عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:55 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (وَالصَّافَّاتِ صَفًّا (1) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (ومعمر عن قتادة في قوله تعالى والصافات صفا قال هم الملائكة فالزاجرات زجرا قال كل زاجرة زجر الله عنها في القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الأعمش عن مسلم عن مسروق أن ابن مسعود قال في قوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا قال هم الملائكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والصّافّات صفًّا (1) فالزّاجرات زجرًا (2) فالتّاليات ذكرًا}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: أقسم اللّه تعالى ذكره بالصّافّات، والزّاجرات، والتّاليات الذّكر؛ فأمّا الصّافّات: فإنّها الملائكة الصّافّات لربّها في السّماء وهي جمعٌ صافّةٍ، فالصّافات: جمع جمعٍ، وبذلك جاء تأويل أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني سلم بن جنادة، قال: حدّثنا أبو معاوية، عن الأعمش، عن مسلمٍ، قال: كان مسروقٌ يقول في الصّافّات: هي الملائكة.
- حدّثنا إسحاق بن أبي إسرائيل، قال: أخبرنا النّضر بن شميلٍ، قال: أخبرنا شعبة، عن سليمان، قال: سمعت أبا الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه، بمثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {والصّافات صفًّا} قال: قسمٌ أقسم اللّه بخلقٍ، ثمّ خلقٍ، ثمّ خلقٍ، والصّافات: الملائكة صفوفًا في السّماء.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {والصّافات} قال: هم الملائكة.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {والصّافات صفًّا} قال: هذا قسمٌ أقسم اللّه به). [جامع البيان: 19/492-493]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي قال نا آدم ابن أبي إياس قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والصافات صفا قال يعني الملائكة فالزاجرات زجرا قال يعني الملائكة فالتاليات ذكرا قال يعني الملائكة). [تفسير مجاهد: 539]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو جعفرٍ محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا قبيصة بن عقبة، أنبأ سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} [الصافات: 2] قال: «الملائكة» {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: «الملائكة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/466]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابن مسعودٍ في قوله: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} قال: الملائكة {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: الملائكة.
رواه الطّبرانيّ عن شيخه عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/98]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 5.
أخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه {والصافات صفا} قال: الملائكة {فالزاجرات زجرا} قال: الملائكة {فالتاليات ذكرا} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 12/385]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور عن مسروق رضي الله عنه قال: كان يقال في الصافات والمرسلات والنازعات هي الملائكة.
وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والصافات صفا (1) فالزاجرات زجرا} قال: هم الملائكة). [الدر المنثور: 12/385-386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والصافات صفا} قال: الملائكة صفوف في السماء {فالزاجرات زجرا} قال: ما زجر الله عنه في القرآن {فالتاليات ذكرا} قال: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة {إن إلهكم لواحد} قال: وقع القسم على هذا). [الدر المنثور: 12/386]

تفسير قوله تعالى: (فَالزَّاجِرَاتِ زَجْرًا (2) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (ومعمر عن قتادة في قوله تعالى والصافات صفا قال هم الملائكة فالزاجرات زجرا قال كل زاجرة زجر الله عنها في القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/147] (م)
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الأعمش عن مسلم عن مسروق أن ابن مسعود قال في قوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا قال هم الملائكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/147] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (واختلف أهل التّأويل في تأويل قوله: {فالزّاجرات زجرًا} فقال بعضهم: هي الملائكة تزجر السّحاب تسوقه.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {فالزّاجرات زجرًا} قال: الملائكة.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {فالزّاجرات زجرًا} قال: هم الملائكة.
وقال آخرون: بل ذلك أي القرآن الّتي زجر اللّه بها عمّا زجر بها عنه في القرآن.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فالزّاجرات زجرًا} قال: ما زجر اللّه عنه في القرآن.
قال أبو جعفرٍ: والّذي هو أولى بتأويل الآية عندنا ما قال مجاهدٌ، ومن قال هم الملائكة، لأنّ اللّه تعالى ذكره، ابتدأ القسم بنوعٍ من الملائكة، وهم الصّافّون بإجماعٍ من أهل التّأويل، فلأن يكون الّذي بعد قسمًا بسائر أصنافهم أشبه). [جامع البيان: 19/493-494]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي قال نا آدم ابن أبي إياس قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والصافات صفا قال يعني الملائكة فالزاجرات زجرا قال يعني الملائكة فالتاليات ذكرا قال يعني الملائكة). [تفسير مجاهد: 539] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو جعفرٍ محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا قبيصة بن عقبة، أنبأ سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} [الصافات: 2] قال: «الملائكة» {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: «الملائكة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/466] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابن مسعودٍ في قوله: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} قال: الملائكة {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: الملائكة.
رواه الطّبرانيّ عن شيخه عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/98] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 5.
أخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه {والصافات صفا} قال: الملائكة {فالزاجرات زجرا} قال: الملائكة {فالتاليات ذكرا} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 12/385] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {والصافات صفا (1) فالزاجرات زجرا} قال: هم الملائكة). [الدر المنثور: 12/385-386] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن الربيع بن أنس رضي الله عنه في قوله {فالزاجرات زجرا} قال: ما زجر الله عنه في القرآن). [الدر المنثور: 12/386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والصافات صفا} قال: الملائكة صفوف في السماء {فالزاجرات زجرا} قال: ما زجر الله عنه في القرآن {فالتاليات ذكرا} قال: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة {إن إلهكم لواحد} قال: وقع القسم على هذا). [الدر المنثور: 12/386] (م)

تفسير قوله تعالى: (فَالتَّالِيَاتِ ذِكْرًا (3) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الأعمش عن مسلم عن مسروق أن ابن مسعود قال في قوله تعالى والصافات صفا فالزاجرات زجرا فالتاليات ذكرا قال هم الملائكة). [تفسير عبد الرزاق: 2/147] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فالتّاليات ذكرًا} يقول: فالقارئات كتابًا.
