عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 11:58 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي تفسير السلف

تفسير السلف

تفسير قوله تعالى: (فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله لازب قال لاصق). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {لازبٌ} [الصافات: 11] : «لازمٌ»). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله وقال مجاهدٌ ويقذفون بالغيب من مكانٍ بعيدٍ من كلّ مكانٍ ويقذفون من كل جانب دحورًا يرمون واصبٌ دائمٌ لازبٌ لازمٌ سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم بعضه في بدء الخلق وروى الفريابيّ من طريق بن أبي نجيحٍ عن مجاهدٍ في قوله ويقذفون بالغيب من مكانٍ يقولون هو ساحرٌ هو كاهنٌ هو شاعرٌ وفي قوله إنّا خلقناهم من طين لازب قال لازمٍ وقال أبو عبيدة في قوله ولهم عذابٌ واصبٌ أي دائمٌ وفي قوله من طين لازب هي بمعنى اللّازم قال النّابغة ولا يحسبون الشّرّ ضربة لازبٍ أي لازمٍ). [فتح الباري: 8/542] (م)
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (وقال مجاهد {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} من كل مكان {ويقذفون من كل جانب} يرمون {واصب} دائم {لازب} لازم {تأتوننا عن اليمين} يعني الجنّ الكفّار تقول للشّيطان {غول} وجع بطن {ينزفون} لا تذهب عقولهم {قرين} شيطان {يهرعون} كهيئة الهرولة {يزفون} النسلان في المشي {وبين الجنّة نسبا} قال كفار قريش الملائكة بنات الله وأمهاتهم بنات سروات الجنّ قال الله 158 الصافات ولقد {علمت الجنّة إنّهم لمحضرون} ستحضر للحساب وقال ابن عبّاس {لنحن الصافون} الملائكة {صراط الجحيم} سواء الجحيم وسط الجحيم {لشوبا} يخلط طعامهم ويساط بالحميم {مدحورًا} مطرودا {بيض مكنون} اللّؤلؤ المكنون {وتركنا عليه في الآخرين} يذكر بخير {يستسخرون} يسخرون {بعلا} ربًّا {الأسباب} السّماء
أما أقوال مجاهد فقال الفريابيّ ثنا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله 53 سبأ {ويقذفون بالغيب من مكان بعيد} قولهم هو ساحر هو كاهن بل هو ساحر
وبه في قوله 11 الصافات {إنّا خلقناهم من طين لازب} قال لازم). [تغليق التعليق: 4/292-293] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (لازبٌ لازمٌ
أشار به إلى قوله تعالى: {أنا خلقناهم من طين لازب} (الصافات: 11) وفسره بقوله: (لازم) في التّفسير: طين لازب أي: جيد حر يلصق ويعلق باليد، واللازب بالموحّدة واللّازم بالميم بمعنى واحد، والباء بدل من الميم كأنّه يلزم اليد، وعن السّديّ: خالص، وعن مجاهد والضّحّاك: منين). [عمدة القاري: 19/135]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({لازب}) في قوله: {إنّا خلقناهم من طين لازب} [الصافات: 11] معناه (لازم) بالميم بدل الموحدة ومنه قول النابغة:
ولا تحسبون الشر ضربة لازب
بالموحدة أي لازم بالميم فهما بمعنى لأنه يلزم اليد أي يلصق بها وقيل بالموحدة اللزج وأكثر أهل اللغة على أن الباء في لازب بدل من الميم وهذا كله ساقط في رواية أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/313]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {فاستفتهم أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ (11) بل عجبت ويسخرون}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: فاستفت يا محمّد هؤلاء المشركين الّذي ينكرون البعث بعد الممات والنّشور بعد البلى: يقول: فسلهم: أهم أشدّ خلقًا؟ يقول: أخلقهم أشدّ؟ أم خلق من عددنا خلقه من الملائكة والشّياطين والسّموات والأرض؟
وذكر أنّ ذلك في قراءة عبد اللّه بن مسعودٍ: (أهم أشدد خلقًا أم من عددنا).
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ {أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا}؟ قال: السّموات والأرض والجبال.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، أنّه قرأ: أهم أشدّ خلقًا أم من عددنا؟ وفي قراءة عبد اللّه بن مسعود: (عددنا) يقول: {ربّ السّموات والأرض وما بينهما وربّ المشارق} يقول: أهم أشدّ خلقًا، أم السّموات والأرض؟ يقول: السّموات والأرض أشدّ خلقًا منهم.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة: {فاستفتهم أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا}: أم من عددنا من خلق السّموات والأرض، قال اللّه: {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس} الآية.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ {فاستفتهم أهم أشدّ خلقًا} قال يعني المشركين، سلهم {أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا}.
وقوله: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} يقول: إنّا خلقناهم من طينٍ لاصقٍ وإنّما وصفه جلّ ثناؤه باللّزوب، لأنّه ترابٌ مخلوطٌ بماءٍ، وكذلك خلق ابن آدم من ترابٍ وماءٍ ونارٍ وهواءٍ؛ والتّراب إذا خلط بماءٍ صار طينًا لازبًا، والعرب تبدّل أحيانًا هذه الباء ميمًا، فتقول: طينٌ لازمٌ؛ ومنه قول النّجاشيّ الحارثيّ:
بنى اللّؤم بيتًا فاستقرّ عماده = عليكم بني النّجّار ضربة لازم
ومن اللاّزب قول نابغة بني ذبيان:
ولا يحسبون الخير لا شرّ بعده = ولا يحسبون الشّرّ ضربة لازب
وربّما أبدلوا الزّاي الّتي في اللاّزب تاءً، فيقولون: طينٌ لاتبٌ، وذكر أنّ ذلك في قيسٍ؛ زعم الفرّاء أنّ أبا الجرّاح أنشده:
صداعٌ وتوصيم العظام وفترةٌ = وغثيٌ مع الإشراق في الجوف لاتب
بمعنى: لازبٌ، والفعل من لازبٍ: لزب يلزب، لزبًا ولزوبًا، وكذلك من لاتبٍ: لتب يلتب لتوبًا.
وبنحو الّذي قلنا في معنى ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني عبيد اللّه بن يوسف الجبيريّ، قال: حدّثنا محمّد بن كثيرٍ، قال: حدّثنا مسلمٌ، عن مجاهدٍ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {من طينٍ لازبٍ} قال: هو الطّين الحرّ الجيّد اللّزج.
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا يحيى بن سعيدٍ وعبد الرّحمن، قالا: حدّثنا سفيان، عن الأعمش، عن مسلمٍ البطين، عن سعيدٍ، عن ابن عبّاسٍ، قال: اللاّزب: الجيّد.
- حدّثنا أبو كريبٍ، قال: حدّثنا عثمان بن سعيدٍ، قال: حدّثنا بشر بن عمارة، عن أبي روقٍ، عن الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ قال: اللاّزب: اللّزج الطّيّب.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، في قوله: {من طينٍ لازبٍ} يقول: ملتصقٍ.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} قال: من التّراب والماء فيصير طينًا يلزق.
- حدّثنا هنّادٌ، قال: حدّثنا أبو الأحوص، عن سماكٍ، عن عكرمة، في قوله: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} قال: اللاّزب: اللّزج.
- حدّثنا ابن حميدٍ، قال: حدّثنا يحيى بن واضحٍ، قال: حدّثنا عبيد بن سليمان، عن الضّحّاك، {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} واللاّزب: الطّين الجيّد.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قال اللّه: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} واللاّزب: الّذي يلزق باليد.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، في قوله: {من طينٍ لازبٍ} قال: لازمٍ.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ} قال: اللاّزب: الّذي يلتصق كأنّه غراءٌ؛ ذلك اللاّزب.
