عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 8 رجب 1434هـ/17-05-2013م, 02:05 PM
عبد العزيز بن داخل المطيري عبد العزيز بن داخل المطيري غير متواجد حالياً
المشرف العام
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 2,179
افتراضي

فترة الوحي وتتابعه

فترة الوحي الأولى
قال محمد بن إسماعيل بن إبراهيم البخاري (ت:256هـ): (حدثنا يحيى بن بكير، حدثنا الليث، عن عقيل، عن ابن شهاب.
وحدثني عبد الله بن محمد، حدثنا عبد الرزاق، أخبرنا معمر، عن الزهري؛ فأخبرني أبو سلمة بن عبد الرحمن، عن جابر بن عبد الله رضي الله عنهما قال: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم وهو يحدّث عن فترة الوحي؛ فقال في حديثه: ((فبينا أنا أمشي إذ سمعت صوتا من السماء؛ فرفعت رأسي؛ فإذا الملَك الذي جاءني بحراء جالسٌ على كرسي بين السماء والأرض فجئثت منه رعباً؛ فرجعت فقلت: "زملوني زملوني" فدثروني؛ فأنزل الله تعالى: {يا أيها المدثر..} . إلى {والرجز فاهجر}). [صحيح البخاري:؟؟]


ما قيل في الحكمة من فترة الوحي الأولى
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وفتور الوحي عبارة عن تأخره مدة من الزمان، وكان ذلك ليذهب ما كان صلى الله عليه و سلم وجده من الروع، وليحصل له التشوف إلى العود؛ فقد روى المؤلف في التعبير من طريق معمر ما يدل على ذلك). [فتح الباري:؟؟]

مدة فترة الوحي الأولى

قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (وقع في تاريخ أحمد بن حنبل عن الشعبي أن مدة فترة الوحي كانت ثلاث سنين، وبه جزم ابن إسحاق، وحكى البيهقي أن مدة الرؤيا كانت ستة أشهر.
وعلى هذا فابتداء النبوة بالرؤيا وقع من شهر مولده وهو ربيع الأول بعد إكماله أربعين سنة، وابتداء وحي اليقظة وقع في رمضان.
وليس المراد بفترة الوحي المقدره بثلاث سنين وهي ما بين نزول أقرأ ويا أيها المدثر عدم مجيء جبريل إليه بل تأخر نزول القرآن فقط.
ثم راجعت المنقول عن الشعبي من تاريخ الإمام أحمد ولفظه من طريق داود بن أبي هند عن الشعبي: أنزلت عليه النبوة وهو ابن أربعين سنة فقرن بنبوته إسرافيل ثلاث سنين؛ فكان يعلمه الكلمة والشيء ولم ينزل عليه القرآن على لسانه؛ فلما مضت ثلاث سنين قرن بنبوته جبريل؛ فنزل عليه القرآن على لسانه عشرين سنة) وأخرجه بن أبي خيثمة من وجه آخر مختصرا عن داود بلفظ: (بعث لأربعين ووكل به إسرافيل ثلاث سنين ثم وكل به جبريل)
فعلى هذا فيحسن بهذا المرسل إن ثبت الجمع بين القولين في قدر إقامته بمكة بعد البعثة؛ فقد قيل: ثلاث عشرة، وقيل: عشر ولا يتعلق ذلك بقدر مدة الفترة والله أعلم.
وقد حكى بن التين هذه القصة لكن وقع عنده ميكائيل بدل إسرافيل، وأنكر الواقدي هذه الرواية المرسلة، وقال: لم يقرن به من الملائكة إلا جبريل) انتهى، ولا يخفى ما فيه؛ فإن المثبت مقدم على النافي إلا إن صحب النافي دليل نفيه فيقدم والله أعلم.
وأخذ السهيلي هذه الرواية فجمع بها المختلف في مكثه صلى الله عليه وسلم بمكة؛ فإنه قال: جاء في بعض الروايات المسندة أن مدة الفتره سنتان ونصف، وفي رواية أخرى: أن مدة الرؤيا ستة أشهر؛ فمن قال: مكث عشر سنين حذف مدة الرؤيا والفترة، ومن قال: ثلاث عشرة أضافهما، وهذا الذي اعتمده السهيلي من الاحتجاج بمرسل الشعبي لا يثبت، وقد عارضه ما جاء عن ابن عباس أن مدة الفترة المذكورة كانت أياماً، وسيأتي مزيد لذلك في كتاب التعبير إن شاء الله تعالى). [فتح الباري:؟؟]
قال عبد العزيز بن داخل المطيري : (وبدأت النبوة ببدء الوحي لما نزل جبريل عليه السلام على النبي صلى الله عليه وسلم في غار حراء بأول سورة العلق.
ثم فتر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم بعد ذلك، واختلف في مدة فترة الوحي على أقوال:
- فقال الشعبي:كانت مدة فترة الوحي سنتان ونصف، رواه عنه الإمام أحمد في التاريخ كما في فتح الباري لابن حجر، وهو قول بعيد.
- وروى ابن سعد عن ابن عباس أنها كانت أياماً، لكن إسناد هذه الرواية واهٍ جدا.
والله أعلم بمدة تلك الفترة، لكن صح أن أوَّل ما نزل على النبي صلى الله عليه وسلم بعد فترة الوحي أول سورة المدثر.
في الصحيحين عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم وهو يحدث عن فترة الوحي فقال في حديثه:(( بينا أنا أمشي سمعت صوتا من السماء فرفعت بصري؛ فإذا الملك الذي جاءني بحراء جالس على كرسي بين السماء والأرض ففَرَقْتُ منه فرجعت فقلت زملوني زملوني؛ فدثروني؛ فأنزل الله تعالى: {يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ . قُمْ فَأَنْذِرْ . وَرَبَّكَ فَكَبِّرْ . وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ . وَالرُّجْزَ فَاهْجُرْ} )).
وهي الأوثان
قال: ثم تتابع الوحي)
الذي قال في تفسير الرُّجز: (وهي الأوثان) هو أبو سلمة بن عبد الرحمن كما في رواية عند البخاري قال: (وهي الأوثان التي كان أهل الجاهلية يعبدون).
وفي رواية في صحيح البخاري أيضاً أن هذه الحادثة كانت قبل أن تفرض الصلاة). [شرح ثلاثة الأصول:؟؟]

