عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 27 ربيع الثاني 1434هـ/9-03-2013م, 11:23 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63)}


تفسير قوله تعالى: (وَأَعِدُّوا لَهُمْ مَا اسْتَطَعْتُمْ مِنْ قُوَّةٍ وَمِنْ رِبَاطِ الْخَيْلِ تُرْهِبُونَ بِهِ عَدُوَّ اللَّهِ وَعَدُوَّكُمْ وَآَخَرِينَ مِنْ دُونِهِمْ لَا تَعْلَمُونَهُمُ اللَّهُ يَعْلَمُهُمْ وَمَا تُنْفِقُوا مِنْ شَيْءٍ فِي سَبِيلِ اللَّهِ يُوَفَّ إِلَيْكُمْ وَأَنْتُمْ لَا تُظْلَمُونَ (60) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وأعدّوا لهم مّا استطعتم مّن قوّةٍ ومن رّباط الخيل...}
يريد إناث الخيل. ... حدّثنا ابن أبي يحيى رفعه إلى النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "القوة: الرمي".
وقوله: {ترهبون به عدوّ اللّه وعدوّكم وآخرين من دونهم}. ولو جعلتها نصبا من قوله: وأعدّوا لهم ولآخرين من دونهم كان صوابا؛ كقوله: {والظالمين أعدّ لهم عذابا أليما}. وقرأ أبو عبد الرحمن السلمي: {ترهبون به عدوّاً للّه وعدوّكم}؛ كما قرأ بعضهم في الصفّ {كونوا أنصاراً للّه} ). [معاني القرآن: 1/416]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {ترهبون به عدوّ الله} أي تخيفون وترعبون أرهبته ورهبته سواء، والرّهب والرّهب واحد. قال طفيل بن عوف الغنويّ.
ويل أمّ حيٍّ دفعتم في نحورهم... بني كلابٍ غداة الرّعب والرّهب). [مجاز القرآن: 1/249]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ترهبون به عدو الله} فإنهم يقولون: أرهبت الرجل ورهبته.
[وقال محمد]
وهو الرهب والرهب لغتان، ويخفف أيضًا). [معاني القرآن لقطرب: 624]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {لا تعلمونهم} فتركه بغير مفعول ثان؛ صيره مثل لا تعرفونهم، التي يقتصر فيها على مفعول.
قال الشاعر:
فإن الله يعلمني ووهبا = وأنا سوف يلقاه كلانا
اقتصر "نا" على مفعول واحد كالآية). [معاني القرآن لقطرب: 626]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّةٍ} أي من سلاح). [تفسير غريب القرآن: 180]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وأعدّوا لهم ما استطعتم من قوّة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوّ اللّه وعدوّكم وآخرين من دونهم لا تعلمونهم اللّه يعلمهم وما تنفقوا من شيء في سبيل اللّه يوفّ إليكم وأنتم لا تظلمون}
{وآخرين من دونهم لا تعلمونهم اللّه يعلمهم}.
{وآخرين} عطف على قوله {ترهبون به عدوّ اللّه وعدوّكم}.
أي وترهبون آخرين من دونهم). [معاني القرآن: 2/422]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم} [آية: 60]
قال عكرمة القوة ذكور الخيل ورباط الخيل إناثها
وقال غيره القوة السلاح وروى عقبة بن عامر أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ((وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ألا إن القوة الرمي))
60 - ثم قال عز وجل: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم} [آية: 60]
أي وترهبون آخرين أي تخيفونهم
قال مجاهد هم بنو قريظة وقال ابن زيد هم المنافقون وقيل هم الجن وقال السدي أهل فارس). [معاني القرآن: 3 /166-167 ]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {مِنْ قُوَّةٍ} أي من سلاح، وقيل هو القتل). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 93]



تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ جَنَحُوا لِلسَّلْمِ فَاجْنَحْ لَهَا وَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ هُوَ السَّمِيعُ الْعَلِيمُ (61) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها...}
إن شئت جعلت {لها} كناية عن السلم لأنها مؤنثة. وإن شئت جعلته للفعلة؛ كما قال {إنّ ربّك من بعدها لغفورٌ رحيمٌ} ولم يذكر قبله إلا فعلا، فالهاء للفعلة). [معاني القرآن: 1/416]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {وإن جنحوا للسّلم} أي رجعوا إلى المسالمة، وطلبوا الصلح وهو السلم مكسورة ومفتوحة ومتحركة الحروف بالفتحة واحد، قال رجل من أهل اليمن جاهلي:
أناثل إنني سلمٌ..=. لأهلك فاقبلي سلمي
فيها ثلاث لغات، وكذلك السلام أيضاً، وقد فرغنا منه في موضع قبل هذا ويقال للدلو سلم مفتوحة ساكنة اللام، ويقال: أخذته سلماً أي أسرته ولم أقتله ولكن استسلم لي، متحرك الحروف بالفتحة وكذلك السلم الذي تسلم فيه وهو السلف الذي تسلف فيه وهو متحرك الحروف والسلم شجر واحدته سلمة متحركة بالفتحة). [مجاز القرآن: 1/250]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها وتوكّل على اللّه إنّه هو السّميع العليم}
وقال: {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها} فأنث {السّلم} وهو {الصلح} وهي لغة لأهل الحجاز ولغة العرب الكسر). [معاني القرآن: 2/29]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {وإن جنحوا للسلم} وقد فسرنا السلم والسلم بكل ما فيه في سورة البقرة.
وقوله {جنحوا} تميم تقول: جنح يجنح جنوحًا، وهو الميل إلى الشيء، وقيس تقول: جنح يجنح، وحكي عن بعضهم: يجنح، بالكسر؛ وقالوا: جنح يجنح إجناحًا، وقالوا: جنح الليل يجنح جنوحًا؛ إذا أقبل). [معاني القرآن لقطرب: 624]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ({وإن جنحوا للسلم}: مالوا إلى الصلح وطلبوه). [غريب القرآن وتفسيره: 159]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {وإن جنحوا للسّلم} أي مالوا للصلح). [تفسير غريب القرآن: 180]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وإن جنحوا للسّلم فاجنح لها وتوكّل على اللّه إنّه هو السّميع العليم}
السّلم: الصلح والمسالمة، يقال: سلم وسلم وسلم في معنى واحد.
أي إن مالوا إلى الصلح فمل إليه). [معاني القرآن: 2/422]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها} [آية: 61]
جنحوا مالوا وقال أبو عمرو والسلم الصلح والسلم الإسلام
وأبو عبيدة يذهب إلى أن السلم والسلم والسلم الصلح). [معاني القرآن: 3/167]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345 هـ) : (وقوله: {وإن جنحوا للسلم فاجنح لها}أي: إذا مالوا إلى
[ياقوتة الصراط: 239]
الصلح، فاجنح لها: أي فمل أنت: - أيضا - إلى الصلح، لأنه قال - جل وعز: {والصلح خير} ). [ياقوتة الصراط: 240]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {والسَلم} الصلح. و {جَنَحُوا} أي مالوا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 93]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ( {جَنَحُواْ}: مالوا
61- {السَّلْمِ}: الصلح). [العمدة في غريب القرآن: 144-145]

