الموضوع: حاشا
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 03:35 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "الحاء"
اعلم أن "الحاء" لم تجئ في كلام العرب مفردةً، وإنما أتت مركبة مع "الألف" و"الشين" و"الألف": "حاشا"، ومع "التاء" مشددة و"الألف": "حتى".

باب "حاشى"
اعلم أن "حاشى" تكون فعلًا، ومضارعها «أحاشي»، وليست غرضنا، وتكون حرفًا خافضًا، والغالب عليها الحرفية، ولذلك جعلها سيبويه تخفض أبدًا، وجعلها بعض المتقدمين فعلًا قياسًا على قول العرب:
«اللهم اغفر لي ولك من سمع، "حاشى" الشيطان وأبا الأصبغ»، ولا يُعول على ذلك لقلته، وإنما يعول على فعليتها إذا [كان] مضارعها «أحاشي» بمعنى أستثني وأقول: "حاش" لله.
فإذا كانت خافضة كانت حرفًا على كل حال وهو المستعمل فيها كثيرًا، ومعناها الاستثناء كـ "إلا"، وهي وما بعدها في موضع معمول كسائر حروف الجر كما تقدم في "الباء"، فإذا كان الفعل لا يتعدى صار يتعدى بها فتقول: قام القوم "حاشى" زيدٍ، فيتعدى «قام» إلى «زيد» بواسطة "حاشى"، كما يتعدى بواسطة "الباء" إلى «زيد»، إذا قلت: «قمت بزيد».
وفيها لغتان: إثبات "الألف" قبل "الشين" وحذفها، وإثباتها الكثير ومن حذفها قول الشاعر:
حشى رهط النبي فإن منهم ..... بحورًا لا تكدرها الدلاءُ
وقد يجوزُ حذفُ "ألفها" الآخرة اختصارًا كقوله تعالى: {حَاشَ لِلَّهِ مَا هَذَا بَشَرًا}، و{حَاشَ لِلَّهِ مَا عَلِمْنَا عَلَيْهِ مِنْ سُوءٍ}، وذلك لكثرة الاستعمال، ويظهر من مذهب الزجاج أنها اسمٌ مضافٌ تارة إلى ما بعده وتارة تظهر "اللام" قبل المضاف إليه، يقال: "حاشى" الله، و"حاش" لله، كما يقال: معاذ الله ومعاذ لله، وحُكي عن الفراء أنه فعلٌ لا فاعل له، وحُكي عن بعض الكوفيين أنها فعل في الأصل وحكى أنها كـ "نُعْم" في قول الشاعر:
فقد بُدلت ذلك بِنُعْمِ بال ..... .... .... .... ....
هذا قول بعضهم، والصحيح أن "حاش" في الآيتين فعلٌ حذف آخره لكثرة الاستعمال، وفاعله مضمر يعود على يوسف عليه السلام، ومفعوله محذوفٌ اختصارًا كأنه قال: "حاشى" يوسف الفعلة لأجل الله، وهذه التي مضارعها "يُحاشى" ومعناها المجانبة، وما فسره به بعضهم من التفسير وخرجوا به عن الأصول بعيدٌ). [رصف المباني: 178 - 180]


رد مع اقتباس