عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 2 جمادى الآخرة 1434هـ/12-04-2013م, 11:41 PM
الصورة الرمزية إشراق المطيري
إشراق المطيري إشراق المطيري غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jun 2010
المشاركات: 885
افتراضي

التفسير اللغوي المجموع
[ما استخلص من كتب علماء اللغة مما له صلة بهذا الدرس]

تفسير قوله تعالى: {لِلَّذِينَ يُؤْلُونَ مِنْ نِسَائِهِمْ تَرَبُّصُ أَرْبَعَةِ أَشْهُرٍ فَإِنْ فَاءُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (226) }
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وتقول: فئت إلى الأمر فيئا [فيئا] إذا رجعت إليه. وفاء الظل فيئا مثلها). [كتاب الهمز: 22]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (



فيئـي إلـيـك فــلا هــوادة بينـنـابعد الفوارس إذ ثووا بالمرصد

قال الضبي فيئي إليك أي: ارجعي إلى نفسك: يقال قد فاء الرجل يفيء إذا رجع، ومنه فيء الشمس وهو رجوعها إلى زوالها. ومنه قول الله عز وجل: {فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم}، وكذلك: {فإن فاءت فأصلحوا بينهما} وقال الشاعر:


فقلت لها فيئي إليك فإننيحـرام وإنـي بـعـد ذاك لبـيـب

). [شرح المفضليات: 713-714]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (

فما انصرفت حتى أفاءت رماحهملأعدائهم فـي الحـرب سمًـا مقشبـا

ويروى: وإني لمن قوم تكون رماحهم * لأعدائهم.
قال الضبي: أفاءت ردت. والمقشب المخلوط. وقد فاء الشيء رجع ومنه قوله عز وجل: {حتى تفيء إلى أمر الله فإن فاءت فأصلحوا بينهما} وفي موضع آخر: {فإن فاؤوا فإن الله غفور رحيم} ). [شرح المفضليات:737- 738] (م)

تفسير قوله تعالى: {وَإِنْ عَزَمُوا الطَّلَاقَ فَإِنَّ اللَّهَ سَمِيعٌ عَلِيمٌ (227) }

تفسير قوله تعالى: {وَالْمُطَلَّقَاتُ يَتَرَبَّصْنَ بِأَنْفُسِهِنَّ ثَلَاثَةَ قُرُوءٍ وَلَا يَحِلُّ لَهُنَّ أَنْ يَكْتُمْنَ مَا خَلَقَ اللَّهُ فِي أَرْحَامِهِنَّ إِنْ كُنَّ يُؤْمِنَّ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآَخِرِ وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَقُّ بِرَدِّهِنَّ فِي ذَلِكَ إِنْ أَرَادُوا إِصْلَاحًا وَلَهُنَّ مِثْلُ الَّذِي عَلَيْهِنَّ بِالْمَعْرُوفِ وَلِلرِّجَالِ عَلَيْهِنَّ دَرَجَةٌ وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (228) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: قرأت المرأة أي حبلت، وأقرأت أي حاضت أو طهرت، وقال عمرو بن كلثوم:


ذراعــي حـــرة أدمـــاء بـكــرهجان اللون لم تقرأ جنينا

وقال آخر:


أراها غلاماها الخلـي فشـذرتمراحا، ولم تقرأ جنينا، ولا دما

). [الفرق في اللغة: 84]
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: أقرأت المرأة: إذا حاضت. وقرأت: إذا طهرت جميعا. وهو من قول الله جل جلاله: {ثلاثة قروء} والواحد قرء يا هذا. وقَرَأت: حملت). [الأضداد: 108]
قال أبو عمرو إسحاق بن مرار الشيباني (ت: 213هـ): (وقال: القَرءُ: ما بَيْن الحَيْضَتَين. قد أَقرأَت المَرْأَة). [كتاب الجيم: 3/89]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (أقرأت المرأة إقراء فهي مقرئ إذا حاضت والقرء الحيضة وجماعها القروء). [كتاب الهمز: 32]
قال عبدُ الملكِ بنُ قُرَيبٍ الأصمعيُّ (ت: 216هـ) : (*قرأ* قال الأصمعي: القرء عند أهل الحجاز الطهر وعند أهل العراق الحيض، وقال أبو عمرة بن العلاء: يقال قد دفع فلان إلى فلانة جاريته تقرئها مهموزة مشددة يعني تحيض عندها وتطهر إذا أراد أن يستبرئها وقال: إنما القرء الوقت فقد تجوز أن يكون وقتا للطهر ووقتا للحيض وأقرأت الرياح هبت لوقتها والقارئ الوقت، وقال مالك بن الحارث الهذلي (الوافر):