واختلف أهل التّأويل في المعنيّ بذلك، فقال بعضهم: هم الملائكة.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {فالتّاليات ذكرًا} قال: الملائكة.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {فالتّاليات ذكرًا} قال: هم الملائكة.
وقال آخرون: هو ما يتلى ممّا في القرآن من أخبار الأمم قبلنا.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {فالتّاليات ذكرًا} قال: ما يتلى عليكم في القرآن من أخبار النّاس والأمم قبلكم). [جامع البيان: 19/494-495]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم بن الحسين بن علي الكسائي قال نا آدم ابن أبي إياس قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله والصافات صفا قال يعني الملائكة فالزاجرات زجرا قال يعني الملائكة فالتاليات ذكرا قال يعني الملائكة). [تفسير مجاهد: 539] (م)
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو جعفرٍ محمّد بن عليٍّ الشّيبانيّ بالكوفة، ثنا أحمد بن حازمٍ الغفاريّ، ثنا قبيصة بن عقبة، أنبأ سفيان، عن الأعمش، عن أبي الضّحى، عن مسروقٍ، عن عبد اللّه بن مسعودٍ رضي اللّه عنه، في قوله عزّ وجلّ: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} [الصافات: 2] قال: «الملائكة» {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: «الملائكة» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/466] (م)
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (عن ابن مسعودٍ في قوله: {والصّافّات صفًّا} [الصافات: 1] قال: الملائكة {فالزّاجرات زجرًا} قال: الملائكة {فالتّاليات ذكرًا} [الصافات: 3] قال: الملائكة.
رواه الطّبرانيّ عن شيخه عبد اللّه بن محمّد بن سعيد بن أبي مريم وهو ضعيفٌ). [مجمع الزوائد: 7/98] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 5.
أخرج عبد الرزاق والفريابي، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والطبراني والحاكم وصححه من طرق عن ابن مسعود رضي الله عنه {والصافات صفا} قال: الملائكة {فالزاجرات زجرا} قال: الملائكة {فالتاليات ذكرا} قال: الملائكة.
وأخرج عبد بن حميد عن مجاهد وعكرمة رضي الله عنه، مثله). [الدر المنثور: 12/385] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن أبي صالح رضي الله عنه في قوله {فالتاليات ذكرا} قال: الملائكة يجيؤن بالكتاب والقرآن من عند الله إلى الناس). [الدر المنثور: 12/386]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والصافات صفا} قال: الملائكة صفوف في السماء {فالزاجرات زجرا} قال: ما زجر الله عنه في القرآن {فالتاليات ذكرا} قال: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة {إن إلهكم لواحد} قال: وقع القسم على هذا). [الدر المنثور: 12/386] (م)

تفسير قوله تعالى: (إِنَّ إِلَهَكُمْ لَوَاحِدٌ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {إنّ إلهكم لواحدٌ (4) ربّ السّموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق (5) إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب (6) وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ (7) لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا ولهم عذابٌ واصبٌ (9) إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ}.
قال أبو جعفرٍ رحمه اللّه: يعني تعالى ذكره بقوله: {إنّ إلهكم لواحدٌ} والصّافات صفًّا إنّ معبودكم الّذي يستوجب عليكم أيّها النّاس العبادة وإخلاص الطّاعة منكم له لواحدٌ لا ثاني له ولا شريك يقول: فأخلصوا العبادة وإيّاه فأفردوا بالطّاعة، ولا تجعلوا له في عبادتكم إيّاه شريكًا). [جامع البيان: 19/495]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {والصافات صفا} قال: الملائكة صفوف في السماء {فالزاجرات زجرا} قال: ما زجر الله عنه في القرآن {فالتاليات ذكرا} قال: ما يتلى في القرآن من أخبار الأمم السالفة {إن إلهكم لواحد} قال: وقع القسم على هذا). [الدر المنثور: 12/386] (م)

تفسير قوله تعالى: (رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا وَرَبُّ الْمَشَارِقِ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى رب المشارق قال المشارق ثلاثمائة وستون مشرقا والمغارب ثلاثمائة وستون مغربا في السنة قال والمشرقان مشرق الشتاء ومشرق الصيف والمغربان مغرب الشتاء ومغرب الصيف والمشرق والمغرب والمشرق والمغرب). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ربّ السّموات} يقول: هو واحدٌ مدبرٌ السّموات السّبع والأرض وما بينهما من الخلق، ومالك ذلك كلّه، والقيّم على جميع ذلك، يقول: فالعبادة لا تصلح إلاّ لمن هذه صفته، فلا تعبدوا غيره، ولا تشركوا معه في عبادتكم إيّاه من لا يضرّ ولا ينفع، ولا يخلق شيئًا ولا يفنيه.
