الموضوع: أو
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 18 ذو الحجة 1438هـ/9-09-2017م, 11:57 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


"أو"
قال أبو الفرج عبد الرحمن بن علي ابن الجوزي (ت:597هـ): (باب "أو"
"أو": حرف يرد للشّكّ. تقول: رأيت زيدا "أو" عمرا. ويرد للتّخيير تقول: خذ منه دينارا "أو" قيمته ورقا. ويرد بمعنى " بل ".
أنشد الفراء: -
بدت مثل قرن الشّمس في رونق الضّحى... وصورتها أو أنت في العين أملح
يريد: "بل" أنت. وترد بمعنى "الواو".
قال جرير: -
نال الخلافة أو كانت له قدرا... كما أتى ربه موسى على قدر
قال توبة: -
وقد زعمت ليلى بأنّي فاجر... لنفسي تقاها أو عليها فجورها
معناه: وعليها.
قال أبو زكريّا: وترد للإبهام، تقول: اشتريت هذا الثّوب بدينار
"أو" أكثر. تريد بذلك الإبهام على السّائل.
وكقوله: {أو يزيدون}. وترد للإباحة، تقل جالس الحسن
"أو" ابن سيرين. أي جالس الأخيار فان جالسهما "أو" أحدهما فقد أطاعك.
وذكر أهل التّفسير أن
"أو" في القرآن على ثلاثة أوجه:
أحدها: التّخيير ومنه قوله تعالى [في البقرة]: {ففدية من صيام أو صدقة أو نسك}، وفي المائدة: {فكفارته إطعام عشرة مساكين من أوسط ما تطعمون أهليكم أو كسوتهم أو تحرير رقبة}.
والثّاني: بمعنى "الواو". ومنه قوله تعالى في الأنعام: {أو الحوايا أو ما اختلط بعظم}، وفي طه: {لعلّه يتذكّر أو يخشى}.
وفي هل أتى: {ولا تطع منهم آثما أو كفورا}، وفي المرسلات: {عذرا أو نذرا}.
والثّالث: بمعنى "بل". ومنه قوله تعالى في البقرة: {قال لبثت يومًا أو بعض يوم}، وفي النّحل: {وما أمر السّاعة إلّا كلمح البصر أو هو أقرب}، وفي النّجم: {فكان قاب قوسين أو أدنى}، وفي الصافات: {وأرسلناه إلى مائة ألف أو يزيدون}.
قال ابن قتيبة: وليس هذا الوجه كما تأولوا، وإنّما هو بمعنى "الواو" أبدا. فعلى قوله يكون هذا الباب من أبواب الوجهين. وقال أبو زكريّا: في قوله {أو يزيدون}، إنّها للإبهام على المخاطب، قال: وليس هي بمعنى "الواو" ولا بمعنى "بل" لأن الحرف إذا أمكن حمله على لفظه لم يحمل على غيره. قال: فإن قال قائل: إن الله تعالى لا يريد أن يلبس علينا إنّما يريد أن يبين لنا. قلنا:
"بل" قد تكون المصلحة تارة في الإبهام وتارة في التّبيين، كقوله تعالى: {يسألونك عن الرّوح قل الرّوح من أمر ربّي}. ولم يبين بهذا الكلام). [نزهة الأعين النواظر: 108 - 110]


رد مع اقتباس