كرهت العفر عفر بني شليلإذا هـــبـــت لـقـارئــهــا الـــريــــاح

وأنشد أبو عمرو هذا البيت أي: هبت الرياح لوقتها في الشتاء، وقال الأصمعي: أقرأت الريح إذا جاءت لوقتها، ويقال ذهب عنك القرأة خفيفة يريد وقت المرض وذلك إذا صرت إلى بلد غير البلد الذي أنت فيه فمكثت فيه خمس عشرة ليلة فقد ذهبت عنك قرأة البلدة التي تعولت عنها، وأهل الحجاز يقولون قرة بغير همز، يعني أنك إن مرضت بعدها فليس ذلك من وباء تلك البلدة وقوله العقر وأهل الحجاز يقولون عقر الدار وأهل نجد عقر الدار وأهل الحجاز يضمون العين والعقر أصل الدار ومنه قيل العقار، ورواها أبو عبيدة لقاريها بغير همز أي سكانها وشهادها يقال أهل القارية أي القرى قال الأعشى


موروثـة مــالا وفــي الـحـي رفـعـةلما ضاع فيها من قروء نسائكا

أي لما ضاع من طهر نسائك لغيبتك عنهن فلم تغشهن لشغلك بالغزو فأبدلت من ذلك هذا المال وهذه الرفعة، وقال أبو عبيدة يقال أقرأت النجوم بالألف معناه غابت، ومنه قرء المرأة في قول من زعم أنه طهرها لأنها خرجت من الحيض إلى الطهر كما خرجت النجوم من الطلوع إلى المغيب، ويقال: هذه ناقة ما قرأت سلى قط بغير ألف أي ما حملت ملقوحا ولا غيبت في بطنها ولدا، قال عمرو بن كلثوم


ذراعـي عيطـل أدمــاء بـكـرهجان اللون لم تقرأ جنينا

وقال أبو عمرو الشيباني الإقراء أن تقرئ الحية وذلك أن تصري سمها شهرا أي تجمع سمها فإذا وفي لها شهر أقرأت ومجت سمها ولو أنها لدغت في إقرائها شيئا من الأشياء لم تطنه ولم يبل سليمها والإطناء أن لا يلبث حتى يموت وقد أقرأ سمها إذا اجتمع). [كتاب الأضداد: 5-7]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (والإقراء الحيض والإطهار، وقد أقرأت المرأة في الوجهين جميعًا، وأصله من دنو وقت الشيء). [الغريب المصنف: 2/633]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (الأصمعي: إذا قدمت بلادًا فمكثت فيها خمس عشرة ليلة فقد ذهبت عنك قراءة البلاد وأهل الحجاز يقولون قرة البلاد بغير همز ومعناه أنك إن
مرضت بها بعد ذلك فليس من وباء البلدة، قال وقال عمرو بن العلاء: دفع فلان جاريته إلى فلانة يقرئها أي تمسكها عندها حتى تحيض للاستبراء قال وإنما القرء الوقت فقد يكون للحيض ويكون للطهر وجمعه قروء ومن قول الله تعالى: {يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء}، فأهل الحجاز يقولون هي الأطهار وأهل العراق يقولون هي الحيض. وقال غيره: يقال أقرأت المرأة إذا دنا حيضها. ويقال: ما قرأت الناقة سلاقط يعني لم تلد وقال الأعشى يذكر غزوة رجل:


مـورثـة مـــالاً وفـــي الـذكــر رفـعــةولو ضاع فيها من قروء نسائكا

أراد الأطهار فهذا البيت حجة لأهل الحجاز، وأما قول النبي صلى الله عليه وسلم: ((دعي الصلاة أيام إقرائك)) فهذه أهل العراق). [الغريب المصنف: 3/991-992]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (وقال في حديث آخر: ((دعي الصلاة أيام أقرائك))، فهذا قد فسر التحيض.
وقوله: ((أيام أقرائك))، يبين لك أن الأقراء إنما هي الحيض، وهذا
مما اختلف فيه أهل العراق وأهل الحجاز، فقال أهل العراق: إن قول الله تعالى: {يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروء} إنما هي الحيض.
وقال أهل الحجاز: إنما هي الأطهار، فمن قال: إنما الحيض، فهذا الحديث حجة له لقول النبي صلى الله عليه وسلم: ((دعي الصلاة أيام أقرائك)).
ومن زعم أنها الأطهار فله حجة أيضا. يقال: قد أقرأت المرأة إذا دنا حيضها، وأقرأت إذا دنا طهرها.
زعم ذلك أبو عبيدة والأصمعي وغيرهما وقد ذكر ذلك الأعشى في شعر مدح به رجلا غزا غزوة غنم فيها وظفر فقال:


مـورثــة عـــزا وفـــي الـحــي رفـعــةلما ضاع فيها من قروء نسائكا

فمعنى القروء ههنا الأطهار لأنه ضيع أطهارهن في غزاته وأثرها عليهن وشغل بها عنهن.
ومثله قول الأخطل:


قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهـمدون النساء ولو باتت بأطهار

). [غريب الحديث: 3/252-254]
قَالَ أَبُو عُبَيْدٍ القَاسِمُ بنُ سَلاَّمٍ الهَرَوِيُّ (ت: 224 هـ) : (في حديث عائشة: «الأقراء: الأطهار».
حدثناه هشيم قال: أخبرنا يحيى بن سعيد عمن حدثه عن عائشة.
قال الأصمعي بعضه عن أبي عبيدة وغيره: يقال: قد أقرأت المرأة
إذا دنا حيضها، وأقرأت أيضا: إذا دنا طهرها.
فأصل الأقراء إنما هو وقت الشيء إذا حضر قال الأعشى يمدح رجلا بغزوة غزاها:


مـورثـة مــالا وفـــي الـذكــر رفـعــةلما ضاع فيها من قروء نسائكا

فالقروء ههنا الأطهار، لأن النساء لا يؤتين إلا فيها، يقول: فضاع قروء نسائك باشتغالك عنهن بالغزو.
وفي حديث آخر في المستحاضة: أنها تدع الصلاة أيام أقرائها، فالأقراء ههنا الحيض، وهذا قول أهل العراق يرون الأقراء: الحيض في عدة المطلقة، وبيت الأعشى فيه حجة لأهل الحجاز، لأنهم يرون الأقراء الأطهار في العدة، وكلا الفريقين له معنى جائز في كلامهم). [غريب الحديث: 5/366-367]

تفسير قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) }
قال محمد بن المستنير البصري (قطرب) (ت:206هـ): (وقالوا: أتيت فلانا فما خفت أن ألقاه فلقيته، أي: (فما) رجوت. فجعل خفت في معنى رجوت، كما كانت رجوت في معنى خفت. وقال الله تبارك اسمه: {إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله}. وقال الراجز:يا فقعسي لم أكلته لمه
لو خافك الله عليه حرمه
كأنه يريد، لو علم الله ذلك منك. لأن الله عز وجل لا يجوز عليه الخوف). [الأضداد: 94]
قال أبو زيد سعيد بن أوس الأنصاري (ت:215هـ): (وقال أبو الغول:


أتانـي قــول عــن نصـيـب يقـولـهوما خفت يا سلام أنك عائبي

قال ثعلب: «خفت» في معنى ظننت، وقول الله عز وجل: {إلا أن يخافا أن لا يقيما حدود الله} أي إلا أن يظنا). [النوادر في اللغة: 235]
قالَ أبو سعيدٍ الحَسَنُ بنُ الحُسَينِ السُّكَّريُّ (ت: 275هـ) : (



