عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 17 ذو الحجة 1438هـ/8-09-2017م, 08:35 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

"إن"
قال مقاتل بن سليمان البلخي (ت: 150هـ):
("إن"
على ستة أوجه:
الوجه الأول: "إن"، يعني: "إذ". فذلك قوله في البقرة: {وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين} [278]. يعني: "إذ" كنتم مؤمنين. وكقوله في آل عمران: {ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم}، يعني: "إذ" كنتم، {مؤمنين} [139]. وقال في التوبة: {أتخشونهم فالله أحق أن تخشوه إن كنتم مؤمنين} [13]. يعني: "إذ" كنتم مؤمنين.
الوجه الثاني: "إن"، يعني:"ما"، فذلك قوله في الأنبياء: {لو أردنا أن نتخذ لهوا لاتخذناه من لدنا إن كنا فاعلين} [17]. يعني: "ما" كنا فاعلين. وقال في الزخرف: {قل إن كان للرحمن ولد فأنا أول العابدين} [81]. يعني: "ما" كان للرحمن ولد. وقال في تبارك: {إن الكافرون إلا في غرور} [الملك20]. يعني: "ما" الكافرون. وقال في يس: {إن كانت إلا صيحة واحدة} [29]. يعني: "ما" كانت "إلا". وكذلك كل "إن" مخففة تستقبله "إلا"، أصلها "ما".
الوجه الثالث: "إن"، يعني: "لقد". فذلك قوله في يونس: {إن كنا عن عبادتكم لغافلين} [29]. يعني: "لقد" كنا. وقال في آخر بني إسرائيل: {إن كان وعد ربنا لمفعولا} [108]. يعني: "لقد". وقال في الشعراء: {تالله إن كنا لفي ضلال مبين} [97]. يقول: والله "لقد" كنا. وقال في الصافات: {تالله إن كدت لتردين} [56]. يعني: والله "لقد" كدت تردين.
الوجه الرابع: "أن"، يعني: "لئلا". فذلك قوله في النساء: {يبين الله لكم أن تضلوا} [176]. يعني: "لئلا" تضلوا. وقال في الملائكة: {إن الله يمسك السماوات والأرض أن تزولا} [فاطر:41]. يعني: "لئلا" تزولا. وقال في الحج: {ويمسك السماء أن تقع على الأرض}، يعني: "لئلا" تقع على الأرض، {إلا بإذنه} [65].
الوجه الخامس: "أن"، يعني: "بأن". فذلك قوله في الزخرف: {أن كنتم قوما مسرفين} [5]. يعني: "بأن" كنتم. وقال في الروم: {الذين أساءوا السوأى أن كذبوا بآيات الله} [10]. يعني: "بأن" كذبوا بآيات الله.
الوجه السادس: "إن" ثقيلة. فذلك قوله: {إن الله له ملك السموات والأرض} [التوبة: 116]. و{إن لله ما في السموات والأرض} [يونس: 55]. ونحو هذا ما كانت مشددة في أول الكلام). [الوجوه والنظائر: 71 - 72]


رد مع اقتباس