عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 06:59 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {فَاسْتَفْتِهِمْ أَهُمْ أَشَدُّ خَلْقًا أَمْ مَنْ خَلَقْنَا إِنَّا خَلَقْنَاهُمْ مِنْ طِينٍ لَازِبٍ (11) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({فاستفتهم أهم أشدّ خلقًا أم من خلقنا إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ (11) بل عجبت ويسخرون (12) وإذا ذكّروا لا يذكرون (13) وإذا رأوا آيةً يستسخرون (14) وقالوا إن هذا إلّا سحرٌ مبينٌ (15) أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون (16) أوآباؤنا الأوّلون (17) قل نعم وأنتم داخرون (18) فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم ينظرون (19) }
يقول تعالى: فسل هؤلاء المنكرين للبعث: أيّما أشدّ خلقًا هم أم السّماوات والأرض، وما بينهما من الملائكة والشّياطين والمخلوقات العظيمة؟ -وقرأ ابن مسعودٍ: "أم من عددنا"- فإنّهم يقرّون أنّ هذه المخلوقات أشدّ خلقًا منهم، وإذا كان الأمر كذلك فلم ينكرون البعث؟ وهم يشاهدون ما هو أعظم ممّا أنكروا. كما قال تعالى: {لخلق السّموات والأرض أكبر من خلق النّاس ولكنّ أكثر النّاس لا يعلمون} [غافرٍ:57] ثمّ بيّن أنّهم خلقوا من شيءٍ ضعيفٍ، فقال {إنّا خلقناهم من طينٍ لازبٍ}
قال مجاهدٌ، وسعيد بن جبيرٍ، والضّحّاك: هو الجيّد الّذي يلتزق بعضه ببعض. وقال ابن عبّاسٍ، وعكرمة: هو اللّزج. وقال قتادة: هو الّذي يلزق باليد). [تفسير ابن كثير: 7/ 7-8]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ عَجِبْتَ وَيَسْخَرُونَ (12) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {بل عجبت ويسخرون} أي: بل عجبت -يا محمّد- من تكذيب هؤلاء المنكرين للبعث، وأنت موقنٌ مصدّقٌ بما أخبر اللّه به من الأمر العجيب، وهو إعادة الأجسام بعد فنائها. وهم بخلاف أمرك، من شدّة تكذيبهم يسخرون ممّا تقول لهم من ذلك.
قال قتادة: عجب محمّدٌ صلّى اللّه عليه وسلّم، وسخر ضلال بني آدم). [تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا ذُكِّرُوا لَا يَذْكُرُونَ (13) }

تفسير قوله تعالى: {وَإِذَا رَأَوْا آَيَةً يَسْتَسْخِرُونَ (14) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وإذا رأوا آيةً} أي: دلالةً واضحةً على ذلك {يستسخرون} قال مجاهدٌ وقتادة: يستهزئون).[تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا إِنْ هَذَا إِلَّا سِحْرٌ مُبِينٌ (15) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقالوا إن هذا إلا سحرٌ مبينٌ} أي: إن هذا الّذي جئت به إلّا سحرٌ مبينٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ (16) أَوَآَبَاؤُنَا الْأَوَّلُونَ (17) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({أئذا متنا وكنّا ترابًا وعظامًا أئنّا لمبعوثون، أوآباؤنا الأوّلون} يستبعدون ذلك ويكذّبون به). [تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ نَعَمْ وَأَنْتُمْ دَاخِرُونَ (18) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({قل نعم وأنتم داخرون} أي: قل لهم يا محمّد: نعم تبعثون يوم القيامة بعد ما تصيرون ترابًا وعظامًا، {وأنتم داخرون} أي: حقيرون تحت القدرة العظيمة، كما قال تعالى {وكلٌّ أتوه داخرين} [النّمل:87]، وقال: {إنّ الّذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنّم داخرين} [غافرٍ:60]). [تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {فَإِنَّمَا هِيَ زَجْرَةٌ وَاحِدَةٌ فَإِذَا هُمْ يَنْظُرُونَ (19) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ قال: {فإنّما هي زجرةٌ واحدةٌ فإذا هم ينظرون} أي: إنما هو أمرٌ واحدٌ من اللّه عزّ وجلّ، يدعوهم دعوةً واحدةً أن يخرجوا من الأرض، فإذا هم [قيامٌ] بين يديه، ينظرون إلى أهوال يوم القيامة). [تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {وَقَالُوا يَا وَيْلَنَا هَذَا يَوْمُ الدِّينِ (20) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين (20) هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون (21) احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم وما كانوا يعبدون (22) من دون اللّه فاهدوهم إلى صراط الجحيم (23) وقفوهم إنّهم مسئولون (24) ما لكم لا تناصرون (25) بل هم اليوم مستسلمون (26) }
يخبر تعالى عن قيل الكفّار يوم القيامة أنّهم يرجعون على أنفسهم بالملامة، ويعترفون بأنّهم كانوا ظالمين لأنفسهم في الدّار الدّنيا، فإذا عاينوا أهوال القيامة ندموا كلّ النّدم حيث لا ينفعهم النّدم، {وقالوا يا ويلنا هذا يوم الدّين}).[تفسير ابن كثير: 7/ 8]

