عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 1 جمادى الآخرة 1434هـ/11-04-2013م, 10:17 AM
أم القاسم أم القاسم غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Jul 2010
المشاركات: 1,449
افتراضي

جمهرة تفاسير السلف

تفسير قوله تعالى: (حم (1) عسق (2) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (عن معمر عن قتادة في قوله تعالى حم عسق قال اسم من أسماء القرآن). [تفسير عبد الرزاق: 2/190]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى {حم (1) عسق (2) كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم}.
قد ذكرنا اختلاف أهل التّأويل في معاني حروف الهجاء الّتي افتتحت بها أوائل ما افتتح بها من سور القرآن، وبيّنّا الصّواب من قولهم في ذلك عندنا بشواهده المغنية عن إعادتها في هذا الموضع إذ كانت هذه الحروف نظيرة الماضية منها.
وقد ذكرنا عن حذيفة في معنى هذه خاصّةً قولاً وهو ما:
- حدّثنا به، أحمد بن زهيرٍ قال: حدّثنا عبد الوهّاب بن نجدة الحوطيّ قال: حدّثنا أبو المغيرة عبد القدّوس بن الحجّاج الحمصيّ، عن أرطاة بن المنذر قال: جاء رجلٌ إلى ابن عبّاسٍ، فقال له وعنده حذيفة بن اليمان: أخبرني عن تفسير، قول اللّه: {حم (1) عسق} قال: فأطرق ثمّ أعرض عنه، ثمّ كرّر، مقالته فأعرض، فلم يجبه بشيءٍ وكره مقالته، ثمّ كرّرها الثّالثة فلم يجبه شيئًا، فقال له حذيفة: أنا أنبّئك بها، قد عرفت لم كرهها، نزلت في رجلٍ من أهل بيته يقال له: عبد الإله أو عبد اللّه ينزل على نهرٍ من أنهار المشرق، تبنى عليه مدينتان يشقّ النّهر بينهما شقًّا، فإذا أذن اللّه في زوال ملكهم، وانقطاع دولتهم ومدّتهم، بعث اللّه على إحداهما نارًا ليلاً، فتصبح سوداء مظلمةً قد احترقت، كأنّها لم تكن مكانها، وتصبح صاحبتها متعجّبةً، كيف أفلتت، فما هو إلاّ بياض يومها ذلك حتّى يجتمع فيها كلّ جبّارٍ عنيدٌ منهم، ثمّ يخسف اللّه بها وبهم جميعًا، فذلك قوله: {حم (1) عسق} يعني: عزيمةً من اللّه وفتنةً وقضاءً حمّ، عين: يعني عدلاً منه، سين: يعني سيكون، و(قاف): يعني بهما؛ واقعٌ بهاتين المدينتين.
- وذكر عن ابن عبّاسٍ أنّه كان يقرأه: (حم سق) بغير عينٍ، ويقول: إنّ السّين: عمر كلّ فرقةٍ كائنةٍ، وإنّ القاف: كلّ جماعةٍ كائنةٍ ويقول: إنّ عليًّا إنّما كان يعلم العين بها وذكر أنّ ذلك في مصحف عبد اللّه على مثل الّذي ذكر عن ابن عبّاسٍ من قراءته من غير عينٍ). [جامع البيان: 20/464-465]
قال محمودُ بنُ أحمدَ بنِ موسى العَيْنِيُّ (ت: 855هـ) : (قيل: قطع حم عسق ولم يقطع كهيعص وألم والمص، لكونها بين سور أوائلها حم فجرت مجرى نظائرها قبلها وبعدها فكان حم مبتدأ وعسق خبره، ولأنّهما عدا آيتين وعدت أخواتها الّتي كتبت موصولة آية واحدة، وقيل: لأنّها خرجت من حيّز الحروف وجعلت فعلا معناه: حم أي قضى ما هو كائن إلى يوم القيامة بخلاف أخواتها لأنّها حروف التهجي لا غير، وذكروا في: حم عسق معاني كثيرة ليس لها محل ههنا). [عمدة القاري: 19/156]
قال أحمد بن أبي بكر بن إسماعيل البوصيري (ت: 840هـ) : (قال أبو يعلى الموصليّ: ثنا أبو طالبٍ عبد الجبّار بن عاصمٍ، ثنا أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشنيّ الدّمشقيّ، عن أبي معاوية قال: "صعد عمر بن الخطّاب- رضي اللّه عنه- المنبر فقال: أيّها النّاس (هل سمع منكم أحدٌ) رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفسّر (حم عسق) ؟ فوثب ابن عبّاسٍ فقال: أنا، قال رسول اللّه صلى الله عليه وسلم، حم اسمٌ من أسماء اللّه- عزّ وجلّ- قال: فعينٌ؟ قال: عاين المشركون عذاب يوم بدر. قال: فسين؟ قال: فسيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون. قال: فقافٌ؟ قال: فجلس فسكت، فقال عمر: أنشدكم باللّه، هل سمع أحدٌ منكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفسّر (حم عسق) ؟ فوثب أبو ذر فقال: أنا. فقال: حم؟ فقال: اسم من أسماء الله. قال: عين؟ فقال: عاين المشركون عذاب يوم بدرٍ. قال: فسينٌ؟ قال: سيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون قال: فقافٌ؟ قال: قارعةٌ من السّماء تصيب النّاس".
