عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 11:37 AM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141) وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142) ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143) وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)}


تفسير قوله تعالى: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ وَالنَّخْلَ وَالزَّرْعَ مُخْتَلِفًا أُكُلُهُ وَالزَّيْتُونَ وَالرُّمَّانَ مُتَشَابِهًا وَغَيْرَ مُتَشَابِهٍ كُلُوا مِنْ ثَمَرِهِ إِذَا أَثْمَرَ وَآَتُوا حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ وَلَا تُسْرِفُوا إِنَّهُ لَا يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ (141)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {وهو الّذي أنشأ جنّاتٍ مّعروشاتٍ وغير معروشاتٍ...}
هذه الكروم، ثم قال: {والزّيتون والرّمّان متشابهاً} في لونه و{غير متشابهٍ} في طعمه، منه حلو ومنه حامض.
وقوله: {وآتوا حقّه يوم حصاده} هذا لمن حضره من اليتامى والمساكين.
وقوله: {ولا تسرفوا} في أن تعطوا كله. وذلك أن ثابت بن قيس خلّى بين الناس وبين نخله، فذهب به كله ولم يبق لأهله منه شيء، فقال الله تبارك وتعالى: {ولا تسرفوا إنّه لا يحبّ المسرفين}). [معاني القرآن: 1/ 360]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت:210هـ): ({جنّاتٍ معروشاتٍ} قد عرش عنبها.
{وغير معروشاتٍ} من سائر الشجر الذي لا يعرش، ومن النخل.
{كلوا من ثمره إذا أثمر} جميع ثمرة، ومن قرأها: (من ثُمُره) فضمّها، فإنه يجعلها جميع ثمر). [مجاز القرآن: 1/ 207]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({وهو الّذي أنشأ جنّاتٍ مّعروشاتٍ وغير معروشاتٍ والنّخل والزّرع مختلفاً أكله والزّيتون والرّمّان متشابهاً وغير متشابهٍ كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقّه يوم حصاده ولا تسرفوا إنّه لا يحبّ المسرفين}
[وقال] {جنّاتٍ} جر لأن تاء الجميع في موضع النصب مجرورة بالتنوين). [معاني القرآن: 1/ 250]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو والحسن {يوم حصاده}.
الأعرج {يوم حصاده} وسنخبر عن نظائره في الغريب، إن شاء الله). [معاني القرآن لقطرب: 532]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {معروشات وغير معروشات} فقد ذكرنا معناه في البقرة مع ذكر العرش.
وقوله {يوم حصاده} وبعض العرب يكسر الحاء، وبعضهم يقول: يحصد، وبعضهم: يحصد لغة.
[وزاد محمد]:
[معاني القرآن لقطرب: 553]
{يوم حصاده} تميمية، {حصاده} بالكسر حجازية؛ ومثله في اللغة القطاف في العنف والقطاف، والجرام والجرام، والصرام والصرام، والإبار والأبار؛ من أبرت النخل لقحته؛ والقطاع والقطاع؛ والجزار والجزار؛ والجذاذ والجذاذ؛ لغتان وهو القطع.
[وزاد محمد]:
الجداد والجداد بالدال). [معاني القرآن لقطرب: 554]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({جنات معروشات}: ما عرش من العنب وغيره). [غريب القرآن وتفسيره: 143]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({مختلفاً أكله} أي: ثمرة سماه أكلا: لأنه يؤكل تصدّقوا منه، {ولا تسرفوا} في ذلك.
{وآتوا حقّه يوم حصاده} أي تصدّقوا منه، {ولا تسرفوا} في ذلك). [تفسير غريب القرآن: 162]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (ثم احتج الله عليهم ونبّه على عظم ما أتوه في أن أقدموا على الكذب على اللّه وأقدموا على أن شرعوا من الدّين ما لم يأذن به اللّه فقال: {وهو الّذي أنشأ جنّات معروشات وغير معروشات والنّخل والزّرع مختلفا أكله والزّيتون والرّمّان متشابها وغير متشابه كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقّه يوم حصاده ولا تسرفوا إنّه لا يحبّ المسرفين}
فكأنه قال افتروا على اللّه وهو المحدث للأشياء الفاعل ما لا يقدر أحد على الإتيان بمثله، فقال عزّ وجل: {وهو الّذي أنشأ} أي: ابتدع جنات معروشات، والجنات البساتين.
{وغير معروشات} ومعنى المعروشات ههنا: الكروم.