تفسير قوله تعالى: {هَذَا يَوْمُ الْفَصْلِ الَّذِي كُنْتُمْ بِهِ تُكَذِّبُونَ (21) احْشُرُوا الَّذِينَ ظَلَمُوا وَأَزْوَاجَهُمْ وَمَا كَانُوا يَعْبُدُونَ (22) مِنْ دُونِ اللَّهِ فَاهْدُوهُمْ إِلَى صِرَاطِ الْجَحِيمِ (23) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (فتقول لهم الملائكة والمؤمنون: {هذا يوم الفصل الّذي كنتم به تكذّبون}. وهذا يقال لهم على وجه التّقريع والتّوبيخ، ويأمر اللّه الملائكة أن تميز الكفّار من المؤمنين في الموقف في محشرهم ومنشرهم، ولهذا قال تعالى: {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال النّعمان بن بشيرٍ رضي اللّه عنه، يعني بأزواجهم أشباههم وأمثالهم. وكذا قال ابن عبّاسٍ، وسعيد بن جبير، وعكرمة ومجاهدٌ، والسّدّي، وأبو صالحٍ، وأبو العالية، وزيد بن أسلم [وغيرهم].
وقال سفيان الثّوريّ، عن سماك، عن النّعمان بن بشيرٍ، عن عمر بن الخطّاب رضي اللّه عنه {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: إخوانهم.
وقال شريكٌ، عن سماكٍ، عن النّعمان قال: سمعت عمر يقول {احشروا الّذين ظلموا وأزواجهم} قال: أشباههم قال: يجيء صاحب الرّبا مع أصحاب الرّبا، وصاحب الزّنا مع أصحاب الزّنا، وصاحب الخمر مع أصحاب الخمر، وقال خصيف، عن مقسم، عن ابن عبّاسٍ: {أزواجهم}: نساءهم. وهذا غريبٌ، والمعروف عنه الأوّل، كما رواه مجاهدٌ وسعيد بن جبيرٍ، عنه: {أزواجهم}: قرناءهم.
"وما كانوا يعبدون من دون اللّه" أي: من الأصنام والأنداد، تحشر معهم في أماكنهم. وقوله: {فاهدوهم إلى صراط الجحيم} أي: أرشدوهم إلى طريق جهنّم، وهذا كقوله تعالى: {ونحشرهم يوم القيامة على وجوههم عميًا وبكمًا وصمًّا مأواهم جهنّم كلّما خبت زدناهم سعيرًا} [الإسراء:97]). [تفسير ابن كثير: 7/ 8-9]

تفسير قوله تعالى: {وَقِفُوهُمْ إِنَّهُمْ مَسْئُولُونَ (24) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {وقفوهم إنّهم مسئولون} أي: قفوهم حتّى يسألوا عن أعمالهم وأقوالهم الّتي صدرت عنهم في الدّار الدّنيا كما قال الضّحّاك، عن ابن عبّاسٍ: يعني احبسوهم إنّهم محاسبون. وقال ابن أبي حاتمٍ: حدّثنا أبي، حدّثنا النّفيلي، حدّثنا المعتمر بن سليمان قال: سمعت ليثًا يحدّث عن بشرٍ، عن أنس بن مالكٍ [رضي اللّه عنه] قال: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: "أيّما داعٍ دعا إلى شيءٍ كان موقوفًا معه إلى يوم القيامة، لا يغادره ولا يفارقه، وإن دعا رجلٌ رجلًا"، ثمّ قرأ: {وقفوهم إنّهم مسئولون}. ورواه التّرمذيّ، من حديث ليث بن أبي سليمٍ. ورواه ابن جريرٍ، عن يعقوب بن إبراهيم، عن معتمرٍ، عن ليثٍ، عن رجلٍ، عن أنسٍ مرفوعًا.
وقال عبد اللّه بن المبارك: سمعت عثمان بن زائدة يقول: إنّ أوّل ما يسأل عنه الرّجل جلساؤه). [تفسير ابن كثير: 7/ 9]

تفسير قوله تعالى: {مَا لَكُمْ لَا تَنَاصَرُونَ (25) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (ثمّ يقال لهم على سبيل التّقريع والتّوبيخ: {ما لكم لا تناصرون} أي: كما زعمتم أنّكم جميعٌ منتصرٌ). [تفسير ابن كثير: 7/ 9]

تفسير قوله تعالى: {بَلْ هُمُ الْيَوْمَ مُسْتَسْلِمُونَ (26) }
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : ({بل هم اليوم مستسلمون} أي: منقادون لأمر اللّه، لا يخالفونه ولا يحيدون عنه). [تفسير ابن كثير: 7/ 9]

رد مع اقتباس