هذا إسنادٌ ضعيفٌ؟ لضعف الحسن بن يحيى الخشني). [إتحاف الخيرة المهرة بزوائد المسانيد العشرة: 6/265]
قال أحمدُ بنُ عَلَيِّ بنِ حجرٍ العَسْقَلانيُّ (ت: 852هـ) : (قال أبو يعلى: حدثنا أبو طالبٍ عبد الجبّار بن عاصمٍ، ثنا أبو عبد الملك الحسن بن يحيى الخشنيّ عن أبي معاوية. قال: صعد عمر رضي الله عنه المنبر. فقال: يا أيّها النّاس هل سمع أحدٌ منكم رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم يفسّر حم عسق فوثب ابن عباس رضي الله عنهما، فقال لنا: قال رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم: " حم " [الشورى: 1] اسمٌ من أسماء اللّه عزّ وجلّ. قال: فعينٌ: قال: عاين المشركون عذاب يوم بدرٍ. قال: فسينٌ؟ قال: سيعلم الّذين ظلموا أيّ منقلبٍ ينقلبون. قال: فقافٌ؟ فجلس، فسكت. فقال عمر رضي الله عنه: أنشدكم باللّه تعالى، هل سمع أحدٌ منكم؟ فوثب أبو ذرٍّ رضي الله عنه، فقال كما قال ابن عباس رضي الله عنهما. قال: فقافٌ؟ قال: قارعةٌ من السّماء تصيب النّاس). [المطالب العالية بزوائد المسانيد الثمانية: 15/200]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 1 - 4.
وأخرج عبد الرزاق في المصنف عن جعفر بن محمد رضي الله عنه، أن النّبيّ صلى الله عليه وسلم قرأ ذات ليلة {حم عسق} فرددها مرارا {حم عسق} في بيت ميمونة، فقال: يا ميمونة أمعك {حم عسق} قالت: نعم قال: فاقرئيها فلقد نسيت ما بين أولها وآخرها). [الدر المنثور: 13/128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج الطبراني بسند صحيح عن ميمونة قالت: قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم {حم عسق} فقال: يا ميمونة أتعرفين {حم عسق} لقد نسيت ما بين أولها وآخرها، قالت: فقرأتها فقرأها رسول الله صلى الله عليه وسلم). [الدر المنثور: 13/128]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير، وابن أبي حاتم ونعيم بن حماد والخطيب عن ابن قال: جاء رجل إلى ابن عباس - رضي الله عنهما - وعنده حذيفة بن اليمان - رضي الله عنه - فقال: أخبرني عن تفسير {حم عسق} فأعرض عنه ثم كرر مقالته فأعرض عنه ثم كررها الثالثة فلم يجبه فقال له حذيفة: رضي الله عنه - أنا أنبئك بها لم كررتها نزلت في رجل من أهل بيته يقال له عبد إله أو عبد الله ينزل على نهر من أنهار المشرق يبني عليه مدينتين يشق النهر بينهما شقا يجتمع فيها كل جبار عنيد فإذا أذن الله في زوال ملكهم وانقطاع دولتهم ومدتهم بعث الله على إحدهما نارا ليلا فتصبح سوداء مظلمة قد احترقت كأنها لم تكن مكانها وتصبح صاحبتها متعجبة كيف أفلتت فما هو إلا بياض يومها وذلك حتى يجتمع فيها كل جبار عنيد منهم ثم يخسف الله بها وبهم جميعا فذلك عدل منه سين - يعني سيكون، ق - يعني واقع بهاتين المدينتين). [الدر المنثور: 13/129]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو يعلى، وابن عساكر بسند ضعيف عن أبي معاوية رضي الله عنه قال: صعد عمر بن الخطاب رضي الله عنه المنبر فقال: يا أيها الناس هل سمع أحد منكم رسول الله صلى الله عليه وسلم يقرأ {حم عسق} فوثب ابن عباس رضي الله عنهما فقال: إن حم اسم من أسماء الله تعالى، قال: فعين قال: عاين المذكور عذاب يوم بدر، قال: فسين قال: (سيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون) (الشعراء الآية 227) قال: فقاف فسكت فقام أبو ذر رضي الله عنه ففسر كما فسر ابن عباس رضي الله عنهما وقال: قاف قارعة من السماء تصيب الناس). [الدر المنثور: 13/130]