- حدّثنا عمرو بن عبد الحميد الآمليّ، قال: حدّثنا مروان بن معاوية، عن جويبرٌ، عن الضّحّاك، في قوله: {من طينٍ لازبٍ} قال: هو اللاّزق). [جامع البيان: 19/509-513]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقا عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله أهم أشد خلقا أم من خلقنا يعني السماوات والأرض والجبال). [تفسير مجاهد: 539-540]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد في قوله لازب قال يعني لازم). [تفسير مجاهد: 540]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 11 - 21.
أخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {أهم أشد خلقا أم من خلقنا} قال: السموات والأرض والجبال). [الدر المنثور: 12/390-391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {أم من خلقنا} قال: أم من عددنا عليك من خلق السموات والأرض قال الله تعالى (لخلق السموات والأرض أكبر من خلق الناس) (غافر 57) ). [الدر المنثور: 12/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك رضي الله عنه أنه قرأ أهم أشد خلقا أم من عددنا). [الدر المنثور: 12/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن سعيد بن جبير رضي الله عنه في قوله {أم من خلقنا} قال: من الأموات والملائكة). [الدر المنثور: 12/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من طين لازب} قال: ملتصق). [الدر المنثور: 12/391]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطستي عن ابن عباس رضي الله عنهما، أن نافع بن الأزرق سأله قال له: أخبرني عن قوله {من طين لازب} قال: الملتزق قال: وهل تعرف العرب ذلك قال: نعم، أما سمعت النابغة وهو يقول:
فلا تحسبون الخير لا شر بعده * ولا تحسبون الشر ضربة لازب). [الدر المنثور: 12/391-392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي شيبة، وابن جرير، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من طين لازب} قال: اللزب الجيد). [الدر المنثور: 12/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير وأبو الشيخ في العظمة عن عكرمة رضي الله عنه {من طين لازب} قال: لازج). [الدر المنثور: 12/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {من طين لازب} قال: اللازب والحمأ والطين واحد، كان أوله ترابا ثم صار حمأ منتنا ثم صار طينا لازبا فخلق الله منه آدم). [الدر المنثور: 12/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال اللازب الذي يلزق بعضه إلى بعض). [الدر المنثور: 12/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه قال: اللازب الذي يلزق باليد). [الدر المنثور: 12/392]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله: {طين لازب} قال: لازم منتن). [الدر المنثور: 12/392-393]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى بل عجبت ويسخرون قال عجبت من وحي الله وكتابه ويسخرون مما جئت به). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن الثوري عن الأعمش عن أبي وائل قال قرأها شريح (بل عجبتُ ويسخرون) قال شريح إن الله لا يعجب من شيء إنما يعجب من لا يعلم قال فذكرت ذلك لإبراهيم فقال كان عبد الله بن مسعود يقرأ (بل عجبتُ وتسخرون)). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (قوله: {بل عجبت ويسخرون} اختلفت القرّاء في قراءة ذلك، فقرأته عامّة قرّاء الكوفة: (بل عجبت ويسخرون) بضمّ التّاء من عجبت، بمعنى: بل عظم عندي وكبر اتّخاذهم لي شريكًا، وتكذيبهم تنزيلي وهم يسخرون وقرأ ذلك عامّة قرّاء المدينة والبصرة وبعض قرّاء الكوفة {بل عجبت} بفتح التّاء بمعنى: بل عجبت أنت يا محمّد ويسخرون من هذا القرآن.
والصّواب من القول في ذلك أن يقال: إنّهما قراءتان مشهورتان في قرّاء الأمصار، فبأيّتهما قرأ القارئ فمصيبٌ.
فإن قال قائلٌ: وكيف يكون مصيبًا القارئ بهما مع اختلاف معنييهما؟
قيل: إنّهما وإن اختلف معنياهما فكلّ واحدٍ من معنييه صحيحٌ، قد عجب محمّدٌ ممّا أعطاه اللّه من الفضل، وسخر منه أهل الشّرك باللّه، وقد عجب ربّنا من عظيم ما قاله المشركون في اللّه، وسخر المشركون بما قالوه.
فإن قال: أكان التّنزيل بإحداهما أو بكلتيهما؟
قيل: التّنزيل بكلتيهما، فإن قال: وكيف يكون تنزيل حرفٍ مرّتين؟ قيل: إنّه لم ينزل مرّتين، إنّما أنزل مرّةً، ولكنّه أمر صلّى اللّه عليه وسلّم أن يقرأ بالقراءتين كلتيهما، ولهذا موضعٌ سنستقصي إن شاء اللّه فيه البيان عنه بما فيه الكفاية.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {بل عجبت ويسخرون} قال: عجب محمّدٌ عليه الصّلاة والسّلام من هذا القرآن حين أعطيه، وسخر منه أهل الضّلالة). [جامع البيان: 19/513-514]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ جريرٌ، عن الأعمش، عن أبي وائلٍ شقيق بن سلمة قال: قرأ عبد اللّه رضي اللّه عنه: {بل عجبت ويسخرون} [الصافات: 12] قال شريحٌ: «إنّ اللّه لا يعجب من شيء إنّما يعجب من لا يعلم» قال الأعمش: فذكرت لإبراهيم فقال: إنّ شريحًا كان يعجبه رأيه إنّ عبد اللّه كان أعلم من شريحٍ، وكان عبد اللّه يقرؤها: {بل عجبت} [الصافات: 12] «هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط الشّيخين ولم يخرجاه»). [المستدرك: 2/466]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وعبد بن حميد، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه عن ابن مسعود رضي الله عنه أنه كان يقرأ (بل عجبت ويسخرون) بالرفع). [الدر المنثور: 12/393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وعبد بن حميد، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في الأسماء والصفات من طريق الأعمش عن شقيق بن سلمة عن شريح رضي الله عنه أنه كان يقرأ هذه الآية بل عجبت ويسخرون بالنصب ويقول إن الله لا يعجب من الشيء إنما يعجب من لا يعلم قال الأعمش: فذكرت ذلك لإبراهيم النخعي رضي الله عنه فقال: إن شريحا كان معجبا برأيه وعبد الله بن مسعود رضي الله عنه كان أعلم منه كان يقرأها {بل عجبت} ). [الدر المنثور: 12/393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن ابن عباس رضي الله عنهما أنه قرأ {بل عجبت} ). [الدر المنثور: 12/393]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بل عجبت ويسخرون} قال: عجبت من كتاب الله ووحيه {ويسخرون} بما جئت به). [الدر المنثور: 12/393-394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن ابن جريج رضي الله عنه في قوله {بل عجبت} قال النبي صلى الله عليه وسلم: عجبت بالقرآن حين أنزل ويسخر منه ضلال بني آدم). [الدر المنثور: 12/394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بل عجبت} قال: عجب محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه وسخر منه أهل الضلالة {ويسخرون} يعني أهل مكة {وإذا ذكروا لا يذكرون} أي لا ينتفعون ولا يبصرون {وإذا رأوا آية يستسخرون} أي يسخرون منه ويستهزؤن). [الدر المنثور: 12/394]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يستسخرون} قال: يستهزؤن، وفي قوله {فإنما هي زجرة} قال: صيحة). [الدر المنثور: 12/394]

