عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10 جمادى الأولى 1434هـ/21-03-2013م, 03:33 PM
أم حذيفة أم حذيفة غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: May 2011
المشاركات: 1,054
افتراضي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ حَقَّتْ عَلَيْهِمْ كَلِمَةُ رَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ (96)}
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {إن الذين حقت عليهم كلمات ربك لا يؤمنون}
قال قتادة أي إن الذين حق عليهم غضب الله وسخطه بمعصيتهم لا يؤمنون). [معاني القرآن: 3/318]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ جَاءَتْهُمْ كُلُّ آَيَةٍ حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ (97)}
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {حتّى يروا العذاب الأليم} مجازه: المؤلم وهو الموجع، والعرب تضع فعيل في موضع مفعل،
وقال في آية أخرى: {سميعٌ بصيرٌ} أي مبصرٌ وقال عمرو بن معد يكرب.
أمن ريحانة الداعي السميع
يريد المسمع. ريحانة: أخت عمرو بن معد يكرب كان الصّمّة أغار عليها وذهب بها، وقال أبو عبيدة: كانت ريحانة أخت عمرو فسباها الصّمّة وهي أم دريد وخالد). [مجاز القرآن: 1/282]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم}
وقال: {ولو جاءتهم كلّ آيةٍ} فأنث فعل الكل لأنه أضافه إلى الآية وهي مؤنثة). [معاني القرآن: 2/38]

تفسير قوله تعالى: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ فَنَفَعَهَا إِيمَانُهَا إِلَّا قَوْمَ يُونُسَ لَمَّا آَمَنُوا كَشَفْنَا عَنْهُمْ عَذَابَ الْخِزْيِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَمَتَّعْنَاهُمْ إِلَى حِينٍ (98)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها...}
وهي في قراءة أبيّ (فهلاّ) ومعناها: أنهم لم يؤمنوا، ثم استثنى قوم يونس بالنصب على الانقطاع مما قبله: ألا ترى أن ما بعد (إلاّ) في الجحد يتبع ما قبلها، فتقول: ما قام أحد إلا أبوك، وهل قام أحد إلا أبوك؛ لأن الأب من الأحد؛ فإذا قلت: ما فيها أحد إلا كلبا وحمارا، نصبت؛ لأنها منقطعة ممّا قبل إلا؛ إذ لم تكن من جنسه، كذلك كان قوم يونس منقطعين من قوم غيره من الأنبياء. ولو كان الاستثناء ها هنا وقع على طائفة منهم لكان رفعا. وقد يجوز الرفع فيها، كما أن المختلف في الجنس قد يتبع فيه ما بعد إلا ما قبل إلا؛
كما قال الشاعر:
وبلدٍ ليس به أنيس= إلا اليعافير وإلا العيس
وهذا قوة للرفع، والنصب في قوله: {ما لهم به من علم إلا اتّباع الظنّ}. لأن اتباع الظن لا ينسب إلى العلم. وأنشدونا بيت النابغة:
*... ... وما بالربع من أحد *
* إلا أواريّ ما إن لا أبيّنها *
جمع في هذا البيت بين ثلاثة أحرف من حروف الجحد: لا، وإن، وما. والنصب في هذا النوع المختلف من كلام أهل الحجاز، والإتباع من كلام تميم). [معاني القرآن: 1/479-480]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {إلا قوم يونس} مجاز إلاّ ها هنا مجاز الواو، كقولك: وقوم يونس لم يؤمنوا حتى رأوا العذاب الأليم فآمنوا فـكشفنا عنهم عذاب الخزي)،
وقال في ذلك عنز بن دجاجة المازنيّ:

من كان أسرع في تفرّق فالجٍ= فلبونه جربت معاً وأغدّت
إلاّ كنا شرة الذي ضيّعتم= كالغصن في غلوائه المتنبّت
وقال الأعشى:

من مبلغٌ كسرى إذا ما جئته= عنّي قوافٍ غارماتٍ شرّدا
إلاّ كخارجة المكلّف نفسه= وابني قبيصة أن أغيب ويشهدا
أي وكخارجة وابنّي قبيصة؛ ثم جاء معنى هذا {فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها} ). [مجاز القرآن: 1/282-284]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ( {فلولا كانت قريةٌ آمنت فنفعها إيمانها}
مجازه: فهّلا كانت قرية إذا رأت بأسنا آمنت فكانت مثل قوم يونس. ولها مجاز آخر قالوا فيه: {إنّ الّذين حقّت عليهم كلمة ربّك لا يؤمنون ولو جاءتهم كلّ آيةٍ حتّى يروا العذاب الأليم} ثم استثنى منهم فقال: إلاّ أن قوم يونس لمّا رأوا العذاب آمنوا فنفعهم إيمانهم فكشفنا عنهم عذاب الخزي.
ويقال: يونس ويؤنس كأنه يفعل من: آنسته). [مجاز القرآن: 1/284]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ) : ( {فلولا كانت قرية}: فهلا). [غريب القرآن وتفسيره: 172]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ) : ( {فلو لا كانت قريةٌ آمنت فنفعها} إيمانها عند نزول العذاب.
{إلّا قوم يونس} فإنهم آمنوا قبل نزول العذاب. أي فهلا آمنت قرية غير قوم يونس فنفعها إيمانها.
ويقال: فلم تكن قرية آمنت فنفعها إيمانها عند نزول العذاب إلّا قوم يونس). [تفسير غريب القرآن:199- 200]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (وبعض المفسرين يجعل لولا في قوله: {فَلَوْلَا كَانَتْ قَرْيَةٌ آَمَنَتْ} بمعنى (لم) أي: فلم تكن قرية آمنت {فنفعها إيمانها} عند نزول العذاب {إلّا قوم يونس}.
وكذلك قوله: {فَلَوْلَا كَانَ مِنَ الْقُرُونِ مِنْ قَبْلِكُمْ} أي فلم يكن). [تأويل مشكل القرآن: 541]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : ( {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلّا قوم يونس لمّا آمنوا كشفنا عنهم عذاب الخزي في الحياة الدّنيا ومتّعناهم إلى حين}
فهلّا كانت قرية.
قال الشاعر:

تعّدون عقر النّيب أفضل مجدكم= بني ضوطرى لولا الكميّ المقنّعا
أي فهلّا تعدّون الكميّ، والكمي الداخل في السلاح.
والمعنى: فهلّا كان أهل قرية آمنوا.
وقوله {إلّا قوم يونس} استثناء ليس من الأول، كأنه قال لكن قوم يونس لما آمنوا.
وقوله: {فنفعها إيمانها} معناه هلّا كانت قرية آمنت في وقت ينفعهم الإيمان، وجرى هذا بعقب
قول فرعون لما أدركه الغرق: {آمنت أنّه لا إله إلّا الّذي آمنت به بنو إسرائيل}.
فأعلم اللّه - جلّ وعزّ - أن الإيمان لا ينفع عند وقوع العذاب ولا عند حضور الموت الذي لا يشك فيه.
قال اللّه - جلّ وعزّ -: {وليست التّوبة للّذين يعملون السّيّئات حتّى إذا حضر أحدهم الموت قال إنّي تبت الآن ولا الّذين يموتون وهم كفّار}.
وقوم يونس - واللّه أعلم - لم يقع بهم العذاب، إنما رأوا الآية التي تدل على العذاب، فلما آمنوا كشفت عنهم.
ومثل ذلك العليل الذي يتوب في مرضه وهو يرجو في مرضه العافية ولا يخاف الموت فتوبته صحيحة أما الذي يعاين فلا توبة له،
قال اللّه - عزّ وجلّ في قصته: {وإن من أهل الكتاب إلّا ليؤمننّ به قبل موته}.
فأما النصب في قوله {إلّا قوم يونس} فمثله من الشعر قول النابغة:

وقفت فيها أصيلالا أسائلها=عيّت جوابا وما بالرّبع من أحد
إلاّ الأواريّ لأيا ما أبيّنها= والنّؤي كالحوض بالمظلومة الجلد
ويجوز الرفع على أن يكون على معنى فهلّا كانت قرية آمنت غير قوم يونس، فيكون{إلّا قوم يونس} صفة.
ويجوز أن يكون بدلا من الأول، لأن معنى قوم يونس محمول على معنى هلّا كان قوم قرية، أو قوم نبي آمنوا إلا قوم يونس.
ولا أعلم أحدا قرأ بالرفع.
وفي الرفع وجه آخر وهو البدل، وإن لم يكن الثاني من جنس الأول، كما قال الشاعر:
وبلدة ليس بها أنيس= إلا اليعافير وإلا العيس
). [معاني القرآن: 3/33-35]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {فلولا كانت قرية آمنت فنفعها إيمانها إلا قوم يونس}
قال قتادة لم يؤمن قوم حين رأوا العذاب إلا قوم يونس
وقال غيره لم يروا العذاب وإنما رأوا دليله فقبلت توبتهم
وذكر هذا على أثر قصة فرعون لأنه آمن حين رأى العذاب فلم ينفعه ذلك
قال قتادة خرج قوم يونس ففرقوا بين البهائم وأولادها وأقاموا يدعون الله جل وعز فتاب عليهم
وقوله جل وعز: {إلا قوم يونس}
هذا عند الخليل وسيبويه استثناء ليس من الأول
وقال غيرهما هو استثناء منقطع لأنهم أمة غير الأمم الذين استثنوا منهم ومن غير جنسهم وشكلهم وإن كانوا من بني آدم
ومعنى إلى حين إلى حين فناء آجالهم). [معاني القرآن: 3/318-319]

تفسير قوله تعالى: {وَلَوْ شَاءَ رَبُّكَ لَآَمَنَ مَنْ فِي الْأَرْضِ كُلُّهُمْ جَمِيعًا أَفَأَنْتَ تُكْرِهُ النَّاسَ حَتَّى يَكُونُوا مُؤْمِنِينَ (99)}
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ( {ولو شاء ربّك لآمن من في الأرض كلّهم جميعاً أفأنت تكره النّاس حتّى يكونوا مؤمنين}
وقال: {لآمن من في الأرض كلّهم جميعاً} فجاء بقوله {جميعاً} توكيدا، كما قال: {لا تتّخذوا إلهين اثنين} ففي قوله: {إلهين} دليل على الاثنين). [معاني القرآن: 2/38]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : ( وقوله جل وعز: {ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعا}
فيه قولان:
أحدهما أنه قد سبق في علمه أنه لن يؤمن إلا من قد سبقت له السعادة في الكتاب الأول كما روى ابن أبي طلحة عن ابن عباس قال خبره جل وعز أنه لن يؤمن إلا من قد سبق له من الله سعادة في الذكر الأول ولا يضل إلا من سبق له من الله الشقاء في الذكر الأول
والقول الآخر ولو شاء ربك لعاجل الكافر بالعقوبة فآمن الناس كلهم ولكن لو كان ذلك لم يكن لهم في الإيمان ثواب فوقعت المحنة بالحكمة
وعن ابن عباس ويجعل الرجس قال السخط
ثم قال على الذين لا يعقلون أي لا يعقلون عن الله حججه ومواعظه وبراهينه الدالة على النبوة). [معاني القرآن: 3/319-320]

تفسير قوله تعالى: {وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تُؤْمِنَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَجْعَلُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يَعْقِلُونَ (100)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ويجعل الرّجس على الّذين لا يعقلون...}
العذاب والغضب. وهو مضارع لقوله الرجز، ولعلهما لغتان بدّلت السين زايا كما قيل الأسد والأزد). [معاني القرآن: 1/480]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (الحسن وعاصم بن أبي النجود {ونجعل الرجس} بالنون.
وسائر القراء {ويجعل الرجس} بالياء). [معاني القرآن لقطرب: 663]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: {وما كان لنفس أن تؤمن إلّا بإذن اللّه ويجعل الرّجس على الّذين لا يعقلون}
معناها وما كان لنفس الوصلة إلى الإيمان إلا بما أعلمها اللّه منه.
ويكون أيضا إلا بتوفيق اللّه، وهو إذنه.
{ويجعل الرّجس على الّذين لا يعقلون}.
والرجس العذاب، ويقال هو الرجز). [معاني القرآن: 3/35-36]


رد مع اقتباس