واختلف أهل العربيّة في وجه رفع: {ربّ السّموات}، فقال بعض نحويّي البصرة: رفع على معنى: إنّ إلهكم لربٌّ وقال غيره: هو ردٌّ على {إنّ إلهكم لواحدٌ} ثمّ فسّر الواحد، فقال: {ربّ السّموات}، فهو ردٌّ على واحدٍ وهذا القول عندي أشبه بالصّواب في ذلك، لأنّ الخبر هو قوله: {لواحدٌ} وقوله: {ربّ السّموات} ترجمةٌ عنه، وبيانٌ مردودٌ على إعرابه.
وقوله: {وربّ المشارق} يقول: ومدبّرٌ مشارق الشّمس في الشّتاء والصّيف ومغاربها، والقيّم على ذلك ومصلحه؛ وترك ذكر المغارب لدلالة الكلام عليه، واستغنى بذكر المشارق من ذكرها، إذ كان معلومًا أنّ معها المغارب.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {إنّ إلهكم لواحدٌ} وقع القسم على هذا إنّ إلهكم لواحدٌ {ربّ السّموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق} قال: مشارق الشّمس في الشّتاء والصّيف.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {ربّ المشارق} قال: المشارق ستّون وثلاث مائة مشرقٍ، والمغارب مثلها، عدد أيّام السّنة). [جامع البيان: 19/495-496]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ورب المشارق} قال: المشارق ثلاثمائة وستون مشرقا {والمغارب} ثلاثمائة وستون مغربا في السنة قال والمشرقان مشرق الشتاء ومشرق الصيف والمغربان مغرب الشتاء ومغرب الصيف). [الدر المنثور: 12/386-387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال {المشارق} ثلاثمائة وستون مشرقا {والمغارب} مثل ذلك تطلع الشمس كل يوم من مشرق وتغرب في مغرب). [الدر المنثور: 12/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو الشيخ في العظمة عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ورب المشارق} قال: عدد أيام السنة كل يوم مطلع ومغرب). [الدر المنثور: 12/387]

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا زَيَّنَّا السَّمَاءَ الدُّنْيَا بِزِينَةٍ الْكَوَاكِبِ (6) )
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن الأعمش عن أبي الضّحى عن مسروقٍ قال قرأها عبد الله (بزينة الكواكب) [الآية: 6]). [تفسير الثوري: 252]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب} اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {بزينةٍ الكواكب} فقرأته عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة: (بزينة الكواكب) بإضافة الزّينة إلى الكواكب، وخفض الكواكب {إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا} الّتي تليكم أيّها النّاس وهي الدّنيا إليكم بتزيينها الكواكب: أي بأن زيّنتها الكواكب وقرأ ذلك جماعةٌ من قرّاء الكوفة: {بزينةٍ الكواكب} بتنوين زينةٍ، وخفض الكواكب ردًّا لها على الزّينة، بمعنى: إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ هي الكواكب، كأنّه قال: زيّنّاها بالكواكب وروي عن بعض قرّاء الكوفة أنّه كان ينوّن الزّينة وينصب الكواكب، بمعنى: إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بتزييننا الكواكب ولو كانت القراءة في الكواكب جاءت رفعا إذا نوّنت الزّينة، لم يكن لحنًا، وكان صوابًا في العربيّة، وكان معناه: إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بتزيينها الكواكب: أي بأن زيّنتها الكواكب وذلك أنّ الزّينة مصدرٌ، فجائزٌ توجيهها إلى أيّ هذه الوجوه الّتي وصفت في العربيّة.
وأمّا القراءة فأعجبها إليّ بإضافة الزّينة إلى الكواكب وخفض الكواكب لصحّة معنى ذلك في التّأويل والعربيّة، وأنّها قراءة أكثر قرّاء الأمصار، وإن كان التّنوين في الزّينة وخفض الكواكب عندي صحيحًا أيضًا فأمّا النّصب في الكواكب والرّفع، فلا أستجيز القراءة بهما، لإجماع الحجّة من القرّاء على خلافهما، وإن كان لهما في الإعراب والمعنى وجهٌ صحيحٌ.
وقد اختلف أهل العربيّة في تأويل ذلك إذا أضيفت الزّينة إلى الكواكب، فكان بعض نحويّي البصرة يقول: إذا قرئ ذلك كذلك، فليس يعني بعضها، ولكنّ زينتها حسنها؛ وكان غيره يقول: معنى ذلك إذا قرئ كذلك: إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بأن زيّنتها الكواكب وقد بيّنّا الصّواب في ذلك عندنا). [جامع البيان: 19/497-498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (من آية 6 - 10.
أخرج عبد بن حميد عن ابن مسعود أنه كان يقرأ (بزينة الكواكب) منونة). [الدر المنثور: 12/387]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن أبي بكر بن عياش قال: قال عاصم رضي الله عنه من قرأها بزينة الكواكب مضافا ولم ينون فلم يجعلها زينة للسماء وإنما جعل الزينة للكواكب). [الدر المنثور: 12/387-388]

تفسير قوله تعالى: (وَحِفْظًا مِنْ كُلِّ شَيْطَانٍ مَارِدٍ (7) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وحفظًا} يقول تعالى ذكره: {وحفظًا} للسّماء الدّنيا زيّنّاها بزينةٍ الكواكب.
