الموضوع: الرب
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 22 شعبان 1438هـ/18-05-2017م, 10:39 PM
جمهرة علوم العقيدة جمهرة علوم العقيدة غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: May 2017
المشاركات: 1,193
افتراضي

شرح ابن القيم (ت:751هـ) "1"

قال ابن القيم محمد بن أبي بكر الزرعي الدمشقي (ت:751هـ) كما في المرتبع الأسنى: (
الرَّبُّ:

( " الربُّ " هوَ السيِّدُ والمالِكُ والمُنْعِمُ والمُرَبِّي والمُصْلِحُ، واللهُ تَعَالَى هوَ الربُّ بهذهِ الاعتباراتِ كُلِّهَا)([1]).
( " [فـهوَ الذي يُرَبِّي عَبْدَهُ، فَيُعْطِيهِ خَلْقَهُ، ثُمَّ يَهْدِيهِ إلى مَصَالِحِهِ)([2])، ([وَ] هُوَ القادرُ الخالقُ البَارِئُ المُصَوِّرُ الحيُّ القيُّومُ العَلِيمُ السَّمِيعُ البصيرُ المُحْسِنُ المُنْعِمُ الجَوَادُ المُعْطِي المَانِعُ، الضَّارُّ النافِعُ، المُقَدِّمُ المُؤَخِّرُ، الذي يُضِلُّ مَنْ يَشَاءُ وَيَهْدِي مَنْ يَشَاءُ، وَيُسْعِدُ مَنْ يشاءُ وَيُشْقِي مَنْ يشاءُ، ويُعِزُّ مَنْ يشاءُ ويُذِلُّ مَنْ يَشَاءُ، إلى غيرِ ذلكَ منْ معانِي رُبُوبِيَّتِهِ التي لهُ منها ما يَسْتَحِقُّهُ من الأسماءِ الحُسْنَى)([3]).
(فاسْمُ " الرَّبِّ " لَهُ الجَمْعُ الجامِعُ لجميعِ المخلوقاتِ. فهوَ ربُّ كلِّ شيءٍ وخالقُهُ، والقادرُ عليهِ، لا يَخْرُجُ شيءٌ عنْ رُبُوبِيَّتِهِ، وكلُّ مَنْ في السَّمَاواتِ والأرضِ عَبْدٌ لهُ في قَبْضَتِهِ، وَتَحْتَ قَهْرِهِ. فَاجْتَمَعُوا بِصِفَةِ الربوبيَّةِ، وَافْتَرَقُوا بِصِفَةِ الإِلهيَّةِ، فَأَلَّهَهُ وَحْدَهُ السعداءُ، وَأَقَرُّوا لهُ طَوْعاً
بأنَّهُ اللهُ الذي لا إِلَهَ إلاَّ هوَ، الذي لا تَنْبَغِي العبادةُ والتَّوَكُّلُ، والرجاءُ والخوفُ، والحبُّ والإنابةُ والإخباتُ والخشيَةُ، والتَّذَلُّلُ والخضوعُ إلاَّ لَهُ)([4]).
(لأنَّهُ إذا كانَ [هوَ] رَبَّنَا الذي يُربِّينَا بِنِعَمِهِ وَإِحْسَانِهِ، وهوَ مالِكُ ذَوَاتِنَا وَرِقَابِنَا وَأَنْفُسِنَا. وكلُّ ذرَّةٍ من العبدِ فَمَمْلُوكَةٌ لهُ مِلْكاً خَالِصاً حَقِيقِيًّا، وقدْ رَبَّاهُ بِإِحْسَانِهِ إِلَيْهِ وَإِنْعَامِهِ عَلَيْهِ، فَعِبَادَتُهُ لهُ وشكرُهُ إِيَّاهُ واجِبٌ عليهِ، ولهذا قالَ: {اعْبُدُوا رَبَّكُمُ} [البقرة: 21] ولم يَقُلْ: إِلَهَكُمْ...
فَلا شَيْءَ أَوْجَبُ في العقولِ والفِطَرِ منْ عبادةِ مَنْ هذا شأنُهُ وحدَهُ لا شريكَ لَهُ)([5])، فلا إِلَهَ إِلاَّ هوَ، ولا رَبَّ إلاَّ هوَ، فَكَمَا أنَّ رُبُوبِيَّةَ ما سِوَاهُ أَبْطَلُ البَاطِلِ، فكذلكَ إِلَهِيَّةُ ما سِوَاهُ)([6])
). [المرتبع الأسنى: ؟؟]


([1]) بَدَائِعُ الفوائدِ (4/132).
([2]) إغاثةُ اللهفانِ (1/44).
([3]) بَدَائِعُ الفوائدِ (2/249).
([4]) مَدارِجُ السَّالكِينَ (1/58).
([5]) بَدَائِعُ الفوائدِ (4/132).
([6]) إغاثةُ اللهفانِ (1/44).


رد مع اقتباس