فترات الوحي الأخرى
قلت: (ورد في سبب نزول سورة الضحى وفي سورة الكهف ما يفيد تكرر فترة الوحي أو احتباسه في أمر من الأمور وينبغي أن يفرّق بين النوعين؛ فليحقق الأمر في ذلك).


تتابع الوحي على النبي صلى الله عليه وسلم في آخر حياته
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ البخاريُّ (ت:256هـ): (حدثنا عمرو بن محمد، حدثنا يعقوب بن إبراهيم، حدثنا أبي عن صالح بن كيسان عن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك رضي الله عنه أن الله تعالى تابَع على رسوله صلى الله عليه وسلم الوحي قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم تُوفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعدُ). [صحيح البخاري:؟؟]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله‏:‏ ‏(‏حدثنا عمرو بن محمد‏)‏ هو الناقد، وبذلك جزم أبو نعيم في ‏"‏ المستخرج‏"‏‏.‏
وكذا أخرجه مسلم عن عمرو بن محمد الناقد وغيره عن يعقوب بن إبراهيم‏.‏
ووقع في الأطراف لخلف ‏"‏ حدثنا عمرو بن علي الفلاس ‏"‏ ورأيت في نسخة معتمدة من رواية النسفي عن البخاري ‏"‏ حدثنا عمرو بن خالد ‏"‏ وأظنه تصحيفا، والأول هو المعتمد، فإن الثلاثة وإن كانوا معروفين من شيوخ البخاري، لكن الناقد أخص من غيره بالرواية عن يعقوب بن إبراهيم بن سعد، ورواية صالح بن كيسان عن ابن شهاب من رواية الأقران، بل صالح بن كيسان أكبر سنا من ابن شهاب وأقدم سماعا، وإبراهيم بن سعد قد سمع من ابن شهاب كما سيأتي تصريحه بتحديثه له في الحديث الآتي بعد باب واحد‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏إن الله تابع على رسوله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته‏)‏ كذا للأكثر‏.‏
وفي رواية أبي ذر ‏"‏ إن الله تابع على رسوله الوحي قبل وفاته ‏"‏ أي أكثر إنزاله قرب وفاته صلى الله عليه وسلم، والسر في ذلك أن الوفود بعد فتح مكة كثروا وكثر سؤالهم عن الأحكام فكثر النزول بسبب ذلك‏.‏
ووقع لي سبب تحديث أنس بذلك من رواية الدراوردي عن الإمامي عن الزهري ‏"‏ سألت أنس بن مالك‏:‏ هل فتر الوحي عن النبي صلى الله عليه وسلم قبل أن يموت‏؟‏ قال‏:‏ أكثر ما كان وأجمّه ‏"‏ أورده ابن يونس في ‏"‏ تاريخ مصر ‏"‏ في ترجمة محمد بن سعيد بن أبي مريم‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏حتى توفاه أكثر ما كان الوحي‏)‏ أي الزمان الذي وقعت فيه وفاته كان نزول الوحي فيه أكثر من غيره من الأزمنة‏.‏
قوله‏:‏ ‏(‏ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد‏)‏ فيه إظهار ما تضمنته الغاية في قوله ‏"‏ حتى توفاه الله‏"‏، وهذا الذي وقع أخيرا على خلاف ما وقع أولا، فإن الوحي في أول البعثة فتر فترة ثم كثر، وفي أثناء النزول بمكة لم ينزل من السور الطوال إلا القليل، مما بعد الهجرة نزلت السور الطوال المشتملة على غالب الأحكام، إلا أنه كان الزمن الأخير من الحياة النبوية أكثر الأزمنة نزولا بالسبب المتقدم، وبهذا تظهر مناسبة هذا الحديث للترجمة لتضمنه الإشارة إلى كيفية النزول‏). [فتح الباري:؟؟]
قالَ أحمدُ بنُ شُعيبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا إسحاق بن منصور، قال: أنا يعقوب بن إبراهيم، قال: حدثني أبي، عن صالح، عن ابن شهاب، قال: أخبرني أنس بن مالك أنَّ الله عز و جل تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفي أكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله). [فضائل القرآن للنَّسائي:؟؟]
قال أبو شامة عبد الرحمن بن إسماعيل بن إبراهيم المقدسي(ت: 665هـ): (وعن ابن شهاب قال: أخبرني أنس بن مالك أن الله تعالى تابع الوحي على رسوله قبل وفاته حتى توفاه أكثر ما كان الوحي، ثم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد. هذا لفظ البخاري، ولمسلم: إن الله عز وجل تابع الوحي على رسول الله صلى الله عليه وسلم قبل وفاته حتى توفي، وأكثر ما كان الوحي يوم توفي رسول الله صلى الله عليه وسلم.قلت: يعني عام وفاته أو حين وفاته، يريد أيام مرضه كلها، كما يقال: يوم الجمل ويوم صفين، وكانت أياما، والله أعلم). [المرشد الوجيز:31]


رد مع اقتباس