عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 11:17 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132) وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133) إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134) قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)}


تفسير قوله تعالى: {وَلِكُلٍّ دَرَجَاتٌ مِمَّا عَمِلُوا وَمَا رَبُّكَ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ (132)}


تفسير قوله تعالى: {وَرَبُّكَ الْغَنِيُّ ذُو الرَّحْمَةِ إِنْ يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ وَيَسْتَخْلِفْ مِنْ بَعْدِكُمْ مَا يَشَاءُ كَمَا أَنْشَأَكُمْ مِنْ ذُرِّيَّةِ قَوْمٍ آَخَرِينَ (133)}

قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (العامة {كما أنشأكم من ذرية قوم} بالضم.
زيد بن ثابت "ذرية" بالكسر؛ وهذا مثل قول العرب: علية وعلية.
وقد حكي عن زيد أيضًا "من ذرية" على فعلية؛ فتكون ذرية فعلية من ذر يذر؛ وكأن ذرية فعلية من ذرا يذروا؛ من قول الله عز وجل {تذروه الرياح} أو من ذرأ الخلق؛ أي خلقهم؛ فترك الهمز، كما قالوا: البرية والنبي فلم يهمزوا؛ وكل حسن). [معاني القرآن لقطرب: 528]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {وربّك الغنيّ ذو الرّحمة إن يشأ يذهبكم ويستخلف من بعدكم ما يشاء كما أنشأكم من ذرّيّة قوم آخرين}
{كما أنشأكم من ذرّيّة قوم آخرين} موضع الكاف نصب.
المعنى {ويستخلف من بعدكم ما يشاء} مثل ما أنشأكم.
يقال: أنشأ اللّه الخلق إذا خلقه وأبدأه، وكل من ابتدأ شيئا فقد أنشأه.
ومن ذلك قولك فأنشأ الشاعر يقول، أي ابتدأ من نفسه، والنشأ الصغار من الأولاد.
قال نصيب:
ولولا أن يقال صبا نصيب ....... لقلت بنفسي النشأ الصّغار
ولهذا يقال للصغار نشء حسن، ونشوء حسن، أي قد ظهر له ابتداء حسن). [معاني القرآن: 2/ 293]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {كما أنشاكم من ذرية قوم آخرين}
الإنشاء ابتداء الخلق). [معاني القرآن: 2/ 492]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ مَا تُوعَدُونَ لَآَتٍ وَمَا أَنْتُمْ بِمُعْجِزِينَ (134)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({وما أنتم بمعجزين} أي فائتين، ويقال: أعجزني فلان فاتني وغلبني وسبقني، وأعجز مني، وهما سواء). [مجاز القرآن: 1/ 206]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وأما قوله {وما أنتم بمعجزين} ولن يعجز الله؛ فذلك عندنا من عجز عن الشيء، وقالوا أيضًا عجز عنه؛ وهي قليلة. وأما قوله عز وجل {معاجزين} فعاجز معاجزة للهارب.
[وزاد محمد بن صالح]:
عاجز هارب.
وأما {معجزين} فمن ثقل فمثبطين؛ عجز تعجيزًا: ثبط عن الأمر). [معاني القرآن لقطرب: 552]


تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا قَوْمِ اعْمَلُوا عَلَى مَكَانَتِكُمْ إِنِّي عَامِلٌ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ مَنْ تَكُونُ لَهُ عَاقِبَةُ الدَّارِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الظَّالِمُونَ (135)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدّار...}
(من تكون له) في موضع رفع، ولو نصبتها كان صوابا؛ كما قال الله تبارك وتعالى: {واللّه يعلم المفسد من المصلح}.
وقوله: {من تكون له عاقبة الدّار} إذا كان الفعل في مذهب مصدر مؤنثا مثل العاقبة، والموعظة، والعافية، فإنك إذا قدّمت فعله قبله أنّثته وذكّرته؛ كما قال الله عزّ وجلّ: {فمن جاءه موعظةٌ من ربّه} بالتذكير، وقال: {قد جاءتكم موعظةٌ من ربّكم} بالتأنيث. وكذلك {وأخذ الّذين ظلموا الصّيحة} {وأخذت} فلا تهابنّ من هذا تذكيرا ولا تأنيثا). [معاني القرآن: 1/ 356-357]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({اعملوا على مكانتكم} أي على حيالكم وناحيتكم). [مجاز القرآن: 1/ 206]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) :
(الحسن وأبو عبد الرحمن {على مكاناتكم}.
أبو عمرو وأهل المدينة {على مكانتكم} يجعله واحدًا.
[معاني القرآن لقطرب: 528]
وقالوا في كلامهم: الرجل على مكينته ومكيثته؛ أي على اتئاده؛ وقالوا {على مكاناتكم} أي على حيالكم وناحيتكم). [معاني القرآن لقطرب: 529]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({على مكانتكم}: ناحيتكم). [غريب القرآن وتفسيره: 142]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({يا قوم اعملوا على مكانتكم} أي على موضعكم. يقال: مكان ومكانة. ومنزل ومنزلة. وتسع وتسعة. ومتن ومتنة. وعماد وعمادة). [تفسير غريب القرآن: 160]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم إنّي عامل فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدّار إنّه لا يفلح الظّالمون}
ومكاناتكم، المعنى اعملوا على تمكنكم.
ويجوز أن يكون المعنى اعملوا على ما أنتم عليه، ويقال للرجل إذا أمرته أن يثبت على حال: على مكانتك يا فلان، أي أثبت على ما أنت عليه.
فإن قال قائل فكيف يجوز أن يأمرهم النبي -صلى الله عليه وسلم- أن يقيموا على الكفر فيقول لهم: {اعملوا على مكانتكم}، فإنما معنى هذا الأمر المبالغة في الوعيد، لأن قوله لهم: {فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدّار إنّه لا يفلح الظّالمون}.
قد أعلمهم أن من عمل بعملهم فإلى النار مصيره، فقال لهم: أقيموا على ما أنتم عليه إن رضيتم العذاب بالنار). [معاني القرآن: 2/ 293-294]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل عز: {قل يا قوم اعملوا على مكانتكم} فيه قولان:
- أحدهما: أن المعنى على تمكنكم.
- والقول الآخر: أنه كما تقول "أثبت مكانك" أي اثبت على ما أنت عليه فإن قيل كيف يجوز أن يؤمروا بالثبات على ما هم عليه وهم كفار فالجواب أن هذا تهدد كما قال جل وعز: {فليضحكوا قليلا وليبكوا كثيرا} ودل عليه قوله: {فسوف تعلمون من تكون له عاقبة الدار} والمعنى على هذا اثبتوا على ما أنتم عليه إن رضيتم بالنار). [معاني القرآن: 2/ 493]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَكَانَتِكُمْ} أي موضعكم). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 79]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَكَانَتِكُمْ}: ناحيتكم). [العمدة في غريب القرآن: 131]


رد مع اقتباس