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وإذا ذكّروا لا يذكرون (13) وإذا رأوا آيةً يستسخرون}.
يقول تعالى ذكره: وإذا ذكّر هؤلاء المشركون حجج اللّه عليهم ليعتبروا ويتفكّروا، فينيبوا إلى طاعة اللّه {لا يذكرون}: يقول: لا ينتفعون بالتّذكير فيتذكّروا.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وإذا ذكّروا لا يذكرون}: أي لا ينتفعون ولا يبصرون). [جامع البيان: 19/514-515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بل عجبت} قال: عجب محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه وسخر منه أهل الضلالة {ويسخرون} يعني أهل مكة {وإذا ذكروا لا يذكرون} أي لا ينتفعون ولا يبصرون {وإذا رأوا آية يستسخرون} أي يسخرون منه ويستهزؤن). [الدر المنثور: 12/394] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله يستسخرون قال أي يسخرون). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : (ويقال: {يستسخرون} [الصافات: 14] : «يسخرون» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله ويقال يستسخرون يسخرون ثبت هذا أيضًا للنّسفيّ وأبي ذرٍّ فقط وقال أبو عبيدة يستسخرون ويسخرون سواءٌ). [فتح الباري: 8/543]
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (يستسخرون يسخرون
أشار به إلى قوله تعالى: {وإذا رأوا آية يستسخرون} (الصافات: 14) وفسره بقوله: (يسخرون) ). [عمدة القاري: 19/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({ويقال يستسخرون}) أي (يسخرون) ومراده قوله تعالى: {وإذا رأوا آية يستسخرون} [الصافات: 14] قال ابن عباس: آية يعني انشقاق القمر، وقيل: يستدعي بعضهم من السخرية وسقط ويقال لغير أبي ذر). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وإذا رأوا آيةً يستسخرون} يقول: وإذا رأوا حجّةً من حجج اللّه عليهم، ودلالةً على نبوّة نبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم يستسخرون: يقول: يسخرون ويستهزئون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، {وإذا رأوا آيةً يستسخرون}: يسخرون منها ويستهزئون.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وإذا رأوا آيةً يستسخرون} قال: يستهزئون ويسخرون). [جامع البيان: 19/515]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {بل عجبت} قال: عجب محمد صلى الله عليه وسلم من هذا القرآن حين أعطيه وسخر منه أهل الضلالة {ويسخرون} يعني أهل مكة {وإذا ذكروا لا يذكرون} أي لا ينتفعون ولا يبصرون {وإذا رأوا آية يستسخرون} أي يسخرون منه ويستهزؤن). [الدر المنثور: 12/394] (م)