وقد اختلف أهل العربيّة في وجه نصب قوله: {وحفظًا} فقال بعض نحويّي البصرة: قال: وحفظًا، لأنّه بدلٌ من اللّفظ بالفعل، كأنّه قال، وحفظناها حفظًا وقال بعض نحويّي الكوفة: إنّما هو من صلة التّزيين أنّا زيّنّا السّماء الدّنيا حفظًا لها، فأدخل الواو على التّكرير: أي وزيّنّاها حفظًا لها، فجعله من التّزيين؛ وقد بيّنت القول فيه عندنا وتأويل الكلام: وحفظًا لها من كلّ شيطانٍ عاتٍ خبيثٍ زيّنّاها.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {وحفظًا} يقول: جعلتها حفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ). [جامع البيان: 19/498]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وحفظا} قال: جعلناها حفظا {من كل شيطان مارد (7) لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} قال: منعوا بها، يعني بالنجوم). [الدر المنثور: 12/388]

تفسير قوله تعالى: (لَا يَسَّمَّعُونَ إِلَى الْمَلَإِ الْأَعْلَى وَيُقْذَفُونَ مِنْ كُلِّ جَانِبٍ (8) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (وقال مجاهدٌ: {ويقذفون بالغيب من مكانٍ بعيدٍ} [سبأ: 53] : «من كلّ مكانٍ» ، {ويقذفون من كلّ جانبٍ} [الصافات: 8] : «يرمون»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ويقذفون بالغيب من مكانٍ بعيدٍ من كلّ مكانٍ ويقذفون من كل جانب دحورًا يرمون واصبٌ دائمٌ لازبٌ لازمٌ سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم بعضه في بدء الخلق وروى الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله ويقذفون بالغيب من مكانٍ يقولون هو ساحرٌ هو كاهنٌ هو شاعرٌ وفي قوله إنّا خلقناهم من طين لازب قال لازمٍ وقال أبو عبيدة في قوله ولهم عذابٌ واصبٌ أي دائمٌ وفي قوله من طين لازب هي بمعنى اللّازم قال النّابغة ولا يحسبون الشّرّ ضربة لازبٍ أي لازمٍ). [فتح الباري: 8/542]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} من كل مكان {ويقذفون من كل جانب} يرمون {واصب} دائم {لازب} لازم {تأتوننا عن اليمين} يعني الجنّ الكفّار تقول للشّيطان {غول} وجع بطن {ينزفون} لا تذهب عقولهم {قرين} شيطان {يهرعون} كهيئة الهرولة {يزفون} النسلان في المشي {وبين الجنّة نسبا} قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجنّ قال الله 158 الصافات ولقد {علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} ستحضر للحساب وقال ابن عبّاس {لنحن الصافون} الملائكة {صراط الجحيم} سواء الجحيم وسط الجحيم {لشوبا} يخلط طعامهم ويساط بالحميم {مدحورًا} مطرودا {بيض مكنون} اللّؤلؤ المكنون {وتركنا عليه في الآخرين} يذكر بخير {يستسخرون} يسخرون {بعلا} ربًّا {الأسباب} السّماء
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 53 سبأ {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} قولهم هو ساحر هو كاهن بل هو ساحر). [تغليق التعليق: 4/292-293] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال عبد بن حميد ثنا روح عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فأقبلوا إليه يزفون} 94 الصافات قال الوزيف النسلان
وبه عن مجاهد في قوله 7 8 الصافات {ويقذفون} قال يرمون). [تغليق التعليق: 4/294] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (وقال مجاهدٌ: ويقذفون من كلّ جانبٍ يرمون
أي: قال مجاهد في قوله تعالى: {ويقذفون من كل جانب دحورا} (الصافات: 8) وفسّر: (يقذفون) بقوله: (يرمون) وفي التّفسير: يرمون ويطردون من كل جانب من حميع جوانب السّماء أي جهة صعدوا للاستراق). [عمدة القاري: 19/134]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( (وقال مجاهد) في قوله تعالى بسورة سبأ: ({ويقذفون}) بفتح أوله وكسر ثالثه ({بالغيب من مكان بعيد}) [سبأ: 53] أي (من كل مكان)، وعند ابن أبي حاتم عنه من مكان بعيد يقولون هو ساحر هو كاهن هو شاعر، وقال مجاهد أيضًا في قوله: ({ويقذفون من كل جانب}) [الصافات: 8] بالصافات أي (يرمون) وفي نسخة من كل جانب دحورًا يرمون أي يرمون من كل جانب من جوانب السماء إذا قصدوا صعوده ودحروا علة الطرد أي للدحور فنصبه على أنه مفعول له). [إرشاد الساري: 7/313]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى} اختلفت القرّاء في قراءة قوله: {لا يسّمّعون} فقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض الكوفيّين: (لا يسمعون) بتخفيف السّين من يسّمّعون، بمعنى أنّهم يتسمّعون ولا يسمعون وقرأ ذلك عامّة قرّاء الكوفيّين بعد {لا يسّمّعون} بمعنى: لا يتسمّعون، ثمّ أدغموا التّاء في السّين فشدّدوها.
وأولى القراءتين في ذلك عندي بالصّواب قراءة من قرأه بالتّخفيف، لأنّ الأخبار الواردة عن رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم وعن أصحابه، أنّ الشّياطين قد تسمّع الوحي، ولكنّها ترمى بالشّهب لئلاّ تسمع.
