عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 08:44 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني (ت: 388هـ): ("إنْ"
و"إن" المخففة المكسورة "الألف" على أربعة أوجه:
1 - الجزاء: نحو قولك: "إن" تأتني أكرمك، ومنه قوله عز وجل: {وإن أحد من المشركين استجارك فأجره}، وقوله تعالى أيضا: {وإن يأتوكم أسارى تفادوهم}.
2 - والجحد: نحو قوله تعالى: {إن الكافرون إلّا في غرور} بمعنى "ما" الكافرون إلّا في غرور، وتقول "إن" أتيتني بمعنى والله "ما" أتيتني.
3 - ومخففة من الثّقيلة: نحو قوله تعالى: {وإن كل لما جميع لدينا محضرون} تلزمها "اللّام" في الخبر لئلّا تلتبس ب "إن" الّتي للجحد فتقول: "إن" زيدا لقائم فتكون إيجابا، فإن قلت: "إن" زيد قائم كان نفيا.
4 - وزائدة: نحو قول الشّاعر:
وما إن طبنا جبن ولكن ... منايانا ودولة آخرينا
وتقول "ما" "إن" في الدّار أحد بمعنى "ما" في الدّار أحد فهذه زائدة على التوكيد). [منازل الحروف: 47 - 48]
"أن" المخففة
قال أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني (ت: 388هـ): ("أن" المخففة
و"أن" المخففة ولها أربعة أوجه:
1 - مخفّفة من الثّقيلة: مثل قوله عز وجل: {وآخر دعواهم أن الحمد لله رب العالمين}، واصله "أن" الحمد لله ومنه قوله تعالى: {علم أن سيكون منكم مرضى} ،ولا تكون هذه إلّا المخففة من الثّقيلة من جهة دخول "السّين" فأما قوله تعالى: {وحسبوا ألا تكون فتنة} بالرّفع فعلى المخففة أيضا كأنّه قال إنّه لا تكون فتنة، وبالنّصب فعلى "أن" الناصبة للفعل الّتي تنقله إلى معنى الاستقبال، وقال الشّاعر في المخففة:
في فتية كسيوف الهند قد علموا ... أن هالك كل من يحفى وينتعل
وإذا خففت لم تعمل ويكون ما بعدها على الابتداء والخبر، ومنهم من يعملها وهي مخفّفة كما يعملها وهي محذوفة والأكثر الرّفع.
2 - وناصبة للفعل: تنقله إلى الاستقبال ولا تجتمع من "السّين" و"سوف" وهي مع الفعل بمعنى المصدر، تقول يسرني أن تأتيني، بمعنى: يسرني إتيانك، وأكره أن تخرج، بمعنى: أكره خروجك، ومنه قوله عز وجل: {ويريد الله أن يحق الحق بكلماته ويقطع دابر الكافرين}، ومنه قوله تعالى: {يريد أن يتوب عليكم ويريد الّذين يتبعون الشّهوات أن تميلوا ميلًا عظيما}، وموضع تميلوا النصب ب "أن" وذهبت "النّون" علامة للنصب.
3 - وبمعنى أي الخفيفة: نحو قوله عز وجل: (وانطلق الملأ منهم أن امشوا واصبروا) أي: امشوا، وذلك "أن" انطلاقهم قائم مقام قولهم امشوا واصبروا على آلهتكم فجاءت "أن" بمعنى أي الّتي للتفسير، نحو قولك: أصلّي "أن" أنا رجل صالح، و"إن" شئت قلت أنا رجل صالح.
4 - وزائدة: نحو لما "أن" جئتني أكرمتك، والمعنى: لما جئتني أكرمتك إلّا "انك" أتيت ب "أن" للتوكيد، ومنه قوله تعالى {ولما أن جاءت رسلنا}).

الفرق بين "إن" و"أن"
قال أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني (ت: 388هـ): (الفرق بين "إن" و"أن"
الفرق بين "إن" و"أن"، وهو ما كان بين "لو" و"إن" في "أن" أحدهما للماضي والآخر للمستأنف، تقول أنت طالق "إن" دخلت الدّار، فيقع الطّلاق عند هذا الكلام، وتقول أنت طالق "أن" دخلت الدّار، فلا يقع الطّلاق عند انقضاء هذا الكلام، ولكن يترقب الدّخول "فإن" وقع منها طلقت و"إن" لم يقع لم تطلق أصلا، وذلك من قبل أن "إن" المكسورة شرط وطلب المستأنف فيترقب وقوع الشّرط ليجب به العقد، فأما "أن" المفتوحة فليست كذلك، وإنّما المعنى أنت طالق لأن دخلت الدّار، فدخول الدّار قد وقع وبين أنه طلقها من أجل ما قد وقع، وليست "أن" بشرط إنّما هي علّة لوقوع الأمر، فإذا كانت العلّة قد وقعت فقد وقع معلولها، وكأنّه قال أنت طالق لأنّك كلمت زيدا، فبين لأي شيء طلقها فقد وقع الطّلاق في هذا الكلام، وأما "إن" قال أنت طالق "إن" كلمت زيدا فعلى الترقب كما بينا).

الفرق بين "لو" و"إن"
قال أبو الحسن علي بن عيسى بن علي بن عبد الله الرماني (ت: 388هـ): (الفرق بين "لو" و"إن"
الفرق بين "لو" و"إن" إن "لو" لما مضى و"إن" لما يستأنف، وكلاهما يجب بهما الثّاني لوجوب الأول، تقول "لو" أتيتني لأكرمتك يدل على أن الإكرام كان يجب بالإتيان، وتقول "إن" أتيتني أكرمتك، فتدل على "أن" الإكرام يجب بالإتيان في المستأنف، كما دللت في لو على أنه كان يجب به في الماضي). [منازل الحروف: 60]


رد مع اقتباس