عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 11 محرم 1436هـ/3-11-2014م, 12:09 PM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن السادس الهجري

تفسير قوله تعالى: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ (1) لَا أَعْبُدُ مَا تَعْبُدُونَ (2) وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (3)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (قوله عزّ وجلّ: {قل يا أيّها الكافرون * لا أعبد ما تعبدون * ولا أنتم عابدون ما أعبد * ولا أنا عابدٌ مّا عبدتّم * ولا أنتم عابدون ما أعبد * لكم دينكم ولي دين}.
قرأ أبيّ بن كعبٍ، وابن مسعودٍ: (قل للّذين كفروا).
وروي في سبب هذه السورة عن ابن عبّاسٍ وغيره: أن جماعةً من عتاة قريشٍ ورجالاتها قالوا للنبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم: دع ما أنت فيه ونحن نموّلك ونزوّجك من شئت من كرائمنا، ونملّكك علينا، وإن لم تفعل فلتعبد آلهتنا ونعبد إلهك؛ حتى نشترك، فحيث كان الخير نلناه جميعًا. هذا معنى قولهم ولفظهم، لكن للرواة زيادةٌ ونقصٌ.
وروي أن هذه الجماعة المذكورة هم: الوليد بن المغيرة، والعاص بن وائلٍ، والأسود بن عبد المطّلب، وأميّة بن خلفٍ، وأبيّ بن خلفٍ، وأبو جهلٍ، وابنا الحجّاج، ونظراؤهم ممّن لم يسلم بعد.
ولرسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم معهم في هذه المعاني مقاماتٌ، نزلت السورة في إحداها بسبب قولهم: هلمّ نشترك في عبادة إلهك وآلهتنا. وروي أنهم قالوا: اعبد إلهنا عامًا، ونعبد إلهك عامًا.
فأخبرهم عن أمره عزّ وجلّ أنه لا يعبد ما يعبدون، وأنهم غير عابدين ما يعبد). [المحرر الوجيز: 8/ 701]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا أَنَا عَابِدٌ مَا عَبَدْتُمْ (4)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (فلمّا كان قوله: {لا أعبد} محتملًا أن يراد به الآن، ويبقى المستأنف منتظرًا ما يكون فيه من عبادته جاء البيان بقوله: {ولا أنا عابدٌ ما عبدتم}. أي: أبدًا وما حييت). [المحرر الوجيز: 8/ 701]

تفسير قوله تعالى: {وَلَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ (5)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (ثمّ جاء قوله: {ولا أنتم عابدون ما أعبد} حتمًا عليهم أنهم لا يؤمنون به أبدًا، كالذي كشف الغيب، فهذا كما قيل لنوحٍ عليه السلام: {إنّه لن يؤمن من قومك إلاّ من قد آمن}.
أما إنّ هذا في معيّنين، وقوم نوحٍ عموا بذلك، فهذا معنى الترديد الذي في السورة، وهو بارع الفصاحة، وليس بتكرارٍ فقط، بل فيه ما ذكرته مع التأكيد والإبلاغ). [المحرر الوجيز: 8/ 701-702]

تفسير قوله تعالى: {لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ (6)}
قالَ عَبْدُ الحَقِّ بنُ غَالِبِ بنِ عَطِيَّةَ الأَنْدَلُسِيُّ (ت:546هـ) : (وزاد الأمر بيانًا وتبرّيًا منهم بقوله: {لكم دينكم ولي دين}. وفي هذا المعنى الذي عرضت قريشٌ نزل أيضًا: {قل أفغير اللّه تأمرونّي أعبد أيّها الجاهلون}.
وقرأ أبو عمرٍو: (ولي دين) ساكنة الياء في (لي)، ونصبها الباقون - بخلافٍ عن كلّ واحدٍ منهم - والقراءتان حسنتان.
وأمال قومٌ (عابدٌ) و(عابدون) وفتحها قومٌ، وهما حسنتان أيضًا.
ولم يختلف السبعة في حذف الياء من {دين}، وأثبتها سلاّمٌ، ويعقوب في الوصل والوقف.
وقال بعض العلماء: في هذه الألفاظ مهادنةٌ ما، وهي منسوخةٌ بآية القتال). [المحرر الوجيز: 8/ 702]


رد مع اقتباس