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا إن هذا إلاّ سحرٌ مبينٌ (15) أءذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون (16) أوآباؤنا الأوّلون (17) قل نعم وأنتم داخرون (17) فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم ينظرون}.
يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون من قريشٍ باللّه لـ محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: ما هذا الّذي جئتنا به إلاّ سحرٌ مبينٌ يقول: يبين لمن تأمّله ورآه أنّه سحرٌ). [جامع البيان: 19/516]

تفسير قوله تعالى: (أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون} يقولون منكرين بعث اللّه إيّاهم بعد بلائهم: أئنّا لمبعوثون أحياءً من قبورنا بعد مماتنا ومصيرنا ترابًا وعظامًا، قد ذهب عنها اللّحوم). [جامع البيان: 19/516]

تفسير قوله تعالى: (أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : ( {أوآباؤنا الأوّلون} الّذين مضوا من قبلنا، فبادوا وهلكوا؟ يقول اللّه لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم: قل لهم: نعم أنتم مبعوثون بعد مصيركم ترابًا وعظامًا أحياءً كما كنتم قبل مماتكم، وأنتم داخرون.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون (16) أو آباؤنا الأوّلون} تكذيبًا بالبعث {قل نعم وأنتم داخرون} ). [جامع البيان: 19/516]

تفسير قوله تعالى: (قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وأنتم داخرون} يقول تعالى ذكره: وأنتم صاغرون أشدّ الصّغار؛ من قولهم: داخرٌ صاغرٌ.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وأنتم داخرون} أي صاغرون.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {وأنتم داخرون} قال: صاغرون). [جامع البيان: 19/517]

تفسير قوله تعالى: (فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم ينظرون} يقول تعالى ذكره: فإنّما هي صيحةٌ واحدةٌ، وذلك هو النّفخ في الصّور، {فإذا هم ينظرون} يقول: فإذا هم شاخصةٌ أبصارهم ينظرون إلى ما كانوا يوعدونه من قيام السّاعة ويعاينونه.
- كما حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {زجرةٌ واحدةٌ} قال: هي النّفخة). [جامع البيان: 19/517]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {يستسخرون} قال: يستهزؤن، وفي قوله {فإنما هي زجرة} قال: صيحة). [الدر المنثور: 12/394] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم عن السدي رضي الله عنه في قوله {فإنما هي زجرة واحدة} قال: نفخة واحدة وهي النفخة الآخرة). [الدر المنثور: 12/394-395]

تفسير قوله تعالى: (وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين (20) هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون}.
يقول تعالى ذكره: وقال هؤلاء المشركون المكذّبون إذا زجرت زجرةً واحدةً، ونفخ في الصّور نفخةً واحدةً: {يا ويلنا هذا يوم الدّين} يقول: يقولون: هذا يوم المجازاة والمحاسبة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {هذا يوم الدّين} قال: يدين اللّه فيه العباد بأعمالهم.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {هذا يوم الدّين} قال: يوم الحساب). [جامع البيان: 19/517-518]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {هذا يوم الدين} قال: يدين الله فيه العباد بأعمالهم {هذا يوم الفصل} يعني يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/395]