تفسير قوله تعالى: (كَذَلِكَ يُوحِي إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ اللَّهُ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ (3) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك اللّه العزيز الحكيم} يقول تعالى ذكره: هكذا يوحي إليك يا محمّد وإلى الّذين من قبلك من أنبيائه وقيل: إنّ (حم عين سين ق) أوحيت إلى كلّ نبيٍّ بعث، كما أوحيت إلى نبيّنا صلّى اللّه عليه وسلّم، ولذلك قيل: {كذلك يوحي إليك وإلى الّذين من قبلك اللّه العزيز} في انتقامه من أعدائه {الحكيم} في تدبيره خلقه). [جامع البيان: 20/465]

تفسير قوله تعالى: (لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ (4) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {له ما في السّموات وما في الأرض وهو العليّ العظيم (4) تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم ويستغفرون لمن في الأرض ألا إنّ اللّه هو الغفور الرّحيم}.
يقول تعالى ذكره: للّه ملك ما في السّموات وما في الأرض من الأشياء كلّها {وهو العليّ} يقول: وهو ذو علوٍّ وارتفاعٍ على كلّ شيءٍ، والأشياء كلّها دونه، لأنّهم في سلطانه، جاريةٌ عليهم قدرته، ماضيةٌ فيهم مشيئته {العظيم} الّذي له العظمة والكبرياء والجبريّة). [جامع البيان: 20/466]

تفسير قوله تعالى: (تَكَادُ السَّمَوَاتُ يَتَفَطَّرْنَ مِنْ فَوْقِهِنَّ وَالْمَلَائِكَةُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِمَنْ فِي الْأَرْضِ أَلَا إِنَّ اللَّهَ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (5) )
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله يتفطرن من فوقهن قال من جلال الله وعظمته). [تفسير عبد الرزاق: 2/190]
قالَ عَبْدُ الرَّزَّاقِ بْنُ هَمَّامٍ الصَّنْعَانِيُّ (ت: 211هـ): (أنا معمر عن قتادة في قوله ويستغفرون لمن في الأرض قال للمؤمنين منهم). [تفسير عبد الرزاق: 2/190]
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (وقوله: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} يقول تعالى ذكره: تكاد السّماوات يتشقّقن من فوق الأرضين من عظمة الرّحمن وجلاله.
وبنحو الّذي قلنا في ذلك قال أهل التّأويل.
ذكر من قال ذلك:
- حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: ثني أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، قوله: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} قال: يعني من ثقل الرّحمن وعظمته تبارك وتعالى.
- حدّثنا بشرٌ قال: حدّثنا يزيد قال: حدّثنا سعيدٌ، عن قتادة، قوله: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} أي من عظمة اللّه وجلاله.
- حدّثنا محمّد بن عبد الأعلى قال: حدّثنا محمّد بن ثورٍ، عن معمرٍ، عن قتادة، مثله.
- حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، {تكاد السّموات يتفطّرن} قال: يتشقّقن في قوله: {منفطرٌ به} قال: منشقٌّ به.
