الموضوع: الألف
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 03:48 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال عبد الله بن يوسف بن أحمد ابن هشام الأنصاري (ت: 761هـ): (حرف "الألف"
حرف "الألف":
والمراد هنا الحرف الهاوي الممتنع الابتداء به لكونه لا يقبل لحركة، فأما الّذي يراد به "الهمزة" فقد مر في صدر الكتاب.
وابن جني يرى أن هذا الحرف اسمه "لا"، وأنه الحرف الّذي يذكر قبل "الياء" عند عد الحروف، وأنه لما لم يكن أن يتلفّظ به في أول اسمه كما فعل في أخواته إذ قيل: "صاد"،"جيم" توصل إليه "باللّام"، كما توصل إلى اللّفظ "بلام التّعريف" "بالألف" حين قيل في الابتداء الغلام ليتقارضا، وأن قول المعلمين "لام ألف" خطأ؛ لأن كلا من "اللّام" و"الألف" قد مضى ذكره، وليس الغرض بيان كيفيّة تركيب الحروف بل سرد أسماء الحروف البسائط.
ثمّ اعترض على نفسه بقول أبي النّجم:
أقبلت من عند زياد كالخرف ... تخط رجلاي بخط مختلف
تكتبان في الطّريق لام الف
وأجاب بأنّه لعلّه تلقاه من أفواه العامّة؛ لأن الخط ليس له تعلق بالفصاحة.
وقد ذكر "للألف" تسعة أوجه:
أحدها: أن تكون للإنكار، نحو: أعمراه لمن قال لقيت عمرا.
الثّاني: أن تكون للتذكر، كرأيت الرجلا. وقد مضى أن التّحقيق ألا يعد هذان.
الثّالث: أن تكون ضمير الاثنين، نحو: الزيدان قاما، وقال المازني: هي حرف، والضّمير مستتر.
الرّابع: أن تكون علامة الاثنين، كقوله:
ألفيتا عيناك عند القفا ... أولى فأولى لك ذا واقية
وقوله:
... وقد أسلماه مبعد وحميم
وعليه قول المتنبي:
ورمى وما رمتا يداه فصابني ... سهم يعذب والسهام تريح
الخامس: "الألف" الكافة، كقوله:
فبينا نسوس النّاس والأمر أمرنا ... إذا نحن فيهم سوقة ليس ننصف
وقيل "الألف" بعض "ما" الكافة، وقيل إشباع، وبين مضافة إلى الجملة، ويويده أنّها قد أضيفت إلى المفرد في قوله:
بينا تعانقه الكماة وروغه ... يومًا أتيح له جريء سلفع
السّادس: أن تكون فاصلة بين "الهمزتين"، نحو:{أأنذرتهم}، ودخلوها جائز لا واجب، ولا فرق بين كون "الهمزة" الثّانية سهلة أو محققة.
السّابع: أن تكون فاصلة بين النونين "نون النسوة" و"نون التوكيد"، نحو: اضربنان، وهذه واجبة.
الثّامن: أن تكون لمد الصّوت بالمنادى المستغاث، أو المتعجب منه، أو المندوب، كقوله:
يا يزيدا لآمل نيل عز ... وغنى بعد فاقة وهوان
وقوله:
يا عجبا لهذه الفليقه ... هل تذهبن القوباء الريقه
وقوله:
حملت أمرا عظيما فاصطبرت له ... وقمت فيه بأمر الله يا عمرا
التّاسع: أن تكون بدلا من "نون ساكنة"، وهي إمّا "نون التوكيد"، أو "تنوين المنصوب".
فالأول: نحو: {لنسفعا}،و{ليكونا}، وقوله:
... ولا تعبد الشّيطان والله فاعبدا
ويحتمل أن تكون هذه "النّون" من باب يا حرسي اضربا عنقه.
والثّاني: كرأيت زيدا في لغة غير ربيعة، ولا يجوز أن تعد "الألف" المبدلة من "نون" إذن، ولا "ألف التكثير" "كألف" قبعثرى، ولا "ألف التّأنيث" "كألف" حبلى، ولا "ألف الإلحاق ""كألف" أرطى، ولا "ألف الإطلاق" "كالألف" في قوله:
من طلل كالأتحمي أنهجا
ولا "ألف التّثنية" كالزيدان، ولا "ألف الإشباع" الواقعة في الحكاية، نحو: منا، أو في غيرها في الضّرورة، كقوله:
أعوذ باللّه من العقراب
ولا "الألف" الّتي تبين بها الحركة في الوقف، وهي "ألف" أنا عند البصريين، ولا "ألف" التصغير، نحو: ذيا واللذيا لما قدمناه).[مغني اللبيب: 4 / 427 - 441 ]


رد مع اقتباس