عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 3 ذو الحجة 1435هـ/27-09-2014م, 10:56 AM
أم إسماعيل أم إسماعيل غير متواجد حالياً
إدارة الجمهرة
 
تاريخ التسجيل: Dec 2010
المشاركات: 4,914
افتراضي

تفاسير القرن الثامن الهجري

تفسير قوله تعالى: {لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ (8)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) :(وقوله تعالى: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين ولم يخرجوكم من دياركم} أي لا ينهاكم عن الإحسان إلى الكفرة الّذين لا يقاتلونكم في الدّين، كالنّساء والضّعفة منهم، {أن تبرّوهم} أي: تحسنوا إليهم {وتقسطوا إليهم} أي: تعدلوا {إنّ اللّه يحبّ المقسطين}.
قال الإمام أحمد: حدّثنا أبو معاوية، حدّثنا هشام بن عروة، عن فاطمة بنت المنذر، عن أسماء -هي بنت أبي بكرٍ، رضي اللّه عنهما-قالت: قدمت أمّي وهي مشركةٌ في عهد قريشٍ إذ عاهدوا، فأتيت النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم فقلت: يا رسول اللّه، إنّ أمّي قدمت وهي راغبةٌ، أفأصلها؟ قال: "نعم، صلي أمّك" أخرجاه.
وقال الإمام أحمد: حدّثنا عارمٌ، حدّثنا عبد اللّه بن المبارك، حدّثنا مصعب بن ثابتٍ، حدّثنا عامر بن عبد اللّه بن الزّبير، عن أبيه قال: قدمت قتيلة على ابنتها أسماء بنت أبي بكرٍ بهدايا: صناب وأقطٌ وسمنٌ، وهي مشركةٌ، فأبت أسماء أن تقبل هديتها تدخلها بيتها، فسألت عائشة النّبيّ صلّى اللّه عليه وسلّم، فأنزل اللّه، عزّ وجلّ: {لا ينهاكم اللّه عن الّذين لم يقاتلوكم في الدّين} إلى آخر الآية، فأمرها أن تقبل هديّتها، وأن تدخلها بيتها.
وهكذا رواه ابن جريرٍ وابن أبي حاتمٍ، من حديث مصعب بن ثابتٍ، به. وفي روايةٍ لأحمد وابن جريرٍ: "قتيلة بنت عبد العزّى بن [عبد] أسعد، من بني مالك بن حسلٍ. وزاد ابن أبي حاتمٍ: "في المدّة الّتي كانت بين قريشٍ، ورسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم".
وقال أبو بكرٍ أحمد بن عمرو بن عبد الخالق البزّار: حدّثنا عبد اللّه بن شبيبٍ، حدّثنا أبو بكر بن أبي شيبة، حدّثنا أبو قتادة العدويّ، عن ابن أخي الزّهريّ، عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة وأسماء أنّهما قالتا: قدمت علينا أمّنا المدينة، وهي مشركةٌ، في الهدنة الّتي كانت بين قريشٍ وبين رسول اللّه صلّى اللّه عليه وسلّم، فقلنا: يا رسول اللّه، إنّ أمّنا قدمت علينا المدينة راغبةً، أفنصلها؟ قال: "نعم، فصلاها".
ثمّ قال: وهذا الحديث لا نعلمه يروى عن الزّهريّ، عن عروة، عن عائشة إلّا من هذا الوجه.
قلت: وهو منكرٌ بهذا السّياق؛ لأنّ أمّ عائشة هي أمّ رومان، وكانت مسلمةً مهاجرةً وأمّ أسماء غيرها، كما هو مصرّحٌ باسمها في هذه الأحاديث المتقدّمة واللّه أعلم.
وقوله: {إنّ اللّه يحبّ المقسطين} تقدّم تفسير ذلك في سورة "الحجرات"، وأورد الحديث الصّحيح: "المقسطون على منابر من نورٍ عن يمين العرش، الّذين يعدلون في حكمهم، وأهاليهم، وما ولوا"). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 90-91]

تفسير قوله تعالى: {إِنَّمَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ قَاتَلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَأَخْرَجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ وَظَاهَرُوا عَلَى إِخْرَاجِكُمْ أَنْ تَوَلَّوْهُمْ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ (9)}
قالَ إِسْمَاعِيلُ بْنُ عُمَرَ بْنِ كَثِيرٍ القُرَشِيُّ (ت: 774 هـ) : (وقوله: {إنّما ينهاكم اللّه عن الّذين قاتلوكم في الدّين وأخرجوكم من دياركم وظاهروا على إخراجكم أن تولّوهم} أي: إنّما ينهاكم عن موالاة هؤلاء الّذين ناصبوكم العداوة، فقاتلوكم وأخرجوكم، وعاونوا على إخراجكم، ينهاكم اللّه عن موالاتهم ويأمركم بمعاداتهم. ثمّ أكّد الوعيد على موالاتهم فقال: {ومن يتولّهم فأولئك هم الظّالمون} كقوله {يا أيّها الّذين آمنوا لا تتّخذوا اليهود والنّصارى أولياء بعضهم أولياء بعضٍ ومن يتولّهم منكم فإنّه منهم إنّ اللّه لا يهدي القوم الظّالمين} [المائدة: 51]). [تفسير القرآن العظيم: 8/ 91]


رد مع اقتباس