عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 24 ربيع الثاني 1434هـ/6-03-2013م, 05:31 PM
ريم الحربي ريم الحربي غير متواجد حالياً
فريق الإشراف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2010
الدولة: بلاد الحرمين
المشاركات: 2,656
افتراضي

التفسير اللغوي

{هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158) إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}



تفسير قوله تعالى: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ يَوْمَ يَأْتِي بَعْضُ آَيَاتِ رَبِّكَ لَا يَنْفَعُ نَفْسًا إِيمَانُهَا لَمْ تَكُنْ آَمَنَتْ مِنْ قَبْلُ أَوْ كَسَبَتْ فِي إِيمَانِهَا خَيْرًا قُلِ انْتَظِرُوا إِنَّا مُنْتَظِرُونَ (158)}:
قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {هل ينظرون إلاّ أن تأتيهم الملائكة...}
لقبض أرواحهم: {أو يأتي ربّك}: القيامة {أو يأتي بعض آيات ربّك}: طلوع الشمس من مغربها). [معاني القرآن: 1/ 367]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({هل ينظرون أي هل ينتظرون إلّا أن تأتيهم الملائكة} عند الموت {أو يأتي ربّك يوم القيامة أو يأتي بعض آيات ربّك} طلوع الشمس من مغربها). [تفسير غريب القرآن: 164]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): (هل: تكون للاستفهام...، ويجعلونها أيضا بمعنى: (ما) في قوله: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمُ الْمَلَائِكَةُ} و: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ}، و: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا السَّاعَةَ}، و: {هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا تَأْوِيلَهُ}؟، و: {فَهَلْ عَلَى الرُّسُلِ إِلَّا الْبَلَاغُ الْمُبِينُ}؟.
هذا كله عندهم بمعنى: (ما).
وهو والأوّل عند أهل اللغة تقرير). [تأويل مشكل القرآن: 538-539](م)
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت: 311هـ): (وقوله: {هل ينظرون إلّا أن تأتيهم الملائكة أو يأتي ربّك أو يأتي بعض آيات ربّك يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا قل انتظروا إنّا منتظرون}
{هل ينظرون إلّا أن تأتيهم الملائكة} أي إلا أن تأتيهم ملائكة الموت.
{أو يأتي ربّك} أو يأتي إهلاك ربّك إيّاهم وانتقامه منهم، إمّا بعذاب عاجل أو بالقيامة.
وهذا كقولنا: قد نزل فلان ببلد كذا وكذا، وقد أتاهم فلان أي قد أوقع بهم.
وقوله: {أو يأتي بعض آيات ربّك} نحو: خروج الدابة أو طلوع الشمس من مغربها.
وقوله: {يوم يأتي بعض آيات ربّك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل} أي لا ينفعها الإيمان عند الآية التي تضطركم إلى الإيمان، لأن اللّه جلّ ثناؤه قال: {إنّما تجزون ما كنتم تعملون} وبعث الرسل بالآيات التي تتدبّر، فيكون للمؤمن بها ثواب ولو بعث اللّه على كل من لم يؤمن عذابا، لاضطر الناس إلى الإيمان به: وسقط التكليف والجزاء). [معاني القرآن: 2/ 307-308]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله جل وعز: {هل ينظرون إلا أن تأتيهم الملائكة}
قال قتادة: أي بالموت أو يأت ربك. قال قتادة: يعني يوم القيامة.
وقال غيره: المعنى إهلاك ربك إياهم). [معاني القرآن: 2/ 522]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {أو يأتي بعض آيات ربك يوم يأتي بعض آيات ربك لا ينفع نفسا إيمانها لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} روى وكيع عن ابن أبي ليلى عن عطية عن أبي سعيد الخدري عن النبي صلى الله عليه وسلم في قول الله عز وجل: {يوم يأتي بعض آيات ربك} قال: «طلوع الشمس من مغربها»
{لم تكن آمنت من قبل أو كسبت في إيمانها خيرا} وروى ابن جريج عن ابن أبي مليكة عن عبد الله بن عمرو قال: الآية التي لا ينفع نفسا إيمانها عندها إذا طلعت الشمس من مغربها مع القمر في وقت واحد). [معاني القرآن: 2/ 522-523]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({هَلْ يَنظُرُونَ} أي ينتظرون. {إِلاَّ أَن تَأْتِيهُمُ الْمَلائِكَةُ} أي عند الموت.
{أَوْ يَأْتِيَ رَبُّكَ} أي يوم القيامة، {أَوْ يَأْتِيَ بَعْضُ آيَاتِ رَبِّكَ} طلوع الشمس من مغربها). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 81]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعًا لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ إِنَّمَا أَمْرُهُمْ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُمْ بِمَا كَانُوا يَفْعَلُونَ (159)}:

قالَ يَحْيَى بْنُ زِيَادٍ الفَرَّاءُ (ت: 207هـ): (وقوله: {إنّ الّذين فرّقوا دينهم...}
قرأها علي (فارقوا)، وقال: والله ما فرّقوه ولكن فارقوه. وهم اليهود والنصارى. وقرأها الناس (فرّقوا دينهم) وكلّ وجه.
وقوله: {لّست منهم في شيءٍ} يقول من قتالهم في شيء، ثم نسختها: {فاقتلوا المشركين حيث وجدتّموهم}). [معاني القرآن: 1/ 367]
قالَ الأَخْفَشُ سَعِيدُ بْنُ مَسْعَدَةَ الْبَلْخِيُّ (ت: 215هـ): ({إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً لّست منهم في شيءٍ إنّما أمرهم إلى اللّه ثمّ ينبّئهم بما كانوا يفعلون}
وقال: {إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعاً}.
وقال بعضهم (فارقوا) من "المفارقة"). [معاني القرآن: 1/ 253]
قال قطرب محمد بن المستنير البصري (ت: 220هـ تقريباً) : (ابن عباس وابن مسعود وأبو عمرو {فرقوا دينهم}.
[معاني القرآن لقطرب: 533]
علي بن أبي طالب رضي الله عنه {فارقوا دينهم} ). [معاني القرآن لقطرب: 534]
قَالَ عَبْدُ اللهِ بْنُ مُسْلِمِ بْنِ قُتَيْبَةَ الدِّينَوَرِيُّ (ت: 276هـ): ({وكانوا شيعاً} أي فرقا وأحزابا.
{لست منهم في شيءٍ} أي ليس إليك شيء من أمرهم). [تفسير غريب القرآن: 164]
قَالَ إِبْرَاهِيمُ بْنُ السَّرِيِّ الزَّجَّاجُ (ت:311هـ): (وقوله: {إنّ الّذين فرّقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء إنّما أمرهم إلى اللّه ثمّ ينبّئهم بما كانوا يفعلون}
قال بعضهم: هذه نزلت قبل الحرب، أي ليس عليك قتالهم إنّما أمرهم إلى اللّه.
ومعنى {وكانوا شيعا} أي كانوا متفرقين في دينهم. يعنى به اليهود والنصارى، لأن النصارى بعضها يكفر بعضا وكذلك اليهود، وهم أيضا أهل التوراة، وبعضهم يكفر بعضا، أعني اليهود تكفر النصارى، والنصارى تكفر اليهود.
وفي هذه الآية حث على أن تكون كلمة المسلمين واحدة، وأن لا يتفرقوا في الدين وأن لا يبتدعوا البدع ما استطاعوا.
فقوله: {لست منهم في شيء} يدل على أن من فرق دينه من أهل ملة الإسلام وابتدع البدع فقد صار به منهم.
ومعنى شيّعت في اللغة اتّبعت. والعرب تقول: شاعكم السّلم وأشاعكم السّلم، ومعناه: تبعكم السّلم.
قال الشاعر:
ألا يا نخلة من ذات عرق ....... برود الظل شايعك الظلام
وتقول: آتيتك غدا أو شيعه أي أو اليوم الذي يتبعه، فمعنى الشيعة الذين يتبع بعضهم بعضا، ومعنى الشيع الفرق التي كل فرقة منهم يتبع بعضهم بعضا وليس كلهم متفقين). [معاني القرآن: 2/ 308-309]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (وقوله عز وجل: {إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء} الشيع الفرق ومعنى شايعت في اللغة تابعت ومعنى وكانوا شيعا وكانوا فرقا كل فرقة يتبع بعضها بعضا إلا أن الشيع كلها متفقة). [معاني القرآن: 2/ 523]
قَالَ أَحْمَدُ بنُ مُحَمَّدِ بنِ إِسْمَاعِيلَ النحَّاسُ (ت: 338هـ): (ثم قال جل وعز: {لست منهم في شيء إنما أمرهم إلى الله}
قيل هذا قبل الأمر بالقتال وروى أبو غالب عن أبي أمامة عن النبي صلى الله عليه وسلم في قوله تعالى: {فرقوا دينهم وكانوا شيعا} قال: «هم الخوارج».

وقيل إن الآية تدل على أن من ابتدع من خارجي وغيره فليس النبي صلى الله عليه وسلم منهم في شيء؛ لأنهم إذا ابتدعوا تخاصموا وتفرقوا وكانوا شيعا). [معاني القرآن: 2/ 523-524]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شِيَعًا} أي فرقا وأحزابا). [تفسير المشكل من غريب القرآن: 81]
قَالَ مَكِّيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ القَيْسِيُّ (ت: 437هـ): ({شِيَعًا}: فرقاً). [العمدة في غريب القرآن: 132]


رد مع اقتباس