{والنّخل والزّرع مختلفا أكله} في حال اختلاف أكله. وهذه مسألة شديدة في النحو إلا على من عرف حقيقتها، لأن للقائل أن يقول كيف أنشأه في حال اختلاف أكله وهو قد نشأ من قبل وقوع أكله. وأكله ثمره؟
فالجواب في ذلك أنه عز وجلّ قدّر إنشاءه بقوله: {هو خالق كلّ شيء}
فأعلم عزّ وجلّ إنّه المنشئ له في حال اختلاف أكله، ويجوز أنشأه ولا أكل فيه مختلفا أكله، لأن المعنى مقدّرا ذلك فيه، كما تقول.: لتدخلنّ منزل زيد آكلين شاربين، المعنى تدخلون مقدّرين ذلك.
وسيبويه دل على ذلك وبيّنه في قوله: مررت برجل معه صقر - صائدا به غدا، فنصب صائدا على الحال، والمعنى مقدّرا الصيد.
ومعنى {متشابها وغير متشابه} على ضربين:
فأحدهما: أن بعضه يشبه بعضا، وبعضه يخالف بعضا ويكون أن يكون متشابها وغير متشابه، أن تكون الثمار يشبه بعضها بعضا في النظر وتختلف في الطعوم.
وقوله: {كلوا من ثمره إذا أثمر}
"ثمر" جمع ثمرة، ويجوز من ثمره، ويكون الثمر جمع ثمار فيكون بمنزلة حمر جمع حمار. ويجوز من ثمره.. بإسكان الميم.
وقوله عزّ وجلّ: {وآتوا حقّه يوم حصاده}
يجوز الحصاد والحصاد، وتقرأ بهما جميعا، ومثله الجداد والجداد لصرام النّخل.
اختلف الناس في تأويل {وآتوا حقّه يوم حصاده} فقيل إن الآية مكيّة.
وروي أن ثابت بن قيس بن شماس صرم خمسمائة نخلة ففرّق ثمارها كلّه ولم يدخل منه شيئا إلى منزله، فأنزل اللّه - عزّ وجلّ -: {وآتوا حقّه يوم حصاده ولا تسرفوا}.
فيكون على هذا التأويل أن الإنسان إذا أعطى كل ماله ولم يوصل إلى عياله وأهله منه شيئا فقد أسرف، لأنه جاء في الخبر: ابدأ بمن تعول.
وقال قوم إنها مدنية، ومعنى {وآتوا حقّه يوم حصاده}: أدّوا ما افترض عليكم في صدقته، ولا اختلاف بين المسلمين في أمر الزكوات أن الثمار إذا حصدت وجب إخراج ما يجب فيها من الصدقة فيما فرض فيه الصدقة، فعلى هذا التأويل يكون: (ولا تسرفوا) أي لا تنفقوا أموالكم وصدقاتكم على غير الجهة التي افترضت عليكم، كما قال المشركون: " هذا ليس كائنا " وحرموا ما أحل اللّه، فلا يكون إسراف أبين من صرف الأموال فيما يسخط اللّه). [معاني القرآن: 2/ 296-298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {وهو الذي أنشأ جنات معروشات وغير معروشات} أنشأ خلق وابتدع والجنات البساتين.
وقيل المعروشات الكروم والنخل والزرع مختلفا أكله أي ثمره لأنه مما يؤكل والزيتون والرمان متشابها وغير متشابه قيل مشتبه في المنظر ومختلف في المطعم فيه حلو وحامض وقيل يشبه بعضه بعضا في الطعم ومنه ما لا يشبه بعضه بعضا في الطعم). [معاني القرآن: 2/ 499-500]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {كلوا من ثمره إذا أثمر وآتوا حقه يوم حصاده ولا تسرفوا إنه لا يحب المسرفين} في هذه الآية ثلاثة أقوال:
- فمذهب ابن عمر وأبي الدرداء وسعيد بن جبير وأبي العالية ومجاهد وعطاء أن عليه أن يصدق منه سوى الزكاة المفروضة.
- والقول الثاني أن الآية منسوخة، قال إبراهيم النخعي: نسخها العشر ونصف العشر. وروى عن الحسن قولان: روى سفيان عن يونس عن الحسن قال: نسختها الزكاة المفروضة.
- والقول الآخر، وهو القول الثالث في الآية رواه شعبة عن أبي الرجاء قال: سألت الحسن عن قوله جل وعز: {وآتوا حقه يوم حصاده} فقال: الزكاة المفروضة.
