عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19 ربيع الثاني 1434هـ/1-03-2013م, 10:00 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي التفسير اللغوي

التفسير اللغوي

تفسير قوله تعالى: (إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآَتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا (163) )

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوحٍ...}
كما أوحينا إلى كلهم). [معاني القرآن: 1/295]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الوحي: كلّ شيء دللت به من كلام أو كتاب أو إشارة أو رسالة.
قال الله تعالى: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ}، وقال: {وَأُوحِيَ إِلَيَّ هَذَا الْقُرْآَنُ لِأُنْذِرَكُمْ بِهِ وَمَنْ بَلَغَ}، فهذا إرسال جبريل بالقرآن). [تأويل مشكل القرآن: 489]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله: (إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنّبيّين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيّوب ويونس وهارون وسليمان وآتينا داوود زبورا (163)
هذا جواب لهم حين سألوا النبي - صلى الله عليه وسلم - أن ينزل عليهم كتابا من السماء، وقد جرى ذكر ذلك قبل هذه الآية.
وهو قوله: (يسألك أهل الكتاب أن تنزّل عليهم كتابا من السّماء)
فأعلم اللّه نبيه أن شأنه في الوحي كشأن الأنبياء الذين سلفوا قبله، وهذا احتجاج عليهم، فقال: (إنّا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنّبيّين من بعده) وسائر الأنبياء الذين ذكروا في هذه الآية.
وقوله: (وآتينا داوود زبورا).
القراءة فيه بفتح الزاي وضمها، وأكثر القراء على فتح الزاي.
وقد قرأت جماعة زبورا بضم الزاي، منهم الأعمش وحمزة، فمن قرأ زبورا، بفتح الزاي فمعناه كتابا، وهذا الوجه عند أهل اللغة؛ لأن الآثار كذا جاءت زبور داود، كما جاء توراة موسى وإنجيل عيسى.
ومن قرأ زبورا بضم الزاي فمعناه وآتيناه كتبا، جمع زبر وزبور ويقال زبرت الكتاب أزبره زبرا إذا كتبت، وزبرت أزبر زبرا، وأزبر إذا قرأت.
والزبر في اللغة إحكام العمل قي البئر خاصة، تقول: بئر مزبورة إذا كانت مطوية بالحجارة، والزبر إحكام الكتاب.
وقول الشاعر:
=هو جاء ليس للبها زبر
يصف ريحا، جعل هذا مثلا لها، كأنه قال ليس لشأنها قوة في الاستواء.
وقوله جلّ وعزّ: (آتوني زبر الحديد) واحدها زبرة، وهي قطع الحديد). [معاني القرآن: 2/132-133]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده}
هذا متصل بقوله: {يسألك أهل الكتاب أن تنزل عليهم كتابا من السماء} فأعلم الله أن أمره كأمر النبيين الذين قبله يوحى إليه كما يوحى إليهم). [معاني القرآن: 2/238-239]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وآتينا داود زبورا} ويقرأ (زبورا) بضم الزاي.
قال الكسائي: من قرأ (زبورا) فهو عنده واحد مثل التوراة والإنجيل.
وقال غيره: هو فعول بمعنى مفعول كما يقال: حلوب بمعنى محلوب.
يقال: زبرته فهو مزبور أي كتبته وزبور بمعنى مزبور ومن قرأ (زبورا) فهو عنده جمع زبر). [معاني القرآن: 2/239]

