عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 9 صفر 1440هـ/19-10-2018م, 10:49 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ إِنَّمَا أَنَا مُنْذِرٌ وَمَا مِنْ إِلَهٍ إِلَّا اللَّهُ الْوَاحِدُ الْقَهَّارُ (65) رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا بَيْنَهُمَا الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ (66) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم أمر تعالى نبيه عليه الصلاة والسلام بأن يتجرد للكفار من جميع الأغراض إلا أنه منذر لهم، وهذا توعد بليغ محرك للنفوس. وباقي الآية بين).[المحرر الوجيز: 7/ 361]

تفسير قوله تعالى: {قُلْ هُوَ نَبَأٌ عَظِيمٌ (67) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (قوله عز وجل: {قل هو نبأ عظيم * أنتم عنه معرضون * ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون * إن يوحى إلي إلا أنما أنا نذير مبين * إذ قال ربك للملائكة إني خالق بشرا من طين * فإذا سويته ونفخت فيه من روحي فقعوا له ساجدين * فسجد الملائكة كلهم أجمعون * إلا إبليس استكبر وكان من الكافرين}
الإشارة بقوله تعالى: {قل هو نبأ عظيم} إلى التوحيد والمعاد، فهي إلى القرآن وجميع ما تضمنه وعده أن التصديق به نجاة والتكذيب به هلكة. وحكى الطبري أن شريحا اختصم إليه أعرابي، فشهد عليه، فأراد شريح أن ينفذ الحكم، فقال الأعرابي: أتحكم علي بالنبأ؟ فقال شريح: نعم، إن الله تعالى يقول: {هو نبأ عظيم}، وقرأ الآية، وحكم عليه.
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
وهذا الجواب من شريح إنما هو بحسب لفظ الأعرابي، ولم يحرر معه الكلام، وإنما قصد إلى ما يقطعه به; لأن الأعرابي لم يفرق بين الشهادة والنبأ، و"النبأ" في كلام العرب بمعنى: الخبر). [المحرر الوجيز: 7/ 361]

تفسير قوله تعالى: {أَنْتُمْ عَنْهُ مُعْرِضُونَ (68) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ووبخهم تبارك وتعالى بقوله: {أنتم عنه معرضون}). [المحرر الوجيز: 7/ 361]

تفسير قوله تعالى: {مَا كَانَ لِيَ مِنْ عِلْمٍ بِالْمَلَإِ الْأَعْلَى إِذْ يَخْتَصِمُونَ (69) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (ثم قال: {ما كان لي من علم بالملإ الأعلى إذ يختصمون}، وهذا احتجاج لصحة أمر محمد صلى الله عليه وسلم كأنه يقول: هذا أمر خطير، وأنتم تعرضون عنه مع صحته، ودليل صحته أني أخبركم فيه بغيوب لم تأت إلا من عند الله، فإني لم يكن لي علم بالملأ الأعلى وقت خصومتهم لولا أن الله تعالى أخبرني بذلك. وأراد به الملائكة، والضمير في "يختصمون" عند جمهور المفسرين هو للملائكة.
واختلف الناس في الشيء الذي هو اختصامهم فيه، فقالت: فرقة اختصامهم في أمر آدم عليه السلام وذريته في جعلهم في الأرض، ويدل على ذلك ما يأتي من الآيات، فقول الملائكة: أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء هو الاختصام، وقالت فرقة: بل اختصامهم في الكفارات وغفر الذنوب ونحوه; فإن العبد إذا فعل حسنة اختلفت الملائكة في قدر ثوابه في ذلك حتى يقضي الله بما شاء، وورد في هذا حديث فسره ابن فورك; لأنه يتضمن أن النبي عليه الصلاة والسلام قال له ربه عز وجل في نومه: فيم يختصمون؟ فقلت: لا أدري، فقال: في الكفارات، وهي: إسباغ الوضوء في السبرات، ونقل الخطى إلى الجماعات، الحديث بطوله، قال: "فوضع الله سبحانه وتعالى يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي".
قال القاضي أبو محمد رحمه الله:
فتفسير هذا الحديث أن اليد هي نعمة العلم، وقوله صلى الله عليه وسلم: بردها، أي: السرور بها والثلج، كما تقول العرب في الأمر السار: يا برده على الكبد، ونحو هذا، ومنه قول النبي صلى الله عليه وسلم: "الصلاة بالليل هي الغنيمة الباردة"، أي: السهلة التي يسر بها الإنسان.
وقالت فرقة: المراد بـ بالملإ الأعلى الملائكة، وقوله تعالى: {إذ يختصمون} مقطوع منه، معناه: إذ تختصم العرب الكافرة في الملإ الأعلى، فيقول بعضها: هي بنات الله، ويقول بعضها: هي آلهة تعبد، وغير ذلك من أقوالهم.
وقالت فرقة: أراد بـ " الملأ الأعلى " قريشا، وهذا قول ضعيف لا يتقوى من جهة). [المحرر الوجيز: 7/ 361-363]

تفسير قوله تعالى: {إِنْ يُوحَى إِلَيَّ إِلَّا أَنَّمَا أَنَا نَذِيرٌ مُبِينٌ (70) }
قال عبد الحق بن غالب بن عطية الأندلسي (ت:546هـ) : (وقرأ جمهور الناس: "إلا أنما" بفتح الألف كأنه يقول: إلا الإنذار، وقرأ أبو جعفر: "إلا إنما" على الحكاية، كأنه قيل له: "أنت نذير مبين"، فحكى هو المعنى، وهذا كما يقول الإنسان أنا عالم؟ فيقال له: أنت عالم، فيحكي المعنى). [المحرر الوجيز: 7/ 363]

رد مع اقتباس