ذكر رواية بعض ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا وكيعٌ، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كانت للشّياطين مقاعدٌ في السّماء، قال: فكانوا يسمعون الوحي، قال: وكانت النّجوم لا تجري، وكانت الشّياطين لا ترمى، قال: فإذا سمعوا الوحي نزلوا إلى الأرض، فزادوا في الكلمة تسعًا؛ قال: فلمّا بعث رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جعل الشّيطان إذا قعد مقعده جاء شهابٌ، فلم يخطه حتّى يحرقه، قال: فشكوا ذلك إلى إبليس، فقال: ما هو إلاّ لأمرٍ حدثٌ؛ قال: فبثّ جنوده، فإذا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قائمٌ يصلّي بين جبلي نخلة؛ قال أبو كريبٍ، قال وكيعٌ: يعني بطن نخلة، قال: فرجعوا إلى إبليس فأخبروه، قال: فقال هذا الّذي حدث.
- حدّثنا ابن وكيعٍ وأحمد بن يحيى الصّوفيّ، قالا: حدّثنا عبيد اللّه، عن إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كانت الجنّ يصعدون إلى السّماء الدّنيا يستمعون الوحي، فإذا سمعوا الكلمة زادوا فيها تسعًا، فأمّا الكلمة فتكون حقًّا، وأمّا ما زادوا فيكون باطلاً؛ فلمّا بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم منعوا مقاعدهم، فذكروا ذلك لإبليس، ولم تكن النّجوم يرمى بها قبل ذلك، فقال لهم إبليس: ما هذا إلاّ لأمرٍ حدث في الأرض، فبعث جنوده فوجدوا رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم قائمًا يصلّي، فأتوه فأخبروه، فقال: هذا الحدث الّذي حدث.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا عبد اللّه بن رجاءٍ، قال: حدّثنا إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كانت الجنّ لهم مقاعد، ثمّ ذكر نحوه.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا يونس بن بكيرٍ، قال: حدّثنا محمّد بن إسحاق، قال: حدّثني الزّهريّ، عن عليّ بن الحسين، عن أبي إسحاق، عن ابن عبّاسٍ، قال: حدّثني رهطٌ، من الأنصار، قالوا: بينا نحن جلوسٌ ذات ليلةٍ مع رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، إذ رأى كوكبًا رمي به، فقال: ما تقولون في هذا الكوكب الّذي رمي به؟ فقلنا: يولد مولودٌ، أو يهلك هالكٌ، ويموت ملكٌ ويملك ملكٌ، فقال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: ليس كذلك، ولكنّ اللّه كان إذا قضى أمرًا في السّماء فيسبّح لذلك حملة العرش، فيسبّح لتسبيحهم من يليهم من تحتهم من الملائكة، فما يزالون كذلك حتّى ينتهي التّسبيح إلى السّماء الدّنيا، فيقول أهل السّماء الدّنيا لمن يليهم من الملائكة: ممّ سبّحتم؟ فيقولون: ما ندري: سمعنا من فوقنا من الملائكة سبّحوا فسبّحنا اللّه لتسبيحهم ولكنّا سنسأل، فيسألون من فوقهم، فما يزالون كذلك حتّى ينتهي إلى حملة العرش، فيقولون: قضى اللّه كذا وكذا، فيخبرون به من يليهم حتّى ينتهوا إلى السّماء الدّنيا، فتسترقّ الجنّ ما يقولون، فينزلون به إلى أوليائهم من الإنس فيلقونه على ألسنتهم بتوّهم منهم، فيخبرونهم به، فيكون بعضه حقًّا وبعضه كذبًا، فلم تزل الجنّ كذلك حتّى رموا بهذه الشّهب.
- حدّثنا ابن وكيعٍ، وابن المثنّى، قالا: حدّثنا عبد الأعلى، عن معمرٍ، عن الزّهريّ، عن عليّ بن حسينٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال بينما النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم في نفرٍ من الأنصار، إذ رمي بنجمٍ فاستنار، فقال النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما كنتم تقولون لمثل هذا في الجاهليّة إذا رأيتموه؟ قالوا: كنّا نقول: يموت عظيمٌ أو يولد عظيمٌ، قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: فإنّه لا يرمى به لموت أحدٍ ولا لحياته، ولكنّ ربّنا تبارك اسمه إذا قضى أمرًا سبّح حملة العرش، ثمّ سبّح أهل السّماء الّذي يلونهم، ثمّ الّذين يلونهم حتّى يبلغ التّسبيح أهل هذه السّماء ثمّ يسأل أهل السّماء السّابعة حملة العرش: ماذا قال ربّنا؟ فيخبرونهم، ثمّ يستخبر أهل كلّ سماءٍ سماءً، حتّى يبلع الخبر أهل السّماء الدّنيا، وتّخطّف الشّياطين السّمع، فيرمون، فيقذفونه إلى أوليائهم، فما جاءوا به على وجهه فهو حقٌّ، ولكنّهم يزيدون.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، قال: أخبرنا معمرٌ، قال: حدّثنا ابن شهابٍ، عن عليّ بن حسينٍ، عن ابن عبّاسٍ قال: كان رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم جالسًا في نفرٍ من أصحابه، قال: فرمي بنجمٍ، ثمّ ذكر نحوه، إلاّ أنّه زاد فيه: قلت للزّهريّ: أكان يرمى بها في الجاهليّة؟ قال: نعم، ولكنّها غلّظت حين بعث النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم.