وكذلك قال ابن عباس، وأنس بن مالك، وابن الحنفية، وجابر بن زيد، وسعيد بن المسيب، وطاووس، وقتادة، والضحاك رواه ابن وهب عن مالك قال: هي الصدقة المفروضة.
والقول الأول أولاها؛ لأنه يبعد أن يعني به الزكاة المفروضة لأن الأنعام مكية والزكاة إنما فرضت بعد مقدم النبي صلى الله عليه وسلم إلى المدينة. ويقوي القول الأول حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه نهى عن جذاذ الليل. قال سفيان: كي يحضر المساكين.
قال سعيد بن المسيب: ومعنى {ولا تسرفوا} ولا تمتنعوا من الصدقة فتهلكوا.
وقال غيره: معنى {ولا تسرفوا}: لا تدفعوا كل ما لكم إلى الغرباء وتتركوا عيالكم كما روي ابدأ بمن تعول السرف في اللغة المجاوزة إلى ما لا يحل وهو اسم ذم أي لا تنفقوا في الوجوه المحرمة حتى لا يجد السائل شيئا.
وقيل معنى {ولا تسرفوا}: لا تنفقوا أموالكم فيما لا يحل لأنه قد أخبر عنهم أنهم قالوا وهذا لشركائنا). [معاني القرآن: 2/ 500-503]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({مَّعْرُوشَاتٍ}: ما عرش من الكرم). [العمدة في غريب القرآن: 131]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ومن الأنعام حمولةً وفرشاً...}
يقول: وأنشأ لكم من الأنعام حمولة، يريد ما أطاق الحمل والعمل: والفرش: الصغار). [معاني القرآن: 1/ 360]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ومن الأنعام حمولةً وفرشاً كلوا ممّا رزقكم اللّه ولا تتّبعوا خطوات الشّيطان إنّه لكم عدوٌّ مّبينٌ}
ثم قال: {ومن الأنعام حمولةً وفرشاً} أي: وأنشأ من الأنعام حمولةً وفرشا). [معاني القرآن: 1/ 250-251]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {حمولة وفرشا} فالحمولة من الإبل والبقر: ما حمل عليها؛ والفرش: صغار الإبل؛ وهي الحاشية أيضًا؛ أي الصغار من الإبل.
وكان ابن عباس يقول: الفرش الغنم وصغار الإبل ما لم يستطع الحمل ولم يبلغ أن يحمل عليه.
وقالوا أيضًا: الفريش التي معها ولدها؛ يقال: فرش فريش؛ فهو مأخوذ من الفرش؛ والفرش أيضًا: الأرض المستوية، يقال: كنا في فرش من الأرض أي استواء). [معاني القرآن لقطرب: 554]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (قوله في الأنعام {حمولة وفرشا} فالنصب يكون على: "وأنشأنا"). [معاني القرآن لقطرب: 558]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بنُ يَحْيَى بْنِ المُبَارَكِ اليَزِيدِيُّ (ت: 237هـ): ({حمولة وفرشا}: الحمولة ما حمل عليها وهي الكبار من الإبل. والفرش صغارها التي لم تدرك أن تحمل عليها وقال بعضهم الفرش الغنم). [غريب القرآن وتفسيره: 143]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (و(الحمولة): كبار الإبل التي يحمل عليها.
و(الفرش): صغارها التي لم تدرك. أي لم يحمل عليها وهي ما دون الحقاق والحقاق: هي التي صلح أن تركب. أي حق ذلك). [تفسير غريب القرآن: 162]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ}.
أراد: {وَهُوَ الَّذِي أَنْشَأَ جَنَّاتٍ مَعْرُوشَاتٍ وَغَيْرَ مَعْرُوشَاتٍ}، وأنشأ لكم {وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا} يعني: كبارا وصغارا {كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ}، أي: لا تقفوا أثره فيما يحرّم عليكم مما لم يحرّمه الله، ويحلّه لكم مما حرّمه الله عليكم.
ثم قال: {ثمانية أزواجٍ}، أي: كلوا مما رزقكم الله ثمانية أزواج. وإن شئت جعلته منصوبا بالرّدّ إلى الحمولة الفرش تبيينا لها.
والثمانية الأزواج: الضأن، والمعز، والإبل، والبقر.