تفسير قوله تعالى: (هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون} يقول تعالى ذكره: هذا يوم فصل اللّه بين خلقه بالعدل من قضائه الّذي كنتم به تكذّبون في الدّنيا فتنكرونه.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون} يعني: يوم القيامة.
- حدّثنا محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {هذا يوم الفصل} قال: يومٌ يقضي بين أهل الجنّة وأهل النّار). [جامع البيان: 19/518-519]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {هذا يوم الدين} قال: يدين الله فيه العباد بأعمالهم {هذا يوم الفصل} يعني يوم القيامة). [الدر المنثور: 12/395] (م)

تفسير قوله تعالى: (احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (معمر عن قتادة في قوله تعالى وأزواجهم قال هم وأشكالهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن إسرائيل عن سماك بن حرب أنه سمع النعمان بن بشير في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال أمثالهم الذين مثلهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/148]
قال أبو حذيفة موسى بن مسعود النهدي (ت:220هـ): (سفيان [الثوري] عن أبيه عن المسيّب بن رافع عن ابن عبّاسٍ في قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم [الآية: 22]). [تفسير الثوري: 252]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم}.
وفي هذا الكلام متروكٌ استغني بدلالة ما ذكر عمّا ترك، وهو: فيقال: احشروا الّذين ظلموا، ومعنى ذلك: اجمعوا الّذين كفروا باللّه في الدّنيا وعصوه وأزواجهم وأشياعهم على ما كانوا عليه من الكفر باللّه وما كانوا يعبدون من دون اللّه من الآلهة.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا ابن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر بن الخطّاب {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: ضرباءهم.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} يقول: نظراءهم.
- حدّثني محمّد بن سعدٍ، قال: حدّثني أبي، قال: حدّثني عمّي، قال: حدّثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} يعني: أتباعهم، ومن أشبههم من الظّلمة.
- حدّثنا محمّد بن المثنّى، قال: حدّثنا ابن أبي عديٍّ، عن داود، قال: سألت أبا العالية عن قول اللّه: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون من دون اللّه} قال: الّذين ظلموا وأشياعهم.
- حدّثنا ابن المثنّى، قال: حدّثني عبد الأعلى، قال: حدّثنا داود، عن أبي العالية، أنّه قال في هذه الآية {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: وأشياعهم.
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا ابن عليّة، قال: حدّثنا داود، عن أبي العالية مثله.
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} أي وأشياعهم الكفّار مع الكفّار.
- حدّثني محمّد بن الحسين، قال: حدّثنا أحمد بن المفضّل، قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: وأشباههم.
- حدّثني يونس، قال: أخبرنا ابن وهبٍ، قال: قال ابن زيدٍ، في قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: أزواجهم في الأعمال، وقرأ: {وكنتم أزواجًا ثلاثةً فأصحاب الميمنة ما أصحاب الميمنة وأصحاب المشأمة ما أصحاب المشأمة والسّابقون السّابقون}، فالسّابقون زوجٌ، وأصحاب الميمنة زوجٌ، وأصحاب الشّمال زوجٌ، قال: كلّ من كان من هذا حشره اللّه معه وقرأ: {وإذا النّفوس زوّجت}، قال: زوّجت على الأعمال، لكلّ واحدٍ من هؤلاء زوجٌ، زوّج اللّه بعض هؤلاء بعضًا؛ زوّج أصحاب اليمين أصحاب اليمين، وأصحاب المشأمة أصحاب المشأمة، والسّابقين السّابقين، قال: فهذا قوله: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: أزواج الأعمال الّتي زوّجهنّ اللّه.
- حدّثني محمّد بن عمرٍو، قال: حدّثنا أبو عاصمٍ، قال: حدّثنا عيسى، وحدّثني الحارث، قال: حدّثنا الحسن، قال: حدّثنا ورقاء، جميعًا عن ابن أبي نجيحٍ، عن مجاهدٍ، قوله: {وأزواجهم} قال: أمثالهم). [جامع البيان: 19/519-521]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم} يقول تعالى ذكره: احشروا هؤلاء المشركين وآلهتهم الّتي كانوا يعبدونها من دون اللّه، فوجّهوهم إلى طريق الجحيم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه} الأصنام.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} يقول: وجّهوهم، وقيل: إنّ الجحيم الباب الرّابع من أبواب النّار). [جامع البيان: 19/521-522]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا قيس بن الربيع قال نا سماك بن حرب عن النعمان بن بشير قال سمعت عمر بن الخطاب يقول في قوله احشروا الذين ظلموا وأزواجهم قال الصالح مع الصالح والطالح مع الطالح). [تفسير مجاهد: 540]
قَالَ عَبْدُ الرَّحْمنِ بنُ الحَسَنِ الهَمَذَانِيُّ (ت: 352هـ): (نا إبراهيم قال نا آدم قال نا ورقاء عن ابن أبي نجيح عن مجاهد وأزواجهم قال يعني أشباههم). [تفسير مجاهد: 540]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه محمّد بن عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، ثنا سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه، في قوله تعالى: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} [الصافات: 22] قال: «أمثالهم الّذين هم مثلهم» هذا حديثٌ صحيحٌ على شرط مسلمٍ ولم يخرجاه "). [المستدرك: 2/467]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أحمّد بن منيعٍ: ثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر- رضي الله عنه-: "في قوله تعالى: (احشروا الذين ظلموا وأزواجهم) قال: وأشباههم"
هذا إسنادٌ رجاله ثقاتٌ). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/260]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أحمد بن منيعٍ: حدثنا أبو أحمد، ثنا سفيان، عن سماك بن حربٍ، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر رضي الله عنه، في قوله عز وجل {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم}، قال: وأشباههم.
هذا إسنادٌ صحيحٌ). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/147]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 22 - 23.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: تقول الملائكة للزبانية {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} ). [الدر المنثور: 12/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق والفريابي، وابن أبي شيبة، وابن منيع في مسنده، وعبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم وصححه، وابن مردويه والبيهقي في البعث من طريق النعمان بن بشير عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أمثالهم الذين هم مثلهم يجيء أصحاب الربا مع أصحاب الربا وأصحاب الزنا مع أصحاب الزنا وأصحاب الخمر مع أصحاب الخمر، أزواج في الجنة وأزواج في النار). [الدر المنثور: 12/395]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الفريابي وسعيد بن منصور، وابن أبي شيبة وعبد بن حميد وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والبيهقي في البعث عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم، وفي لفظ نظراءهم.
وأخرج عبد بن حميد عن سعيد بن جبير وعكرمة رضي الله عنهما، مثله). [الدر المنثور: 12/395-396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم عن زيد بن أسلم رضي الله عنه في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أزواجهم في الأعمال وقرأ (وكنتم أزواجا ثلاثة) (الواقعة 7) الآية (فأصحاب الميمنة) (الواقعة 8) زوج (وأصحاب المشئمة) (الواقعة 9) زوج (والسابقون) (الواقعة 10) زوج). [الدر المنثور: 12/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر عن مجاهد رضي الله عنه في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أمثالهم، القتلة مع القتلة والزناة مع الزناة وأكلة الربا مع أكلة الربا). [الدر المنثور: 12/396]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم من الكفار مع الكفار {وما كانوا يعبدون (22) من دون الله} قال: الأصنام). [الدر المنثور: 12/396]

