعمش عن أبي وائل عن ابن مسعود قال: (من أراد أن ينجيه الله من الزبانية التسعة عشر فليقرأ: بسم الله الرحمن الرحيم، ليجعل الله له من كل حرف منها جنة من كل واحد).
الأعمش مدلس وقد عنعن، والمتن فيه نكارة.
قال ابن عطية: (وهي نظير قولهم في ليلة القدر: «إنها ليلة سبع وعشرين» مراعاة للفظة "هي" في كلمات سورة {إِنَّا أَنْزَلْناهُ} ونظير قولهم في عدد الملائكة الذين ابتدروا قول القائل: «ربنا ولك الحمد حمدا كثيرا طيبا مباركا فيه» فإنها بضعة وثلاثون حرفا، قالوا: فلذلك قال النبي صلى الله عليه وسلم: «لقد رأيت بضعة وثلاثين ملكا يبتدرونها أيهم يكتبها أول»)ا.هـ). [تفسير سورة الفاتحة:141 - 144]

رد مع اقتباس