- حدّثني عليّ بن داود، قال: حدّثنا عاصم بن عليٍّ، قال: حدّثنا أبي عليّ بن عاصمٍ، عن عطاء بن السّائب، عن سعيد بن جبيرٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: كان للجنّ مقاعد في السّماء يسمعون الوحي، وكان الوحي إذا أوحي سمعت الملائكة كهيئة الحديدة يرمى بها على الصّفوان، فإذا سمعت الملائكة صلصلة الوحي خرّوا لجباههم من في السّماء من الملائكة، فإذا نزل عليهم أصحاب الوحي {قالوا ماذا قال ربّكم قالوا الحقّ وهو العليّ الكبير}، قال: فيتنادون، قال ربّكم الحقّ وهو العليّ الكبير؛ قال: فإذا أنزل إلى السّماء الدّنيا، قالوا: يكون في الأرض كذا وكذا موتًا، وكذا وكذا حياةً وكذا وكذا جدوبةً، وكذا وكذا خصبًا، وما يريد أن يصنع وما يريد أن يبتدئ تبارك وتعالى، فنزلت الجنّ فأوحوا إلى أوليائهم من الإنس، ممّا يكون في الأرض، فبيناهم كذلك، إذ بعث اللّه النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فزجرت الشّياطين عن السّماء ورموهم بكواكب، فجعل لا يصعد أحدٌ منهم إلاّ احترق، وفزع أهل الأرض لما رأوا في الكواكب، ولم يكن قبل ذلك، وقالوا: هلك من في السّماء، وكان أهل الطّائف أوّل من فزع، فينطلق الرّجل إلى إبله، فينحر كلّ يومٍ بعيرًا لآلهتهم، وينطلق صاحب الغنم، فيذبح كلّ يومٍ شاةً، وينطلق صاحب البقر فيذبح كلّ يومٍ بقرةً، فقال لهم رجلٌ: ويلكم لا تهلكوا أموالكم، فإنّ معالمكم من الكواكب الّتي تهتدون بها لم يسقط منها شيءٌ، فأقلعوا وقد أسرعوا في أموالهم وقال إبليس: حدث في الأرض حدثٌ، فأتي من كلّ أرضٍ بتربةٍ، فجعل لا يؤتى بتربة أرضٍ إلاّ شمّها، فلمّا أتي بتربة تهامة قال: هاهنا حدث الحدث، وصرف اللّه إليه نفرًا من الجنّ وهو يقرأ القرآن، فقالوا: {إنّا سمعنا قرآنًا عجبًا}، حتّى ختم الآية، فولّوا إلى قومهم منذرين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: أخبرني ابن لهيعة، عن محمّد بن عبد الرّحمن، عن عروة، عن عائشة، أنّها قالت: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: إنّ الملائكة تنزل في العنان وهو السّحاب فتذكر الأمر قضي في السّماء، فتسترقّ الشّياطين السّمع، فتسمعه فتوحيه إلى الكهّان، فيكذبون معها مائة كذبةٍ من عند أنفسهم فهذه الأخبار تنبئ عن أنّ الشّياطين تسمع، ولكنّها ترمى بالشّهب لئلاّ تسمع.
فإن ظنّ ظانٌ أنّه لمّا كان في الكلام (إلى)، كان التّسمّع أولى بالكلام من السّمع، فإنّ الأمر في ذلك بخلاف ما ظنّ، وذلك أنّ العرب تقول: سمعت فلانًا يقول كذا، وسمعت إلى فلانٍ يقول كذا، وسمعت من فلانٍ.
وتأويل الكلام: إنّا زيّنّا السّماء الدّنيا بزينةٍ الكواكب، وحفظًا من كلّ شيطانٍ ماردٍ أن لا يسمع إلى الملإ الأعلى، فحذفت إن اكتفاءً بدلالة الكلام عليها، كما قيل: {كذلك سلكناه في قلوب المجرمين لا يؤمنون به} بمعنى: أن لا يؤمنوا به؛ ولو كان مكان لا أن لكان فصيحًا، كما قيل: {يبيّن اللّه لكم أن تضلّوا} بمعنى: أن لا تضلّوا، وكما قال: {وألقى في الأرض رواسي أن تميد بكم} بمعنى: أن لا تميد بكم والعرب قد تجزم مع لا في مثل هذا الموضع من الكلام، فتقول: ربطت الفرس لا ينفلت، كما قال بعض بني عقيلٍ:
وحتّى رأينا أحسن الودّ بيننا = مساكتةً لا يقرف الشّرّ قارف
ويروى: لا يقرف رفعًا، والرّفع لغة أهل الحجاز فيما قيل.
- وقال قتادة في ذلك ما: حدّثني بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {لا يسّمّعون إلى الملإ الأعلى} قال: منعوها.