تفسير قوله تعالى: (مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) )
قال محمدُ بنُ إسماعيلَ بن إبراهيم البخاريُّ (ت: 256هـ) : ( {صراط الجحيم} [الصافات: 23] ، {سواء الجحيم} [الصافات: 55] : «ووسط الجحيم» ). [صحيح البخاري: 6/123]
- قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ): (قوله صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم لشوبًا يخلط طعامهم ويساط بالحميم مدحورًا مطرودًا سقط هذا كلّه لأبي ذرٍّ وقد تقدّم في بدء الخلق). [فتح الباري: 8/543] (م)
- قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (صراط الجحيم سواء الجحيم ووسط الجحيم
أشار به إلى قوله تعالى: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} (الصافات: 23) قوله: فاطلع فرآه في سواء الجحيم. وأشار بهذا إلى أن هذه الألفاظ الثّلاثة بمعنى واحد. وفي التّفسير: صراط الجحيم طريق النّار، والصراط الطّريق، ولم يثبت هذا لأبي ذر والّذي قبله أيضا). [عمدة القاري: 19/136]
- قال أحمدُ بنُ محمدِ بن أبي بكرٍ القَسْطَلاَّنيُّ (ت: 923هـ) : ( ({صراط الجحيم}) في قوله تعالى: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} [الصافات: 23] أي (سواء الجحيم ووسط الجحيم) بسكون السين وفي اليونينية بفتحها). [إرشاد الساري: 7/314]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم} يقول تعالى ذكره: احشروا هؤلاء المشركين وآلهتهم الّتي كانوا يعبدونها من دون اللّه، فوجّهوهم إلى طريق الجحيم.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة {وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه} الأصنام.
- حدّثني عليٌّ، قال: حدّثنا أبو صالحٍ، قال: حدّثني معاوية، عن عليٍّ، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} يقول: وجّهوهم، وقيل: إنّ الجحيم الباب الرّابع من أبواب النّار). [جامع البيان: 19/521-522] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن مردويه، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {احشروا الذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم من الكفار مع الكفار {وما كانوا يعبدون (22) من دون الله} قال: الأصنام). [الدر المنثور: 12/396] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} قال: سوقوهم). [الدر المنثور: 12/396-397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {فاهدوهم} قال: دلوهم {إلى صراط الجحيم} قال: طريق النار). [الدر المنثور: 12/397]

