الموضوع: القيوم
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 24 شعبان 1438هـ/20-05-2017م, 03:23 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي


قال أبو القاسم عبد الرحمن بن إسحاق الزجاجي (ت: 337هـ): (القيوم
القيوم: فيعول من قام يقوم، وهو من أوصاف المبالغة في الفعل وهو من قوله عز وجل: {وهو قائم على كل نفس بما كسبت} أي يحفظ عليها ويجازها ويحاسبها.
وقال أبو عبيدة: «القيوم: القائم وهو الدائم الذي لا يزول».
ويقال: فلان بروية أهله أي: ما أسندوا إليه من حوائجهم، وفلان يقوم بأمور بني فلان أي: هو المتكفل بأمورهم والناظر فيها وليس من القيام على الرجل.
والقيام في كلام العرب على أوجه: تقول العرب «قد قام فلان بأمر فلان» إذا اعتنقه وتكفل به «وقام فلان بأمر قومه» إذا كان الناظر فيه والمتكلم عنه، «وقام قائم الظهير» عند تحلق الشمس في الجو قبيل الزوال قال الشارع:
وقام ميزان النهار فاعتدل ويقال «قمت بالشيء» إذا وليته، ويقال: «قد قام هذا الأمر بعد ميل» إذا استوى وصلح، «وقام المريض من علته»: إذا صلح وبرأ، «وقام البناء والحائط» إذا كمل بنيانه وتناهى، «وقام فلان بالأمر» إذا جد عزمه فيه ولم يفتر.
وأخبرني أصحابنا في خبر طويل أن العماني لما أنشد الرشيد أرجوزته التي يحضه فيها على بصيرة القاسم ابنه ولي العهد فانتهى إلى قوله:
قل للإمام المقتدى بأمه =
ما قاسم دون مدى ابن أمه =
فقد رضيناه فقم فسمه =
ضحك الرشيد ثم قال: أما ترضى أن أسميه ولي عهد وأنا جالس حتى تنهضني قائمًا؟ فقال: يا أمير المؤمنين إنه قيام عزم، ولو كان قام بذلك أمير المؤمنين متخطيًا له به قام له بشرف يسود به هذان. وأشار بيده إلى محمد الأمين وعبد الله المأمون. وكان أحدهما عن يمينه والآخر عن يساره.
وقد تكون إقامة الصلاة: الإتيان بها على حقوقها في مواقيتها كما قال: {الذين يقصمون الصلاة ويؤتون الزكاة}.
ويكون أيضًا إقامة الصلاة إتمامها وترك القصر فيها، كما قال بعد ذكر القصر في الصلاة: {فإذا اطمأننتم يعني من السفر والخوف فأقيموا الصلاة أي أتموها إن الصلاة كانت على المؤمنين كتابا موقوتا} أي فرضًا مؤقتًا، يقال: وقت الله عليه الشيء، ووقته أي جعله عليه في أوقات.
ويقال: قامت الصلاة: إذا حان وقتها وأخذ الناس فيها.
ويجوز أن يكون تأويل قامت الصلاة: قام الناس للصلاة فأضيف الفعل إليها، والمراد به: القائمون إليها، وذلك جار في كلام العرب اتساعًا ومجازًا، كما قالوا: «صلى المسجد»، يريدون: صلى أهل المسجد، وبنو فلان يطرقهم الطريق أي أهل الطريق.
وذكر سيبويه إن العرب تقول: اجتمعت اليمامة يريدون أهل اليمامة، فلما حذف أهل وصرف الفعل إلى اليمامة أنث لتأنيثها، فكذلك يكون قامت الصلاة في تقدير العربية: قام أهل الصلاة إليها، فلما حذف الأهل وصرف الفعل إلى الصلاة أنث لتأنيثها، ويجوز أن يكون على الوجه الذي ذكرته أولاً.
والقائم أيضًا: الدائم الذي لا يزول كأنه باق مع الزمان، فيكون القيوم بمعنى الدائم الذي لا يزول ولا يحول.
وتقول العرب: «قامت سوق بني فلان» إذا اجتمع أهلها فيها ونفقت فيها البضائع.
والقيام على الرجل معروف. والقائم خلاف القاعد، وكان بعض المتأخرين من أهل اللغة يذهب إلى أن بين قولهم جلس وقام فرقًا وذلك أنه زعم أنه إنما يقال جلس لمن كان قائمًا فجلس. ويقال قام لمن كان قاعدًا فقام، ألا ترى أنه يقال «جلس الحائط» ولا يقال قعد، يذهب إلى أن جلس معناه الانتصاب والارتفاع عن الأرض من الجليس وهو ما ارتفع من الأرض، قال: ثم اتسع في ذلك فاستعمل كل واحد منهما مكان صاحبه.
والقيوم والقيام من أصل واحد بمعنى واحد، فالقيوم «فيعول» من قمت، والقيام «فيعال» منه، ومثله في الوزن قولهم: «ما فيها ديور ولا ديار» بمعنى واحد.
قال الفراء: «وقرأ عامة القراء: {ألم. الله لا إله إلا هو الحي القيوم}» وقرأها عمر بن الخطاب رضوان الله عليه - «الحي القيام» وصورة القيوم والقيام من الفعل «فيعول» و«فيعال» وهما جميعًا مدح. وأهل الحجاز أكثر شيء استعمالا للفعال والفيعال من ذوات الثلاثة مثل: «الصواغ» وقد قيل «الصياغ» على ما حكاه الفراء.
والبصريون يأبون ذلك، ولا يجيزونه إلا بالواو. وأصل قيوم قيووم فقلبت الواو الأولى ياء لسكون الياء قبلها، وأدغمت الياء الأولى في الثانية فقيل: قيوم وأصل قيام قيوام فقلبت الواو ياء لسكون الياء قبلها، وأدغمت الياء الأولى في الثانية فقيل قيام). [اشتقاق أسماء الله: 105-108]


رد مع اقتباس