وإنما جعلها ثمانية وهي أربعة، لأنه أراد: ذكرا وأنثى من كل صنف، فالذكر زوج، والأنثى زوج، والزوج يقع على الواحد والاثنين. ألا ترى أنك تقول للرجل: زوج، وهو واحد، وللمرأة: زوج، وهي واحدة؟ قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}.
وكانوا يقولون: ما في بطون الأنعام حلال لذكورنا ونسائنا، إن كان الجنين ذكرا، ومحرّم على إناثنا إن كان أنثى. ويحرّمون على الرجال والنساء الوصيلة وأخاها، ويزعمون أن الله حرّم ذلك عليهم. فقال الله سبحانه: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}.
وقال يقايسهم في تحريم ما حرّموا: {قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ} من الضأن والمعز {حَرَّمَ} الله عليكم {أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ}؟، فإن كان التحريم من جهة الذكرين: فكل ذكر حرام عليكم، وإن كان التحريم من جهة الأنثيين: فكل أنثى حرام عليكم، أم حرّم عليكم {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ} من الأجنّة؟.
فإن كان التحريم من جهة الاشتمال، فالأرحام تشتمل على الذكور، وتشتمل على الإناث، وتشتمل على الذكور والإناث، فكل جنين حرام.
أم كنتم شهداء إذ وصّاكم الله بهذا أي حين أمر الله بهذا فتكونون على يقين؟ أم تفترونه عليه وتختلقونه؟ توبيخ {كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ}). [تأويل مشكل القرآن: 339-341]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله عزّ وجلّ: {ومن الأنعام حمولة وفرشا كلوا ممّا رزقكم اللّه ولا تتّبعوا خطوات الشّيطان إنّه لكم عدوّ مبين}
نسق على الجنات، المعنى وهو الذي أنشأ جنات، وأنشأ من الأنعام حمولة وفرشا و"الحمولة" الإبل التي تحمّل.
وأجمع أهل اللغة على أن "الفرش" صغارها.
وقال بعض المفسرين: الفرش صغار الإبل وإن البقر والغنم من الفرش الذي جاء في التفسير، يدل عليه قوله: {ثمانية أزواج من الضّأن اثنين ومن المعز اثنين}
وقوله: {ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين}
فلما جاء هذا بدلا من قوله {حمولة وفرشا} جعله للبقر والغنم مع الإبل.
وقوله: {كلوا مما رزقكم الله} أي لا تحرّموا ما حرمتم مما جرى ذكره.
{ولا تتّبعوا خطوات الشّيطان} في "خطوات" ثلاثة أوجه: ضم الطاء وفتحها وإسكانها.
ومعنى {خطوات الشيطان}: طرق الشيطان، قال بعضهم: تخطي الشيطان الحلال إلى الحرام.
والذي تدل عليه اللغة أن المعنى لا تسلكوا الطريق الذي يسوّله لكم الشيطان). [معاني القرآن: 2/ 298]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ومن الأنعام حمولة وفرشا} وروى أبو الأحوص عن عبد الله بن مسعود أنه قال: "الحمولة": ما أطاق الحمل من الإبل، و"الفرش" ما لم يطق الحمل وكان صغيرا.
قال أبو جعفر: وهذا المعروف عند أكثر أهل اللغة.
وقال الضحاك: "الحمولة" من الإبل والبقر، و"الفرش" الغنم، واستشهد لصاحب هذا القول بقوله: {ثمانية أزواج} قال فثمانية بدل من قوله: {حمولة وفرشا}، قال الحسن: الحمولة الإبل والفرش الغنم). [معاني القرآن: 2/ 503-504]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {كلوا مما رزقكم الله} وهو أمر على الإباحة). [معاني القرآن: 2/ 504]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ولا تتبعوا خطوات الشيطان} يعني طرقه أي طريقه الذي يحسنه لكم وقيل تخطيه الحلال إلى الحرام وقيل يعني آثاره). [معاني القرآن: 2/ 504-505]
قَالَ غُلاَمُ ثَعْلَبٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الوَاحِدِ البَغْدَادِيُّ (ت:345هـ): ({حمولة وفرشا}: الحمولة: القوية على الحمل، والفرش: الصغيرة الضعيفة عن الحمل
والفرش - أيضا: القوية على الحمل والسير الكثير، ولم تأت الحمولة بمعنى الصغار). [ياقوتة الصراط: 225]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ((والحمولة) كبار الإبل: (والفرش) الصغار، ما دون الحِقاق). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 80]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({حَمُولَةً}: الإبل التي يحمل عليها). [العمدة في غريب القرآن: 131]

تفسير قوله تعالى: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْمَعْزِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ نَبِّئُونِي بِعِلْمٍ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ (143)}
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {ثمانية أزواجٍ...}
فإن شئت جعلت الثمانية مردودة على الحمولة. وإن شئت أضمرت لها فعلا.