ولا وسقت للزوج بعدك حاصنولا تم حتـى يبعثـوا ذلـك الطهـر

(القرء) الطهر، و(القرء) ما بين الحيضتين). [شرح أشعار الهذليين: 2/952]
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فإذا أردت أن تجمع المذكر ألحقته اسماً من العدة فيه علامة التأنيث. وذلك نحو: ثلاثة أثواب، وأربعة رجال. فدخلت هذه الهاء على غير ما دخلت عليه في ضاربة وقائمة، ولكن كدخولها في علامة، ونسابة، ورجل ربعة، وغلام يفعة.
فإذا أوقعت العدة على مؤنث أوقعته بغير هاءٍ فقلت: ثلاث نسوة، وأربع جوار، وخمس بغلات. وكانت هذه الأسماء مؤنثة بالبنية، كتأنيث عقرب، وعناق، وشمس، وقدر.
وإن سميت رجلاً ب ثلاث التي تقع على عدة المؤنث لم تصرفه؛ لأنه اسم مؤنث بمنزلة عناق.
وإن سميته ب ثلاث من قولك: ثلاثة التي تقع على المذكر صرفته.
فكذلك يجري العدد في المؤنث والمذكر بين الثلاثة إلى العشرة في المذكر. وفيما بين الثلاث إلى العشر في المؤنث. قال الله عز وجل: {سخرها عليهم سبع ليال وثمانية أيام} وقال: {في أربعة أيامٍ سواءً للسائلين} وقال: {على أن تأجرني ثماني حججٍ فإن أتممت عشراً فمن عندك}؛ لأن الواحدة حجة. وقال: {فصيام ثلاثة أيامٍ في الحج وسبعةٍ إذا رجعتم تلك عشرةٌ كاملةٌ}.
فإذا كان في الشيء ما يقع لأدنى العدد أضفت هذه الأسماء إليه فقلت: ثلاثة أغلمة، وأربعة أحمرةٍ، وثلاثة أفلسٍ، وخمسة أعدادٍ.
فإن قلت: ثلاثة حميرٍ، وخمسة كلابٍ جاز ذلك. على أنك أردت: ثلاثة من الكلاب، وخمسة من الحمير؛ كما قال الله عز وجل: {يتربصن بأنفسهن ثلاثة قروءٍ}.
و قال الشاعر:


قد جعلت ميٌّ على الظرارخمس بنانٍ قانىء الأظفار

يريد: خمساً من البنان). [المقتضب: 2/155-157] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (وقوله:
دون النساء ولو باتت بأطهار
معناه أنه يجتنبها، في طهرها، وهو الوقت الذي يستقيم له غشيانها فيه، وأهل الحجاز يرون "الأقراء" الطهر، وأهل العراق يرونه الحيض، وأهل المدينة يجعلون عدد النساء الأطهار، ويحتجون بقول الأعشى:


وفــي كــل أنــت جـاشــم غـــزوةتـشــد لأقـصـاهـا عـزيــم عـزائـكـا
مـؤرثـه مــالاً وفـــي الـحــي رفـعــةلما ضاع فيها من قروء نسائكا

). [الكامل: 1/360-361] (م)
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): (والقرء حرف من الأضداد. يقال: القرء للطهر، وهو مذهب أهل الحجاز، والقرء للحيض، وهو مذهب أهل العراق، ويقال في جمعه: أقراء وقروء.
وقال الأصمعي عن أبي عمرو: يقال: قد دفع فلان إلى فلانة جاريته تقرئها. يعني أن تحيض ثم تطهر للاستبراء.
ويقال: القرء هو الوقت الذي يجوز أن يكون فيه حيض، ويجوز أن يكون فيه طهر، أنشدنا أبو العباس:


قطعت علي الدهـر سـوف وعلـهولان وزرنــــــا وانـتــظــرنــا وأبـــشــــر
غــــد عــلــة لـلـيــوم، والــيــوم عــلــةلأمس، فلا يقضي وليس بمنظر
مـواعـيـد لا يـأتــي لــقــرء حـويـرهــاتكـون هبـاء يــوم نكـبـاء صـرصـر

معناه لا تأتي لوقت. وقال الشاعر:


... ... ... ولا أرىإياسا لقرء القارئين يؤوب

أراد لهذا الوقت. وقال الآخر:


وصاحب مكاشح مباغضلــه قــروء كـقـروء الحـائـض

أي له أوقات تشتد فيها مكاشحته.
ويقال: قد أقرأت الريح، إذا هبت لوقتها. وقال مالك بن خالد الهذلي:


كرهت العقر عقر بني شليلإذا هـــبـــت لـقـارئــهــا الـــريــــاح

أي لوقتها، ويروى: «لقاريها» بترك الهمز، أي لأهلها وسكانها.
وقال أبو بكر: يحكى هذا عن أبي عبيدة والقارية أهل الدار، وفي «العقر» لغتان، أهل الحجاز يقولون عقر الدار، بالضم، وأهل نجد يقولون: عقر الدار، بالفتح؛ ومعناه أصل الدار، ومن ذلك العقار أصل المال، وعقر الحوض حيث تقوم الشاربة؛ وقال الشاعر:


إذا لــــــم تـــغـــم ثـــــــم أخــلــفـــتقروء الثريا أن يصوب لها قطر

والقرأة وقت المرض. وأهل الحجاز يقولون: القِرَة؛ يقال: إذا تحولت من بلد إلى بلد، فمكثت خمس عشرة ليلة، فقد ذهبت عنك قرأة البلد، وقرة البلد؛ أي إن مرضت بعد خمس عشرة ليلة، فليس مرضك من وباء البلدة التي انتقلت إليها. ويقال: قد أقرأت النجوم، إذا غابت.
قال أبو بكر: وهذا حجة لمن قال: الأقراء الأطهار؛ لأنها خرجت من حال الطلوع إلى حال الغيبة.
وقال الأصمعي وأبو عبيدة: يقال: قد أقرأت المرأة إذا دنا حيضها، وأقرأت إذا دنا طهرها.
قال أبو بكر: هذه رواية أبي عبيد عنهما. وروى غيره: أقرأت إذا حاضت، وأقرأت إذا طهرت. وحكى بعضهم: «قَرَأَتْ»، بغير ألف في المعنيين جميعا.
والصحيح عندي ما رواه أبو عبيدة.
وقال قطرب: يقال قد قرأت المرأة، إذا حملت وقال أبو عبيدة. يقال: ما قرأت الناقة سلا قط،
أي لم تضم في رحمها ولدا. وأنشد لعمرو بن كلثوم:


ذراعــي حـــرة أدمـــاء بـكــرهجان اللون لم تقرأ جنينا

أي لم تضم في رحمها ولدا.
وأخبرنا أبو العباس، عن سلمة، عن الفراء، قال: يقال: أقرأت المرأة إذا حاضت، وقرأت: حملت.
ويقال: قد أقرأت الحية إقراء؛ إذا جمعت السم شهرا، فإذا وفى لها شهر مجتة. ويقال: إنها إذا لدغت في أقرائها ذا روح لم تطنه، أي لم ينج منها، وقال يعقوب ابن السكيت: لم تطنه معناه لم تشوه؛ إلا أن «تشوه» يستعمل في غير الحية، «وتطنه» لا يستعمل إلا في الحية. ومعنى «تشوه» تخطئه، يقال: رمى فأشوى، إذا أخطأ.
ومن الحجة لمن قال: الأقراء الأطهار قول الأعشى:


وفي كل عام أنت جاشم غزوةتـشــد لأقـصـاهـا عـزيــم عـزائـكــا
مـورثـة مــالا وفــي الأصــل رفـعـةلما ضاع فيها من قروء نسائكـا

معناه من أطهار نسائك؛ أي ضيعت أطهار النساء، فلم تغشهن مؤثرا للغزو، فأورثك ذاك المال والرفعة. وشبيه

بهذا البيت قول الآخر:


أفبعـد مقتـل مالـك بــن زهـيـرترجو النساء عواقب الأطهار

أي يرجون أن يغشين في أطهارهن، فيلدن ما يسررن به. ومثله أيضا قول الأخطل:


