عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 29 محرم 1439هـ/19-10-2017م, 12:25 AM
جمهرة علوم القرآن جمهرة علوم القرآن غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Oct 2017
المشاركات: 7,975
افتراضي

عناية الصحابة رضي الله عنهم بالدعوة بالتفسير:

قال عبد العزيز بن داخل المطيري: (عناية الصحابة رضي الله عنهم بالدعوة بالتفسير
وقد كان للصحابة رضي الله عنهم عناية بالتذكير بالقرآن والدعوة به؛ في كل ما يُحتاج فيه إلى بيان الهدى وتعليمه؛ فكانوا يفسّرون القرآن لطلاب العلم، ويبيّنون للناس ما يشكل عليهم، ويجيبون أسئلة السائلين عن مسائل التفسير، وينبّهون على ما يشيع من الخطأ في فهم بعض الآيات كما نبّه أبو بكر الصديق وهو على المنبر على خطأ من تأوّل قول الله تعالى:
{
يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا عَلَيْكُمْ أَنْفُسَكُمْ لَا يَضُرُّكُمْ مَنْ ضَلَّ إِذَا اهْتَدَيْتُمْ (105)} [المائدة]، على ترك إنكار المنكر.
وكما ردّ عمر وعلي وابن عباس على من تأوّل قول الله تعالى: {
لَيْسَ عَلَى الَّذِينَ آَمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ جُنَاحٌ فِيمَا طَعِمُوا (93)}[المائدة]، على جواز شرب الخمر.
وكانوا يردّون على المخالفين ويناظرونهم عند الحاجة كما ناظر عليّ وابن عباس الخوارج.
وكانوا يتدارسون القرآن، ويتفقّهون في معانيه، ويرون لأهل العلم بالقرآن فضلهم ومنزلتهم.
روى أبو عبيد القاسم بن سلام بإسناده عن عبد الرحمن بن أبي ليلى، عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه أنه كان إذا اجتمع إليه إخوانه نشروا المصحف فقرؤوا، وفسر لهم.
وقال مسروق: (كان عبدُ الله يقرأ علينا السُّورة، ثم يحدِّثنا فيها ويفسِّرها عامَّةَ النهار). رواه ابن جرير.
وقال أبو وائل شقيق بن سلمة: (حججت أنا وصاحبٌ لي، وابنُ عباس على الحجّ، فجعل يقرأ سورة النور ويفسّرها؛ فقال صاحبي: (يا سبحان الله، ماذا يخرج من رأسِ هذا الرجل، لو سمعت هذا التركُ لأسلمت). رواه الحاكم في المستدرك وصححه.
ومما حُفظ من خطبته تلك ما رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة من طريق ابن كاسب الكوفي، عن الأعمش، عن شقيق قال: (سمعت ابن عباس وكان على الموسم فخطب الناسَ ثم قرأ سورةَ النُّور فجعل يفسِّرها {
اللَّهُ نُورُ السَّمَوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ (35)}[النور] ، ثم قال: ((النور في قلب المؤمن وفي سمعه وبصره مثل ضوء المصباح كضوء الزجاجة، كضوء الزيت {أَوْ كَظُلُمَاتٍ فِي بَحْرٍ لُجِّيٍّ (40)}[النور]، والظلمات في قلب الكافر كظلمة الموج كظلمة البحر كظلمات السحاب))؛ فقال صاحبي: (ما رأيتُ كلاماً يخرج من رأس رجل!! لو سمعت هذا التركُ لأسلمت).
قال مجاهد: «كان ابن عباس إذا فسَّر الشيء رأيت عليه نوراً» رواه الإمام أحمد في فضائل الصحابة.



اللهم علّمنا ما ينفعنا، وانفعنا بما علّمتنا، وزدنا علماً تنفعنا به إنّك أنت العليم الحكيم.
وصلى الله سلم على نبيّنا محمّدٍ على آله وصحبه أجمعين). [بيان فضل علم التفسير:28 - 30]

رد مع اقتباس