وقوله: {ثمانية أزواجٍ} الذكر زوج، والأنثى زوج، ولو رفعت اثنين واثنين لدخول (من) كان صوابا كما تقول: رأيت القوم منهم قاعد ومنهم قائم، وقاعد وقائما.
والمعنى في قوله: {قل آلذّكرين حرّم} يقول: أجاءكم التحريم فيما حرمتم من السائبة والبحيرة والوصيلة والحام من الذكرين أم من الأنثيين؟ فلو قالوا: من قبل الذكر حرم عليهم كل ذكر، ولو قالوا: من قبل الأنثى حرمت عليهم كل أنثى.
ثم قال: {أمّا اشتملت عليه} يقول أم حرّم عليكم اشتمال الرحم؟ فلو قالوا ذلك لحرّم عليهم الذكر والأنثى؛ لأن الرحم يشتمل على الذكر والأنثى. و(ما) في قوله: {أمّا اشتملت} في موضع نصب، نصبته بإتباعه الذكرين والأنثيين). [معاني القرآن: 1/ 360-361]
قالَ أَبُو عُبَيْدَةَ مَعْمَرُ بْنُ الْمُثَنَّى التَّيْمِيُّ (ت: 210هـ): ({حمولةً وفرشاً} أي ما حملوا عليها،
والفرش: صغار الإبل لم تدرك أن يحمل عليها). [مجاز القرآن: 1/ 207]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({ثمانية أزواجٍ مّن الضّأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذّكرين حرّم أم الأنثيين أمّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبّئوني بعلمٍ إن كنتم صادقين}
ثم قال: {ثمانية أزواجٍ} أي: أنشأ حمولةً وفرشاً ثمانية أزواجٍ. أي: أنّشأ ثمانية أزواجٍ، على البدل أو التبيان أو على الحال.
ثم قال: "أنشأ {من الضّأن اثنين ومن المعز اثنين} وإنما قال: {ثمانية أزواجٍ} لأنّ كلّ واحدٍ "زوجٌ". تقول للاثنين: "هذان زوجان" وقال الله عز وجل: {ومن كلّ شيءٍ خلقنا زوجين} وتقول للمرأة: "هي زوجٌ" و"هي زوجةٌ" و: "هو زوجها". وقال: {وجعل منها زوجها} يعني المرأة وقال: {أمسك عليك زوجك} وقال بعضهم "الزوجة" وقال الأخطل:
زوجة أشمط مرهوبٌ بوادره ....... قد صار في رأسه التخويص والنزع
وقد يقال للاثنين أيضاً: "هما زوجٌ" وقال لبيد:
من كلّ محفوفٍ يظلّ عصيّه ....... زوجٌ عليه كلّةٌ وقرامها
وأمّا {الضأن} فمهموز وهو جماع على غير واحد.
ويقال: (الضئين) مثل "الشعير" وهو جماعة "الضأن" والأنثى "ضائنة" والجماعة: "الضوائن".
و{المعز} جمع على غير واحد وكذلك "المعزى"، فأما "المواعز" فواحدتها "الماعز" و"الماعزة" والذكر الواحد "ضائن" فيكون "الضأن" جماعة "الضائن" مثل صاحب" و"صحب" و"تاجر" و"تجر" وكذلك "ماعز" و"معز". وقال بعضهم {ضأن} و{معز} جعله جماعة "الضائن" و"الماعز" مثل "خادم" و"خدم"، و"حافد" و"حفدة" مثله إلاّ أنّه ألحق فيه الهاء.
وأمّا قوله: {آلذّكرين حرّم أم الأنثيين} فانتصب بـ"حرّم"). [معاني القرآن: 1/ 251-252]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (أبو عمرو {ومن المعز اثنين} يحرك.
أهل المدينة، وأصحاب عبد الله بالإسكان وهما لغتان.
والفعل: قد معز معازة، وهو المعز والمعز، والمعيز والماعز والمعزا.