- حدّثت عن الحسين قال: سمعت أبا معاذٍ، يقول: أخبرنا عبيدٌ قال: سمعت الضّحّاك، يقول في قوله: {يتفطّرن من فوقهنّ} يقول: يتصدّعن من عظمة اللّه.
- حدّثنا محمّد بن منصور الطّوسيّ قال: حدّثنا حسين بن محمّدٍ، عن أبي معشرٍ، عن محمّد بن قيسٍ قال: جاء رجلٌ إلى كعبٍ، فقال: يا كعب أين ربّنا؟ فقال له النّاس: اتق اللّه، أفتسأل عن هذا؟ فقال كعبٌ: دعوه، فإن يك عالمًا ازداد، وإن يك جاهلاً تعلّم سألت أين ربّنا، وهو على العرش العظيم متّكئٌ، واضع إحدى رجليه على الأخرى، ومسافة هذه الأرض الّتي أنت عليها مسيرة خمسمئة سنةٍ، ومن الأرض إلى الأرض مسيرة خمسمئة سنةٍ، وكثافتها خمسمئة سنةٍ، حتّى تمّ سبع أرضين، ثمّ من الأرض إلى السّماء مسيرة خمسمئة سنةٍ، وكثافتها خمس مئة سنةٍ، واللّه على العرش متّكئٌ، ثمّ تفطر السّماوات ثمّ قال كعبٌ: اقرأوا إن شئتم {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} الآية.
وقوله: {والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم} يقول تعالى ذكره: والملائكة يصلّون بطاعة ربّهم وشكرهم له من هيبة جلاله وعظمته.
- كما حدّثني محمّد بن سعدٍ قال: ثني أبي قال: ثني عمّي قال: حدّثنا أبي، عن أبيه، عن ابن عبّاسٍ، {والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم} قال: والملائكة يسبّحون له من عظمته.
وقوله: {ويستغفرون لمن في الأرض} يقول: ويسألون ربّهم المغفرة لذنوب من في الأرض من أهل الإيمان به.
- كما حدّثنا محمّدٌ قال: حدّثنا أحمد قال: حدّثنا أسباطٌ، عن السّدّيّ، في قوله: {ويستغفرون لمن في الأرض} قال: للمؤمنين.
يقول اللّه عزّ وجلّ: ألا إنّ اللّه هو الغفور لذنوب مؤمني عباده، {الرّحيم} بهم أن يعاقبهم بعد توبتهم منها). [جامع البيان: 20/466-468]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو عبد اللّه الصّفّار، ثنا أحمد بن مهران، ثنا عبيد اللّه بن موسى، أنبأ إسرائيل، عن خصيفٍ، عن عكرمة، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، قوله عزّ وجلّ: {تكاد السّموات يتفطّرن من فوقهنّ} قال: «من الثّقل» هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه "). [المستدرك: 2/480]
قال محمدُ بنُ عبدِ اللهِ الحاكمُ النَّيْسابوريُّ (ت: 405هـ): (أخبرنا أبو زكريّا العنبريّ، ثنا محمّد بن عبد السّلام، أنبأ إسحاق، أنبأ حكّام بن سلمٍ الرّازيّ وكان ثقةً، ثنا أبو جعفرٍ الرّازيّ، عن الرّبيع بن أنسٍ، عن قيس بن عبّادٍ، عن ابن عبّاسٍ رضي اللّه عنهما، في قوله عزّ وجلّ: {وما أنزل على الملكين ببابل هاروت وماروت} [البقرة: 102] الآية. قال: " إنّ النّاس بعد آدم وقعوا في الشّرك اتّخذوا هذه الأصنام، وعبدوا غير اللّه، قال: فجعلت الملائكة يدعون عليهم ويقولون: ربّنا خلقت عبادك فأحسنت خلقهم، ورزقتهم فأحسنت رزقهم، فعصوك وعبدوا غيرك اللّهمّ اللّهمّ يدعون عليهم، فقال لهم الرّبّ عزّ وجلّ: إنّهم في غيبٍ فجعلوا لا يعذرونهم " فقال: اختاروا منكم اثنين أهبطهما إلى الأرض، فآمرهما وأنهاهما " فاختاروا هاروت وماروت - قال: وذكر الحديث بطوله فيهما - وقال فيه: فلمّا شربا الخمر وانتشيا وقعا بالمرأة وقتلا النّفس، فكثر اللّغط فيما بينهما وبين الملائكة فنظروا إليهما وما يعملان ففي ذلك أنزلت {والملائكة يسبّحون بحمد ربّهم، ويستغفرون لمن في الأرض} [الشورى: 5] الآية. قال: فجعل بعد ذلك الملائكة يعذرون أهل الأرض ويدعون لهم «هذا حديثٌ صحيح الإسناد ولم يخرّجاه»). [المستدرك: 2/480]
قال عليُّ بنُ أبي بكرٍ بن سُليمَان الهَيْثَميُّ (ت: 807هـ) : (وعن ابن عبّاسٍ قال: كنّا نقرأ هذه الآيات {تكاد السّماوات يتفطّرن من فوقهنّ} [الشورى: 5]. هكذا وجدته من غير ضبطٍ.