تفسير قوله تعالى: (وَرُسُلًا قَدْ قَصَصْنَاهُمْ عَلَيْكَ مِنْ قَبْلُ وَرُسُلًا لَمْ نَقْصُصْهُمْ عَلَيْكَ وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا (164) )
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ: (ت: 207هـ): (وقوله: {ورسلاً قد قصصناهم عليك...}
نصبه من جهتين. يكون من قولك: كما أوحينا إلى رسل من قبلك، فإذا ألقيت (إلى) والإرسال اتصلت بالفعل فكانت نصبا؛ كقوله: {يدخل من يشاء في رحمته والظالمين أعدّ لهم عذابا أليما} ويكون نصبا من (قصصناهم). ولو كان رفعا كان صوابا بما عاد من ذكرهم.
وفي قراءة أبيّ بالرفع (ورسلٌ قد قصصناهم عليك من قبل ورسلٌ لم نقصصهم عليك) ). [معاني القرآن: 1/295]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ) : ({ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل ورسلاً لّم نقصصهم عليك وكلّم اللّه موسى تكليماً}
[و] قال: {ورسلاً قد قصصناهم عليك من قبل} فانتصب؛ لأن الفعل قد سقط بشيء من سببه وما قبله منصوب بالفعل.
[و]{وكلّم اللّه موسى تكليماً} الكلام خلق من الله على غير الكلام منك وبغير ما يكون منك. خلقه الله ثم أوصله إلى موسى). [معاني القرآن: 1/213-214]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله جلّ وعزّ: (ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك وكلّم اللّه موسى تكليما (164)
" رسلا " منصوب من جهتين، أجودهما أن يكون منصوبا بفعل مضمر.
الذي ظهر يفسره، المعنى وقد قصصنا رسلا عليك قد قصصناهم، كما تقول رأيت زيدا وعمرا أكرمته، المعنى وأكرمت عمرا أكرمته.
وجائز أن يحمل (ورسلا) على معنى (إنا أوحينا إليك)؛ لأن معناه إنا أرسلنا إليك: موحين إليك، وأرسلنا رسلا قد قصصناهم عليك.
وقوله عزّ وجلّ: (وكلّم اللّه موسى تكليما).
أخبر الله عز وجل بتخصيص نبي ممن ذكر، فأعلم عزّ وجلّ أن موسى كلمّ بغير وحي، وأكد ذلك بقوله تكليما، فهو كلام كما يعقل الكلام لا شك في ذلك). [معاني القرآن: 2/133]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {وكلم الله موسى تكليما}
مؤكد يدل على معنى الكلام المعروف؛ لأنك إذا قلت: كلمت فلانا جاز أن يكون أوصلت إليه كلامك، وإذا قلت: كلمته تكليما لم تكن إلا من الكلام الذي يعرف فأخبره الله بخصيصاء الأنبياء ثم أخبر بما خص به موسى صلى الله عليه وسلم). [معاني القرآن: 2/239-240]

تفسير قوله تعالى: (رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ وَكَانَ اللَّهُ عَزِيزًا حَكِيمًا (165) )

تفسير قوله تعالى: (لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ وَالْمَلَائِكَةُ يَشْهَدُونَ وَكَفَى بِاللَّهِ شَهِيدًا (166) )
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ومن الاختصار قوله: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ أَنْزَلَهُ بِعِلْمِهِ}. لأنه لما أنزل عليه: {إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ}
قال المشركون: ما نشهد لك بهذا، فمن يشهد لك به؟ فترك ذكر قولهم وأنزل: {لَكِنِ اللَّهُ يَشْهَدُ بِمَا أَنْزَلَ إِلَيْكَ}. يدلك على هذا أن (لكن) إنما تجيء بعد نفي لشيء فيوجب ذلك الشيء بها). [تأويل مشكل القرآن: 230-231]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ) : (وقوله - جلّ وعزّ -: (لكن اللّه يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه والملائكة يشهدون وكفى باللّه شهيدا (166)
القراءة الرفع مع تخفيف " لكن "، والنصب جائز " لكنّ الله يشهد، إلا أنه لا يقرأ بما يجوز في العربية إلا أن يثبت به رواية عن الصحابة وقراء الأمصار.
ومعنى (لكن اللّه يشهد بما أنزل إليك) يبين؛ لأن الشاهد هو المبين لما يشهد به. فاللّه جلّ وعزّ يبينه ويعلم مع إبانته أنه حق.
(والملائكة يشهدون وكفى باللّه شهيدا)
معناه: وكفى الله شهيدا، والباء دخلت مؤكدة، المعنى اكتفوا باللّه في شهادته، ومعنى (أنزله بعلمه) أي أنزل القرآن الذي فيه علمه). [معاني القرآن: 2/134]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ) : (وقوله جل وعز: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك أنزله بعلمه} قال القتبي ولكن لا تكون إلا بعد نفي قال فهي محمولة على المعنى لأنهم لما كذبوا فقد نفوا فقال جل وعز: {لكن الله يشهد بما أنزل إليك}
قال أبو جعفر: وهذا غلط؛ لأن «لكن» عند النحويين إذا كانت بعدها جملة وقعت بعد النفي والإيجاب وبعدها ههنا جملة وإنما يقول النحويون: لا تكون إلا بعد نفي إذا كان بعدها مفرد
وقوله: {أنزله بعلمه} أي أنزله وفيه علمه، كما تقول: جاء فلان بالسيف أي وهو معه وكما قال جل وعز: {تنبت بالدهن} ). [معاني القرآن: 2/240-241]


رد مع اقتباس