عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 3 صفر 1440هـ/13-10-2018م, 03:26 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ مَنْ يَرْزُقُكُمْ مِنَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ قُلِ اللَّهُ وَإِنَّا أَوْ إِيَّاكُمْ لَعَلَى هُدًى أَوْ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (24) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل من يرزقكم من السماوات والأرض قل الله وإنا أو إياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين * قل لا تسألون عما أجرمنا ولا نسأل عما تعملون * قل يجمع بيننا ربنا ثم يفتح بيننا بالحق وهو الفتاح العليم * قل أروني الذين ألحقتم به شركاء كلا بل هو الله العزيز الحكيم}
أمر الله تبارك وتعالى نبيه صلى الله عليه وسلم - على جهة الاحتجاج، وإقامة الدليل على الرازق لهم من السماوات والأرض [أن يسألهم]: من هو. ثم أمره أن يقتضب الاحتجاج بأن يأتي بجواب السؤال; إذ هم في بهتة ووجمة من السؤال، وإذ لا جواب لهم ولا لمفطور إلا بأن يقول: هو الله. وهذه السبيل في كل سؤال جوابه في غاية الوضوح; لأن المحتج يريد أن يقتضب ويتجاوز إلى حجة أخرى يوردها. ونظائر هذا في القرآن كثير.
وقوله تعالى: {وإنا أو إياكم} تلطف في الدعوة والمحاورة والمعنى، كما تقول لمن خالفك في مسألة: أحدنا مخطئ، أي: تثبت وتنبه، والمفهوم من كلامك أن مخالفك هو المخطئ، فكذلك هذا معناه: وإنا لعلى هدى أو في ضلال مبين، وإنكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، فلنتبينه، والمقصد أن الضلال في حيز المخاطبين، وحذف أحد الخبرين لدلالة الباقي عليه. وقال أبو عبيدة: "أو" في الآية بمعنى واو النسق، والتقدير: وإنا وإياكم لعلى هدى أو في ضلال مبين، وهما خبران غير مبتدأين، وهذا القول غير متجه واللفظ لا يساعده، وإن كان المعنى - على كل قول - يقتضي أن الهدى في حيز المؤمنين والضلال في حيز الكفرة). [المحرر الوجيز: 7/ 185-186]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ لَا تُسْأَلُونَ عَمَّا أَجْرَمْنَا وَلَا نُسْأَلُ عَمَّا تَعْمَلُونَ (25) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل لا تسألون عما أجرمنا} الآية، مهادنة ومتاركة، وهي منسوخة بآية السيف). [المحرر الوجيز: 7/ 186]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَجْمَعُ بَيْنَنَا رَبُّنَا ثُمَّ يَفْتَحُ بَيْنَنَا بِالْحَقِّ وَهُوَ الْفَتَّاحُ الْعَلِيمُ (26) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل يجمع بيننا} الآية ... إخبار بالبعث من القبور، وقوله: "يفتح" معناه يحكم، والفتاح: القاضي، وهي مشهورة في لغة اليمن، وهذا كله منسوخ بالسيف). [المحرر الوجيز: 7/ 186]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ أَرُونِيَ الَّذِينَ أَلْحَقْتُمْ بِهِ شُرَكَاءَ كَلَّا بَلْ هُوَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (27) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقوله تعالى: {قل أروني} يحتمل أن تكون رؤية قلب، فيكون قوله: "شركاء" مفعولا ثالثا، وهذا هو الصحيح، أي: أروني بالحجة والدليل كيف وجه الشركة، وقالت فرقة: هي رؤية بصر، و"شركاء" حال من الضمير المفعول بـ"ألحقتم" العائد على "الذين"، وهذا ضعيف، لأن استدعاء رؤية العين في هذا لا غناء له. وقوله: "كلا" رد لما تقرر من مذهبهم في الإشراك بالله تعالى، ووصف سبحانه وتعالى نفسه باللائق به من العزة والحكمة).[المحرر الوجيز: 7/ 186]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (28) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {وما أرسلناك إلا كافة للناس بشيرا ونذيرا ولكن أكثر الناس لا يعلمون * ويقولون متى هذا الوعد إن كنتم صادقين * قل لكم ميعاد يوم لا تستأخرون عنه ساعة ولا تستقدمون}
هذا إعلام من الله تبارك وتعالى بأنه بعث محمدا صلى الله عليه وسلم إلى جميع العالم، و"الكافة": الجمع الأكمل من الناس، وهي نصب على الحال، وقدمها للاهتمام، وهذه إحدى الخصال التي خص بها محمد صلى الله عليه وسلم من بين الأنبياء، التي حصرها في قوله عليه الصلاة والسلام: "أعطيت خمسا لم يعطهن أحد قبلي: نصرت بالرعب مسيرة شهر، وأحلت لي الغنائم ولم تحل لأحد قبلي، وأوتيت جوامع الكلم، وجعلت لي الأرض مسجدا وطهورا، وبعث كل نبي إلى خاص من الناس وبعثت إلى الأسود والأحمر"، وفي هذه الخصال زيادة في كتاب مسلم.
وقوله: {ولكن أكثر الناس لا يعلمون} يريد بها العموم في الكفرة، والمؤمنون هم الأقل). [المحرر الوجيز: 7/ 186-187]

تفسير قوله تعالى: {وَيَقُولُونَ مَتَى هَذَا الْوَعْدُ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (29) قُلْ لَكُمْ مِيعَادُ يَوْمٍ لَا تَسْتَأْخِرُونَ عَنْهُ سَاعَةً وَلَا تَسْتَقْدِمُونَ (30) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم حكى عنهم مقالتهم في الهزء بأمر البعث، واستعجالهم - على معنى التكذيب - بقولهم: {متى هذا الوعد}؟ فأمر الله تعالى نبيه بأن يخبرهم عن ميعاد يوم هو يوم القيامة، لا يتأخر عنه أحد ولا يتقدمه. قال أبو عبيدة: الوعد والوعيد والميعاد بمعنى، وخولف في هذا، والذي عليه الناس أن الوعد في الخير، والوعيد في المكروه، والميعاد يقع لهذا ولهذا، وأضاف الميعاد إلى اليوم تجوزا من حيث كان فيه، وتحتمل الآية أن يكون استعجال الكفرة لعذاب الدنيا، ويكون الجواب عن ذلك أيضا، ولم يجر للقيامة ذكر على هذا التأويل).[المحرر الوجيز: 7/ 187]

رد مع اقتباس