الموضوع: حرف الذال
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 20 ذو الحجة 1438هـ/11-09-2017م, 06:04 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال أحمد بن عبد النور المالقي (ت: 702هـ): (باب "الذال"
اعلم أن "الذال" لم تجئ مفردة في كلام العرب، وإنما جاءت مركبة مع "الألف".

باب "ذا"
ولها في الحرفية موضعٌ واحدٌ، وهي مفعولٌ للفعل الموجه عليها، أو مجرور نحو قولك: "ماذا" صنعت؟ و"ماذا" جئت؟ و"مماذا" خففت؟ والتقدير: "أي شيء" صنعت، و"أي شيء" جئت، و"من أي شيء" خفت، فتكون "ذا" مع "ما" كشيء واحد بمعنى: "أي شيءٍ".
وإنما حكمنا على أن
"ذا" حرف لأنها قد توجد "ما" الاستفهامية وحدها دوها، ومعناها الاستفهام، وتوجد معها أيضًا، وهي معها بذلك المعنى، فحكمنا أنها وصلة لها.
ويكون جوابها في المنصوب منصوبًا وفي المخفوض مخفوضًا، فإذا قيل لك: "ماذا" صنعت؟ فالجواب: خيرًا، "أي" صنعت خيرًا، وإذا قيل: "بماذا" جئت؟ فالجواب: بزادي أو براحلتي أو شبه ذلك، وإذا قيل: "مماذا" خفت، فالجواب: من كذا وكذا.
وربما وقعت
"ما" في موضع خبر "كان" فتكون في تقدم "كان" عليها خارجةً عن أدوات الاستفهام في كونها يقع ما بعدها خبرًا لها، وجميعُ أدوات الاستفهام لها صدرُ الكلام فتتقدم على "كان" فتقول: إذا ضربت زيدًا فكان "ماذا"، أي: فأي شيء كان، فاتصال "ذا" بها أخرجها عن حكم أدوات الاستفهام، في ذلك قال الشاعر:
.... .... .... .... ..... ومات عِشقًا فكان ماذا
وأما قول الله تعالى: {وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنْفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ} فمن قرأه بالنصب فهو من بابنا، و"ذا" مع "ما" حرفٌ وهي في موضع مفعول «ينفقون» فتوجه عليها الفعل، ولذلك كان الجواب بالنصب لأن التقدير ينفقون العفو، وحكمُ الجواب أن يكون على وفق السؤال، ومن قرأ بالرفع في «العفو» فهو على التقدير «هو» وتكون "ما" إذا ذاك في موضع مبتدأ، و"ذا" هنا اسمٌ بمعنى "الذي"، وبعد {يُنْفِقُونَ} ضميرٌ مفعولٍ محذوف تقديره: ينفقونه، وليس هذا من بابنا، لأن "ذا" فيه اسمٌ وعليه قوله:
ألا تسألان المرء ماذا يحاول ..... أنحبُ فيُقضى أم ضلالٌ وباطل).
[رصف المباني: 186 - 188]


رد مع اقتباس