ويعني بقوله: {إلى الملإ}: إلى جماعة الملائكة الّتي هم أعلى ممّن هم دونهم). [جامع البيان: 19/498-505]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} ويرمون من كلّ جانبٍ من جوانب السّماء دحورًا والدّحور: مصدرٌ من قولك: دحرته أدحره دحرًا ودحورًا، والدّحر: الدّفع والإبعاد، يقال منه: أدحر عنك الشّيطان: أي ادفعه عنك وأبعده.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} قذفًا بالشّهب.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ويقذفون} يرمون {من كلّ جانبٍ} قال: من كلّ مكانٍ وقوله: {دحورًا} قال: مطرودين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} قال: الشّياطين يدحرون بها عن الاستماع، وقرأ وقال: {إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} ). [جامع البيان: 19/505-506]

قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد ويقذفون قال يرمون من كل جانب يعني من كل مكان دحورا قال يعني مطرودين). [تفسير مجاهد: 539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {وحفظا} قال: جعلناها حفظا {من كل شيطان مارد (7) لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} قال: منعوا بها، يعني بالنجوم). [الدر المنثور: 12/388] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم، وابن مردويه عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه كان يقرأ {لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} مخففة وقال: أنهم كانوا يتسمعون ولكن لا يسمعون). [الدر المنثور: 12/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {لا يسمعون إلى الملإ الأعلى} قال: الملائكة). [الدر المنثور: 12/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ويقذفون من كل جانب} قال: يرمون من كل مكان {دحورا} قال: مطر ودين {ولهم عذاب واصب} قال: دائم). [الدر المنثور: 12/388]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ويقذفون من كل جانب (8) دحورا} قال: قذفا بالشهب {ولهم عذاب واصب} قال: دائم). [الدر المنثور: 12/388]

تفسير قوله تعالى: (دُحُورًا وَلَهُمْ عَذَابٌ وَاصِبٌ (9) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى دحورا قال قذفا في النار). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى واصب قال دائم). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {مدحورًا} [الأعراف: 18] : «مطرودًا» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم لشوبًا يخلط طعامهم ويساط بالحميم مدحورًا مطرودًا سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في بدء الخلق قال بعض الشّرّاح أراد أن يفسّر دحورًا الّتي في الصّافّات ففسّر مدحورًا الّتي في سورة الإسراء). [فتح الباري: 8/543]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال عبد بن حميد ثنا روح عن شبل عن ابن أبي نجيح عن مجاهد {فأقبلوا إليه يزفون} 94 الصافات قال الوزيف النسلان
وبه عن مجاهد في قوله 7 8 الصافات {ويقذفون} قال يرمون {من كل جانب دحورا} قال مطرودين وباقي ذلك في بدء الخلق). [تغليق التعليق: 4/294]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قوله: (دحورا) ، أي: طردا مفعلو له أي: يطردون للدحور، ويجوز أن يكون حالا. أي: مدحورين، وهذا إلى قوله: (لازب لازم) يثبت في رواية أبي ذر). [عمدة القاري: 19/134]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (مدحورا: مطرودا
أشار به إلى قوله تعالى: {قال اخرج منها مذؤوما مدحورًا} (ص: 18) لكن هذا في الأعراف وليس هنا محله، والّذي في هذه السّورة هو قوله: (ويقذفون من كل جانب دحورا) وقد مر بيانه عن قريب، وفسّر: (مدحورًا) بقوله: (مطرودا) لأن الدّحر هو الطّرد والإبعاد). [عمدة القاري: 19/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (وقال مجاهد أيضًا في قوله: ({ويقذفون من كل جانب}) [الصافات: 8] بالصافات أي (يرمون) وفي نسخة من كل جانب دحورًا يرمون أي يرمون من كل جانب من جوانب السماء إذا قصدوا صعوده ودحروا علة الطرد أي للدحور فنصبه على أنه مفعول له). [إرشاد الساري: 7/313] (م)
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({مدحورًا}) بسورة الأعراف أي (مطرودًا) لأن الدحر هو الطرد وسقط من قوله صراط إلى هنا لأبي ذر). [إرشاد الساري: 7/314]

قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {واصبٌ} [الصافات: 9] : «دائمٌ»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ويقذفون بالغيب من مكانٍ بعيدٍ من كلّ مكانٍ ويقذفون من كل جانب دحورًا يرمون واصبٌ دائمٌ لازبٌ لازمٌ سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم بعضه في بدء الخلق وروى الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله ويقذفون بالغيب من مكانٍ يقولون هو ساحرٌ هو كاهنٌ هو شاعرٌ وفي قوله إنّا خلقناهم من طين لازب قال لازمٍ وقال أبو عبيدة في قوله ولهم عذابٌ واصبٌ أي دائمٌ وفي قوله من طين لازب هي بمعنى اللّازم قال النّابغة ولا يحسبون الشّرّ ضربة لازبٍ أي لازمٍ). [فتح الباري: 8/542] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (واصبٌ دائمٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {ولهم عذاب واصب} (الصافات: 9) وفسره بقوله: (دائم) نظيره قوله: {وله الدّين واصبا} وعن ابن عبّاس شديد
وقال الكلبيّ: مرجع، وقيل: خالص). [عمدة القاري: 19/134-135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : (ولهم عذاب ({واصب}) [الصافات: 9] أي (دائم) وقيل شديد). [إرشاد الساري: 7/313]
قالَ مُحَمَّدُ بنُ أَحمدَ بنِ نَصْرٍ الرَّمْلِيُّ (ت:295هـ): (ثنا أحمد بن محمّدٍ القوّاس المكّيّ، قال: ثنا مسلم بن خالد الزنجي، عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ في قوله عز وجل: {عذابٌ واصبٌ} قال: دائم). [جزء تفسير مسلم بن خالد الزنجي: 59]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) :
(وقوله: {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} ويرمون من كلّ جانبٍ من جوانب السّماء دحورًا والدّحور: مصدرٌ من قولك: دحرته أدحره دحرًا ودحورًا، والدّحر: الدّفع والإبعاد، يقال منه: أدحر عنك الشّيطان: أي ادفعه عنك وأبعده. وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} قذفًا بالشّهب.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {ويقذفون} يرمون {من كلّ جانبٍ} قال: من كلّ مكانٍ وقوله: {دحورًا} قال: مطرودين.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ويقذفون من كلّ جانبٍ (8) دحورًا} قال: الشّياطين يدحرون بها عن الاستماع، وقرأ وقال: {إلاّ من خطف الخطفة فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} ). [جامع البيان: 19/505-506] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ولهم عذابٌ واصبٌ} يقول تعالى ذكره: ولهذه الشّياطين المسترقة السّمع عذابٌ من اللّه واصبٌ.
