الموضوع: بل
عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 19 ذو الحجة 1438هـ/10-09-2017م, 10:39 PM
جمهرة علوم اللغة جمهرة علوم اللغة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Apr 2017
المشاركات: 2,897
افتراضي

قال الحسن بن قاسم بن عبد الله بن عليّ المرادي المصري المالكي (ت: 749هـ): ("بل"
حرف إضراب. وله حالان:
الأول: أن تقع بعده جملة.
والثاني: أن يقع بعده مفرد.
فإن وقع بعده جملة كان إضراباً عما قبلها، إما على جهة الإبطال، نحو {أم يقولون: به جنة. بل جاءهم بالحق}، وإما على جهة الترك للانتقال، من غير إبطال، نحو {ولدينا كتاب ينطلق بالحق، وهم لا يظلمون. بل قلوبهم في غمرة}. فظهر بهذا أن قول ابن مالك في شرح الكافية: فإن كان الواقع بعدها جملة فهي للتنبيه على انتهاء غرض، واستئناف غيره، ولا يكون في القرآن إلا على هذا الوجه ليس على إطلاقه.
فإن قلت: هل هي قبل الجملة عاطفة أو لا، قلت: ظاهر كلام ابن مالك أنها عاطفة. وصرح به ولده في شرح الألفية، وصاحب رصف المباني. وغيرهم يقول: إنها، قبل الجملة، حرف ابتداء، وليست بعاطفة.
وإذا وقع بعد "بل" مفرد فهي حرف عطف، ومعناها الإضراب. ولكن حالها فيه مختلف: فإن كانت بعد نفي نحو: ما قام زيد "بل" عمرو، أو نهي نحو: لا تضرب زيداً "بل" عمراً، فهي لتقرير حكم الأول، وجعل ضده لما بعدها. ففي المثال الأول قررت نفي القيام لزيد، وأثبتته لعمرو. وفي المثال الثاني قررت النهي عن ضرب زيد، وأثبتت الأمر بضرب عمرو.
ووافق المبرد على هذا الحكم، وأجاز مع ذلك أن تكون ناقلة حكم النفي والنهي، لما بعدها. ووافقه على ذلك أبو الحسن عبد الوارث. قال ابن مالك: وما جوزه مخالف لاستعمال العرب.
وإن كانت بعد إيجاب نحو: قام زيد "بل" عمرو، أو أمر نحو:اضرب زيداً "بل" عمراً، فهي لإزالة الحكم عما قبلها، حتى كأنه مسكوت عنه، وجعله لما بعدها.
ها تلخيص الكلام على "بل". وذهب الكوفيون إلى أن "بل" لا تكون نسقاً بعد الإيجاب، وإنما تكون نسقاً بعد النفي، وما جرى مجراه.

تنبيه
ذكر بعضهم ل "بل" قسماً آخر، وهو أن تكون حرف جر خافض للنكرة، بمنزلة "رب". كقول الراجز: "بل" بلد ملء الفجاج قتمه وليس ذلك بصحيح. وإنما الجار، في البيت ونحوه، "رب" المحذوفة. وحكى ابن مالك، وابن عصفور، الاتفاق على ذلك، قبل. فظهر وهم من جعل "بل" جارة. قال بعضهم: و"بل" في ذلك حرف ابتداء). [الجنى الداني:235 - 237]


رد مع اقتباس