[عن محمد]:
و{من الضأن} وهو جميع، والواحد ضائن وضائنة، والضئين على فعيل؛ وقالوا ضئنت الغنم ضأنا؛ إذا أشبهت الضأن.
قال أبو علي: وحكى لنا بعض من لا نتهم أنه سمع: ضأنة لواحد الضأن.
[وروى محمد بن صالح]:
ضئنت العنز ضأنًا: إذا أشبهت الضأن؛ وقالوا: أضأنت ضأنك، ومعزت معزاك؛ إذا عزلتها). [معاني القرآن لقطرب: 532]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (وقوله {ثمانية أزواج} فيجوز أن يكون النصب على: "وأنشأنا ثمانية أزواج"، ويجوز أن يكون على قوله {كلوا مما رزقكم الله} وكلوا {ثمانية أزواج} ). [معاني القرآن لقطرب: 558]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({ثمانية أزواجٍ} أي ثمانية أفراد. والفرد يقال له: زوج.
والاثنان يقال لهما: زوجان وزوج. وقد بينت تأويل هذه الآية في كتاب «المشكل»). [تفسير غريب القرآن: 162]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (ثم قال: {ثمانية أزواجٍ}، أي: كلوا مما رزقكم الله ثمانية أزواج. وإن شئت جعلته منصوبا بالرّدّ إلى الحمولة الفرش تبيينا لها.
والثمانية الأزواج: الضأن، والمعز، والإبل، والبقر.
وإنما جعلها ثمانية وهي أربعة، لأنه أراد: ذكرا وأنثى من كل صنف، فالذكر زوج، والأنثى زوج، والزوج يقع على الواحد والاثنين. ألا ترى أنك تقول للرجل: زوج، وهو واحد، وللمرأة: زوج، وهي واحدة؟ قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى}.
وكانوا يقولون: ما في بطون الأنعام حلال لذكورنا ونسائنا، إن كان الجنين ذكرا، ومحرّم على إناثنا إن كان أنثى. ويحرّمون على الرجال والنساء الوصيلة وأخاها، ويزعمون أن الله حرّم ذلك عليهم. فقال الله سبحانه: {مَا جَعَلَ اللَّهُ مِنْ بَحِيرَةٍ وَلَا سَائِبَةٍ وَلَا وَصِيلَةٍ وَلَا حَامٍ وَلَكِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يَفْتَرُونَ عَلَى اللَّهِ الْكَذِبَ}.
وقال يقايسهم في تحريم ما حرّموا: {قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ} من الضأن والمعز {حَرَّمَ} الله عليكم {أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ}؟، فإن كان التحريم من جهة الذكرين: فكل ذكر حرام عليكم، وإن كان التحريم من جهة الأنثيين: فكل أنثى حرام عليكم، أم حرّم عليكم {أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ} من الأجنّة؟.
فإن كان التحريم من جهة الاشتمال، فالأرحام تشتمل على الذكور، وتشتمل على الإناث، وتشتمل على الذكور والإناث، فكل جنين حرام.
أم كنتم شهداء إذ وصّاكم الله بهذا أي حين أمر الله بهذا فتكونون على يقين؟ أم تفترونه عليه وتختلقونه؟ توبيخ {كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ}). [تأويل مشكل القرآن: 339-341](م)
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (الزوج: اثنان، وواحد، قال الله تعالى: {وَأَنَّهُ خَلَقَ الزَّوْجَيْنِ الذَّكَرَ وَالْأُنْثَى} فجعل كل واحد منهما زوجا.
وهو بمعنى: الصّنف، قال: {خَلَقَ الْأَزْوَاجَ كُلَّهَا مِمَّا تُنْبِتُ الْأَرْضُ} يعني: الأصناف.
وقال: {ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ مِنَ الضَّأْنِ اثْنَيْنِ} أي ثمانية أصناف). [تأويل مشكل القرآن: 498](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {ثمانية أزواج من الضّأن اثنين ومن المعز اثنين قل آلذّكرين حرّم أم الأنثيين أمّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين نبّئوني بعلم إن كنتم صادقين} بدل من {حمولة وفرشا}، والزوج في اللغة: الواحد الذي يكون معه آخر.
{من الضّأن اثنين}، و"الضّأن" جمع ضائن وضأن، مثل تاجر وتجر.
