[أن] التفسيرية
أنكر الكوفيون [أن] المفسرة. قال ابن هشام في [المغني:1/30-31]: «وهو عندي متجه، لأنه إذا قيل: كتبت إليه أن قم لم يكن [قم] نفس [كتبت]، كما كان الذهب نفس العسجد، ولهذا لو جئت بأي مكان [أن] في المثال لم تجده مقبولا في الطبع».
ليس في القرآن الكريم آية تتعين [أن] فيها أن تكون تفسيرية لا تحتمل غير ذلك كذلك: ليس في أمثلة النحويين وشواهدهم ما يتعين لأن تكون [أن] فيه تفسيرية لا غير.
وما قاله الرضي في [شرح الكافية:2/217] من أن {أن] التي بعدها الدعاء مفسرة لا غير هو محل نظر.
يشبع في كتب الإعراب، والتفسير الاقتصار على ذكر معنى من معاني [أن] فيظن أنها متعينة لهذا المعنى لا تحتمل غيره، والأمثلة على ذلك كثيرة:
1- {ووصى بها إبراهيم بنيه ويعقوب يا بني إن الله اصطفى لكم الدين} [2: 132].
في [البحر:1/399]: «قرأ أبي، وعبد الله، والضحاك: {أن يا بني} فيتعين أن تكون [أن] هنا تفسيرية بمعنى [أي] ولا يجوز أن تكون مصدرية» [أن] في هذه القراءة تحتمل التفسيرية، والمخففة من الثقيلة وقد صرح بذلك أبو حيان في آية مشابهة لهذه القراءة وهي قوله تعالى:
1- {فلما أتاها نودي من شاطيء الوادي الأيمن في البقعة المباركة من الشجرة أن يا موسى إني أنا الله رب العالمين} [28: 30].
في [البحر:7/116]: «تحتمل [أن] أن تكون مفسرة، أو مخففة من الثقيلة».
والزمخشري يصرح باحتمال [أن] التفسيرية والمصدرية في آيات، ويقتصر على ذكر التفسيرية في آيات كثيرة.