الموضوع: السين
عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 21 ذو الحجة 1438هـ/12-09-2017م, 12:36 AM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي


شرح أحمد بن فارس الشدياق (ت: 1305هـ)

(حرف "السين")
قال أحمد بن فارس الشدياق (ت: 1305هـ): ( (حرف "السين")
"السين"حرف يختص بالمضارع ويخلصه للاستقبال نحو: سيضرب، وربما قرن بالآن، كقوله:
فإني لست أخذلكم ولكن ..... سأسعى الآن إذا بلغت أذاك
ومعنى قول المعربين فيها أنها حرف تنفيس حرف توسيع، وذلك أنها تقلب المضارع من الزمن الضيق، وهو الحال إلى الزمن الواسع وهو الاستقبال، وواضح من عبارتهم قول الزمخشري وغيره حرف استقبال.

"سوف": مرادفة "للسين" أو أوسع منها على الخلاف، وكأن القائل بذلك نظر إلى أن كثرة الحروف تدل على كثرة المعنى، وليس بمطرد، ويقال: فيها "سف" بحذف الوسط، و"سو" بحذف الأخير، و"سي" بقلب "الواو" "ياء"، وتنفرد عن "السين" بدخول "اللام" عليها نحو: {ولسوف يعطيك ربك فترضى}.

"سي": من "لا" "سيما": اسم بمنزلة مثل وزنا ومعنى، وتثنيته سيان، واستغنوا بهذه التثنية عن تثنية سواء، فلم يقولوا سواآن إلا شاذًا، وتشديد "ياء" "سي" ودخول "لا" عليه ودخول "الواو" على "لا" واجب.
قال ثعلب: من استعمله على خلاف ما جاء في قوله و"لا" "سيما" يوم بدارة جلجل فهو مخطئ.
وذكره غيره أنه قد يخفف، وقد تحذف
"الواو" ويجوز في الاسم الذي بعدها الجر والرفع مطلقًا والنصب أيضًا إذا كان نكرة، وقد روي بهن، و"لا" "سيما" يوم، والجر أرجحها، وهو على الإضافة، و"ما" زائدة بينهما، والرفع على أنه خبر لمضمر محذوف، و"ما" موصولة أو نكرة، والتقدير: و"لا" مثل الذي هو يوم أو و"لا" مثل شيء هو يوم، والنصب على التمييز كما يقع التمييز بعد مثل في نحو: {ولو جئنا بمثله مددا}، و"ما" كافة عن الإضافة، أما انتصاب المعرفة نحو: و"لا" "سيما" زيدًا، فمنعه الجمهور.

"سواء": تكون بمعنى مستو، فإذا مددت فتحت نحو: مررت برجل "سواء"، والعدم يخبر بها عن الواحد فما فوقه نحو: {ليسوا سواء}، وإذا قصرت كسرت أو ضممت نحو: {مكانًا سوى}، وتأتي بمعنى الوسط، وبمعنى التام، فتمد فيها مع الفتح نحو قوله تعالى: {في سواء الجحيم}، أي: في وسط، وقولك: هذا درهم "سواء"، أي: تام.
وبمعنى القصد فتقصر مع الكسر وهذا أغرب معانيها كقوله:
فلا صرفن سوى حذيفة مدحتي ..... لفتى العشي وفارس الأحزاب
قال الشارح: أي لقصد حذيفة هذا كلامه، والظاهر هنا أنها بمعنى جهة، فمكان الأولى أني قول وبمعنى الجهة اهـ.
وبمعنى مكان أو غير على خلاف في ذلك، فتمد مع الفتح، وتقصر مع الضم، ويجوز الوجهان مع الكسر، وتقع سوى التي بمعنى غير صفة واستثناء كما تقع غير وهو عند الزجاجي وابن مالك كغير في المعنى والتصرف، فتقول: جاءني
"سواك" بالرفع على الفاعلية، ورأيت "سواك" بالنصب على المفعولية، وما جاءني أحد "سواك" بالنصب على الاستثناء والرفع على أنه صفة، وهو الأرجح.
وعند سيبويه والجمهور: إنها ظرف مكان ملازم للنصب لا يخرج عن ذلك إلا في الضرورة، وعند الكوفيين وجماعة: أنها ترد بالوجهين، ورد على من نفى ظرفيتها بوقوعها صلة قالوا جاء الذي سواك، وأجيب بتقدير سوا خبرًا لهو محذوفًا أي: الذي هو
"سواك"، قلت: قد ورد في الحديث: «سألت الله أن لا يسلط على أمتي عدوًا من سوى أنفسها» فأنكر على بعض السفهاء المتشدقين استعمالي "سوى" قبل"في"، وقال: إنه يجب استعمالها بعدها حملًا على الحديث، وقد جاءت في كلام العرب قال أبو محجن النصيب بن رباح مولى عبد العزيز بن مروان:
فلا النفس ملتها ولا العين تنتهي ..... إليها سوى في الطرف عنها فترجع
(انظر الجزء الأول من الأغاني لأبي الفرج ص 145)
"ساء": فعل وضع للذم مثل "بئس"). [غنية الطالب: 188 - 190]


رد مع اقتباس