{ومن المعز اثنين قل آلذّكرين حرّم أم الأنثيين أمّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين}
هذا احتجاج عليهم؛ بيّن اللّه عزّ وجلّ به فريتهم وكذبهم فيما ادّعوه من أن ما في بطون الأنعام حلال للذكور ومحرم على الإناث، وما حرموا من سائر ما وصفنا، فقيل لهم آلذّكرين حرّم فإن كان حرم من الغنم ذكورها فكل ذكورها حرام، وإن كان حرّم الأنثيين فكل الإناث حرام، وإن كان حرم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين فقد حرم الأولاد، وكلّها أولاد فكلّها حرام.
وكذلك الاحتجاج في قوله: {ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين}
فقيل لهم {نبّئوني بعلم} أي فسروا ما حرمتم بعلم، أي وأنتم لا علم لكم لأنكم لا تؤمنون بكتاب). [معاني القرآن: 2/ 299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {ثمانية أزواج} كل فرد يحتاج إلى آخر عند العرب زوج). [معاني القرآن: 2/ 505]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال تعالى: {من الضأن اثنين} وهو جمع ضائن كما يقال راكب وركب). [معاني القرآن: 2/ 505]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {ومن المعز اثنين} وهذا احتجاج عليهم أي إن كان حرم الذكور فكل ذكر حرام وإن كان حرم الإناث فكل أنثى حرام واحتج عليهم بهذا لأنهم أحلوا ما ولد حيا ذكرا للذكور وحرموه على الإناث إن كان أنثى، قال قتادة: أمره الله جل وعز أن يقول لهم: {آلذكرين حرم أم الأنثيين أم ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين} إن كان ما اشتملت عليه أرحام الأنثيين حراما فكل مولود منها حرام وكلها مولود فكلها إذا حرام.
وان كان التحريم من جهة الذكور من الضأن والمعز فكل ذكر حرام عليكم وإن كان من جهة الإناث فكل أنثى حرام عليكم وكانوا يحرمون الوصيلة وأخاها على الرجال والنساء). [معاني القرآن: 2/ 505-506]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {نبئوني بعلم إن كنتم صادقين} أي ليس عندكم علم لأنهم لا يؤمنون بكتاب). [معاني القرآن: 2/ 506]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({ثَمَانِيَةَ أَزْوَاجٍ} أي ثمانية أفراد، والفرد يقال له زوج). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 81]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({وَفَرْشًا}: صغار الإبل وقيل الغنم). [العمدة في غريب القرآن: 131]

تفسير قوله تعالى: {وَمِنَ الْإِبِلِ اثْنَيْنِ وَمِنَ الْبَقَرِ اثْنَيْنِ قُلْ آَلذَّكَرَيْنِ حَرَّمَ أَمِ الْأُنْثَيَيْنِ أَمَّا اشْتَمَلَتْ عَلَيْهِ أَرْحَامُ الْأُنْثَيَيْنِ أَمْ كُنْتُمْ شُهَدَاءَ إِذْ وَصَّاكُمُ اللَّهُ بِهَذَا فَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنِ افْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِبًا لِيُضِلَّ النَّاسَ بِغَيْرِ عِلْمٍ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ (144)}

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {أم كنتم شهداء...}
يقول: أوصّاكم الله بهذا معاينة؟). [معاني القرآن: 1/ 361]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): ({ومن الإبل اثنين ومن البقر اثنين قل آلذّكرين حرّم أم الأنثيين أمّا اشتملت عليه أرحام الأنثيين أم كنتم شهداء إذ وصّاكم اللّه بهذا فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبا ليضلّ النّاس بغير علم إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين}
{أم كنتم شهداء إذ وصّاكم اللّه بهذا} أي هل شاهدتم الله قد حرم هذا إذ كنتم لا تؤمنون برسول.
ثم بين ظلمهم فقال: {فمن أظلم ممّن افترى على اللّه كذبا ليضلّ النّاس بغير علم}.
وقد بيّن الاحتجاج أنهم لا يؤمنون بنبيّ ولا يدّعون أن نبيا خبّرهم عن الله أن هذا حرام، ولا أنهم شاهدوا اللّه قد حرّم ذلك). [معاني القرآن: 2/ 299]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {أم كنتم شهداء إذ وصاكم الله بهذا} أي لستم تؤمنون بكتاب فهل شهدتم الله عز وجل حرم هذا). [معاني القرآن: 2/ 506]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم بين ظلمهم فقال: {فمن أظلم ممن افترى على الله كذبا}). [معاني القرآن: 2/ 506]


رد مع اقتباس