عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 8 جمادى الآخرة 1434هـ/18-04-2013م, 07:16 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي
تفسير قوله تعالى: {كُلُّ نَفْسٍ ذَائِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَمَنْ زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ (185)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {كلّ نفسٍ ذائقة الموت}، أي: ميّتة، قال:
الموت كأسٌ والمرء ذائقها
في هذا الموضع شاربها). [مجاز القرآن: 1/110-111]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({زحزح عن النّار} أي: نحّي عنها وأبعد). [تفسير غريب القرآن: 116]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {كلّ نفس ذائقة الموت وإنّما توفّون أجوركم يوم القيامة فمن زحزح عن النّار وأدخل الجنّة فقد فاز وما الحياة الدّنيا إلّا متاع الغرور}
{وإنّما توفّون أجوركم يوم القيامة}
ولا يجوز "أجوركم" على رفع الأجور وجعل ما في معنى الذي، لأن يوم القيامة يصير من صلة {توفون}، وتوفون من صلة (ما) فلا يأتي (ما) في الصلة بعد {أجوركم} و {أجوركم} خبر.
وقوله عزّ وجلّ ": {فمن زحزح عن النّار}أي: نحّي وأزيل {فقد فاز} يقال لكل من نجا من هلكة وكل من لقي ما يغبط به: قد فاز، وتأويله تباعد من المكروه ولقي ما يحب.
ومعنى قول الناس مفازة إنما هي من مهلكة، ولكنهم تفاءلوا بأن سموا المهلكة مفازة.

والمفازة المنجاة، كما تفاءلوا بأن سمّوا اللديغ السليم، وكما سمّوا الأعمى بالبصير). [معاني القرآن: 1/495]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (ثم قال تعالى: {كل نفس ذائقة الموت وإنما توفون أجوركم يوم القيامة}
وهذا تمثيل، والمعنى: كل نفس كل نفس ميتة وأنشد أهل اللغة:
من لم يمت عبطه يمتهرما = للموت كاس فالمرء ذائقها
ثم قال جل وعز: {فمن زحزح عن النار وأدخل الجنة فقد فاز}
زحرح: نحي وفاز إذا نجا واغتبط بما هو فيه فأما قولهم مفازة فإنما هو على التفاؤل كما يقال للأعمى بصير وقد قيل إن مفازة من قوله فوز الرجل إذا مات وهذا القول ليس بشيء لأن قولهم فوز الرجل إنما هو على التفاؤل أيضا). [معاني القرآن: 1/518-519]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( {فمن زحزح عن النار} أي: فمن نجي. {فقد فاز} أي: فقد نجا، والفوز العظيم: النجاء الكثير). [ياقوتة الصراط: 194]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( ({الغرور}: الدنيا، والغرور، الشيطان). [ياقوتة الصراط: 194]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت:437هـ): ({زُحْزِحَ} نُحِيِ). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 55]

تفسير قوله تعالى: {لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ (186)}
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت:276هـ): ({لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم} أي: لتختبرنّ، ويقال: لتصابنّ. والمعنيان متقاربان). [تفسير غريب القرآن: 117]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {لتبلونّ في أموالكم وأنفسكم ولتسمعنّ من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الّذين أشركوا أذى كثيرا وإن تصبروا وتتّقوا فإنّ ذلك من عزم الأمور} معناه: لتختبرن، أي: تقع عليكم المحن، فيعلم المؤمن من غيره، وهذه النون دخلت مؤكدة مع لام القسم وضمّت الواو لسكونها وسكون النون. ويقال للواحد من المذكرين: لتبلين يا رجل، وللاثنين لتبليان يا رجلان، ولجماعة الرجال: لتبلونّ.
وتفتح الياء من لتبلين في قول سيبويه لسكونها وسكون النون.
وفي قول غيره تبنى على الفتح لضم النون إليها كما يبنى ما قبل هاء التأنيث، ويقال للمرأة تبلين يا امرأة، وللمرأتين لتبليان يا امرأتان ولجماعة النساء لتبلينانّ يا نسوة، زيدت الألف لاجتماع النونات.
وقوله عزّ وجلّ: {ولتسمعنّ من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الّذين أشركوا أذى كثيرا}
روي أن أبا بكر الصديق - رضي الله عنه - سمع رجلا من اليهود يقول: " إن الله فقير ونحن أغنياء " فلطمه أبو بكر - رضي الله عنه - فشكا اليهودي ذلك إلى النبي - صلى الله عليه وسلم - فسأله النبي: ((ما أراد بلطمك؟))، فقال أبو بكر: سمعت منه كلمة ما ملكت نفسي معها أن لطمته، فأنزل اللّه عزّ وجلّ: {ولتسمعنّ من الّذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الّذين أشركوا أذى كثيرا}
وأذى: مقصور يكتب بالياء يقال قد أذي فلان يأذى أذى. إذا سمع ما يسوءه). [معاني القرآن: 1/495-496]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت:338هـ): (وقوله عز وجل: {لتبلون في أموالكم وأنفسكم}
قيل معناه: لتختبران.
وقيل معناه: لتصابن.

والمعنيان يرجعان إلى شيء واحد
ثم قال تعالى: {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلهم ومن الذين أشركوا أذى كثيرا} روي أن أبا بكر رحمة الله عليه سمع رجلا من اليهود يقول أو هو فقير يستقرض فلطمه فشكاه اليهودي إلى النبي صلى الله عليه وسلم فأنزل الله عز وجل: {ولتسمعن من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم ومن الذين أشركوا أذى}
وأذى: مصور أذي يأذى إذا تأوى). [معاني القرآن: 1/519-520]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ( {لتبلون}أي: لتختبرن). [ياقوتة الصراط: 194]

رد مع اقتباس