رواه الطّبرانيّ، ورجاله ثقاتٌ). [مجمع الزوائد: 7/103]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (الآيات 5 - 9
أخرج الطبراني عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: كنا نقرأ هذه الآية تكاد السموات يتفطرن من فوقهن). [الدر المنثور: 13/130]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج ابن جرير عن الضحاك: (يتفطرن من فوقهن) . يقول: يتصدعن من عظمة الله). [الدر المنثور: 13/130-131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن أبي حاتم وأبو الشيخ في العظمة عن ابن عباس رضي الله عنهما تكاد السموات ينفطرن من فوقهن قال: ممن فوقهن وقرأها خصيف بالتاء المشددة). [الدر المنثور: 13/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير وأبو الشيخ عن قتادة رضي الله عنه {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن} قال: من عظمة الله تعالى وجلاله). [الدر المنثور: 13/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد بن حميد، وابن جرير، وابن المنذر وأبو الشيخ والحاكم وصححه عن ابن عباس رضي الله عنهما {تكاد السماوات يتفطرن من فوقهن} قال: من الثقل). [الدر المنثور: 13/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج عبد الرزاق، وعبد بن حميد، وابن المنذر عن قتادة رضي الله عنه في قوله {ويستغفرون لمن في الأرض} قال: الملائكة عليهم السلام يستغفرون للذين آمنوا). [الدر المنثور: 13/131]
قالَ جَلاَلُ الدِّينِ عَبْدُ الرَّحْمَنِ بْنُ أَبِي بَكْرٍ السُّيُوطِيُّ (ت: 911 هـ) : (وأخرج أبو عبيد، وابن المنذر عن إبراهيم قال: كان أصحاب عبد الله يقولون: الملائكة خير من ابن الكواء يسبحون بحمد ربهم ويستغفرون لمن في الأرض، وابن الكواء يشهد عليهم بالكفر). [الدر المنثور: 13/132]

تفسير قوله تعالى: (وَالَّذِينَ اتَّخَذُوا مِنْ دُونِهِ أَولِيَاءَ اللَّهُ حَفِيظٌ عَلَيْهِمْ وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ (6) )
قالَ أبو جعفرٍ مُحَمَّدُ بْنُ جَرِيرٍ الطَّبَرِيُّ (ت: 310هـ) : (القول في تأويل قوله تعالى: {والّذين اتّخذوا من دونه أولياء اللّه حفيظٌ عليهم وما أنت عليهم بوكيلٍ}.
يقول تعالى ذكره لنبيّه محمّدٍ صلّى اللّه عليه وسلّم {والّذين اتّخذوا} يا محمّد من مشركي قومك من دون الله أولياء آلهةً يتولّونها ويعبدونها، {اللّه حفيظٌ عليهم}؛ يحصي عليهم أفعالهم، ويحفظ أعمالهم، ليجازيهم بها يوم القيامة جزاءهم {وما أنت عليهم بوكيلٍ} يقول: ولست أنت يا محمّد بالوكيل عليهم بحفظ أعمالهم، وإنّما أنت منذرٌ، فبلّغهم ما أرسلت به إليهم، فإنّما عليك البلاغ وعلينا الحساب). [جامع البيان: 20/468-469]


رد مع اقتباس