تفسير قوله تعالى: (وَإِنْ يُرِيدُوا أَنْ يَخْدَعُوكَ فَإِنَّ حَسْبَكَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي أَيَّدَكَ بِنَصْرِهِ وَبِالْمُؤْمِنِينَ (62) )
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {وإن يريدوا أن يخدعوك فإنّ حسبك اللّه هو الّذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين}
وقال: {فإنّ حسبك اللّه} لأنّ "حسبك" اسم). [معاني القرآن: 2/29]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وإن يريدوا أن يخدعوك فإنّ حسبك اللّه هو الّذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين}
أي إن أرادوا بإظهار الصلح خديعتك، {فإنّ حسبك اللّه}
أي فإن الذي يتولى كفايتك اللّه.
{ومن اتبعك من المؤمنين}.
موضع {من}نصب ورفع، أما من نصب فعلى تأويل الكاف، المعنى فإن اللّه يكفيك ويكفي من اتبعك من المؤمنين، ومن رفع فعلى العطف على اللّه والمعنى: فإن حسبك اللّه وتبّاعك من المؤمنين.
{هو الّذي أيّدك بنصره وبالمؤمنين}.
ومعنى {أيّدك}:قواك). [معاني القرآن: 2/423-422]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {وإن يريدوا أن يخدعوك} [آية: 62]
أي بإظهار الصلح فإن حسبك الله أي كافيك وهو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين أي قواك وألف بين قلوبهم
وهذه من الآيات العظام لأن أحدهم كان يلطم اللطمة فيقاتل عنه حتى يستقيدها وكانوا أشد خلق الله حمية فلما بعث النبي صلى الله عليه وسلم كان أحدهم يقاتل أخاه على الإسلام
حدثنا أبو جعفر قال حدثنا إسحاق بن إبراهيم بن محمد
بالأنبار قال نا نصر بن علي قال حدثني أبي قال حدثنا شعبة قال أخبرنا بشير ابن ثابت من آل النعمان بن بشير في قوله: {هو الذي أيدك بنصره وبالمؤمنين} حتى بلغ {إنه عزيز حكيم} قال نزلت في الأنصار). [معاني القرآن: 3/168-167]

تفسير قوله تعالى: (وَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ لَوْ أَنْفَقْتَ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا مَا أَلَّفْتَ بَيْنَ قُلُوبِهِمْ وَلَكِنَّ اللَّهَ أَلَّفَ بَيْنَهُمْ إِنَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ (63) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {وألّف بين قلوبهم...}
بين قلوب الأنصار من الأوس والخزرج؛ كانت بينهم حرب، فلمّا دخل المدينة رسول الله صلى الله عليه وسلم أصح الله به وبالإسلام ذات بينهم). [معاني القرآن: 1/417]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {وبالمؤمنين} وألّف بين قلوبهم لو أنفقت ما في الأرض جميعا ما ألّفت بين قلوبهم ولكنّ اللّه ألّف بينهم إنّه عزيز حكيم)
أي جمعهم على المودة على الإيمان.
وقوله: {لو أنفقت ما في الأرض جميعا}.
{جميعا}منصوب على الحال.
{ما ألّفت بين قلوبهم ولكنّ اللّه ألّف بينهم}
أعلم الله جلّ وعزّ أن تأليف قلوب المؤمنين من الآيات العظام وذلك أن النبي - صلى الله عليه وسلم - بعث إلى قوم أنفتهم شديدة، ونصرة بعضهم بعضا ومعاونته أبلغ نصرة ومعاونة، كان يلطم من القبيلة لطمة فيقاتل عنه حتى يدرك ثأره، فألّف الإيمان بين قلوبهم حتى قاتل الرجل أباه وأخاه وابنه، فأعلم اللّه عزّ وجلّ أن هذا ما تولاه منهم إلا هو). [معاني القرآن: 2/423]


رد مع اقتباس