تفسير قوله تعالى: (وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) )
قال محمدُ بنُ عيسى بنِ سَوْرة التِّرْمِذيُّ (ت: 279هـ) : (حدّثنا أحمد بن عبدة الضّبّيّ، قال: حدّثنا معتمر بن سليمان، قال: حدّثنا ليث بن أبي سليمٍ، عن بشرٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: قال رسول الله صلّى اللّه عليه وسلّم: ما من داعٍ دعا إلى شيءٍ إلاّ كان موقوفًا يوم القيامة لازمًا له لا يفارقه، وإن دعا رجلٌ رجلاً ثمّ قرأ قول الله عزّ وجلّ: {وقفوهم إنّهم مسئولون (24) ما لكم لا تناصرون}.
هذا حديثٌ غريبٌ). [سنن الترمذي: 5/217]
قالَ أَحْمَدُ بْنُ شُعَيْبٍ النَّسَائِيُّ (ت: 303هـ): (أخبرنا محمّد بن بشّارٍ، حدّثنا محمّد بن جعفرٍ، حدّثنا شعبة، عن النّعمان بن سالمٍ، قال: سمعت يعقوب بن عاصم بن عروة بن مسعودٍ، وقال عبد الله بن عمرٍو: قال رسول الله: «يخرج الدّجّال، فيبعث الله عزّ وجلّ عيسى ابن مريم عليه السّلام كأنّه عروة بن مسعودٍ الثّقفيّ، فيطلبه فيهلكه، ثمّ يلبث النّاس بعده تسع سنين ليس بين اثنين عداوةٌ، ثمّ يرسل الله عزّ وجلّ ريحًا باردةً من قبل الشّام، فلا تبقي أحدًا في قلبه مثقال ذرّةٍ من إيمانٍ إلّا قبضته، حتّى لو أنّ أحدكم كان في كبد جبلٍ دخلت عليهم»، قال: سمعتها من رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: " ويبقى شرار النّاس في خفّة الطّير، وأحلام السّباع، لا يعرفون معروفًا، ولا ينكرون منكرًا، فيتمثّل لهم الشّيطان فيأمرهم بالأوثان فيعبدونها، وهم في ذلك دارّةٌ أرزاقهم، حسنةٌ عيشتهم، ثمّ ينفخ في الصّور فلا يبقى أحدٌ إلّا صعق، ثمّ يرسل الله - أو ينزل الله - مطرًا، فتنبت منه أجساد النّاس، ثمّ ينفخ فيه أخرى فإذا هم قيامٌ ينظرون، ثمّ يقال: يا أيّها النّاس، هلمّوا إلى ربّكم {وقفوهم إنّهم مسئولون} [الصافات: 24]، ثمّ قال: أخرجوا بعث أهل النّار، فيقال: كم؟، فيقال: من كلّ ألفٍ تسعمائةٍ وتسعةٌ وتسعون، فيومئذٍ يبعث {الولدان شيبًا} [المزمل: 17] ويومئذٍ {يكشف عن ساقٍ} [القلم: 42] قال محمّد بن جعفرٍ: حدّثني شعبة بهذا الحديث، عن النّعمان بن سالمٍ وعرضته عليه). [السنن الكبرى للنسائي: 10/316] (م)
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {وقفوهم إنّهم مسئولون (24) ما لكم لا تناصرون (25) بل هم اليوم مستسلمون (26) وأقبل بعضهم على بعضٍ يتساءلون}.
قال أبو جعفرٍ: يقول تعالى ذكره: {وقفوهم} احبسوهم: أي احبسوا أيّها الملائكة هؤلاء المشركين الّذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم، وما كانوا يعبدون من دون اللّه من الآلهة {إنّهم مسئولون}.
واختلف أهل التّأويل في المعنى الّذي يأمر اللّه تعالى ذكره بوقفهم لمسألتهم عنه، فقال بعضهم: يسألهم: هل يعجبهم ورود النّار.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثنا محمّد بن بشّارٍ، قال: حدّثنا عبد الرّحمن، قال: حدّثنا سفيان، عن سلمة بن كهيلٍ، قال: حدّثنا أبو الزّعراء، قال: كنّا عند عبد اللّه، فذكر قصّةً، ثمّ قال: يتمثّل اللّه للخلق فيلقاهم، فليس أحدٌ من الخلق كان يعبد من دون اللّه شيئًا إلاّ وهو مرفوعٌ له يتبعه، قال: فيلقى اليهود فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: نعبد عزيرًا، قال: فيقول: هل يسرّكم الماء؟ فيقولون: نعم، فيريهم جهنّم وهي كهيئة السّراب، ثمّ قرأ: {وعرضنا جهنّم يومئذٍ للكافرين عرضًا}، قال: ثمّ يلقى النّصارى فيقول: من تعبدون؟ فيقولون: المسيح، فيقول: هل يسرّكم الماء؟ فيقولون: نعم، فيريهم جهنّم، وهي كهيئة السّراب، ثمّ كذلك لمن كان يعبد من دون اللّه شيئًا، ثمّ قرأ عبد اللّه {وقفوهم إنّهم مسئولون}.
وقال آخرون: بل ذلك للسّؤال عن أعمالهم.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني يعقوب بن إبراهيم، قال: حدّثنا معتمرٌ، عن ليثٍ، عن رجلٍ، عن أنس بن مالكٍ، قال: سمعت رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يقول: أيّما رجلٍ دعا رجلاً إلى شيءٍ كان موقوفًا لازمًا به، لا يغادره، ولا يفارقه، ثمّ قرأ هذه الآية: {وقفوهم إنّهم مسئولون}.
وقال آخرون: بل معنى ذلك: وقفوا هؤلاء الّذين ظلموا أنفسهم وأزواجهم إنّهم مسئولون عمّا كانوا يعبدون من دون اللّه). [جامع البيان: 19/522-523]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (حدّثنا عمر بن جعفرٍ البصريّ، ثنا الحسن بن أحمد التّستريّ، ثنا عبيد اللّه بن معاذٍ العنبريّ، ثنا المعتمر بن سليمان، عن أبيه، عن أنس بن مالكٍ رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم يقول: " ما من داعٍ دعا رجلًا إلى شيءٍ إلّا كان موقوفًا معه يوم القيامة لازمًا له يقاد معه، ثمّ قرأ هذه الآية {وقفوهم إنّهم مسئولون} [الصافات: 24] «هكذا حدّث به الحسن بن أحمد التّستريّ عن عبيد اللّه بن معاذٍ عنه ولو جاز لنا قبوله منه لكنّا نصحّحه على شرط الشّيخين ولكنّا نقول أنّ صوابه»
- ما أخبرناه أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، ثنا إسحاق بن إبراهيم، أنبأ المعتمر بن سليمان، قال: سمعت ليث بن أبي سليمٍ، يحدّث عن بشرٍ، عن أنس بن مالك رضي اللّه عنه، قال: سمعت رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم، يقول: " من دعا أخاه المسلم إلى شيءٍ، وإن دعا رجلٌ رجلًا كان موقوفًا معه يوم القيامة لازمًا له يقاد معه، ثمّ تلا رسول اللّه صلّى الله عليه وسلّم {وقفوهم إنّهم مسئولون} [الصافات: 24] " قال الحاكم: فقد بان برواية إمام عصره أبي يعقوب الحنظليّ أنّ للحديث أصلًا بإسناد ما). [المستدرك: 2/467-468]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (آية 24.
أخرج ابن أبي حاتم عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {وقفوهم إنهم مسؤولون} قال: احبسوهم إنهم محاسبون). [الدر المنثور: 12/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج البخاري في تاريخه والترمذي والدارمي، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم والحاكم، وابن مردويه عن أنس رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ما من داع دعا إلى شيء إلا كان موقوفا يوم القيامة لازما به لا يفارقه وإن دعا رجل رجلا، ثم قرأ {وقفوهم إنهم مسؤولون} ). [الدر المنثور: 12/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن المنذر عن عطية رضي الله عنه في قوله {وقفوهم إنهم مسؤولون} قال: يقفون يوم القيامة حتى يسألوا عن أعمالهم). [الدر المنثور: 12/397]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن أبي حاتم عن عثمان بن زائدة رضي الله عنه قال: كان يقال إن أول ما يسأل عنه العبد يوم القيامة عن جلسائه). [الدر المنثور: 12/398]

