عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 05:21 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151) وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152) وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)}

تفسير قوله تعالى: {قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلَّا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَلَا تَقْتُلُوا أَوْلَادَكُمْ مِنْ إِمْلَاقٍ نَحْنُ نَرْزُقُكُمْ وَإِيَّاهُمْ وَلَا تَقْرَبُوا الْفَوَاحِشَ مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ (151)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {قل تعالوا أتل ما حرّم ربّكم عليكم ألاّ تشركوا به شيئاً...}
إن شئت جعلت (لا تشركوا) نهيا أدخلت عليه (أن). وإن شئت جعلته خبرا و(تشركوا) في موضع نصب؛ كقولك: أمرتك ألاّ تذهب (نصب) إلى زيد، وأن لا تذهب (جزم)، وإن شئت جعلت ما نسقته على (ألاّ تشركوا به) بعضه جزما ونصبا بعضه؛ كما قال: {قل إنّي أمرت أن أكون أوّل من أسلم ولا تكوننّ}، فنصب أوله ونهى عن آخره؛ كما قال الشاعر:
حجّ وأوصى بسليمي الأعبدا ....... ألاّ ترى ولا تكلم أحدا
وقال:
ولا تمشّ بفضاء بعدا ....... ....). [معاني القرآن: 1/ 365]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله عز وجل {من إملاق} يقال: أملق إملاقًا؛ أي أفلس وأبلط إبلاطًا مثله، وهو مبلط، وقالوا أيضًا: أملق إذا أفسد وأسرف.وقال أوس في مثله:
لما رأيت العدم قيد نائلي = وأملق ما عندي خطوب تنبل
أي تجل وتعظم.
[وقال محمد بن صالح]:
تأخذ الأنبل فالأنبل من مالي.
[وزاد محمد]:
أملق الرجل إملاقا، ورجل ملق: للذي يعدك فيخلفك، ويتزين بما ليس فيه؛ وقالوا: ملقت الإناء أملقه ملقًا: غسلته، وملقته بالسوط: ضربته؛ وصفي ملق، وملاق وهو الملق). [معاني القرآن لقطرب: 555]

قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {وبالوالدين إحسانا}

فنوى الخبر في أوّله ونهى في آخره.
أي:وأحسنوا بالوالدين إحسانا،قال ابن عباس:الآيات المحكمات{قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم}إلى آخر ثلاث آيات). [معاني القرآن: 2/ 516]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق}
قال قتادة: "الإملاق" الفاقة. وقال الضحاك: كان أحدهم إذا ولدت له ابنة دفنها حية مخافة الفقر). [معاني القرآن: 2/ 516-517]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن}
قال قتادة: يعني سرها وعلانيتها. قال: وكانوا يسرون الزنا بالحرة ويظهرونه بالأمة.
قال مجاهد: ولا تقربوا مال اليتيم إلا بالتي هي أحسن التجارة فيه، ولا تشتر منه شيئا ولا تستقرض). [معاني القرآن: 2/ 517]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت: 345هـ): ({من إملاق} أي: من فقر). [ياقوتة الصراط: 226]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ)

قال: والجزم في هذه الآية أحبّ إليّ لقوله: {وأوفوا الكيل}. فجعلت أوّله نهيا لقوله: {وأوفوا الكيل}). [معاني القرآن:1/ 365]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({ولا تقتلوا أولادكم من إملاقٍ} من ذهاب ما في أيديكم؛ يقال: أملق فلان، أي ذهب ماله، واحتاج، وأقفر مثلها). [مجاز القرآن:1/ 208]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({إملاق}: فقر يقال أملق فلان إذا افتقر). [غريب القرآن وتفسيره: 143]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ( (الإملاق) الفقر. يقال: أملق الرجل فهو مملق: إذا افتقر). [تفسير غريب القرآن: 163]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {قل تعالوا أتل ما حرّم ربّكم عليكم ألّا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا ولا تقتلوا أولادكم من إملاق نحن نرزقكم وإيّاهم ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن ولا تقتلوا النّفس الّتي حرّم اللّه إلّا بالحقّ ذلكم وصّاكم به لعلّكم تعقلون}
{قل تعالوا أتل ما حرّم ربّكم عليكم}
فـ "ما" في موضع نصب إن شئت بـ (أتل).
والمعنى تعالوا أتل الذي حرّم ربكم عليكم، وجائز أن تكون " ما " منصوبة بـ {حرّم} لأن التلاوة بمنزلة القول.
كأنه قال: أقول أي شيء حرّم ربكم عليكم، أهذا أم هذا، فجائز أن يكون الذي تلاه عليهم قوله: {إلّا أن يكون ميتة أو دما مسفوحا}.
ويكون {ألّا تشركوا} منصوبة بمعنى طرح اللام أي: أبين لكم الحرام لئلا تشركوا به شيئا، لأنهم إذا حرّموا ما أحل اللّه فقد جعلوا غير اللّه - في القبول منه - بمنزلة الله جلّ وعزّ فصاروا بذلك مشركين.
ويجوز أن يكون {ألّا تشركوا} محمولا على المعنى، فيكون: " أتل عليكم ألّا تشركوا به شيئا "
فالمعنى أتل عليكم تحريم الشرك به.
وجائز أن يكون على معنى أوصيكم {ألّا تشركوا به شيئا} لأن قوله: {وبالوالدين إحسانا} محمول على معنى أوصيكم بالوالدين إحسانا.
وقوله: {ولا تقتلوا أولادكم من إملاق} أي لا تقتلوا أولادكم من فقر، أي من خوف فقر.
{ولا تقربوا الفواحش ما ظهر منها وما بطن} بدل من الفواحش في موضع نصب، المعنى: لا تقربوا ما ظهر من الفواحش وما بطن، جاء في التفسير أنّ ما بطن منها الزنا، وما ظهر اتخاذ الأخدان والأصدقاء على جهة الريبة.
وظاهر الكلام أن الذي جرى من الشرك باللّه عزّ وجلّ وقتل الأولاد وجميع ما حرّموه مما أحل اللّه عزّ وجلّ فواحش، فقال: ولا تقربوا هذه الفواحش مظهرين ولا مبطنين، واللّه أعلم.
وقوله: {ذلكم وصّاكم به} يدل على أن معنى {ألّا تشركوا به شيئا وبالوالدين إحسانا}). [معاني القرآن: 2/ 303-304]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم ألا تشركوا به شيئا} قيل الذي تلاه عليهم {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرما على طاعم يطعمه} إلى آخر الآية، ويكون معنى أن تقولوا إنما أنزل الكتاب على طائفتين من قبلنا كذا هذا أن تقولوا.
وبعض النحويين يقول المعنى لئلا تقولوا ولا يجوز عند البصريين حذف "لا" وقيل المعنى: وصاكم أن لا تشركوا، وقيل المعنى {قل تعالوا أتل ما حرم ربكم عليكم} أنه بين ما حرم فقال {ألا تشركوا به شيئا}). [معاني القرآن:
2/ 515-516]
: (و(الإملاق) الفقر). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 81]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({إمْلاَقٍ}: فقر). [العمدة في غريب القرآن: 131]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا تَقْرَبُوا مَالَ الْيَتِيمِ إِلَّا بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُوا الْكَيْلَ وَالْمِيزَانَ بِالْقِسْطِ لَا نُكَلِّفُ نَفْسًا إِلَّا وُسْعَهَا وَإِذَا قُلْتُمْ فَاعْدِلُوا وَلَوْ كَانَ ذَا قُرْبَى وَبِعَهْدِ اللَّهِ أَوْفُوا ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ (152)}:

قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ولا تقربوا مال اليتيم إلّا بالّتي هي أحسن حتّى يبلغ أشدّه وأوفوا الكيل والميزان بالقسط لا نكلّف نفسا إلّا وسعها وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى وبعهد اللّه أوفوا ذلكم وصّاكم به لعلّكم تذكّرون}
قال بعضهم: التي هي أحسن ركوب دابته واستخدام خادمه، وليس في الظاهر أن هذا هو المراد، وإنما التي هي أحسن حفظ ماله عليه، وتثميره بما وجد إليه السبيل.
قوله: {حتّى يبلغ أشدّه}
"حتّى" محمولة على المعنى، المعنى: احفظوه عليه حتّى يبلغ أشدّه؛ أي فإذا بلغ أشده فادفعوه إليه. وبلوغ أشده أن يؤنس منه الرّشد مع أن يكون بالغا.
وقال بعضهم: {حتّى يبلغ أشدّه} حتى يبلغ ثماني عشرة سنة، ولست أعرف ما وجه ذلك بأن يبلغ قبل الثماني عشرة وقد أنس منه رشدا فدفع ماله إليه واجب.
وقوله جلّ وعزّ: {وإذا قلتم فاعدلوا ولو كان ذا قربى}
أي إذا شهدتم أو حكمتم فاعدلوا، ولو كان المشهود عليه أو له ذا قربى). [معاني القرآن: 2/ 304-305]

تفسير قوله تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ (153)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ(ت:207هـ): (وقوله: {وأنّ هذا صراطي مستقيماً...}
تكسر إنّ إذا نويت الاستئناف، وتفتحها من وقوع (أتل) عليها.
وإن شئت جعلتها خفصا، تريد {ذالكم وصّاكم به} و{وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه}.
وقوله: {ولا تتّبعوا السّبل} يعني اليهودية والنصرانية. يقول: لا تتبعوها فتضلوا). [معاني القرآن: 1/ 365]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن {وأن هذا صراطي مستقيما}.
ابن أبي إسحاق {وأن هذا صراطي مستقيما}؛ وقد فسرنا ذلك في صدر الكتاب). [معاني القرآن لقطرب: 533]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وأنّ هذا صراطي مستقيماً فاتّبعوه ولا تتّبعوا السّبل} يريد السبل التي تعدل عنه يمينا وشمالا. والعرب يقول: الزم الطريق ودع البنيات). [تفسير غريب القرآن: 163]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وأنَّ هذا صراطي مستقيما فاتبعوه}
وقرأ ابن أبي إسحاق ويعقوب (وأن هذا صراطي مستقيما) بتخفيف "أن"، وتقرأ "إن" بكسر الهمزة.
- فمن قرأ "وأن" هذا فهو عنده بمعنى: واتل عليهم أن هذا.. ويجوز أن يكون المعنى: ووصاكم بـأن هذا..
- ومن قرأ بتخفيف "أن" فيجوز أن يكون معناه على هذا ويجوز أن تكون أن زائدة للتوكيد كما قال جل وعز: {فلما أن جاء البشير}
ومن قرأ وأن هذا قطعه مما قبله. وروي عن عبد الله بن مسعود رحمه الله أنه خطّ خطا في الأرض فقال: هكذا الصراط المستقيم والسبل حواليه مع كل سبيل شيطان.
قال مجاهد: السبل البدع والشبهات). [معاني القرآن: 2/ 517-519]


رد مع اقتباس