واختلف أهل التّأويل في معنى الواصب، فقال بعضهم: معناه: الموجع.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عن أبي صالحٍ {ولهم عذابٌ واصبٌ} قال: موجعٌ.
- وحدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {عذابٌ واصبٌ} قال: الموجع.
وقال آخرون: بل معناه: الدّائم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {ولهم عذابٌ واصبٌ}: أي دائمٌ.
- حدّثنا محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {عذابٌ واصبٌ} قال: دائمٌ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: ثنّى عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ {ولهم عذابٌ واصبٌ} يقول: لهم عذابٌ دائمٌ.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا ابن أبي زائدة، عن إسماعيل بن أبي خالدٍ، عمّن ذكره، عن عكرمة، {ولهم عذابٌ واصبٌ} قال: دائمٌ.
- حدّثنا يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {ولهم عذابٌ واصبٌ} قال: الواصب: الدّائب.
وأولى التّأويلين في ذلك بالصّواب تأويل من قال: معناه: دائمٌ خالصٌ، وذلك أنّ اللّه قال {وله الدّين واصبًا}، فمعلومٌ أنّه لم يصفه بالإيلام والإيجاع، وإنّما وصفه بالثّبات والخلوص؛ ومنه قول أبي الأسود الدّؤليّ:
لا أشتري الحمد القليل بقاؤه = يومًا بذمّ الدّهر أجمع واصبا
أي دائمًا). [جامع البيان: 19/506-507]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله واصب قال يعني دائم). [تفسير مجاهد: 539]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {ويقذفون من كل جانب} قال: يرمون من كل مكان {دحورا} قال: مطر ودين {ولهم عذاب واصب} قال: دائم). [الدر المنثور: 12/388] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير عن قتادة رضي الله عنه {ويقذفون من كل جانب (8) دحورا} قال: قذفا بالشهب {ولهم عذاب واصب} قال: دائم). [الدر المنثور: 12/388] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج سعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن عكرمة رضي الله عنه في قوله {عذاب واصب} قال: دائم.
وأخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما، مثله). [الدر المنثور: 12/389]

تفسير قوله تعالى: (إِلَّا مَنْ خَطِفَ الْخَطْفَةَ فَأَتْبَعَهُ شِهَابٌ ثَاقِبٌ (10) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن الحسن وقتادة في قوله تعالى ثاقب قالا مضيء). [تفسير عبد الرزاق: 2/147]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {إلاّ من خطف الخطفة} يقول: إلاّ من استرق السّمع منهم {فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} يعني: مضيءٌ متوقّدٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} من نارٍ وثقوبه: ضوءه.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، قوله: {شهابٌ ثاقبٌ} قال: شهابٌ مضيءٌ يحرقه حين يرمى به.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فأتبعه شهابٌ} قال: كان ابن عبّاسٍ يقول: لا يقتلون بشهاب، ولا يموتون، ولكنّها تحرقهم من غير قتلٍ، وتخبل وتجرح من غير قتلٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {فأتبعه شهابٌ ثاقبٌ} قال: والثّاقب: المستوقد؛ قال: والرّجل يقول: أثقب نارك، ويقول: استثقب نارك: استوقد نارك.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيد اللّه، قال: سئل الضّحّاك هل للشّياطين أجنحةٌ؟ فقال: كيف يطيرون إلى السّماء إلاّ ولهم أجنحةٌ). [جامع البيان: 19/508-509]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {إلا من خطف الخطفة} يقول: إلا من استرق السمع من أصوات الملائكة {فأتبعه شهاب} يعني الكواكب). [الدر المنثور: 12/389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: إذا رمي الشهاب لم يخطء من رمي به وتلا {فأتبعه شهاب ثاقب} ). [الدر المنثور: 12/389]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فأتبعه شهاب ثاقب} قال: لا يقتلون بالشهاب ولا يموتون ولكنها تحرق وتخبل وتجرح من غير قتل). [الدر المنثور: 12/389-390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن إبراهيم في قوله: (فأتبعه شهاب ثاقب) قال: إن الجني يجيء فيسترق فإذا سرق السمع فرمي بالشهاب قال للذي يليه: كان كذا وكذا). [الدر المنثور: 12/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن يزيد الرقاشي في قوله {شهاب ثاقب} قال: يثقب الشيطان حتى يخرج من الجانب الآخر فذكر ذلك لأبي مجلز رضي الله عنه فقال: ليس ذاك ولكن ثقوبه ضوءه). [الدر المنثور: 12/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن الضحاك رضي الله عنه في قوله {شهاب ثاقب} قال: ضوءه إذا نقض فأصاب الشيطان). [الدر المنثور: 12/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن زيد قال {الثاقب} المتوقد). [الدر المنثور: 12/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة والحسن في قوله {ثاقب} قالا: مضيء). [الدر المنثور: 12/390]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه قال {الثاقب} المحرق). [الدر المنثور: 12/390]


رد مع اقتباس