تفسير قوله تعالى: (مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما لكم لا تناصرون} يقول: ما لكم أيّها المشركون باللّه لا ينصر بعضكم بعضًا {بل هم اليوم مستسلمون} يقول: بل هم اليوم مستسلمون لأمر اللّه فيهم وقضائه، موقنون بعذابه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ما لكم لا تناصرون} لا واللّه لا يتناصرون، ولا يدفع بعضهم عن بعضٍ {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب اللّه). [جامع البيان: 19/523-524]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 44.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة {فإنهم يومئذ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/398]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399]

تفسير قوله تعالى: (بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {ما لكم لا تناصرون} يقول: ما لكم أيّها المشركون باللّه لا ينصر بعضكم بعضًا {بل هم اليوم مستسلمون} يقول: بل هم اليوم مستسلمون لأمر اللّه فيهم وقضائه، موقنون بعذابه.
- كما حدّثنا بشرٌ، قال: حدّثنا يزيد، قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {ما لكم لا تناصرون} لا واللّه لا يتناصرون، ولا يدفع بعضهم عن بعضٍ {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب اللّه). [جامع البيان: 19/523-524] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 25 - 44.
أخرج ابن جرير عن ابن عباس رضي الله عنهما في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا تمانعون منا {بل هم اليوم مستسلمون} مسخرون {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} أقبل بعضهم يلوم بعضا قال: الضعفاء للذين استكبروا {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} تقهروننا بالقدرة عليكم {قالوا بل لم تكونوا مؤمنين} في علم الله {وما كان لنا عليكم من سلطان بل كنتم قوما طاغين} مشركين في علم الله {فحق علينا قول ربنا} فوجب علينا قضاء ربنا لأنا كنا أذلاء وكنتم أعزة {فإنهم يومئذ} قال: كلهم {في العذاب مشتركون} ). [الدر المنثور: 12/398] (م)
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر، وابن أبي حاتم عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ما لكم لا تناصرون} قال: لا يدفع بعضكم بعضا {بل هم اليوم مستسلمون} في عذاب الله {وأقبل بعضهم على بعض يتساءلون} قال: الأنس على الجن قالت الأنس للجن {إنكم كنتم تأتوننا عن اليمين} قال: من قبل الخير أفتهنونا عنه، قالت الجن للأنس {بل كنتم قوما طاغين فحق علينا قول ربنا} قال: هذا قول الجن {فأغويناكم إنا كنا غاوين} هذا قول الشياطين لضلال بني آدم {ويقولون أئنا لتاركوا آلهتنا لشاعر مجنون} يعنون محمدا صلى الله عليه وسلم {بل جاء بالحق وصدق المرسلين} أي صدق من كان قبله من المرسلين {إنكم لذائقوا العذاب الأليم وما تجزون إلا ما كنتم تعملون إلا عباد الله المخلصين} قال: هذه ثنية الله {أولئك لهم رزق معلوم} قال: الجنة). [الدر المنثور: 12/398-399] (م)


رد مع اقتباس