قوم إذا حاربوا شدوا مآزرهـمدون النساء ولو باتت بأطهار

أي إذا حاربوا لم يغشوا النساء في أطهارهن. ويقال: قد أقرأ سم الحية، إذا اجتمع.
قال أبو بكر: ومن الحجة لمن قال: القرء الحيض الحديث الذي يروى عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال للمرأة: ((دعي الصلاة أيام أقرائك)).
ويقال: قد تحيضت المرأة إذا تركت الصلاة أيام الحيض، من ذلك الحديث الذي يروى في المستحاضة، أن النبي صلى الله عليه وسلم: ((احتسي كرسفا)) قال: إني أثجه ثجا. فقال: ((استثفري وتحيضي في علم الله ستا أو سبعا، ثم اغتسلي وصلي))، فـ((تحيضي))، على ما وصفنا، والكرسف: القطن، ويقال له: البرس والطاط. ويروى: ((فتلجمي)). وأثجه، معناه أسيله، من الماء الثجاج وهو السيال، وفي الحديث:
((أفضل الحج العج والثج))، فالعج التلبية، والثج صب الدماء. واستثفري، له معنيان، يجوز أن يكون شبه اللجام للمرأة بالثفر للدابة، إذ كان ثفر الدابة يقع تحت الذنب. ويجوز أن يكون ((استثفري)) كناية عن الفرج، لأن الثفر للسباع بمنزلة الحياء للناقة، ثم يستعار من السباع؛ فيجعل للناس وغيرهم؛ قال الأخطل:


جزء الله فيها الأعورين ملامةوفـروة ثفـر الثـورة المتضـاجـم

فجعل للبقرة ثفرا، على جهة الاستعارة). [كتاب الأضداد: 27-32]


تفسير قوله تعالى: {الطَّلَاقُ مَرَّتَانِ فَإِمْسَاكٌ بِمَعْرُوفٍ أَوْ تَسْرِيحٌ بِإِحْسَانٍ وَلَا يَحِلُّ لَكُمْ أَنْ تَأْخُذُوا مِمَّا آَتَيْتُمُوهُنَّ شَيْئًا إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ تِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ فَلَا تَعْتَدُوهَا وَمَنْ يَتَعَدَّ حُدُودَ اللَّهِ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (229) }
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (واعلم أن لا إذا دخلت على أن جاز أن تريد ب أن الثقيلة، وأن تريد الخفيفة.
فإن أردت الثقيلة رفعت ما بعدها؛ لأنه لا يحذف منها التثقيل إلا مع الإضمار. وهذا لك في باب إن وأن. وإنما تقع الخفيفة والثقيلة على ما قبلها من الأفعال ولا يجوز الإضمار إلا أن تأتي بعوض.
و العوض: لا، أو السين، أو سوف، أو نحو ذلك مما يلحق الأفعال.
فأما لا وحدها فإنه يجوز أن تريد ب أن التي قبلها الخفيفة، وتنصب ما بعدها؛ لأن لا لا تفصل بين العامل والمعمول به، تقول: مررت برجل لا قائم ولا قاعد؛ كما تقول: مررت برجل قائم، وقاعد. وذلك قولك: أخاف ألا تذهب يا فتى، وأظن ألا تقوم يا فتى؛ كما قال: {إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله}.
و في ظننت وبابها تكون الخفيفة والثقيلة كما وصفت لك. قال الله عز وجل: {وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ} وأن لا يكون فالرفع على: أنها لا تكون فتنة. وكذلك {أفلا يرون أن لا يرجع إليهم قولاً}: أي أنه لا يرجع إليهم قولاً. لا يرون في معنى يعلمون، فهو واقع ثابت.
فأما السين وسوف، فلا يكون قبلهما إلا المثقلة. تقول: علمت أن سيقومون، وظننت أن سيذهبون، وأن سوف تقومون؛ كما قال: {علم أن سيكون منكم مرضى}. ولا يجوز أن تلغى من العمل والعمل كما وصفت لك.
و لا يجوز ذلك في السين وسوف؛ لأنهما لا يلحقان على معنى لا، فإنما الكلام بعد لا على قدر الفصل. قال: {لئلا يعلم أهل الكتاب أن لا يقدرون}. فـ (يعلم) منصوبةٌ، ولا يكون إلا ذلك؛ لأن لا زائدة. وإنما هو لأن يعلم. وقوله: {أن لا يقدرون} إنما هو: أنهم لا يقدرون. وهي في بعض المصاحف (أنهم لا يقدرون) ). [المقتضب: 2/30-31]
قالَ محمَّدُ بنُ القاسمِ بنِ بَشَّارٍ الأَنْبَارِيُّ: (ت: 328 هـ): ( وخفت حرف من الأضداد، يكون بمعنى الشك، ويكون بمعنى اليقين؛ فأما كونه على الشك فكثير واضح لا يحتاج إلى شاهد، وأما كونه على اليقين فشاهده قول الله عز وجل: {وإن امرأة خافت من بعلها نشوزا أو إعراضا}، قال أبو عبيدة وقطرب: معناه علمت.
وقال في قوله عز وجل: {إلا أن يخافا ألا يقيما حدود الله}، معناه إلا أن يعلما). [كتاب الأضداد: 137] (م)

تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا تَحِلُّ لَهُ مِنْ بَعْدُ حَتَّى تَنْكِحَ زَوْجًا غَيْرَهُ فَإِنْ طَلَّقَهَا فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا أَنْ يَتَرَاجَعَا إِنْ ظَنَّا أَنْ يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ وَتِلْكَ حُدُودُ اللَّهِ يُبَيِّنُهَا لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ (230) }
قَالَ سِيبَوَيْهِ عَمْرُو بْنُ عُثْمَانَ بْنِ قُنْبُرٍ (ت: 180هـ): (فأما ظننت وحسبت وخلت ورأيت فإن أن تكون فيها على وجهين على أنها تكون أن التي تنصب الفعل وتكون أن الثقيلة فإذا رفعت قلت قد حسبت أن لا يقول ذاك وأرى أن سيفعل ذاك ولا تدخل هذه السين في الفعل ههنا حتى تكون أنه وقال عز وجل: { وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ} كأنك قلت قد حسبت أنه لا يقول ذاك وإنما حسنت أنه ههنا لأنك قد أثبت هذا في ظنك كما أثبته في علمك وأنك أدخلته في ظنك على أنه ثابتٌ الآن كما كان في العلم ولولا ذلك لم يحسن
أنك ههنا ولا أنه فجرى الظن ههنا مجرى اليقين لأنه نفيه وإن شئت نصبت فجعلتهن بمنزلة خشيت وخفت فتقول ظننت أن لا تفعل ذاك.
ونظير ذلك: {تظن أن يفعل بها فاقرة} و: {إن ظنا أن يقيما حدود الله} فلا إذا دخلت ههنا لم تغير الكلام عن حاله). [الكتاب: 3/166-167] (م)
قالَ المبرِّدُ محمَّدُ بنُ يزيدَ الثُّمَالِيُّ (ت: 285هـ): (فأما الأفعال التي تشترك فيها الخفيفة والثقيلة فما كان من الظن. فأما وقوع الثقيلة فعلى أنه قد استقر في ظنك: كما استقر الأول في علمك. وذلك قولك: ظننت أنك تقوم، وحسبت أنك منطلق. فإذا أدخلت على المحذوفة العوض قلت: حسبت أن سيقومون، وكذلك تقول: ظننت أن لا تقول خيرا، تريد: أنك لا تقول خيرا. وأما النصب فعلى أنه شيء لم يستقر، فقد دخل في باب رجوت وخفت بهذا المعنى. وهذه الآية تقرأ على وجهين: {وحسبوا أن لا تكون فتنةٌ} و{أن لا تكون فتنةٌ}، فانتصب ما بعد لا وهي عوضٌ؛ كما أوقعت الخفيفة الناصبة بعد ظننت بغير عوض. وذلك قوله عز وجل: {تظن أن يفعل بها فاقرةٌ}، لأن معناها معنى ما لم يستقر. وكذلك: {إن ظنا أن يقيما حدود الله}. وزعم سيبويه أنه يجوز: خفت أن لا تقوم يا فتى، إذا خاف شيئاً كالمستقر عنده، وهذا بعيد. وأجاز أن تقول: ما أعلم إلا أن تقوم، إذا لم يرد علماً واقعا، وكان هذا القول جارياً على باب الإشارة؛ أي: أرى من الرأى؛ وهذا في البعد كالذي ذكرنا قبله. وجملة الباب تدور على ما شرحت لك من التبيين والتوقع. فأما قول الله عز وجل: {أفلا يرون أن لا يرجع إليهم} فإن الوجه فيه الرفع، والمعنى: أنه لا يرجع إليهم قولا؛ لأنه علم واقع. والوجه في قول الشاعر:


أفـنـى عرائكـهـا وخــدد لحـمـهـاأن لا تذوق مع الشكائم عودا

الرفع؛ لأنه يريد: إن الذي أفنى عرائكها هذا. فهذا على المنهاج الذي ذكرت لك). [المقتضب: 3/7-8] (م)

رد مع اقتباس