عرض مشاركة واحدة
  #108  
قديم 1 صفر 1439هـ/21-10-2017م, 09:10 PM
جمهرة التفاسير جمهرة التفاسير غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 2,953
افتراضي

مقاصد المهتدين من سؤال الهداية:
قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (مقاصد المهتدين من سؤال الهداية:
إذا تبيّن ما تقدّم من معنى سؤال الهداية، ومعرفة مراتبها، ودرجات المهتدين فيها؛ فاعلم أنّ لكل داعٍ بالهداية مقصدٌ من دعائه؛ والله تعالى يعطي كلَّ سائل ما أراده بسؤاله.

فأهل الإحسان مقصدهم جمع مراتب الهداية وبلوغ أعلى درجاتها؛ ويشهدون شدّة حاجتهم إلى أن يُبصرّهم الله بالحقّ في جميع شؤونهم، وأن يجعلهم مريدين لاتّباع هداه، وأن يوفّقهم ويعينهم على ذلك.
ومَن دونهم كلٌّ بحسب مقصده وعزيمته وصدق إرادته، حتى يكون منهم من يذكر الدعاء وهو لا يدري ما يقول.
وقد رُوي من حديث أبي هريرة وعبد الله بن عمرو بن العاص وعبد الله بن عمر بن الخطاب رضي الله عنهم أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (( إن الله لا يستجيب لعبد دَعَاه عن ظهر قلب غافل )).
ورواه ابن المبارك من حديث صفوان بن سليم مرسلاً.
والحديث حسَّنه بعض أهل العلم لتعدد مخارجه، وإن كانت أسانيده لا تخلو من ضعف.
ويشهد له ما في سنن أبي داوود والسنن الكبرى للنسائي من حديث سعيد المقبري، عن عمر بن الحكم، عن عبد الله بن عنمة، أن عمار بن ياسر قال: إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم، يقول: «إن الرجل لينصرف، وما كتب له إلا عُشر صلاته، تسعها، ثمنها، سبعها، خمسها ربعها ثلثها نصفها».
ورواه الإمام أحمد من طريق سعيد المقبري عن عمر بن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث، عن أبيه، أن عمارا صلى ركعتين، فقال له عبد الرحمن بن الحارث: يا أبا اليقظان، لا أراك إلا قد خففتهما.
قال: هل نقصت من حدودها شيئا؟
قال: لا، ولكن خففتهما.
قال: إني بادرت بهما السهو، إني سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: «إن الرجل ليصلي، ولعله أن لا يكون له من صلاته إلا عشرها، وتسعها، أو ثمنها، أو سبعها» حتى انتهى إلى آخر العدد.
وقال سفيان الثوري: «يكتب للرجل من صلاته ما عقل منها» رواه أبو نعيم في الحلية.
وأما ما اشتهر على ألسنة بعض الوعاظ والعلماء من رفع حديث: (ليس لك من صلاتك إلا ما عقلت منها). فلا أصل له بهذا اللفظ عن النبي صلى الله عليه وسلم ولا قريب منه، ولعله مما فُهِم بالمعنى فاشتهر لفظه خطأ.
وقد نسبه ابن تيمية في مواضع من كتبه إلى ابن عباس موقوفاً عليه، ولم أقف على إسناده، ومعناه يدلّ عليه حديث عمار بن ياسر رضي الله عنه، وعمل بعض الصحابة رضي الله عنهم.
قال أبو رجاء العطاردي: قلت للزبير بن العوام رضي الله عنه: ما لي أراكم يا أصحاب محمد من أخف الناس صلاة؟
فقال: (نبادر الوسواس). رواه الطحاوي شرح مشكل الآثار، وأبو القاسم البغوي في معجم الصحابة.
وفي رواية عند أبي نعيم في الحلية أنه قال: (ولكنكم أهل العراق يطيل أحدكم الصلاة حتى يغيب في صلاته)). [تفسير سورة الفاتحة:200 - 202]


رد مع اقتباس